مونتغومري مكان للاسترخاء وإعادة شحن الطاقة

عنوان مميز للهرب من صخب المدن

قلعة جميلة شهدت على التاريخ وويلاته
قلعة جميلة شهدت على التاريخ وويلاته
TT

مونتغومري مكان للاسترخاء وإعادة شحن الطاقة

قلعة جميلة شهدت على التاريخ وويلاته
قلعة جميلة شهدت على التاريخ وويلاته

قال الكاتب الإنجليزي الشهير صمويل جونسون، الذي عاش خلال القرن الثامن عشر، ذات مرة: «من يسأم لندن فقد سئم الحياة؛ لأن في لندن كل ما يمكن للحياة أن تقدمه».
رغم أنه يوجد في لندن الكثير من الأماكن المتنوعة التي تستحق الزيارة، قد تشعر أحياناً بالحاجة إلى الهرب بحثاً عن الهدوء والسكينة في مكان آخر، لكن إلى أين؟
لذا؛ ربما تعد مونتغومري في مقاطعة ويلز هي بغية وغاية الباحثين عن بعض الهدوء، حيث تبعد نحو 100 كم عن غرب برمنغهام، ونحو ميل من حدود إنجلترا. المنطقة بالكامل ذات طابع ريفي، وكثافتها السكانية منخفضة. يتم وصفها بالبلدة، حيث يقل عدد سكانها عن 1.300 نسمة. وقبل عملية إعادة التنظيم، التي قامت بها الحكومة المحلية، كانت بلدة مقاطعة تحمل اسم مونتغومريشاير، لكن لم يتجاوز عدد سكان المنطقة بالكامل 60 ألف نسمة. عند التجول بالسيارة في المنطقة يتكون انطباع لدى المرء بأن الأغنام أكثر من البشر، وهذا حقيقي بالفعل، حيث يبدو أن عدد الأغنام أكبر من عدد البشر بمقدار عشرة أمثال.
في قلب البلدة يوجد ميدان لسوق صغيرة جاذبة تحيط بها منازل مشيدة من الطوب الأحمر على الطراز الجورجي إلى جانب مبانٍ أخرى. مع ذلك، هناك عدد من المنازل بها إطارات خشبية أقدم، وتم استبدال واجهاتها وجعلها بالطوب خلال الفترة الجورجية وسيلةً لتحديث المباني وإضفاء الطابع العصري عليها.
تقع بلدة مونتغومري عند سفح تل، حيث توجد آثار قلعة مونتغومري، التي تم بناؤها في بداية القرن الثالث عشر، للسيطرة على معبر ضحل مهم يمر بنهر سيفرن القريب، الذي كان بمثابة البوابة التي تفصل بين إنجلترا والويلز. وقد منح الملك ويليام الأول الأرض في هذه المنطقة إلى روجر مونتغومري، الذي أتى من مونتغومري في نورماندي، خلال القرن الحادي عشر، ومن هنا تم تسمية البلدة القريبة من القلعة بهذا الاسم. وقد كانت تلك القلعة حصينة للغاية، وتصدت لهجمات قوات ويلز خلال القرن الثالث عشر، لكن تم تدمير البلدة التي تقع بالقرب من القلعة. وكان من الضروري لأي قلعة العثور على مصدر مستقل للماء حتى تظل قادرة على مقاومة الهجمات؛ لذا تم جلب عدد من عمال المناجم إلى مونتغومري من أجل الحفر على عمق أكثر من 60 مترا عبر الصخور الصلدة للوصول إلى مصدر مياه نظيفة. أثناء الحرب الأهلية في منتصف القرن السابع عشر استسلمت القلعة لقوات البرلمان، وتم هدم أجزاء كبيرة من القلعة؛ لمنع استخدامها حصنا عسكريا مرة أخرى. مع ذلك، لا تزال هناك أجزاء أخرى من القلعة إلى اليوم، ويستحق رؤية مشهد الوادي والتلال البعيدة تسلق التل المنحدر.
ممرات خندق أوفا القريبة، كانت من أعمال أوفا، الملك الأنغلوساكسوني، في نهاية القرن الثامن لعمل حدود بين الويلز وأرضه ميرسيا. وتمتد الممرات من الساحل الشمالي للويلز حتى الساحل الجنوبي، على مسافة 240 كم تقريباً. ويتخذ شكل خندق عرضه 20 مترا في بعض الأماكن، وبلغ ارتفاع التراب، الذي تم إزالته عند الحفر، 2.4 متر في بعض الأماكن. لقد كان عملا هائلا في تلك الأيام، ولا تزال أجزاء كبيرة منه سليمة وقائمة حتى يومنا هذا. ومن أسباب أهميته وجود ممر مشاة طويل بطول الخندق بالكامل تقريباً، ويزخر بالمشاة.
ومن الأماكن غير الاعتيادية العجيبة، التي يجدر زيارتها في مونتغومري، متحف «كلوفرلاندز» للسيارات في معهد مونتغومري بشارع آرثر. تم افتتاح هذا المتحف الصغير عام 2016، ويضم مجموعة من السيارات النموذجية يزيد عددها على 1.500 سيارة. ويفتح أبوابه أيام الجمعة، والسبت، والأحد من الساعة الثانية والربع حتى الخامسة مساء.
جذب الهدوء، الذي تتسم به المنطقة، الكثيرين من الباحثين عن الاسترخاء إليها. وتعد مكانا مناسبا للإقامة واستكشاف المنطقة المحيطة. ويتمتع ساحل الويلز الغربي بشواطئ رملية خلابة، ويحتاج الوصول إليه هو ومتنزه سنودونيا الوطني، إلى أكثر من ساعة بالسيارة.
وتعد هذه هي تحديداً المنطقة الهادئة؛ لذا قرر الكثيرون الانتقال إلى هنا، ومن أشهرهم الممثلة البريطانية جولي كريستي، التي مثلت دور لارا أنتابوفا، أمام عمر الشريف في الفيلم الشهير «دكتور زيفاغو» في عام 1965، والذي يشغل المركز الثامن على قائمة الإيرادات في كل العصور.
من الممكن الوصول إلى هناك من خلال ركوب القطار حتى بلدة ويلشبول القريبة، ثم ركوب سيارة أجرة إلى مونتغومري. مع ذلك من الأفضل الذهاب إلى هناك بالسيارة.


