صعود نجم تشان شهادة بحق يورغن كلوب

بصمات المدرب الألماني بدأت تظهر على أداء ليفربول

كان تشان في الفترات الأخيرة بمثابة مايسترو خط وسط ليفربول («الشرق الأوسط»)
كان تشان في الفترات الأخيرة بمثابة مايسترو خط وسط ليفربول («الشرق الأوسط»)
TT

صعود نجم تشان شهادة بحق يورغن كلوب

كان تشان في الفترات الأخيرة بمثابة مايسترو خط وسط ليفربول («الشرق الأوسط»)
كان تشان في الفترات الأخيرة بمثابة مايسترو خط وسط ليفربول («الشرق الأوسط»)

جاء الأداء المتألق للاعب خط وسط المنتخب الألماني إمري تشان في الفوز بنتيجة 4 - 0 على استاد أنفيلد، بمثابة دليل على تفوق مدرب ليفربول على نظيره في آرسنال ليس على الصعيد التكتيكي فحسب، وإنما كذلك على صعيد تنمية المهارات الفردية للاعبين
خلال المؤتمر الصحافي الذي استمر 130 ثانية والذي عقد في أعقاب الهزيمة الأخيرة التي مني بها آرسنال على استاد أنفيلد، اعترف آرسين فينغر أن لاعبيه كانوا أقل عن لاعبي ليفربول من النواحي البدنية والفنية والذهنية. ورغم قسوة هذا الاعتراف، فإنه حال استمراره في الحديث لفترة أطول، ربما كان مدرب آرسنال ليطرح شرحاً أكثر تفصيلاً للهيمنة التي أصبح يتمتع بها ليفربول بقيادة يورغن كلوب.
الواضح أن مدرب ليفربول تفوق بذكاء على فينغر على الصعيد التكتيكي، ليرفع بذلك سجله أمام آرسنال في إطار الدوري الممتاز إلى 10 نقاط من إجمالي 12 ممكنة. والمؤكد أن اعتماد كلوب على ثلاثة لاعبين بخط الوسط وثلاثة آخرين في الهجوم لم يكن بمثابة مفاجأة لمدرب آرسنال في أعقاب اختياره آرون رامزي وغرانيت جاكا لتشكيل الدرع المفترض للفريق في وسط الملعب.
بدا واضحاً أن الفريق الفائز كان أداءه أقوى وأكثر حدة، الأمر الذي ربما يعكس جدولاً قبل الموسم جرى تصميمه للفوز في جميع المباريات المهمة في إطار بطولة دوري أبطال أوروبا والانتقال لدور المجموعات. وشرح كلوب أن التفوق الذهني للاعبيه نبع من رغبتهم في أن يثبتوا لأنفسهم أنهم قادرين على محاكاة الأداء المتألق الذي قدموه أمام فريق هوفنهايم في مباراتي الذهاب والإياب في دور التأهل لدور أبطال أوروبا. أيضاً، يعكس ذلك الأداء وحدة صف لاعبي ليفربول تحت قيادة كلوب، الأمر الذي افتقر إليه آرسنال بوضوح على امتداد المباراة التي انتهت بهزيمته بنتيجة 4 - 0.
وعكس أداء إمري تشان المتألق جانباً آخر لتفوق كلوب على نظيره في آرسنال: التنمية الفردية. في الواقع، قدم اللاعب الدولي الألماني أداءً متميزاً في صفوف خط وسط ليفربول، مثلما كان الحال أمام هوفنهايم، عندما تفوق أيضاً كل من جوردان هندرسون والهولندي جورجينيو فينالدوم على لاعبي خصمهم الألماني. وسلط إسهام تشان خلال المباراة وقدرته على الإبداع والاضطلاع بالأدوار الدفاعية على الوجه الأكمل، الضوء على السبب وراء تمسك كلوب بلاعب ربما يكون هذا موسمه الأخير مع ليفربول.
