رؤساء نصف سكان العالم يرفضون الحمائية التجارية

الاستثمارات الخارجية لأعضاء «بريكس» 197 مليار دولار في 2016

الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال ترؤسه دول مجموعة «بريكس» في شيامن أمس (أ.ف.ب)
الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال ترؤسه دول مجموعة «بريكس» في شيامن أمس (أ.ف.ب)
TT

رؤساء نصف سكان العالم يرفضون الحمائية التجارية

الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال ترؤسه دول مجموعة «بريكس» في شيامن أمس (أ.ف.ب)
الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال ترؤسه دول مجموعة «بريكس» في شيامن أمس (أ.ف.ب)

أظهرت مسودة للبيان الختامي لاجتماع مجموعة «بريكس»، أن الدول الأعضاء ستواصل رفض الحماية التجارية بقوة في الوقت الذي تلتزم فيه بنظام تجاري متعدد الأطراف «منفتح وشامل».
وشددت المسودة، على الحاجة إلى توخي الحذر في تجنب «السياسات الانعزالية» التي قد تضر بثقة السوق العالمية، داعية دول «بريكس» إلى تعزيز التنسيق في الاقتصاد الكلي والسياسة الهيكلية، بحسب وكالة «رويترز».
كما دعت أيضاً جميع الدول إلى تنفيذ اتفاق باريس للمناخ بالكامل، في حين تعهدت بتعزيز تعاون «بريكس» بشأن تغير المناخ والطاقة وتوسيع التمويل للمشروعات الصديقة للبيئة.
وأضافت المسودة أن الاقتصادات الخمسة الناشئة اتفقت على تأسيس صندوق سندات بالعملة المحلية لـ«بريكس».
ومن المتوقع أن يصدر البيان الختامي الرسمي، المعروف باسم «إعلان شيامن» في اجتماع بحضور رؤساء الدول من الاقتصادات الناشئة الخمس الكبرى في المجموعة، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، والمنعقد في مدينة شيامن، اليوم.
وطالب الرئيس الصيني شي جينبينغ أمس (الاثنين)، دول مجموعة «بريكس»، بالعمل من أجل دفع التعاون الاقتصادي العملي فيما بينها.
ونقلت وكالة أنباء «شينخوا» عن الرئيس الصيني قوله في كلمة أمام قمة «بريكس»، إنه رغم الإنجازات التي حققتها المجموعة، فإنه لم يتم بعد إطلاق العنان لإمكانات التعاون التي تتمتع بها المجموعة على نحو كامل.
وأضاف أن الاستثمارات الخارجية لأعضاء «بريكس» الخمسة بلغ إجماليها 197 مليار دولار أميركي في 2016، لكن 5.7 في المائة منها فقط، يتم استثماره بين دول «بريكس».
وأوضح شي أنه يتعين على دول المجموعة تعزيز تعاونها في قطاعات مثل التجارة والاستثمار والمجالات النقدية والمالية وفي تحقيق الترابط فيما بينها، إضافة إلى التنمية المستدامة والإبداع والتعاون الصناعي.
واستطرد قائلاً إن الصين بصدد إطلاق خطة للتعاون الاقتصادي والتكنولوجي والتبادل بين دول «بريكس»، بقيمة تصل في المرحلة الأولى للخطة إلى 500 مليون يوان (نحو 67 مليون دولار أميركي)، من أجل تعزيز التواصل على صعيد السياسات والتعاون العملي في المجالات الاقتصادية والتجارية، بحسب «شينخوا». وتابع: «الصين تعتزم كذلك استثمار 4 ملايين دولار لدعم مشاريع بنك التنمية الجديد لدول بريكس».
يشار إلى أن مجموعة «بريكس» تأسست بشكل رسمي في عام 2006، وتضم البرازيل وروسيا والهند والصين. وانضمت جنوب أفريقيا إلى المجموعة في 2010. وهى الدول الأسرع نمواً من الناحية الاقتصادية في العالم لتكون بمثابة ثقل موازٍ في النظام العالمي الذي يهيمن عليه الغرب.
وتغطي المجموعة أكثر من 25 في المائة من مساحة الكرة الأرضية، ويعيش بدولها أكثر من 40 في المائة من سكان العالم، وتدر دول المجموعة 22.5 في المائة من إجمالي الناتج المحلي العالمي، وفقاً لتقديرات صندوق النقد الدولي لعام 2015.
وسيتضمن مؤتمر «بريكس» محادثات، اليوم (الثلاثاء)، مع زعماء كل من مصر وغينيا والمكسيك وطاجيكستان وتايلاند، الذين تمت دعوتهم بموجب خطة «بريكس بلاس»، التي قد تعني توسعة محتملة للمجموعة.



الاقتصاد البريطاني ينكمش بشكل غير متوقع بـ0.1 % في أكتوبر

ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)
ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)
TT

الاقتصاد البريطاني ينكمش بشكل غير متوقع بـ0.1 % في أكتوبر

ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)
ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)

انكمش الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.1 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول)، في الفترة التي سبقت أول موازنة للحكومة الجديدة، وهو أول انخفاض متتالٍ في الناتج منذ بداية جائحة «كوفيد - 19»، مما يؤكد حجم التحدي الذي يواجهه حزب العمال لتحفيز الاقتصاد على النمو.