مقالات ذات صلة

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

سفر وسياحة أسواق العيد في ميونخ (الشرق الاوسط)

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

الأسواق المفتوحة تجسد روح موسم الأعياد في ألمانيا؛ حيث تشكل الساحات التي تعود إلى العصور الوسطى والشوارع المرصوفة بالحصى

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المنتدى التاسع لمنظمة الأمم المتحدة لسياحة فن الطهي المقام في البحرين (الشرق الأوسط) play-circle 03:01

لجنة تنسيقية لترويج المعارض السياحية البحرينية السعودية

كشفت الرئيسة التنفيذية لهيئة البحرين للسياحة والمعارض سارة أحمد بوحجي عن وجود لجنة معنية بالتنسيق فيما يخص المعارض والمؤتمرات السياحية بين المنامة والرياض.

بندر مسلم (المنامة)
يوميات الشرق طائرة تُقلع ضمن رحلة تجريبية في سياتل بواشنطن (رويترز)

الشرطة تُخرج مسنة من طائرة بريطانية بعد خلاف حول شطيرة تونة

أخرجت الشرطة امرأة تبلغ من العمر 79 عاماً من طائرة تابعة لشركة Jet2 البريطانية بعد شجار حول لفافة تونة مجمدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أشخاص يسيرون أمام بوابة توري في ضريح ميجي بطوكيو (أ.ف.ب)

اليابان: اعتقال سائح أميركي بتهمة تشويه أحد أشهر الأضرحة في طوكيو

أعلنت الشرطة اليابانية، أمس (الخميس)، أنها اعتقلت سائحاً أميركياً بتهمة تشويه بوابة خشبية تقليدية في ضريح شهير بطوكيو من خلال نقش حروف عليها.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق سياح يصطفون للدخول إلى معرض أوفيزي في فلورنسا (أ.ب)

على غرار مدن أخرى... فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

تتخذ مدينة فلورنسا الإيطالية التاريخية خطوات للحد من السياحة المفرطة، حيث قدمت تدابير بما في ذلك حظر استخدام صناديق المفاتيح الخاصة بالمستأجرين لفترات قصيرة.

