الميليشيات ارتكبت 111 انتهاكاً في المحويت خلال شهر واحد

TT

الميليشيات ارتكبت 111 انتهاكاً في المحويت خلال شهر واحد

كشفت منظمة «راصد للحقوق والحريات»، منظمة غير حكومية، عن ارتكاب ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية نحو 111 انتهاكاً في محافظة المحويت خلال شهر أغسطس (آب) الماضي، تنوعت بين الاختطاف والإخفاء القسري، والملاحقات والمضايقات، ونهب تجار، واحتلال للمؤسسات الحكومية والخاصة، ومقرات وجمعيات خيرية، ودور للقرآن الكريم، واستحداث ونصب نقاط تفتيش.
وقالت المنظمة في تقريرها الحديث، إن الميليشيات الانقلابية ارتكبت «10 حالات اختطاف و11 حالة إخفاء قسري، 9 حالات ملاحقات ومطاردة، وتشريد ثلاث أسر من منازلها واحتلال لـ30 منشأة حكومية، (9) منشآت خاصة، تحويل (12) منشأة إلى ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة، وإغلاق دور ومدارس تحفيظ القرآن التي بلغت (17) مدرسة، إضافة إلى استحداث الميليشيا نقاط تفتيش داخل المدينة وعلى مداخلها، واستمرارها في ابتزاز وجباية أموال المواطنين والتجار بقوة السلاح، وتهديد من يرفض دفع الجبايات بسجنه». مشيرة إلى أن «هذه الانتهاكات التي تم ذكرها في التقرير هو ما تسنى لها رصدها وتوثيقها فقط».
وأكدت، أن الميليشيات الانقلابية «تستمر بممارسة أنوع الجرائم والانتهاكات منذ أن اقتحمت محافظة المحويت وسيطرت عليها، في ظل تزايد كبير للجرائم والانتهاكات في جميع المناطق التي تسيطر عليها».
وطالبت المنظمة في تقريرها بسرعة «الإفراج عن المختطفين»، داعية في الوقت ذاته المنظمات الحقوقية المحلية والخارجية إلى «زيارة المحويت لتفقد أحوال المختطفين والمعتقلين في سجون الميليشيات الانقلابية والاطلاع على حجم الانتهاكات التي تمارسها الميليشيات في سجونها، والتي لا تستطيع المنظمة رصدها».
على صعيد متصل، قالت منظمة «سام للحقوق والحريات»، منظمة غير حكومية، إن ميليشيا الحوثي وصالح تسيطر على السجون ومراكز الاعتقال في العاصمة صنعاء، وكلٍ من محافظات عمران وحجة وإب والبيضاء وذمار والحديدة، وإنهم يمارسون ضد المعتقلين صنوفا شتى من التعذيب الجسدي والنفسي، ويُحْرَمون من أبسط الحقوق المكفولة بموجب الدستور اليمني والقوانين الدولية.
وأضافت، أن ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية «حولت الكثير من المنازل التي سيطرت عليها والتابعة لقيادات سياسية وعسكرية إلى معتقلات وسجون، وأن 24 مركز اعتقال وسجن في الحديدة تحت سيطرة ميليشيات الحوثي وصالح»، وبأنها (المنظمة) وثقت «أكثر من (208) من السجون والمعتقلات غير القانونية تحت إدارة ميليشيات مقاتلة تتبع جماعة الحوثي وقوات صالح أو بعض الفصائل المسلحة».
وأشارت إلى أنها «لم توثق مراكز الاعتقال المعروفة والمعلنة كمعتقلات أقسام الشرطة وإدارات الأمن والمديريات والسجون المركزية، وإنما ركّزت في توثيقها على السجون السرية وغير التقليدية كالمدارس والبيوت والمستوصفات والمساجد والقلاع الأثرية والمواقع السرية التي تحولت إلى أماكن اعتقال غير قانونية تمارس فيها الانتهاكات».
ودعت جميع أطراف الصراع التوقف فوراً عن ممارسة الإخفاء القسري والاحتجاز التعسفي وتعذيب المعتقلين، وتقديمهم لائحة بكل مراكز الاحتجاز والكشف عن أسماء المحتجزين حالياً أو الذين لقوا حتفهم خلال الاحتجاز، بالإضافة إلى السماح لذويهم بزيارتهم والاطمئنان عليهم.
من جانبه، قال توفيق الحميدي، مسؤول الرصد والتوثيق بالمنظمة، إن «هذه المعتقلات السرية وغير القانونية تُدار بعيداً عن القضاء، وبصورة مخالفة للدستور اليمني والاتفاقيات والمبادئ الدولية، ومنها المعايير المتعلقة بالسجناء وظروف حبسهم الواردة في اتفاقية 1957 الخاصة بالمعاملة النموذجية للسجناء، كما تخالف القواعد الأساسية لمعاملة السجناء لعام 1990 والمبادئ الخاصة بحماية كل السجناء الموضوعين تحت أي شكل من أشكال الحبس لعام 1988».
وأضاف: «يجب أن يتمتع المحتجزون بحق الحماية الأساسية، بما في ذلك المثول السريع أمام سلطة مستقلة، ويجب أن يتم إبلاغ المحتجزين والأهالي عن الأسباب المحددة للاحتجاز، وتقديم الفرصة لهم للاعتراض على احتجازهم. يمكن أن يتم احتجاز شخص غير متهم بارتكاب جناية لأسباب أمنية استثنائية فقط، ويكون منصوصاً عليها في القانون المحلي، ويجب إطلاق سبيله فوراً حينما تنتفي أسباب الحرمان من حريته، وينبغي مثول جميع المتهمين أمام قاضٍ فوراً وإعادة النظر في حالات الاحتجاز في هذه الظروف كل 6 أشهر على الأقل، وأن تتم معاملة المحتجزين بإنسانية دائماً وأن يسمح لعائلاتهم بالزيارات بموجب القانون الدولي الإنساني».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.