نتنياهو يطلب من ماورير محاولة أخرى لإعادة المحتجزين لدى حماس

ادعى أن الحركة تحتجزهم بقطاع غزة في ظروف قاسية

TT

نتنياهو يطلب من ماورير محاولة أخرى لإعادة المحتجزين لدى حماس

طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من رئيس الصليب الأحمر، بيتر ماورير، التدخل من أجل إعادة الجنود الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، وكذلك المدنيون. وقال نتنياهو لماورير، الذي التقاه أمس في القدس: «نحن نتطلع إلى علاقة عادلة ومفتوحة جدا بين الصليب الأحمر وإسرائيل، وهي باعتقادي مهمة جدا للصليب الأحمر، والإسرائيليين والسلام. أنا ملزم بالقول لك إنك جئت في الوقت الذي نتعامل فيه مع هذه القسوة غير المحتملة، عندما يتم الاحتفاظ بجثث جنودنا القتلى، وحتى لا يجري إطلاق معلومات عنهم، وليس بأقل أهمية من ذلك، لدينا مواطنون إسرائيليون عزل وأبرياء محتجزون في غزة، ممن طلبت أنت زيارتهم ونحن طالبنا بمعلومات عنهم».
وأضاف نتنياهو: «لكن لا، هم محتجزون بصورة مغلقة جدا وقاسية، أنا أقدر ما قدمتموه من مساعدة في هذا المجهود الإنساني أمام قسوة حماس».
وتابع: «أنا مقتنع أنكم قادرون فيما يتعلق بإعادة جثامين جنودنا، لكن أيضا، على إعادة أولئك المواطنين الأبرياء الذين تحتجزهم حماس، في انتهاك لجميع المعايير الدولية وجميع القيم التي تأسس عليها الصليب الأحمر» على حد قوله.
ورد ماورير على نتنياهو قائلا: «نحن هنا في المنطقة منذ فترة طويلة، وهذه واحدة من أطول العمليات التي قمنا بها. لدينا صلاحية بموجب القانون الدولي، لكن مهمتنا، أيضا، مساعدة الناس وإيجاد حلول عملية. أنا أتطلع مجددا لفرصة جديدة لمعالجة بعض التحديات التي نواجهها اليوم، وأن نرى كيف للصليب الأحمر أن يساعد في هذا التحدي أو غيره». والتقى ماروير مع نتنياهو بعد لقاء جمعه في رام الله بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقبله بزعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار.
وكان عباس قد استقبل أمس، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بيتر ماورير، في مقر الرئاسة في مدينة رام الله. وحاول ماورير خلال وجوده في غزة، حمل حماس على كشف معلومات حول الإسرائيليين لديها، وطلب زيارتهم أيضا، لكن رئيس حماس، يحيى السنوار، رفض ذلك. وقال السنوار لماروير، إن إسرائيل تعرف الثمن الذي يجب أن تدفعه مقابل ذلك.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن ماورير قال للسنوار إنه يجب الكشف عن ظروف احتجاز الإسرائيليين المدنيين لدى حماس، وكذلك توضيح ظروف احتجاز جثث الجنود، وفق القانون الدولي الإنساني. لكن السنوار أبلغه أن ذلك غير ممكن، وأن ظروفهم على أي حال أفضل من ظروف الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل.
وشرح السنوار ظروف اعتقال الفلسطينيين في إسرائيل ومخالفة ذلك للقانون الدولي. وقال إنه يريد من خلال صفقة مع إسرائيل ضمان الحرية للأسرى الفلسطينيين وتحسين ظروفهم كذلك. كما رفض السنوار طلبا لماورير بزيارة الأسرى الإسرائيليين لدى حركته.
وتقول حماس إن على إسرائيل إطلاق سراح أكثر من 50 أسيرا أمنيا أعادت اعتقالهم، بعد أن أطلق سراحهم ضمن صفقة تبادل سابقة تمت في 2011، قبل البدء في مفاوضات حول صفقة جديدة.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.