أكثر من مليوني مسلم يبدأون مناسك الحج... وبدء التوافد إلى منى لقضاء يوم التروية

حجاج بيت الله الحرام يتوافدون إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية (واس)
حجاج بيت الله الحرام يتوافدون إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية (واس)
TT

أكثر من مليوني مسلم يبدأون مناسك الحج... وبدء التوافد إلى منى لقضاء يوم التروية

حجاج بيت الله الحرام يتوافدون إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية (واس)
حجاج بيت الله الحرام يتوافدون إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية (واس)

بدأ أكثر من مليوني مسلم تدفقوا من جميع بقاع الأرض، أداء مناسك الحج الأربعاء في منطقة مكة تحت أشعة الشمس القائظة.
وسخرت السلطات السعودية كل طاقاتها الأمنية والخدماتية، بما في ذلك مائة ألف عنصر أمن، في سبيل إنجاح موسم الحج والاستعداد لأي طارئ.
وفجر الأربعاء، امتلأت ساحات الحرم المكي بالحجاج الذين يستعدون للتوجه إلى مشعر منى، للتحضير ليوم التروية في أول أيام الحج، عشية أداء الركن الأعظم على صعيد عرفات.
وشرع الحجاج في التوجه إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، وتبعد منى بضعة كيلومترات شمال شرقي المسجد الحرام.
وكانت السلطات السعودية أعلنت أمس أن أكثر من مليوني حاج سيؤدون الفريضة هذا العام، وسط حالة استعداد قصوى لمختلف أجهزة الدولة المعنية لتأمين سلامتهم وتيسير أدائهم المناسك.
ويوجد في منى ما يُعتبر أكبر مدينة خيام في العالم، وهو أحد أكبر المشروعات التي نفذتها الحكومة السعودية، على مساحة مقدرة بـ5.‏2 مليون متر مربع لاستيعاب 6.‏2 مليون حاج.

من رصيف مكة

وعلى أرصفة مكة، يحتشد الحجاج على اختلاف أعمارهم وأعراقهم مع أمتعتهم بانتظار الحافلات التي ستقلهم إلى منى، وداخل الحرم المكي، يطوف آخرون سبع مرات حول الكعبة.
وتقول نور، حاجة سعودية تبلغ من العمر 30 عاما تسير مسرعة، وهي تلتقط أنفاسها: «لا يزال يتوجب علي إنهاء الطواف» قبل المغادرة إلى منى.
وأما ريسفانا، فتبدو أكثر هدوءاً حيث تجلس على كرسي وسط ساحة الحرم وبين ذراعيها طفلها البالغ من العمر ستة أشهر والذي سيرافقها أثناء أدائها مناسك الحج.
وتقول الوالدة الشابة مشيرة إلى قارورة مياه معلقة على حقيبتها: «لقد حضرت كل شيء من أجله».
من جهته، يقول تيجاني تراوري (53 عاما)، القادم من بنين والذي يؤدي مناسك الحج للمرة الـ22 في حياته: «في كل مرة نختبر مشاعر لم تخالجنا من قبل».
ويضيف أنه «على مر السنوات أدخلت تحسينات على عملية التنظيم واستقبال الحجاج. واليوم مثلا، نقيم في خيم مبردة».
وفي المسجد الحرام، تساهم مراوح تبخ رذاذ الماء في تلطيف حرارة الجو.
وتحت ظلال الأشجار أو الجسور، ينتظر المصلون الآذان فيما يفضل البعض مواصلة الطواف حول الكعبة المشرفة حيث يحمون رؤوسهم بسجادة الصلاة أو بمظلة صغيرة علقت بعود بلاستيكي.
وتقوم فرق من العمال والمتطوعين غالبيتهم من دول آسيوية، على مدار الساعة، بتنظيف الباحة.
يعود هذا العام إلى مكة الحجاج الإيرانيون الذين غابوا عن شعائر العام الماضي.

سلامة الحجاج
ويؤكد اللواء منصور التركي المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية أن «ضمان سلامة الحجاج أولوية» سلطات المملكة.
وتقام المناسك التي تعتبر بين أكبر التجمعات الدينية السنوية في العالم، في ظل خسارة تنظيم داعش المتطرف مناطق نفوذ مهمة له في سوريا والعراق، رغم أنه لا يزال يواصل مهاجمة أهداف في الشرق الأوسط وفي أوروبا.

حلم العمر
وعلى بعد خطوات من الكعبة المشرفة، لا تخفي فتحية طه فرحتها لوجودها في المكان الأقدس لدى المسلمين.
وتقول طه (67 عاما) وهي تجلس على كرسيها المتحرك بين حاجات مصريات أخريات: «أحلم منذ أربع سنوات بأداء المناسك».
ويقضي الحجاج يومهم في الصلاة والاستراحة في منى قبل أن ينتقلوا إلى جبل عرفات الخميس عشية عيد الأضحى.
ويبيت معظمهم الليلة بمنى استعداداً للصعود إلى عرفات مع بزوغ فجر الخميس.
وعشية بدء الشعائر، اكتظت باحة المسجد الحرام والأروقة والممرات المجاورة لها بالحجاج وبرائحة المسك والعباءات البيضاء والملونة.


