النفط يتراجع مع اجتياح هارفي المصافي الأميركية

ضخ مليون برميل من الاحتياطي... و«موتيفا» ربما تتوقف لأسبوعين

TT

النفط يتراجع مع اجتياح هارفي المصافي الأميركية

تراجعت أسعار النفط أمس (الجمعة) في أعقاب الإعصار هارفي الذي أودى بحياة أكثر من 40 شخصا، وصاحبته فيضانات قياسية ضربت مركز صناعة النفط في تكساس؛ مما أدى إلى وقف نحو ربع طاقة التكرير الأميركية.
وتسبب الإعصار هارفي، الذي تم خفض تصنيفه إلى عاصفة مدارية، ويفقد قوته مع تحركه في المناطق الداخلية، في توقف ما لا يقل عن 4.4 مليون برميل يوميا من الطاقة التكريرية.
وأثار ذلك مخاوف من نقص الوقود قبل عطلة عيد العمال الأسبوع المقبل، وقلص طلب المصافي على الخام.
وبحلول الساعة 1350 بتوقيت غرينتش انخفض خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة تسليم نوفمبر (تشرين الثاني) 40 سنتا إلى 52.46 دولار للبرميل. وكان عقد أكتوبر (تشرين الأول) الذي انتهى تداوله أول من أمس (الخميس) قد أغلق مرتفعا 1.52 دولار عند 52.38 دولار للبرميل.
ونزل الخام الأميركي 40 سنتا إلى 46.83 دولار للبرميل. وكان العقد ارتفع 2.8 في المائة يوم الخميس، لكنه يتجه صوب تكبد خسارة أسبوعية تقارب اثنين في المائة.
وبلغت عقود البنزين الأميركية أعلى مستوياتها في عامين فوق دولارين للغالون يوم الخميس، لكنها تراجعت الجمعة. وأغلقت عقود البنزين تسليم سبتمبر (أيلول) مرتفعة 25.52 سنت أو 13.5 في المائة عند 2.1399 دولار في آخر أيام تداول العقد. وفتح عقد أكتوبر منخفضا أمس ليسجل 1.7744 دولار للغالون.
وسحبت الحكومة الأميركية من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي للمرة الأولى في خمس سنوات يوم الخميس، حيث أفرجت عن مليون برميل من الخام لصالح مصفاة في لويزيانا، وذلك في ظل الارتفاع الحاد لأسعار وقود السيارات بفعل الأضرار التي ألحقتها العاصفة المدارية هارفي بصناعة النفط.
وبحسب بيان لوزارة الطاقة الأميركية مساء الخميس، فإن الكمية المفرج عنها ستُوجه إلى مصفاة فيليبس 66 في ليك تشارلز بلويزيانا، التي لم تتأثر بالعاصفة التي ضربت الساحل الأميركي على خليج المكسيك لأيام عدة.
وهذا أول سحب من الاحتياطي الاستراتيجي الأميركي منذ عام 2012، وتشمل الكمية 400 ألف برميل من الخام منخفض الكبريت و600 ألف برميل من الخام عالي الكبريت، وستُرسل إلى المصفاة عبر خط أنابيب. ويحوي الاحتياطي الأميركي الذي أنشئ في السبعينات 679 مليون برميل من الخام. والكمية المفرج عنها ضئيلة قياسا إلى حجم الاستهلاك الأميركي البالغ نحو 20 مليون برميل يوميا.
وقال مستشار للرئيس الأميركي دونالد ترمب في إفادة صحافية بالبيت الأبيض، إن من الممكن الإفراج عن مزيد النفط من الاحتياطي. وتظل سوق النفط خارج الولايات المتحدة متخمة بالمعروض وسط إنتاج وفير من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
وأظهر مسح لـ«رويترز» أن إنتاج «أوبك» من النفط تراجع في أغسطس (آب) الماضي 170 ألف برميل يوميا من أعلى مستوياته في 2017، وقال توني نونان، مدير مخاطر سوق النفط في «ميتسوبيشي كورب»: إن «هارفي سيزيد تخمة المعروض العالمي على الأرجح في الأمد الطويل».
وأضاف، أن «الإنتاج سيعود أسرع من التكرير؛ لذا فكل ما سيفعله هو تفاقم وضع تخمة المعروض النفطي».
من جهة أخرى، ذكرت مصادر مطلعة لـ«رويترز» مساء الخميس، أن مصفاة بورت آرثر التابعة لشركة «موتيفا» في ولاية تكساس الأميركية قد تظل متوقفة عن العمل لما قد يصل إلى أسبوعين لفحص المجمع وإصلاح أي أضرار.
كانت المصفاة البالغة طاقتها 603 آلاف برميل يوميا قد أُغلقت يوم الأربعاء بسبب السيول الناجمة عن العاصفة المدارية هارفي. وقالت «موتيفا»، إن المصفاة تخضع للفحص. ولم تذكر جدولا زمنيا لإعادة تشغيلها.
وقالت الشركة في بيان: «نظرا للسيول غير المسبوقة في مدينة بورت آرثر، فما زال من غير الواضح مدى سرعة انحسار مياه السيول؛ ولذا لا يمكننا تقديم جدول زمني لإعادة التشغيل في الوقت الحالي».
وقال أحد المصادر، إن التوقف قد يمتد لفترة أطول. متابعا: «يعكفون على تقييم الأضرار مع انحسار المياه». وقالت المصادر، إن ارتفاع المياه بلغ 1.5 متر في بعض أجزاء المصفاة.


