تصاعد الغليان الشعبي ضد انقلابيي اليمن

قبيلة يمنية تتوعد الحوثيين بعد مقتل أحد أبنائها

TT

تصاعد الغليان الشعبي ضد انقلابيي اليمن

تصاعد الغليان الشعبي لدى اليمنيين في المدن والمناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، جراء التكرار اليومي للجرائم والانتهاكات الإنسانية بحق المواطنين التي تمثلت بالقتل والملاحقات والاعتقالات، إلى جانب فرض إتاوات إجبارية لدعم المقاتلين.
وذكرت مصادر أن «قبائل مسور بمحافظة ريمة حشدت في منطقة جبل الثلوث مسلحيها في تجمع كبير للتنديد بمقتل أحد أبنائها على أيدي أفراد نقطة تابعة لميليشيات الحوثي في أول أيام عيد الأضحى المبارك»، ووصفتهم بـ«قطاع طرق». وتوعدت القبائل بـ«التصعيد حتى الاقتصاص من القتلة»، طبقاً لما نشرته «العربية نت».
وبحسب المصادر التي حضرت الحشد القبلي، فإن «قبائل مسور ومعهم جموع من قبيلة بني عقيل بكال، يتقدمهم أهل الحل والعقد من مشايخ وعقال وأعيان ومثقفي مسور، ناقشوا خطة تصعيدية ضد الميليشيات، لمطالبتها بسرعة تسليم القاتل»، مشددين على أن «قتل أحد أبنائهم اعتداء على كل القبيلة ولن يمر مرور الكرام»، وضرورة «تنفيذ حكم الحرابة بحقهم».
وتتكالب الجرائم الانقلابية على المواطنين اليمنيين عند التوقف لدى مسألة الرواتب، إذ لم يتسلم موظفو الدولة رواتبهم منذ 10 أشهر، في الوقت الذي يتقاذف فيه طرفا الانقلاب تهم تعطيل الرواتب.
ومنذ أول أيام عيد الأضحى، تمارس الميليشيات الانقلابية ابتزازاً للمواطنين في مختلف المحافظات الخاضعة لسيطرتها، من نصب نقاط تفتيش جديد لمضايقة المسافرين وفرض إتاوات جديدة أسمتها «معايدة» عناصرها الانقلابية في جبهات القتال، وبقوة السلاح، ومن يرفض يحصل له ما لا يحمد عقباه، إما القتل أو الخطف والسجن الذي يصل إلى الإخفاء القسري.
وقتلت ميليشيات الحوثي، في أول أيام عيد الأضحى، مواطناً في إحدى النقاط الأمنية التابعة لهم، في منطقة واقعة بين محافظتي ذمار وريمة، وهو مسافر رفقة نساء وأطفال بسيارته لقضاء إجازة العيد مع أطفاله في قريته بمسور ريمة غرب اليمن، لرفضه دفع مبالغ مالية لإعانة مقاتليها، توعدت قبيلة المقتول بخطة تصعيدية ضد الميليشيات الانقلابية خلال الأيام المقبلة حتى يتم الاقتصاص من القتلة.
وفي محافظة المحويت، شمال غربي صنعاء، تواصل الميلشيات الانقلابية استفزاز المسافرين منذ أول أيام عيد الأضحى من خلال نصب نقاط تفتيش جديدة داخل المدينة والطرق المؤدية إلى المحافظة وتفتيشهم بطرق استفزازية وطلبها أخذ البطاقات الشخصية منهم، علاوة على استمرارها في فرض المبالغ المالية الكبيرة على التجار وبقوة السلاح بحجة تسيير قوافل عيدية لدعم عناصرها في جبهات القتال.
وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن الميليشيات الانقلابية قامت باختطاف عدد من أبناء التجار في المحافظة الذين رفضوا الإتاوات من مبالغ مالية فرضتها عليهم لرفد جبهاتها وطلبت من ذويهم مبالغ مالية كبيرة مقابل الإفراج عن أبنائهم.
وبحسب شكاوى تلقاها مركز المحويت الإعلامي، فقد أكدت تلك الشكاوى أن الميليشيات الانقلابية «أقدمت خلال الثلاثة الأيام الماضية على اختطاف ما لا يقل عن 10 من أبناء التجار خصوصاً تجار الجملة واقتادتهم إلى سجونها، ورفضت إطلاقهم إلا بمبالغ مالية تصل إلى 300 ألف ريال يمني».
وأشارت إلى أنه «بحسب الشكاوى، فإن كثيراً من تجار المحافظة في مدينة المحويت تلقوا تهديدات باختطاف أبنائهم، وعرقلة بضائعهم في نقاط التفتيش إذا لم يقوموا بدفع المبالغ المالية المطلوبة منهم تحت تسميات دعم المجهود الحربي».
مصادر أخرى في محافظة إب، قالت إن ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية اختطفت 5 مواطنين من أهالي مديرية الرضمة أثناء مرورهم بنقطة تفتيش بدمت، في أول أيام عيد الأضحى المبارك، واقتادتهم إلى منطقة مجهولة ولا يعرف مصيرهم.


مقالات ذات صلة

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.