«مؤتمر تلفزيوني موسع» بين النظام ومعارضين برعاية موسكو

لافروف بحث مع ظريف في مناطق «خفض التصعيد»

TT

«مؤتمر تلفزيوني موسع» بين النظام ومعارضين برعاية موسكو

قال مسؤولون من قاعدة حميميم الروسية في سوريا إنهم عقدوا اجتماعاً موسعا، عبر دائرة تلفزيونية، شارك فيه ممثلون من النظام وممثلون عن المعارضة من ثلاث مناطق لخفض التصعيد في آن واحد، ولجان المصالحة في المحافظات، بهدف استعراض نتائج محادثات مستقلة جرت في وقت سابق عبر دارة تلفزيونية أيضاً جنوب غربي سوريا، وفي الغوطة الشرقة وريف حمص الشمالي.
وبحسب وكالة «ريا نوفوستي» فإن المحادثات عبر الفيديو كانت للجان المصالحة في مناطق خفض التصعيد، وهي لجان تضم ممثلين عن المعارضة، وعن الإدارات المحلية التابعة للنظام في المحافظات ضمن مناطق خفض التصعيد، فضلا عن ضباط من المركز الروسي في قاعدة حميميم. وأوضحت أن البث المشترك خلال المؤتمر كان من محافظات درعا وحمص ودمشق واللاذقية.
وقال سيرغي سورفيكين، قائد مجموعة القوات الروسية في سوريا إن «هذا أول مؤتمر فيديو نجريه وفق هذه الصيغة، عندما نعمل بصورة مشتركة مع جميع لجان المصالحة الوطنية». وأكد أن «هذه الخطوة ترمي بصورة خاصة إلى استعادة السلم»، لافتاً إلى أن «المؤتمرات من هذا النوع ستجري لاحقا بصورة دورية وبشكل منتظم، وخلال كل اجتماع للجان المصالحة الوطنية سيتم بحث تلك المشاكل التي لا بد من إيجاد حلول فورية لها». ويتوقع أن تعقد مثل هذه المؤتمرات مرتين كل شهر، وفق ما قال أليكسي كوستينكو المتحدث باسم مركز المصالحة الروسي في حميميم.
إلى ذلك، نقلت «روسيا اليوم» عن أليكسي كيم قائد القوات الروسية قوله أمس، إن لجنة للمصالحة الوطنية في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي تم تشكيلها، وتمهد لعودة الحياة الطبيعية لسكان المنطقة والعمل على إعادة تأهيل منشآت حيوية هناك تشمل بناء 25 مدرسة وترميم 18 أخرى بالإضافة لوجود 18 بلدة بحاجة إلى بنى تحتية أساسية بشكل كامل. وأعلنت موسكو الأربعاء، عن ضم منطقة عفرين بريف حلب الشمالي لاتفاق مصالحة، يمهد لوقف العمليات العسكرية بين فصائل «الجيش الحر» المدعوم من أنقرة، و«قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من أميركا.
وتأتي هذا التصريحات بعد أنباء ترددت حول نشر روسيا وحدات من الشرطة العسكرية لها بمنطقة عفرين الخاضعة لسيطرة قوات كردية.
موقف المعارضة
وعلى الطرف الآخر، لم تصدر حتى الآن أي تأكيدات من جانب فصائل المعارضة السورية المسلحة في مناطق خفض التصعيد حول المشاركة في الاجتماعات التي يتحدث عنها الجانب الروسي والنظام. وقال ناشط من محافظة درعا إن «روسيا، وبعد أن أعلنت مناطق خفض التصعيد في الجنوب السوري بدأت العمل على منحى آخر وهو عقد المصالحات والهدن. حيث بدأت التواصل في ريف القنيطرة مع المدنيين في المناطق المحررة»، ولفت إلى أن أشخاصا من القنيطرة شاركوا في الاجتماع الذي يتحدث عنه الروس. وقال: «الاتصالات مع المدنيين في المنطقة تجري عبر أعضاء لجان المصالحة الموجودين في مناطق النظام وممن حضروا الاجتماعات التي تمت بين الروس ومحافظ القنيطرة لدى النظام واستمرت المفاوضات والتنازلات حتى هذه اللحظة». وفي منطقة خفض التصعيد في ريف حمص الشمالي قال الإعلامي عامر الناصر إن «الجميع يشعرون بدهشة حين يسمعون الأخبار عن تلك المحادثات»، وأكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا علم لأحد هنا بهذه المحادثات، ولا ندري من هي الشخصيات التي تتواصل، إن كان هناك تواصل ومحادثات فعلاً».
وفي وقت سابق نفى أمين سر مجلس محافظة درعا الحرة عمار البردان حصول اجتماعات بين أعضاء في المجلس، وممثلين عن النظام، وقال لموقع «جيرون»: «وجود اجتماعات بهذه الصيغة، ضربٌ من المستحيل»، وشدد على رفض فكرة المصالحة مع النظام، وأكدّ على «التمسك بمطالب الشعب، ومبادئ الثورة، والحرص على وحدة الأرض، والإفراج عن المعتقلين، والمطالبة بإسقاط الأسد ومنظومته الأمنية». من جانبه، وفي إجابته على سؤال «الشرق الأوسط» بهذا الخصوص، قال رياض نعسان آغا المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات: «لا علم لنا بهذه المحادثات».
سياسيا بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تطورات الوضع السوري مع نظيره الإيراني جواد ظريف، خلال اتصال هاتفي يوم أمس، وقالت الخارجية الروسية إن الوزيرين «تبادلا وجهات النظر حول التسوية في سوريا في سياق الاتفاقات التي توصلت لها الأطراف ضمن عملية آستانة». وفي سياق متصل قالت وزارة الخارجية الروسية إن الوزير لافروف سيجري محادثات في موسكو يوم 8 سبتمبر (أيلول) الحالي مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، سيتناولان خلالها الملف السوري.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.