مقالات ذات صلة

«رويترز»: إيران تضغط على الصين لبيع نفط عالق بقيمة 1.7 مليار دولار

الاقتصاد العلم الإيراني مع نموذج مصغر لرافعة مضخة للنفط (أرشيفية- رويترز)

«رويترز»: إيران تضغط على الصين لبيع نفط عالق بقيمة 1.7 مليار دولار

قالت مصادر مطلعة، 3 منها إيرانية وأحدها صيني، إن طهران تسعى لاستعادة 25 مليون برميل من النفط عالقة في ميناءين بالصين منذ 6 سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار «شل» خلال المؤتمر والمعرض الأوروبي لطيران رجال الأعمال في جنيف (رويترز)

«شل» تحذر من ضعف تداول الغاز الطبيعي المسال والنفط في الربع الأخير من العام

قلّصت شركة شل توقعاتها لإنتاج الغاز الطبيعي المُسال للربع الأخير وقالت إن نتائج تداول النفط والغاز من المتوقع أن تكون أقل بكثير من الأشهر الـ3 الماضية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سفن الشحن راسية قبالة الساحل وتتقاسم المساحة مع منصات النفط قبل التوجه إلى ميناء لوس أنجليس (أرشيفية - أ.ب)

النفط يرتفع بدعم تراجع المخزونات الأميركية

ارتفعت أسعار النفط، يوم الأربعاء، مع تقلص الإمدادات من روسيا وأعضاء منظمة «أوبك»، وبعد أن أشار تقرير إلى انخفاض آخر بمخزونات النفط الأميركية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
شؤون إقليمية رغم خضوعها لبعض من أكثر العقوبات الغربية صرامة أسست إيران تجارة عالمية مزدهرة لنفطها (أرشيفية - رويترز)

تزوير وثائق وتزييف إشارات... هكذا تنقل إيران النفط الخاضع للعقوبات حول العالم

وعلى الرغم من خضوعها لبعض من أكثر العقوبات الغربية صرامة، أسست إيران تجارة عالمية مزدهرة لنفطها. وهي تعتمد على أسطول ظل من الناقلات التي تخفي أنشطتها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد وزير الطاقة السعودي في مؤتمر البترول العالمي في كالغاري (رويترز)

عبد العزيز بن سلمان: «نظام المواد البترولية» يضمن تنافسية عادلة للمستثمرين

قال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن «نظام المواد البترولية والبتروكيماوية» يدعم جهود استقطاب الاستثمارات ويضمن بيئة تنافسية عادلة للمستثمرين

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«شل» تحذر من ضعف تداول الغاز الطبيعي المسال والنفط في الربع الأخير من العام

شعار «شل» خلال المؤتمر والمعرض الأوروبي لطيران رجال الأعمال في جنيف (رويترز)
شعار «شل» خلال المؤتمر والمعرض الأوروبي لطيران رجال الأعمال في جنيف (رويترز)
TT

«شل» تحذر من ضعف تداول الغاز الطبيعي المسال والنفط في الربع الأخير من العام

شعار «شل» خلال المؤتمر والمعرض الأوروبي لطيران رجال الأعمال في جنيف (رويترز)
شعار «شل» خلال المؤتمر والمعرض الأوروبي لطيران رجال الأعمال في جنيف (رويترز)

قلّصت شركة شل توقعاتها لإنتاج الغاز الطبيعي المُسال للربع الأخير من العام، يوم الأربعاء، وقالت إن نتائج تداول النفط والغاز، من المتوقع أن تكون أقل بكثير مما كانت عليه في الأشهر الثلاثة السابقة.

وفي تحديث للتداول، قبل صدور نتائج العام بأكمله في 30 يناير (كانون الثاني) الحالي، قالت «شل» أيضاً إنها ستأخذ ما بين 1.5 مليار دولار إلى 3 مليارات دولار من المخصصات غير النقدية، بعد خصم الضرائب، بما في ذلك ما يصل إلى 1.2 مليار دولار في قسم الطاقة المتجددة التابع لها، والمرتبط بأصول أوروبية وأميركية شمالية، وفق «رويترز».

وفي الشهر الماضي، ذكرت «شل» أنها ستتراجع عن الاستثمارات الجديدة في مجال طاقة الرياح البحرية وتقسيم قسم الطاقة التابع لها، بعد مراجعة شاملة لأعمالها، وذلك في إطار حملة الرئيس التنفيذي وائل صوان للتركيز على الأجزاء الأكثر ربحية.

وقالت أكبر شركة للغاز الطبيعي المُسال في العالم إن نتائج التداول في القسم، خلال الربع الأخير، ستكون أقل بكثير مما كانت عليه في الأشهر الثلاثة السابقة، بسبب انتهاء عقود التحوط التي أبرمتها «شل» في عام 2022 لحماية نفسها من الخسارة المحتملة للإنتاج الروسي بعد غزو أوكرانيا.

وكان من المتوقع أيضاً أن يكون التداول في قسم المواد الكيميائية والمنتجات النفطية أقل بكثير، على أساس ربع سنوي؛ بسبب انخفاض الطلب الموسمي.

وخفّضت الشركة البريطانية توقعاتها لإنتاج الغاز الطبيعي المُسال للربع إلى 6.8 - 7.2 مليون طن متري، من توقعات سابقة تتراوح بين 6.9 و7.5 مليون طن، مشيرة إلى انخفاض تسليمات غاز التغذية إلى مرافق التسييل وانخفاض شحنات البضائع.

وقال المحلل لدى «آر بي سي كابيتال ماركتس»، بيراج بورخاتاريا، في مذكرة: «نرى أن البيان سلبي، مع ضعف في عدد من الأقسام، وضعف التداول بقطاعات النفط والغاز والطاقة»، مضيفاً أنه من غير المتوقع أن يؤثر ذلك على عائدات المساهمين.