الملاحظ أنه بمختلف أرجاء صفوف ليفربول، ثمة أفراد ارتفع مستوى لياقتهم البدنية وتأثيرهم داخل الملعب على نحو لافت تحت قيادة كلوب. وإذا كان سخط أليكس أوكسلاد تشامبرلين داخل آرسنال قبل انتقاله إلى ليفربول يكمن في بطء وتيرة جهود تنميته الفردية، وليس شروط العقد الذي كان معروضا عليه، فإننا قد نغفر له إذا كان قد أطال النظر إلى لاعبي الخصم بغيرة وحسرة قبل أن يلتحق بهم. في الواقع، لقد ازدهر أداء تشان على نحو لافت هذا العام رغم مشاركته الموسم الماضي وهو مصاب وتحفظه على بعض الأمور المرتبطة بدوره في الفريق، ما يعتبر أحد الأسباب وراء عدم توقيعه عقده الجديد مع النادي حتى هذه اللحظة.
وقال اللاعب البالغ 23 عاماً والذي دخل عامه الأخير من تعاقده مع ليفربول: «لقد قدمنا أداءً جيداً للغاية أمام آرسنال. وأعتقد أن الفريق يستحق إشادة كبرى عن ذلك. وأرى أن الجميع أبلى بلاءً عظيماً ولا أظن أن بمقدور المرء تقديم أداء أفضل عن ذلك. ولا ينبغي لأحد أن ينسى أننا كنا في مواجهة آرسنال. متى كانت آخر مرة فاز ليفربول على آرسنال بنتيجة 4 - 0؟ في الواقع، كان الأداء رائعاً، ومن المؤكد أن هذا سيمنحنا ثقة ويمكننا الآن خوض مباريات دولية بروح سعيدة وواثقة. وأرى أن هذه بداية جيدة ينبغي لنا العمل على استمرارها».
من ناحية أخرى، ترددت أقاويل باستمرار حول سعي يوفنتوس لضم لاعب خط الوسط السابق لدى باير ليفركوزن وبايرن ميونيخ. إلا أن كلوب استطاع أن يقنع مسؤولي النادي مدى أهمية اللاعب للفريق، خاصة مع عودة ليفربول إلى صفوف النخبة الأوروبية. والمؤكد أن إمكانية تحقيق مزيد من التنمية الفردية ستشجع تشان على الالتزام بعقد جديد مع ليفربول، رغم أن المدرب كان يأمل في حسم هذا الأمر من شهور ماضية. من ناحية أخرى، لم يبد أي مؤشر على أن اللاعب جابه صعوبة في الالتزام بالتعليمات الهجومية الصادرة إليه أمام الفرق المنافسة والتي كانت واضحة في المواجهات التي خاضها ليفربول مؤخرا.
من جانبه، قال تشان: «كان المدرب يتوقع ذلك منا نحن لاعبي خط الوسط، وحاولت الاضطلاع بذلك. بطبيعة الحال، ليس بإمكاني فعل ذلك طيلة الوقت، لكنني حاولت الاضطلاع به بمعدل أكبر عن العام الماضي. وحتى الآن، حققت إنجازاً جيداً. وأعتقد أن بمقدوركم ملاحظة أننا خلال المواجهات السابقة هذا الموسم لعبنا بنشاط كبير أمام الفرق المنافسة، وكذلك ملاحظة أننا أبلينا بلاءً حسناً للغاية خلال الفترة السابقة لانطلاق الموسم. وداخل الفريق، الجميع يشعر بالرضا وأنه في حالة جيدة وهذا أمر بالغ الأهمية».
وأضاف: «إذا أمعنتم النظر إلى مقاعد البدلاء، سيتضح لكم أننا فريق قوي وعميق للغاية. ونملك كذلك لاعبين أقوياء بالفريق. ولم يكن ديفوك أوريغي مشاركاً أمام آرسنال وهو لاعب رائع، وهذا مؤشر على مدى قوة الفريق. كما أننا نملك الثقة ونقدم كرة قدم جيدة. وقد كان أداؤنا رائعاً ونحن بحاجة للمضي قدماً على هذا النهج، فهذه مجرد البداية».


