اللواء عباس إبراهيم: لن نسمح بأن يكون مخيم عين الحلوة بؤرة إرهابية

مدير «الأمن العام» اللبناني أكد لـ«الشرق الأوسط» أن الانغماسيين والذئاب المنفردة خطر لا يزال قائماً

مقاتل من فتح بمخيم عين الحلوة جنوب لبنان يعبر فتحة في جدار تسبب بها القتال الأخير مع مجموعات متشددة (رويترز) ... وفي الإطار اللواء عباس إبراهيم
مقاتل من فتح بمخيم عين الحلوة جنوب لبنان يعبر فتحة في جدار تسبب بها القتال الأخير مع مجموعات متشددة (رويترز) ... وفي الإطار اللواء عباس إبراهيم
TT

اللواء عباس إبراهيم: لن نسمح بأن يكون مخيم عين الحلوة بؤرة إرهابية

مقاتل من فتح بمخيم عين الحلوة جنوب لبنان يعبر فتحة في جدار تسبب بها القتال الأخير مع مجموعات متشددة (رويترز) ... وفي الإطار اللواء عباس إبراهيم
مقاتل من فتح بمخيم عين الحلوة جنوب لبنان يعبر فتحة في جدار تسبب بها القتال الأخير مع مجموعات متشددة (رويترز) ... وفي الإطار اللواء عباس إبراهيم

أسقطت العملية العسكرية التي قام بها الجيش اللبناني في الجرود القريبة من الحدود السورية الخطر المباشر للجماعات المتشددة التي كانت تتخذ من هذه الجرود مقراً لها، والتي كانت مصدراً للقلق الأمني النابع من قدرة التنظيمات المتطرفة على مد خلاياها في الداخل اللبناني بوسائل التفجير والسلاح والأوامر.
لكن الخطر لم يزل نهائيا عن لبنان بوجود هذه الخلايا التي لم تسقط، بالإضافة إلى مخاطر أخرى يحفزها تنامي قوة المتطرفين في مخيمات اللجوء الفلسطيني المنتشرة في لبنان، وتحديداً مخيم عين الحلوة الخارج بكامله عن السيطرة المباشرة للأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية.
ويجزم المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم بأن «الإرهاب لا يزال يحيط بلبنان، على الرغم من الانتصار الذي تحقق على الحدود الشرقية»، وشدد على أن «المعركة ضد الإرهاب المتأسلم مستمرة»، مؤكداً على «استنفار الأجهزة العسكرية والأمنية على جهوزيتها المعهودة»، ومرجحاً أن تشهد المرحلة المقبلة «نوعا جديدا من المواجهة سنكون لها بالمرصاد».
وقال اللواء إبراهيم في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن الإرهاب بمعناه الجغرافي انحسر عن لبنان بعد الهزيمة التي لحقت بتنظيمي النصرة وداعش المصنفين دولياً بالإرهابيين، لكن ذلك لا يعني أبدا زوال خطرهما لأنهما يتوسلان التفجيرات وإرسال الانتحاريين، ناهيك عن أنهما يعتمدان الخلايا النائمة، كما يستغلان الانغماسيين داخل تجمعات النازحين السوريين والذين في غالبهم ضحايا العنف والحروب». ولفت اللواء إبراهيم إلى أنه يجب التنبه إلى أن أحد أهم الأشكال المُستجدة في العمليات الإرهابية يتمثل بـ«الذئاب المنفردة»، والتي عبرت عن ذاتها عبر عمليات الدهس والقتل في شوارع العالم وتحديداً في الغرب، وقال: لذلك فإن الانتحاريين والانغماسيين والذئاب المنفردة تبقى خطراً قائماً ومستمراً ما دام متغلغلاً في كل أنحاء العالم، وهذا الوضع يستدعي مزيداً من التعاون والتنسيق الدوليين لجهة تبادل المعلومات، وتنسيق الضربات ضده.
ورداً على سؤال عن السجال الداخلي حول قبول الجيش بمفاوضة الإرهابيين مقابل انسحابهم إلى الداخل السوري، قال اللواء إبراهيم إن «ما حققه الجيش اللبناني هو انتصار استثنائي بكل المعايير العسكرية والأمنية، لأن عملية فجر الجرود التي أطلقها الجيش حددت هدفين وحققتهما، وهما تحرير الأرض وكشف مصير العسكريين المخطوفين منذ عام 2014 واستعادتهم». ورأى أن الجيش كان في موقع المنتصر بامتياز بعدما خضع الإرهابيون، وسلموا بما يريده لبنان على كل المستويات، أما النقاش حول هذا الأمر فهو يندرج في إطار الحيوية الديمقراطية اللبنانية وهذا أمر مُحبب عند اللبنانيين.
ورداً على سؤال عن تقديره الأمني لأسباب الاشتباكات التي اندلعت في مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا في جنوب لبنان، قال اللواء إبراهيم إن ما حصل ليس بريئا ولا منقطعا عن معركتي «تحرير جرود عرسال» و«فجر الجرود»، مُذكراً بأنه من بين مطالب «جبهة النصرة» قبيل خروجها «السماح بخروج إرهابيين مقيمين في المخيم ومطلوبين للقضاء والأجهزة الأمنية اللبنانية»، وهذا أمر يعود تقديره للسلطة السياسية التي توجه الأمور في هكذا ملفات. وتابع: «إنما أشير إلى هذا الموضوع فقط للربط بين معارك الجرود والوضع داخل مخيم عين الحلوة. وعندما بدأ الجيش معركته، حاول هؤلاء الإرهابيون تخفيف الضغط عن زملائهم من خلال محاولتهم فتح خاصرة استنزاف للجيش والقوى الأمنية، لكن العقلاء من القوى الفلسطينية تنبهوا لهذا الأمر واستجابوا للرسالة الواضحة التي أبلغناهم إياها بأنه ليس مسموحا لا الآن ولا لاحقا، بأن يتحول المخيم إلى بؤرة تضرب الفلسطينيين واللبنانيين على حد سواء». وقال إن «الوضع في المخيم سيكون موضع متابعة دقيقة وحثيثة لتنفيذ قرار السلطة السياسية، ونحن قادرون على ضرب أي تحرك يستهدف أمن لبنان واللبنانيين ومن دون أي تردد، فالجيش اللبناني أثبت وعلى الدوام براعته ومهارته كجيش محترف، وكذلك الأمر بالنسبة لسائر الأجهزة الأمنية. الأمن والدم اللبنانيين لن يكونا نهباً لأحد وأيا كان اسمه وموقعه».


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.