مقالات ذات صلة

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

الخليج الأمير سعود بن مشعل أكد ضرورة تكثيف التنسيق بين كافة القطاعات لتهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات (إمارة منطقة مكة المكرمة)

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

نحو تهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات وتسهيل طرق الحصول عليها وتحسين المرافق التي تحتضن هذه الشعيرة العظيمة، أعلنت السعودية عن بدء التخطيط الزمني لحج 1446هـ.

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا الحجاج المصريون النظاميون يؤدون مناسك الحج (أرشيفية - وزارة التضامن الاجتماعي)

مصر تلغي تراخيص شركات سياحية «متورطة» في تسفير حجاج «غير نظاميين»

ألغت وزارة السياحة والآثار المصرية تراخيص 36 شركة سياحة، على خلفية تورطها في تسفير حجاج «غير نظاميين» إلى السعودية.

أحمد عدلي (القاهرة)
الخليج 7700 رحلة جوية عبر 6 مطارات نقلت حجاج الخارج إلى السعودية لأداء فريضة الحج (واس)

السعودية تودّع آخر طلائع الحجاج عبر مطار المدينة المنورة

غادر أراضي السعودية، الأحد، آخر فوج من حجاج العام الهجري المنصرم 1445هـ، على «الخطوط السعودية» من مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي في المدينة المنورة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة للطرفين عقب توقيع الاتفاقية (مجموعة السعودية)

«مجموعة السعودية» توقّع صفقة لشراء 100 طائرة كهربائية

وقّعت «مجموعة السعودية» مع شركة «ليليوم» الألمانية، المتخصصة في صناعة «التاكسي الطائر»، صفقة لشراء 100 مركبة طائرة كهربائية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الثوب الأغلى في العالم بحلته الجديدة يكسو الكعبة المشرفة في المسجد الحرام بمكة المكرمة (هيئة العناية بشؤون الحرمين)

«الكعبة المشرفة» تتزين بالثوب الأنفس في العالم بحلته الجديدة

ارتدت الكعبة المشرفة ثوبها الجديد، الأحد، جرياً على العادة السنوية من كل عام هجري على يد 159 صانعاً وحرفياً سعودياً مدربين ومؤهلين علمياً وعملياً.

إبراهيم القرشي (جدة)

السعودية تفتح باب التطوع بأكثر من عشرين تخصصاً طبيا لدعم سوريا

وفد سعودي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقوم بجولة على المشافي السورية (سانا‬⁩)
وفد سعودي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقوم بجولة على المشافي السورية (سانا‬⁩)
TT

السعودية تفتح باب التطوع بأكثر من عشرين تخصصاً طبيا لدعم سوريا

وفد سعودي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقوم بجولة على المشافي السورية (سانا‬⁩)
وفد سعودي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقوم بجولة على المشافي السورية (سانا‬⁩)

أعلن مركز الملك سلمان للإغاثة عن فتح باب التطوع بالخبرات الطبية السعودية المتخصصة لدعم القطاع الصحي في سوريا وتلبية احتياجاته العاجلة في أكثر من 20 تخصصاً، وذلك من خلال برنامج «أمل» التطوعي السعودي المَعْنيّ بسد احتياجات القطاع الصحي لدى الدول المتضررة.

ودعا المركز عموم المتخصصين الراغبين في التطوع بخبراتهم إلى التسجيل في برنامج «أمل»، الذي يستمر عاماً كاملاً لدعم القطاع الصحي السوري الذي تَضَرَّرَ جراء الأحداث، وتقديم الخدمات الطارئة والطبية للمحتاجين في مختلف التخصصات، للتخفيف من معاناة الشعب السوري من خلال مساهمة المتطوعين في البرنامج.

جولة الوفد السعودي للاطلاع على الواقع الصحي والوقوف على الاحتياجات اللازمة في سوريا (سانا‬⁩)

وقال الدكتور سامر الجطيلي، المتحدث باسم المركز، إن منصة التطوع الخارجي التي أطلقها المركز، تتيح فرصة التسجيل في عدد من التخصصات الطبية الملحّة لدعم القطاع الصحي في عدد من المدن السورية، لا سيما خلال الفترة الحالية من الأزمة الإنسانية التي تمر بها سوريا.

