400 قتيل في ميانمار بتصعيد الحملة ضد الروهينغا

TT

400 قتيل في ميانمار بتصعيد الحملة ضد الروهينغا

أظهرت بيانات رسمية جديدة أن قرابة 400 شخص لقوا حتفهم في معارك هزت شمال غرب ميانمار على مدى أسبوع، في أسوأ موجة من العنف على الأرجح تشمل أقلية الروهينغا المسلمة منذ عقود. وتمثل معاملة نحو 1.1 مليون من الروهينغا في ميانمار أكبر تحد لزعيمة البلاد أونغ سان سو تشي التي يتهمها منتقدون في الغرب بأنها لا تدافع عن حقوق أقلية لطالما شكت من التمييز. وبموازاة ذلك قالت كريس ليوا من منظمة «مشروع أراكان» للدفاع عن حقوق الروهينغا إن «قوات الأمن المصحوبة بقرويين من إثنية راخين هاجموا قرية شوت بين وأحرقوا المنازل وأطلقوا النار على السكان الروهينغا الفارين». وأضافت: «بحسب لائحة وضعناها أحصينا 130 قتيلا بينهم نساء وأطفال». والمنطقة مغلقة من الجيش منذ أكتوبر (تشرين الأول) ولا يمكن لأي صحافي زيارتها بشكل مستقل. ولم ترد الحكومة البورمية على اتصال الصحافة الفرنسية.
وقالت مصادر من الأمم المتحدة إن نحو 38 ألفا من الروهينغا فروا من ميانمار إلى بنغلاديش بعد مرور أسبوع على هجمات نفذها مسلحون من الروهينغا على مواقع للشرطة وقاعدة للجيش في ولاية راخين مما أفضى إلى اشتباكات وحملة عسكرية مضادة.
وكانت قد حذرت تقارير أممية من التطهير العرقي للأقلية المسلمة من قبل سلطات ميانمار (بورما سابقا). وحذر الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي أنان في آخر تقرير بأن الانتهاكات التي يتعرض لها الروهينغا قد ترميهم في أحضان التطرف. وقال المسؤولون أمس الجمعة «يقدر أن 38 ألفا عبروا الحدود إلى بنجلادش حتى 31 أغسطس (آب)». ويقول الجيش إنه ينفذ عمليات تطهير ضد «إرهابيين متطرفين» وإن قوات الأمن تلقت تعليمات بحماية المدنيين. لكن الروهينغا الفارين إلى بنغلاديش يقولون إن حملة إحراق وقتل تهدف إلى طردهم. وقال الجيش في ميانمار أول من أمس الخميس إن الاشتباكات والحملة العسكرية التي أعقبت ذلك أسفرت عن مقتل نحو 370 من المقاتلين الروهينغا بالإضافة إلى 13 من قوات الأمن واثنين من مسؤولي الحكومة و14 مدنيا. وعبر أكثر من 38 ألف لاجئ من بورما الحدود إلى بنغلاديش المجاورة خلال أسبوع فرارا من المعارك بين مسلحين متمردين من أقلية الروهينغا المسلمة والجيش البورمي المتهم بقتل 130 مدنيا من قرية واحدة. دخل بحسب أرقام للأمم المتحدة الجمعة أكثر من 27 ألف شخص إلى بنغلاديش منذ الجمعة الماضي في حين ما زال 20 ألفا عالقين على الحدود. ومعظم هؤلاء اللاجئين من الروهينغا.
بدأت أعمال العنف الأخيرة بهجوم الجمعة الماضي على ثلاثين مركزا للشرطة نفذه عناصر حركة تمرد وليدة تطلق على نفسها «جيش إنقاذ روهينغيا أراكان». وسلك عشرات آلاف الروهينغا طريق المنفى باتجاه بنغلاديش المجاورة كما فر مئات القرويين من إثنية راخين البوذية من منازلهم واتجهوا إلى المدن البورمية الواقعة خارج منطقة الاضطرابات. ويوجد في بنغلاديش أكثر من 400 ألف لاجئ من الروهينغا وصلوها خلال موجات عنف سابقة.
ومن جهة أخرى أسقطت السلطات العسكرية في ميانمار التهم الموجهة ضد ثمانية صحافيين وناشطين حقوقيين، من بينهم ثلاثة صحافيين سجنوا لأكثر من شهرين بعد سفرهم إلى منطقة صراع، وفقا لما ذكرته الهيئة الوطنية لتسوية النزاعات الخاصة بوسائل الإعلام. وأثارت موجة الاعتقالات التي تعرض لها صحافيون وناشطون خلال الأشهر الأخيرة، حيث يتم اتهام الكثير منهم بتشويه سمعة الجيش، انتقادات دولية شديدة.
وأسقطت التهم الموجه ضد محررين وصحافيين من بينهم كواي مين سوى، رئيس تحرير صحيفة «فويس» المحلية، الذي اتهم بالتشهير بعد نشره لمقالة سخرت من الدعاية العسكرية، وفقا لما ذكره مجلس الصحافة. وقال كواي مين سوي لوكالة الأنباء الألمانية: «لم يبلغونا رسميا لكنهم اتصلوا بمجلس الصحافة في ميانمار».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.