حفتر يحظر عمل مسؤولي حكومة السراج في مناطق سيطرة جيشه

استباقاً لزيارة وزير الخارجية الفرنسي الوشيكة إلى ليبيا

TT

حفتر يحظر عمل مسؤولي حكومة السراج في مناطق سيطرة جيشه

استبق المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، أمس، زيارة وشيكة لوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان لمتابعة إعلان المبادئ الذي اتفق عليه في فرنسا في شهر يوليو (تموز) الماضي بين حفتر وفائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني في العاصمة طرابلس، بالإعلان عن منع أي مسؤول في حكومة السراج من ممارسة أي نشاط رسمي في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني.
ووزع مكتب حفتر تعميما وجهه إلى رئيس أركان الجيش ورئيس هيئة السيطرة وآمري المناطق العسكرية وجميع الوحدات بالجيش، لفت فيه إلى «أن الفترة الأخيرة شهدت تعيينات لبعض الوزراء والوكلاء في حكومة الوفاق في المناطق الواقعة تحت سيطرة القيادة العامة للجيش لأشخاص يباشرون أعمالهم في طرابلس».
واعتبر التعميم أن «القيادة العامة للجيش الوطني الليبي، تجاوزت الأمر نظرا للظروف المادية والاجتماعية لبعض المناطق لا سيما فيما يتعلق بالوزارات الخدمية مثل التعليم والصحة والمالية والاقتصاد كونها وزارات خدمية»، مضيفا: «عندما يصل الأمر للتدخل في الأمن القومي للمناطق المحررة التي تحت سيطرة القوات المسلحة، فإن ذلك يعتبر اختراقا وإرباكا للمشهد ومحاولة لتفكيك منظومة الأمن العسكري والأمن القومي»، متهما «سياسة وتدابير الإخوان المسلمين والإرهابيين الذين عجزوا أمام انتصارات وزحف القوات المسلحة للقضاء على الإرهاب والعصابات الإجرامية».
وتابع التعميم بالقول: «يمنع منعا باتا مزاولة أي أعمال لأي مسؤول من حكومة الوفاق بالمناطق المحررة الخاضعة للقيادة العامة وعدم تنفيذ تعليماته أو التعاون معه»، لافتا إلى أنه «عندما يصل الأمر للقوات المسلحة ووزارة الداخلية والأجهزة الأمنية التابعة لهيئة السيطرة بالقوات المسلحة؛ فإن القيادة العامة لا تسمح بذلك».
وسمح حفتر بتنفيذ هذه التعليمات حتى لو تطلب الأمر استخدام القوة، ما يعني السماح لقوات الجيش بطرد أي مسؤول أو وزير ينتمي إلى حكومة الوفاق في حال وجوده على أراض خاضعة لسيطرتها خصوصا في المنطقة الشرقية بالبلاد.
وتمثل تعليمات حفتر ردا عده مراقبون «غير مباشر» على قرار منفرد اتخذه السراج أول من أمس بتعيين عبد الرحمن الطويل رئيسا لأركان الجيش الموالي له، والذي يرفض حفتر الاعتراف به ويعتبره بمثابة حاضنة للميليشيات المسلحة التي تسيطر على طرابلس منذ نحو عامين.
وتأتي هذه التطورات على الرغم من إعلان المبادئ الذي رعته فرنسا بين حفتر والسراج حديثا، على أمل حل المشكلات العالقة بين الطرفين.
لكن وزير الخارجية الفرنسي لودريان قال، في كلمة أمام سفراء فرنسا في العالم بمناسبة اجتماعهم السنوي في باريس: «سأتوجه قريبا جدا إلى ليبيا لضمان متابعة هذا الاجتماع، والسعي للحصول على دعم كل الأطراف للإعلان الذي أقر في تلك المناسبة». وتابع: «فرنسا وآخرون عليهم مسؤولية محددة في ليبيا لمساعدة هذا البلد في تعزيز الوحدة والاستقرار».
ولم يصدر أي إعلان من الخارجية الفرنسية عن موعد سفر الوزير إلى ليبيا، حيث رفض دبلوماسيون تحديد الموعد لأسباب أمنية.
وأضاف لودريان، أن «هذا سيمكّن، كما آمل، بدعم من شركائنا الرئيسيين ولا سيما إيطاليا، ومبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة للتوصل إلى تنظيم انتخابات في 2017 ستمثل بداية إعادة إرساء فعلية للدولة في ليبيا».
وأكد الوزير الفرنسي، أن «فرنسا تتحمل مع آخرين مسؤولية مساعدة هذا البلد على استعادة وحدته واستقراره»، مشيرا بالخصوص إلى تهديدات «الإرهاب وتهريب السلاح والهجرة الخارجة عن المراقبة».
وسعت فرنسا، التي لعبت دورا بارزا في الحملة الجوية لحلف شمال الأطلسي والتي ساعدت مقاتلي المعارضة على الإطاحة بنظام حكم العقيد الراحل معمر القذافي، للعب دور أكبر في ليبيا، اعتقادا منها بأن الجهود الدبلوماسية أصابها الجمود، وأنها تستطيع ملء هذا الفراغ في عهد الرئيس الجديد إيمانويل ماكرون.
والتزم السراج وحفتر شفهيا الشهر الماضي بوقف إطلاق نار مشروط، وبالعمل على إجراء انتخابات خلال الربيع المقبل.
ويخشى مسؤولون، أن تحاول جماعات إرهابية استغلال الفراغ في السلطة بليبيا لإعادة تنظيم صفوفها بعد أن خسرت أراضي واسعة في سوريا والعراق، ويرون أن حل الصراع أمر ضروري لإنهاء أزمة المهاجرين في أوروبا.
وفشلت محاولات سابقة لإبرام اتفاقات سلام في البلد المنتج للنفط، بسبب الخلافات الداخلية بين الجماعات المسلحة التي ظهرت بعد الإطاحة بالقذافي.
وأثارت المبادرة الفرنسية غضب مسؤولين في إيطاليا التي سبق وقادت المساعي لإحلال السلام في مستعمرتها السابقة، كما أنها تتحمل العبء الأكبر من الموجات المتلاحقة من المهاجرين الأفارقة الذين يعبرون البحر المتوسط انطلاقا من ليبيا.
وكانت روما أبدت انزعاجها من اجتماع سيل-سان-كلو لأن إيطاليا، القوة الاستعمارية السابقة في ليبيا، تخوفت من أن يؤدي إلى تهميش دورها في جارتها الجنوبية، في الوقت الذي تحمّلت فيه تدفق عشرات آلاف المهاجرين غير الشرعيين من هذا البلد.
ويرمي إعلان المبادئ الذي اتفق عليه السراج وحفتر إلى إنهاء النزاع الذي أدخل ليبيا في حالة من الفوضى منذ الإطاحة بالقذافي عام 2011.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.