مقالات ذات صلة

ليفربول يتخطى وولفرهامبتون ويتصدر الدوري الإنجليزي

رياضة عالمية كاي هافيرتز يختتم رباعية آرسنال في شباك ليستر (د.ب.أ)

ليفربول يتخطى وولفرهامبتون ويتصدر الدوري الإنجليزي

سيتي افتقر إلى السيطرة والاتزان اللذين يوفرهما رودري غالبًا على الكرة سواء دفاعياً أو هجومياً

رياضة عالمية أرتيتا قال إنه ما زال حريصاً على علاقته بغوارديولا (أ.ف.ب)

أرتيتا رداً على تصريح غوارديولا الغاضب: إنهم يريدون تدمير علاقتنا!

رد ميكل أرتيتا مدرب أرسنال على بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي بالقول إنه معجب بشدة بغوارديولا وإن التنافس الجديد بينهما لا ينبغي أن يشوّه السنوات التي جمعتهما.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية صلاح محتفلاً بهدفه في شباك ولفرهامبتون (رويترز)

صلاح يقود ليفربول لصدارة «البريميرليغ» من شباك ولفرهامبتون

سجّل كوناتي هدفه الأول على الإطلاق في الدوري الإنجليزي برأسية، وهزّ صلاح الشباك من ركلة جزاء ليصعد ليفربول لصدارة الترتيب بفوزه 2-1 على ولفرهامبتون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية قد يخسر ليفربول ثلاثة من أفضل لاعبيه مجانا الصيف المقبل... صلاح وفان دايك وألكسندر أرنولد (غيتي)

هل حقاً يمكن أن يرحل صلاح وفان دايك وألكسندر أرنولد عن ليفربول؟

اللاعبون سيكونون هم الرابح الأكبر لأنه إما يجددوا عقودهم بمقابل مادي كبير أو يستفيدوا من الانتقال مجاناً

رياضة عالمية غوارديولا (رويترز)

غوارديولا: مانشستر سيتي جاهز لحرب آرسنال

قال بيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، أمس (الجمعة) إن آرسنال أراد جر فريقه إلى حرب خلال مباراتهما في البطولة المحلية.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

تبرئة مصارع مصري من «التحرش»... وانتقادات لمسؤول بسبب تصريحاته عن الواقعة

المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)
المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)
TT

تبرئة مصارع مصري من «التحرش»... وانتقادات لمسؤول بسبب تصريحاته عن الواقعة

المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)
المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)

رغم حصول لاعب المصارعة المصري محمد إبراهيم كيشو على الإفراج من الشرطة بباريس، لعدم ثبوت تهمة تحرشه بفتاة فرنسية؛ إلا أن تصريحات لمسؤول مصري حول الواقعة أثارت اهتمام المصريين خلال الساعات الماضية، وجددت الانتقادات بشأن الأزمات المتتالية لبعثة مصر في الأولمبياد.

واتهم لاعب المصارعة بالتحرش وتم احتجازه في باريس وهو في حالة سكر بعد مغادرته مقر البعثة، في حين قرّر رئيس اللجنة الأولمبية المصرية إحالة اللاعب إلى لجنة «القيم»، للتحقيق فيما نُسب إليه من «تصرفات غير مسؤولة»، حسب بيان، الجمعة.

وأعلنت اللجنة الأولمبية المصرية، السبت، براءة اللاعب، وقالت في بيان: "حصل المصارع الأولمبي محمد إبراهيم كيشو على الإفراج من الشرطة الفرنسية لعدم ثبوت تهمة التحرش بفتاة فرنسية كما ادعت عليه، وتم حفظ التحقيقات بشكل نهائي ضد كيشو لعدم وجود أي أدلة تدين اللاعب، حيث تم تفريغ الكاميرات في مكان الواقعة ولم تجد جهات التحقيق الفرنسية أي فعل مشين من اللاعب المصري تجاه الفتاة".

