مقتل 30 في هجوم على قاعدة عسكرية جنوب الصومال

حركة «الشباب» تتبنى والقوات الحكومية تتعقب الميليشيات الفارة

TT

مقتل 30 في هجوم على قاعدة عسكرية جنوب الصومال

أفيد أمس بأن ما لا يقل عن 20 عنصراً من حركة «الشباب» قُتلوا في هجوم شنته هذه الميليشيا على قاعدة عسكرية تابعة للجيش الصومالي في منطقة بولو جدود على بعد 30 كيلومترا من مدينة كسمايو جنوب البلاد.
وقال الجنرال إسماعيل سحرديد قائد القسم (43) التابع للجيش الصومالي إن أكثر من 20 عنصراً من الحركة المتطرفة قتلوا على أيدي الجيش. وأقر بمقتل عدد غير معلوم من قوات الجيش خلال الهجوم الذي تعرضت له القاعدة العسكرية. وأضاف: «عناصر من الجيش تعرضوا للقتل والإصابة أثناء عمليات تصفية الإرهابيين بعد إحباط عملية اقتحام القاعدة العسكرية». وأوضح أن قوات الجيش شرعت على الفور في إجراء عمليات تمشيط واسعة النطاق لتعقب الميليشيات الإرهابية التي فرت من المنطقة.
وقال ضابط آخر بالجيش الصومالي يدعى محمد عيسى، إن المعلومات الأولية تشير إلى مقتل أكثر من 10 جنود.
وذكرت الإذاعة الحكومية أن القاعدة تعرضت لهجوم؛ لكنها أضافت أنه لم يُعرف بعد ما إذا كان هناك ضحايا، بينما قال سكان في بولو جدود إنهم سمعوا دوي انفجار وجرى تبادل لإطلاق النار بعد وقت قصير من صلاة الفجر.
في المقابل، أعلنت حركة «الشباب» مسؤوليتها عن الهجوم، وقالت إنها قتلت 26 جنديا صوماليا في الواقعة، وزعم عبد العزيز أبو مصعب المتحدث باسم «الشباب» الاستيلاء على أسلحة الجنود وذخيرتهم.
وأكد المسؤول الأمني في هذه المنطقة عبد الله محمد، أن القاعدة باتت من جديد تحت سيطرة قوات جوبالاند، وأن عناصر حركة «الشباب» عمدوا إلى تفجير شاحنة على المدخل الرئيسي للقاعدة، لفتح ثغرة واستخدامها لإدخال مقاتلين، وهذه طريقة عمل باتت تعتمدها الحركة التي تبايع تنظيم القاعدة.
بدورهم، أكد سكان قرية مجاورة أن عناصر حركة الشباب سيطروا مؤقتا على القاعدة ثم غادروا بعدما أضرموا النار فيها، وأن المقاتلين نهبوا القاعدة بعدما سيطروا عليها ثم أحرقوا كل شيء وانصرفوا.
إلى ذلك، كشف ضابط كبير في الجيش الصومالي عن اجتماع عقد مدينة عاداود وضم مسؤولين وضباطا من أجهزة الأمن والشرطة بالإضافة إلى ضباط من قوات حفظ السلام الأفريقية (أميصوم) من أجل تصفية عناصر حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة في المناطق التابعة لحكومة إقليم جلمدغ بوسط البلاد.
ونقلت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية عن عبد الله آدم حسين عيرو قائد قوات القسم 21 للجيش الوطني مهمتنا هي العمل معا على تحرير المناطق القليلة المتبقية في أيدي العناصر الإرهابية في مناطق جلمدغ، مضيفا: اتفقنا على تنسيق متكامل بين قوى الأمن من أجل استئناف العمليات العسكرية ضد الميليشيات.
وكانت منطقة جوبالاند وكيسمايو مدينتها الساحلية الأساسية طوال أربع سنوات حصنا لحركة الشباب التي تجني عائدات كبيرة من المرفأ... واستعادت الميليشيات المحلية المدعومة من القوات الكينية، كيسمايو عام 2012.
وباتت الحكومة المحلية التابعة للسلطات الاتحادية الصومالية تتولى الإشراف على المرفأ الذي يبعد نحو 500 كيلو جنوب شرقي العاصمة مقديشو ومنطقة جوبالاند المجاورة.


مقالات ذات صلة

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

المشرق العربي جانب من لقاء وزير الدفاع التركي الأحد مع ممثلي وسائل الإعلام (وزارة الدفاع التركية)

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا استعدادها لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في سوريا إذا طلبت ذلك وشددت على أن سحب قواتها من هناك يمكن أن يتم تقييمه على ضوء التطورات الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

أُلقي القبض على أحد المسؤولين عن التفجير الإرهابي المزدوج، بسيارتين ملغومتين، الذي وقع في بلدة ريحانلي (الريحانية)، التابعة لولاية هطاي جنوب تركيا، عام 2013

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)

الملا عثمان جوهري يستذكر العمليات ضد الأميركيين

قاد الملا عثمان جوهري واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان، وهي معركة «ونت» التي باتت رمزاً للحرب ذاتها.

عزام أحمد (إسلام آباد - كابل)
أوروبا استنفار أمني ألماني في برلين (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: دراسة تكشف استمرار ارتباط كراهية اليهود باليمين المتطرف بشكل وثيق

انتهت نتائج دراسة في ألمانيا إلى أن كراهية اليهود لا تزال مرتبطة بشكل وثيق باليمين المتطرف.

«الشرق الأوسط» (بوتسدام )

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.