الأمن الروسي يحبط هجوماً بالطعن وتفجيراً انتحارياً في «يوم المعرفة»

ألقى القبض على عنصرين من «داعش» في موسكو

مداهمات ضد عناصر «داعش» في العاصمة موسكو («الشرق الأوسط})
مداهمات ضد عناصر «داعش» في العاصمة موسكو («الشرق الأوسط})
TT

الأمن الروسي يحبط هجوماً بالطعن وتفجيراً انتحارياً في «يوم المعرفة»

مداهمات ضد عناصر «داعش» في العاصمة موسكو («الشرق الأوسط})
مداهمات ضد عناصر «داعش» في العاصمة موسكو («الشرق الأوسط})

أعلنت هيئة الأمن الفيدرالي عن توقيف عنصرين من تنظيم داعش الإرهابي في منطقة موسكو، كانا يخططان لتنفيذ أعمال إرهابية في الأول من سبتمبر (أيلول) الذي يصادف اليوم الأول من العام الدراسي، وهو يوم احتفالي نسبياً ويطلق عليه الروس «يوم المعرفة»، ويتميز هذا اليوم بازدحام في الطرقات للمارة وللسيارات، ونزهات في الحدائق العام والساحات، حيث يشارك الأهل فرحة الصغار بدخولهم المدرسة، وبدء العام الدراسي. ويتزامن «عيد المعرفة» هذا العام مع اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك لدى المسلمين. وقال المكتب الإعلامي في هيئة الأمن الفيدرالي الروسية، إن «هيئة الأمن الفيدرالي في مناطق موسكو ومحافظة موسكو تمكنت من إحباط النشاط الإجرامي لمواطنين اثنين من واحد من جمهوريات آسيا الوسطى، كانا يخططان لتنفيذ أعمال إرهابية في أماكن تجمع حشود كبيرة من المواطنين في الأول من سبتمبر».
وقالت هيئة الأمن الفيدرالي في بيان أمس، إن «أحد المعتقلين كان قد نشر تسجيل فيديو على الإنترنت عشية عيد يوم المعرفة الذي يتزامن مع اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك لدى المسلمين، ويخاطب عبر ذلك التسجيل أتباع تنظيم داعش الإرهابي في روسيا، ويقسم فيه على الولاء للإرهابيين. ومن ثم خطط لمهاجمة المدنيين باستخدام السلاح الأبيض»، أي أنه كان يخطط لهجوم «بالطعن». وتؤكد الهيئة أنها عثرت في هاتفه الجوال على بيانات اتصال «داعشي» يمارس التجنيد في صفوف التنظيم الإرهابي، فضلا عن توجيهات حول كيفية تنفيذ العمل الإرهابي الذي كان يستعد للقيام به.
وبالنسبة للموقوف الثاني الذي تقول الهيئة إنه عضو في تنظيم داعش أيضاً، عثر الأمن على عبوة ناسفة يدوية الصنع، والمواد التي استخدمت في تصنيعها. وتؤكد الهيئة أن الموقف «اعترف بأنه كان يخطط ليصبح انتحارياً، وأن يفجّر نفسه»، وفي إجابته عن سؤال عناصر الأمن الفيدرالي حول أسباب زيارته إلى روسيا، قال الموقف الثاني: «بهدف الجهاد وللتفجير بأمر من (داعش)».
وهذه ثاني عملية من نوعها ينفذها الأمن الروسي، وكانت قوات الأمن الروسية أعلنت في منتصف أغسطس (آب) الماضي عن إحباط سلسلة جديدة من التفجيرات الإرهابية، بما في ذلك الانتحارية، كانت مجموعة مرتبطة بتنظيم داعش تخطط لتنفيذها في أماكن عامة في موسكو بينها أسواق ومراكز تجارية. وقالت هيئة الأمن الفيدرالي في بيان يومها: «نتيجة عملية أمنية في منطقة موسكو، تمكن عناصر هيئة الأمن الفيدرالي من إحباط نشاط مجموعة كانت تنوي تنفيذ سلسلة هجمات إرهابية في أماكن تجمع الحشود، بما في ذلك في منشآت المواصلات، والمراكز التجارية والأسواق الكبيرة في موسكو». ويؤكد البيان أن «المجموعة كانت تخطط بما في ذلك لاستخدام إرهابيين انتحاريين اثنين في تلك العمليات، وعبوات ناسفة شديدة التفجير». وتضم المجموعة الإرهابية مواطنا روسيا وثلاثة مواطنين من جمهوريات آسيا الوسطى. وأكدت أنه تم تحديد دور أحد أعضاء هذه المجموعة، واتضح أنه «مندوب» تنظيم داعش في روسيا، وهو متخصص في تصنيع العبوات الناسفة، ومكلف بالإشراف على التحضير لتلك العمليات الإرهابية، هذا فضلا عن الانتحاريين. وكشفت التحقيقات الأولية عن أن «التفجيرات التي كان الإرهابيون يعدون العدة لتنفيذها في موسكو، جرى تنظيمها من جانب قادة تنظيم داعش المتواجدين في سوريا، بمن في ذلك اثنان مطلوبان دوليا وهما نازاروف. ت. م، وشيرينجانوف. آ. م، مدير مدرسة النشاط التخريبي لدى (داعش)».
إلى ذلك وفي سياق متصل، قال إيفان سلطانوفسكي، مندوب روسيا الدائم لدى مجلس أوروبا، إن تعاوننا يجري بين موسكو والمجلس في مجال مكافحة تمويل الإرهاب. وقال في تصريحات أمس، إن المجلس يقوم بعملية صياغة لمختلف وسائل مكافحة الإرهاب الذي يتطور ويتخذ مع الوقت أشكالا جديدة ويستخدم وسائل مختلفة. ونوه سلطانوفسكي إلى ظهور حاجة في الوقاية من نشاطات الإرهابيين الأجانب داخل أراضي دول مجلس أوروبا. وأشار إلى أن روسيا وقعت في 27 يوليو (تموز) 2017 على البروتوكول الملحق باتفاقية الوقاية من الإرهاب، الذي يفرض المسؤولية الجنائية على كل من يسافر إلى الدول الأخرى بهدف المشاركة في نشاطات المنظمات والجماعات الإرهابية، بغض النظر عن ماهية هذا النشاط، وكذلك على تمويل عمليات السفر هذه.
وأكد ممثل روسيا، أن موسكو بالذات كانت المبادر لصياغة اتفاقية الوقاية من الإرهاب لعام 2005، وكانت من أول الموقعين عليها. وهذه الوثيقة تعتبر مهمة جدا لأنها تجرّم كل من يحرّض على الإرهاب ويشارك في تجنيد الإرهابيين الجدد وتدريبهم. ورسخت الوثيقة مبدأ «سلم الإرهابي أو قم بمحاكمته»، وهو ما يحرم الإرهابيين من الحصول على أي ملاذ أو ملجأ. وقال سلطانوفسكي، إن روسيا اكتسبت خلال السنوات العشر الأخيرة خبرة غنية جدا في مجال مكافحة الإرهاب، وباتت تتصدى له بفاعلية أكبر من السابق.