وكان رئيس الاتحاد المصري للمصارعة، محمد محمود، قد أدلى بتصريحات متلفزة حول الواقعة، تحدث فيها عن صعوبة الإفراج عن اللاعب لعدم وجود "الواسطة"، حيث أجاب عن سؤال حول تواصل الاتحاد مع اللاعب مباشرة لمعرفة ما حدث قائلا: "السفير ووزير الرياضة هما من يحاولان لأن الأمور مغلقة هنا للغاية (مش زي عندنا مثلا ممكن تروح بواسطة) لا يوجد مثل هذا الكلام هناك (فرنسا)".

وهي التصريحات التي التقطها مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي المصرية وتفاعلوا معها بالانتقاد والسخرية، مما جعل هاشتاغ «#رئيس_اتحاد_المصارعة» يتصدر "الترند" في مصر،السبت.

وتناقل عدد كبير من الحسابات تصريحات رئيس الاتحاد مع التركيز على إبراز إشارته للقوانين الصارمة في فرنسا وعدم وجود "وساطة".

واختلفت الحسابات حول وصفها لتصريحات رئيس الاتحاد، حيث اتفق البعض على أنها "كارثية"، فيما رآها البعض "كوميديا سوداء".

إلى ذلك، قال الناقد الرياضي المصري، محمد البرمي لـ«الشرق الأوسط»: «رغم أن اللجنة الأولمبية المصرية أوضحت في بيانها أن جهات التحقيق الفرنسية لم تجد أي فعل مشين من اللاعب المصري تجاه الفتاة، إلا أن تصريحات رئيس الاتحاد المصري للمصارعة في حد ذاتها أراها تعبر عن الحالة التي تغلف الرياضة المصرية خلال السنوات الأخيرة، كما أن مضمون التصريحات لا يليق ببلد مثل مصر ولا بأجهزتها ومؤسساتها على الإطلاق".

كما سخر عدد من الحسابات من تلك التصريحات بتوظيف الكوميكس ومشاهد من الدراما والأفلام السينمائية، خصوصا فيلم "هي فوضى" ومشهد أمين الشرطة الذي ينهي المصالح مقابل المال.

وطالب عدد من رواد «السوشيال ميديا» برحيل رئيس اتحاد المصارعة من منصبه، خاصة أنه وعد بتحقيق عدد من الميداليات خلال الأولمبياد وهو ما لم يحدث.

ويعود «البرمي» للحديث، قائلا: «كان الأجدر برئيس الاتحاد المصري للمصارعة أن يتحدث عن سبب الاخفاقات التي لازمت لاعبيه خلال الأولمبياد، فالمصارعة الرومانية التي تتميز فيها مصر لم يقدم فيها أي لاعب أي ملمح إيجابي»، مشيرا إلى أن "كافة رؤساء الاتحادات التي شاركت في الأولمبياد مسؤولون عن هذا التردي وهذه النتائج المتواضعة التي حققتها البعثة المصرية".

يذكر أن اللجنة الأولمبية المصرية أشارت في بيانها إلى «توجه اللاعب كيشو من قسم الشرطة إلى مطار شارل ديجول تمهيدا لعودته إلى القاهرة، السبت، موضحة أن «النية تتجه لدى لجنة الهيئات والأندية والقيم لتحويل مسار التحقيقات من الاتهام الباطل بالتحرش من فتاة فرنسية كما ادعت من قبل، إلى تهمة الخروج من القرية الأولمبية وعدم العودة بعد نهاية المباراة النهائية في ميزانه والتي خرج لمشاهدتها ولم يعد، ولم يلتزم بموعد عودته للقرية الأوليمبية في باريس".

وكيشو، الحائز من قبل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو، خسر في الدورة الحالية خلال الدور الـ16 أمام الأذربيجاني حسرات جافاروف.