وأشار الجطيلي في حديث مع «الشرق الأوسط» إلى أن قائمة التخصصات المطلوبة حُدِّدت بعد التواصل مع الجهات الصحية المسؤولة في سوريا، مؤكداً أن البرنامج يهدف لإتاحة الفرصة للمتطوعين السعوديين في القطاع الصحي لتلبية حاجة القطاع الصحي السوري في كل مناطق البلاد. ونوه الجطيلي بجهود الكوادر الصحية السعودية التي تطوعت بخبراتها وعطائها من خلال البرنامج، وأضاف: «لقد سجل المتطوعون السعوديون في القطاع الصحي حضوراً دولياً مميّزاً، من خلال كثير من الأحداث التي بادروا فيها بتقديم العون والمساعدة للإنسان في مناطق جغرافية مختلفة، وكان لهم أثر طيب في نحو 57 دولة حول العالم، وأَجْرَوْا فيها أكثر من 200 ألف عملية في مختلف التخصصات».

وأشار الجطيلي إلى أن الخبرة التي راكمها البرنامج ستسهم في مدّ يد العون إلى الجانب السوري الذي يعاني من صعوبات خلال هذه المرحلة، وفي إنقاذ حياة كثير من السوريين من خلال أشكال متعددة من الرعاية الطبية التي سيقدمها البرنامج في الفترة المقبلة.

وفد سعودي يبحث مع القائم بأعمال وزارة الصحة السورية سبل تعزيز العمل الإنساني والطبي في سوريا (سانا‬⁩)

وتضم‏ تخصصات الكوادر التطوعية المطلوبة للانضمام «جراحة الأطفال، وجراحة التجميل، وجراحة النساء والولادة، وجراحة عامة، وطب الطوارئ، والدعم النفسي، وجراحة العظام، وطب الأمراض الباطنية، وجراحات القلب المفتوح والقسطرة، وأمراض الكلى، والطب العام، والصدرية، وطب الأطفال، والتخدير، والتمريض، وطب الأسرة، والعلاج الطبيعي، والنطق والتخاطب، والأطراف الصناعية، وزراعة القوقعة، وعدداً آخر من التخصصات الطبية المتعددة».

وقال مركز الملك سلمان للإغاثة إن برنامج «أمل» «يُدَشَّن بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، واستشعاراً لدور السعودية الخيري والإنساني والريادي تجاه المجتمعات المتضررة في شتى أنحاء العالم»، مؤكداً في البيان المنشور على صفحة التسجيل، الدور المؤثر لتقديم الخدمات الطارئة والطبية في رفع المعاناة عن الإنسان، وعيش حياة كريمة، وذلك بمشاركة متطوعين من الكوادر السعودية المميزة.

وبينما يستمر الجسران الجوي والبري اللذان أطلقتهما السعودية بوصول الطائرة الإغاثية السادسة، ونحو 60 شاحنة محمَّلة بأكثر من 541 طناً من المساعدات، زار وفد سعودي من قسم التطوع في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الأحد، عدداً من المشافي والمراكز الطبية السورية، في جولة ميدانية للاطلاع على تفاصيل الواقع الصحي، والوقوف على الاحتياجات اللازمة والطارئة للقطاع.

وجاءت الجولة الميدانية للوقوف على حالة القطاع الصحي في سوريا، وتلمُّس احتياجاته من الكوادر والمؤن الدوائية، عقب اجتماع وفد من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مع مسؤولين من وزارة الصحة السورية في دمشق، تناولا فيه الاحتياجات الطبية العاجلة والمُلحة للمستشفيات السورية.

60 شاحنة محملة بأكثر من 541 طناً من المساعدات الغذائية والطبية والإيوائية عَبَرَت معبر جابر الحدودي إلى سوريا (مركز الملك سلمان)

وعلى صعيد الجسرين الجوي والبري السعوديين، ​وصلت، الأحد، الطائرة الإغاثية السعودية السادسة التي يسيِّرها «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، إلى مطار دمشق، وتحمل على متنها مساعدات غذائية وطبية وإيوائية؛ للإسهام في تخفيف آثار الأوضاع الصعبة التي يمر بها الشعب السوري حالياً.

كما عَبَرَت، صباح الأحد، أولى طلائع الجسر البري الإغاثي السعودي إلى معبر جابر الأردني للعبور منه نحو سوريا؛ حيث وصلت 60 شاحنة محملة بأكثر من 541 طناً من المساعدات الغذائية والطبية والإيوائية، وهي أولى طلائع الجسر البري السعودي لإغاثة الشعب السوري.

وقال الدكتور سامر الجطيلي، المتحدث باسم المركز، إن الجسر البري سيدعم الجهود في سبيل إيصال المساعدات لجميع الأراضي السورية؛ إذ يحوي كميات كبيرة وضخمة من المواد الغذائية والصحية والإيوائية، تُنْقَلُ بعد وصولها إلى دمشق إلى جميع المناطق الأخرى المحتاجة. وأضاف الجطيلي أن جسر المساعدات البري إلى دمشق يتضمن معدات طبية ثقيلة لا يمكن نقلها عن طريق الجو؛ مثل: أجهزة الرنين المغناطيسي، والأشعة السينية والمقطعية.