330 بلاغاً ضد الإرهابيين من لاجئين سوريين وعراقيين في ألمانيا

ثلثا «الخطرين» يحملون جنسيات ألمانية

مداهمات ضد المتشددين في شوارع برلين («الشرق الأوسط»)
مداهمات ضد المتشددين في شوارع برلين («الشرق الأوسط»)
TT

330 بلاغاً ضد الإرهابيين من لاجئين سوريين وعراقيين في ألمانيا

مداهمات ضد المتشددين في شوارع برلين («الشرق الأوسط»)
مداهمات ضد المتشددين في شوارع برلين («الشرق الأوسط»)

تحدثت وزارة الداخلية الألمانية عن 330 بلاغاً ضد إرهابيي «داعش»، وضد مجرمي حرب من قوات نظام الأسد، تسللوا إلى أوروبا وألمانيا منذ سنة 2015.
جاء ذلك في رد من وزارة الداخلية الاتحادية، نشر يوم أمس، على استفسارات وجهتها كتلة حزب الخضر في البرلمان الألماني إلى الوزارة. وأقرت الوزارة بأن معظم البلاغات من اللاجئين جاءت ضد مرتكبي جرائم حرب من قوات الأسد، إلا أن 30 بلاغاً «ملموساً» جاءت بالضد من أعضاء تنظيم «داعش».
وتنشغل النيابة العامة الألمانية منذ سنة 2014 بالتحقيق في بلاغات حول مشتبه فيهم بالإرهاب، أو مشتبه بارتكابهم جرائم ضد الإنسانية. وكانت آخر هذه القضايا تخص السوري «فارس أ.» (29 سنة)، الذي اعتقل في ولاية بادن فورتمبيرغ بسبب الانتماء إلى منظمة إرهابية، ومشاركته في إعدام مدني في صيف 2014 في سوريا، بتهمة «الكفر».
وذكّرت فرنسيسكا برانتنر، النائبة عن حزب الخضر في البرلمان الألماني، بعدم جواز أن يشعر مجرمو الحرب بالطمأنينة في ألمانيا. وطالبت بتخصيص مكاتب إضافية في شرطة الجنايات الاتحادية لملاحقة مجرمي الحرب والإرهابيين؛ لأن الشرطة عاجزة عن متابعة كافة البلاغات التي تردها بأعداد كبيرة. وأضافت أن نجاح بعضهم في الاندماج في المجتمع رغم جرائمهم يدل على أنهم لا يشعرون بوجود ضغط قضائي عليهم. وترى برانتنر، التي تترأس اللجنة البرلمانية للوقاية من الحروب، أن ألمانيا تقف مكتوفة اليدين من الحرب الجائرة في سوريا، وتستطيع على الأقل تقديم العون في ملاحقة مجرمي الحرب الهاربين. على هذا الأساس فلا بد من استحداث 10 - 20 وحدة جديدة تتخصص في تطبيق القانون الدولي حول جرائم الحرب.
ودعت نائبة الخضر أيضاً إلى تمديد فترة خزن المعلومات حول التبليغات التي يتقدم بها اللاجئون حول الإرهابيين. وقالت إن أقصى فترة تعتمدها الشرطة حالياً لخزن هذه التبليغات تبلغ 5 سنوات، وتنخفض إلى مجرد 3 سنوات إذا كان المشتبه به قاصرا.
جدير بالذكر أن شرطة الجنايات الاتحادية تلقت بين مطلع سنة 2015 ومارس (آذار) 2017، أكثر من 4100 بلاغ حول شبهات في الإرهاب. وذكرت الدائرة أن معظم هذه التبليغات كانت تخص أفراداً وفدوا إلى ألمانيا من مناطق الحروب والصراعات. وكان عدد البلاغات في هذا العام قد ارتفع إلى 369 بلاغاً، بحسب الشرطة الاتحادية. وأكدت الشرطة على عدم وجود أدلة ملموسة كثيرة، رغم هذا العدد الكبير من التبليغات، إلا أن عدد قضايا التحقيق التي فتحت حول اندساس الداعشيين بين اللاجئين، ارتفع في نفس الوقت من 19 إلى 40 مقارنة بالعام الماضي.
ومن بين التهم التي يجري التحقيق فيها حالياً، تهمتا الانتماء إلى منظمة إرهابية، والتحضير لعمليات خطيرة تمس أمن الدولة.
ويبدو أن معظم هذه التبليغات صدر بالضد من مندسين محتملين بلغوا ألمانيا من سوريا والعراق، مع موجات اللاجئين التي سلكت طريق البحر المتوسط وطريق البلقان.
ويعود حذر الشرطة الألمانية في التعامل مع هذه البلاغات إلى اكتشافها أن كثيرا منها كان «مغرضاً»، ونجم بسبب عداوات وحساسيات قومية ومذهبية بين اللاجئين أنفسهم. كما صدر بعضها عن محيط اليمين الألماني المتطرف الذي يحاول الإساءة إلى اللاجئين.
وعلى صعيد الإرهاب أيضاً، ذكرت وزارة الداخلية في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، أن ثلثي المتشددين الإسلاميين في الولاية يحملون الجنسية الألمانية. وتحدث الوزارة في رد آخر على نائبة حزب الخضر فيرينا شيفر، عن نسبة مماثلة (الثلثين) من حملة الجنسية الألمانية بين صفوف المصنفين في قائمة «الخطرين». واستنتجت النائبة شيفر من الرد أن مشكلة التطرف مشكلة اجتماعية ألمانية في المقام الأول، وعلى هذا الأساس فإن التشدد في القوانين الخاصة بالهجرة واللجوء ليس الأداة الحاسمة لحل المشكلة. وأضافت أن وضع الخطرين في سجون التسفيرات أو تسفيرهم قسراً إلى البلدان التي وفدوا منها، ليس الحل الأمثل؛ لأن ذلك سيشمل جزءاً صغيراً من «الخطرين»، ولأن القانون الألماني لا يجيز تسفير المتجنسين.
وتشير وزارة الداخلية في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا إلى 2900 متشدد، وإلى أن هذا العدد تضاعف ثلاث مرات في السنوات الخمس الأخيرة. ويؤلف الألمان 44 في المائة من مشهد المتشددين، تتراوح أعمارهم بين 20 - 40 سنة، وتشكل النساء 15 في المائة منهم. ويشكل الأتراك المتشددون نسبة 8 في المائة، بينما يشكل المغاربة نسبة 4 في المائة منهم، وتتوزع البقية على مختلف الجنسيات الأخرى. وهناك في الولاية 244 متشدداً تضمهم قائمة «الخطرين»، و780 شخصاً في قائمة المستعدين لممارسة العنف. ويشكل الألمان أو المتجنسين نسبة 54 في المائة بين المستعدين لممارسة العنف، ويشكل الأتراك نسبة 11 في المائة، والسوريون والروس نسبة 5 في المائة و3 في المائة. وهناك اليوم 46 متشدداً في سجون الولاية، بحسب وزارة العدل المحلية، بينهم 20 متشدداً ساهموا في أعمال خطرة تهدد أمن الدولة، وبعضهم متهم بالتحضير لعمليات إرهابية. مع ملاحظة أن كل المتشددين في سجون الولاية هم من الذكور.


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.