فقد أظهرت أرقام مكتب الإحصاء الوطني أن الانخفاض غير المتوقع في الناتج المحلي الإجمالي كان مدفوعاً بتراجعات في البناء والإنتاج، في حين ظلَّ قطاع الخدمات المهيمن راكداً.

وكان خبراء الاقتصاد الذين استطلعت «رويترز» آراءهم يتوقَّعون نمو الاقتصاد بنسبة 0.1 في المائة. ويأتي ذلك بعد انخفاض بنسبة 0.1 في المائة في سبتمبر (أيلول) ونمو بطيء بنسبة 0.1 في المائة في الرُّبع الثالث من العام، وفقاً لأرقام الشهر الماضي.

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الأسبوع الماضي، إن «هدف الحكومة هو جعل المملكة المتحدة أسرع اقتصاد نمواً بين دول مجموعة السبع، مع التعهد بتحقيق دخل حقيقي أعلى للأسر بحلول عام 2029».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (إ.ب.أ)

لكن مجموعة من الشركات قالت إنها تخطِّط لإبطاء الإنفاق والتوظيف بعد موازنة حزب العمال في أكتوبر، التي تضمَّنت زيادات ضريبية بقيمة 40 مليار جنيه إسترليني.

وقال خبراء اقتصاديون إن الانكماش الشهري الثاني على التوالي في الناتج المحلي الإجمالي يعني أن الاقتصاد نما لمدة شهر واحد فقط من الأشهر الخمسة حتى أكتوبر، وقد يعني ذلك أن الاقتصاد انكمش في الرُّبع الرابع ككل.

وقالت وزيرة الخزانة راشيل ريفز، إن الأرقام «مخيبة للآمال»، لكنها أصرَّت على أن حزب العمال يعيد الاقتصاد إلى مساره الصحيح للنمو.

أضافت: «في حين أن الأرقام هذا الشهر مخيبة للآمال، فقد وضعنا سياسات لتحقيق النمو الاقتصادي على المدى الطويل، ونحن عازمون على تحقيق النمو الاقتصادي؛ لأنَّ النمو الأعلى يعني زيادة مستويات المعيشة للجميع في كل مكان».

واشتكت مجموعات الأعمال من أن التدابير المعلنة في الموازنة، بما في ذلك زيادة مساهمات التأمين الوطني لأصحاب العمل، تزيد من تكاليفها وتثبط الاستثمار.

وانخفض الناتج الإنتاجي بنسبة 0.6 في المائة في أكتوبر؛ بسبب الانخفاض في التصنيع والتعدين والمحاجر، في حين انخفض البناء بنسبة 0.4 في المائة.

وقالت مديرة الإحصاءات الاقتصادية في مكتب الإحصاءات الوطنية، ليز ماكيون: «انكمش الاقتصاد قليلاً في أكتوبر، حيث لم تظهر الخدمات أي نمو بشكل عام، وانخفض الإنتاج والبناء على حد سواء. شهدت قطاعات استخراج النفط والغاز والحانات والمطاعم والتجزئة أشهراً ضعيفة، وتم تعويض ذلك جزئياً بالنمو في شركات الاتصالات والخدمات اللوجيستية والشركات القانونية».

وقال كبير خبراء الاقتصاد في المملكة المتحدة لدى «كابيتال إيكونوميكس»، بول ديلز، إنه «من الصعب تحديد مقدار الانخفاض المؤقت، حيث تم تعليق النشاط قبل الموازنة».

وأضاف مستشهداً ببيانات مؤشر مديري المشتريات الضعيفة: «الخطر الواضح هو إلغاء أو تأجيل مزيد من النشاط بعد الميزانية... هناك كل فرصة لتراجع الاقتصاد في الرُّبع الرابع ككل».

وأظهرت الأرقام، الأسبوع الماضي، أن النمو في قطاع الخدمات المهيمن في المملكة المتحدة تباطأ إلى أدنى معدل له في أكثر من عام في نوفمبر (تشرين الثاني)؛ حيث استوعبت الشركات زيادات ضريبة الأعمال في الموازنة.

ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)

وسجَّل مؤشر مديري المشتريات للخدمات في المملكة المتحدة الذي يراقبه من كثب «ستاندرد آند بورز غلوبال» 50.8 نقطة في نوفمبر، بانخفاض من 52.0 نقطة في أكتوبر.

وفي الشهر الماضي، خفَض «بنك إنجلترا» توقعاته للنمو السنوي لعام 2024 إلى 1 في المائة من 1.25 في المائة، لكنه توقَّع نمواً أقوى في عام 2025 بنسبة 1.5 في المائة، مما يعكس دفعة قصيرة الأجل للاقتصاد من خطط موازنة الإنفاق الكبير لريفز.