مقالات ذات صلة

جيش مالي يعتقل قيادياً في «داعش» ويقتل بعض معاونيه

أفريقيا مواطنون ماليون يحتفلون بعودة جنود من الجيش من معارك ضد الإرهاب (الجيش المالي)

جيش مالي يعتقل قيادياً في «داعش» ويقتل بعض معاونيه

نفذ الجيش المالي عملية عسكرية «خاصة» على الحدود مع النيجر، أسفرت عن اعتقال قيادي بارز في «تنظيم داعش في الصحراء الكبرى».

الشيخ محمد (نواكشوط)
أفريقيا النقيب إبراهيم تراوري القائد العسكري الحالي في بوركينا فاسو (متداولة)

استراتيجية الأمن في تجنيد ميليشيات رخيصة تتحول إلى كارثة في أفريقيا

دفع تسليح المدنيين الذين يفتقرون إلى التدريب الجيد ولا يحترمون حقوق الإنسان، القوات المسلحة في بوركينا فاسو ودول أفريقية أخرى إلى حافة حرب أهلية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
آسيا تُظهر هذه الصورة مشهداً لموقع تم فيه إلقاء عبوة ناسفة على حشد خلال مهرجان سنوي في تايلاند... الجمعة 13 ديسمبر 2024 (أ.ب)

مقتل ثلاثة أشخاص بانفجار قنبلة خلال مهرجان في تايلاند

أعلنت الشرطة التايلاندية السبت اعتقال شخصين بعد انفجار قنبلة الجمعة خلال إحياء مهرجان بالقرب من الحدود مع بورما؛ ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
المشرق العربي جانب من لقاء وزير الدفاع التركي الأحد مع ممثلي وسائل الإعلام (وزارة الدفاع التركية)

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا استعدادها لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في سوريا إذا طلبت ذلك وشددت على أن سحب قواتها من هناك يمكن أن يتم تقييمه على ضوء التطورات الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

أُلقي القبض على أحد المسؤولين عن التفجير الإرهابي المزدوج، بسيارتين ملغومتين، الذي وقع في بلدة ريحانلي (الريحانية)، التابعة لولاية هطاي جنوب تركيا، عام 2013

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
TT

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)

أعلنت الحكومة الأسترالية اعتزامها فرض ضريبة كبيرة على المنصات ومحركات البحث التي ترفض تقاسم إيراداتها من المؤسسات الإعلامية الأسترالية مقابل نشر محتوى هذه المؤسسات.

وقال ستيفن جونز، مساعد وزير الخزانة، وميشيل رولاند وزيرة الاتصالات، إنه سيتم فرض الضريبة اعتباراً من أول يناير (كانون الثاني)، على الشركات التي تحقق إيرادات تزيد على 250 مليون دولار أسترالي (160 مليون دولار أميركي) سنوياً من السوق الأسترالية.

وتضم قائمة الشركات المستهدفة بالضريبة الجديدة «ميتا» مالكة منصات «فيسبوك»، و«واتساب» و«إنستغرام»، و«ألفابيت» مالكة شركة «غوغل»، وبايت دانس مالكة منصة «تيك توك». وستعوض هذه الضريبة الأموال التي لن تدفعها المنصات إلى وسائل الإعلام الأسترالية، في حين لم يتضح حتى الآن معدل الضريبة المنتظَرة، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

وقال جونز للصحافيين إن «الهدف الحقيقي ليس جمع الأموال... نتمنى ألا نحصل عائدات. الهدف الحقيقي هو التشجيع على عقد اتفاقيات بين المنصات ومؤسسات الإعلام في أستراليا».

جاءت هذه الخطوة بعد إعلان «ميتا» عدم تجديد الاتفاقات التي عقدتها لمدة3 سنوات مع المؤسسات الإعلامية الأسترالية لدفع مقابل المحتوى الخاص بهذه المؤسسات.

كانت الحكومة الأسترالية السابقة قد أصدرت قانوناً في عام 2021 باسم «قانون تفاوض وسائل الإعلام الجديدة» يجبر شركات التكنولوجيا العملاقة على عقد اتفاقيات تقاسم الإيرادات مع شركات الإعلام الأسترالية وإلا تواجه غرامة تبلغ 10 في المائة من إجمالي إيراداتها في أستراليا.