«الشرق الأوسط» (روما)

مساعٍ سعودية لتحويل 8 مدن واعدة إلى وجهات عالمية

التعاون يستهدف تحسين جودة الحياة عبر تجديد الحدائق والمرافق البلدية بشكل مبتكر (واس)
التعاون يستهدف تحسين جودة الحياة عبر تجديد الحدائق والمرافق البلدية بشكل مبتكر (واس)
TT

مساعٍ سعودية لتحويل 8 مدن واعدة إلى وجهات عالمية

التعاون يستهدف تحسين جودة الحياة عبر تجديد الحدائق والمرافق البلدية بشكل مبتكر (واس)
التعاون يستهدف تحسين جودة الحياة عبر تجديد الحدائق والمرافق البلدية بشكل مبتكر (واس)

وسط مسعى السعودية لتنمية مدنها والارتقاء بمعايير جودة الحياة العصرية وتوسيع نطاق العروض السياحية، أبرم عدد من الجهات في القطاعين الخاص والحكومي اتفاقيات بارزة مؤخّراً في هذا الإطار، وشهد معرض «سيتي سكيب» العالمي في الرياض توقيع عدد من هذه الاتفاقيات.

وبهدف تحسين جودة الحياة في عدد من المدن الواعدة في السعودية، أعلنت «أسفار»، الشركة السعودية للاستثمار السياحي، إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة السعودي، عن توقيع مذكرة تفاهم مع «وزارة البلديات والإسكان»، ووفقاً للمسؤولين، سيوفّر هذا التعاون الاستراتيجي فرصاً ترفيهية وثقافية ورياضية جديدة في الأماكن العامة غير المستغلة، ما يسهم في نمو قطاع السياحة في البلاد.

تعزيز الثقافة المحلية والجمال الطبيعي للمناطق

وفي حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، قال الدكتور فهد بن مشيط، الرئيس التنفيذي لشركة أسفار: «نسعى إلى تحويل المدن الواعدة في السعودية إلى وجهات عالمية من خلال استثمارات استراتيجية تعزز الثقافة المحلية، وتبرز الجمال الطبيعي الفريد لكل منطقة». وأضاف أن هذه المبادرات «تمثِّل خطوة مهمة في رحلتنا المستمرة نحو بناء شراكات قوية وتوحيد الجهود بين القطاعين العام والخاص لدفع عجلة السياحة في السعودية».

جانب من التوقيع بين «وزارة البلديات والإسكان» و«أسفار» إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة السعودي. (الشرق الأوسط)

وبحسب ابن مشيط، تتطلّع «أسفار» إلى تعزيز علاقتها مع البلديات وهيئات تطوير المناطق التي تستثمر فيها لتحقيق مهمتها، كاشفاً عن التزام بـ«ترسيخ مكانة السعودية على خريطة السياحة العالمية، وأن نكون جسراً نحو نمو مستدام يحقق قيمة طويلة الأمد للمجتمعات السعودية عبر كافة مناطق السعودية وإثراء تجارب الزوار».

تحويل المساحات إلى وجهات حيوية

وعلمت «الشرق الأوسط» أن التعاون الاستراتيجي يستهدف أيضاً تحويل المساحات غير المستغلة إلى وجهات مجتمعية حيوية، ما يساعد في تحسين جودة الحياة في عدد من المدن الواعدة في السعودية عبر تجديد الحدائق والمرافق البلدية بشكل مبتكر، وذلك تماشياً مع مشروع «بهجة» المبادرة الوطنية للوزارة، بهدف تنمية المدن وتعزيز رفاهية سكانها وتجربة زوارها نحو تحقيق مفهوم جودة الحياة، كما يتناغم مع ما تلتزم به «أسفار» من تحويل المدن الواعدة إلى وجهات سياحية بارزة، تحقيقاً لمستهدفات «رؤية السعودية 2030».

التعاون يستهدف تحسين جودة الحياة عبر تجديد الحدائق والمرافق البلدية بشكل مبتكر (واس)

8 مدن واعدة

ووفقاً لمصادر «الشرق الأوسط»، جاءت الـ8 مدن الواعدة، التي ستعمل «أسفار» على تحويلها إلى وجهات سياحية بارزة كالتالي: الأحساء، الباحة، الجوف، حائل، الخبر، ينبع، الطائف، الدمام.

وفي الإطار ذاته، أُبرمت الاثنين اتفاقية ثلاثية، جمعت أمانة المنطقة الشرقية، وهيئة تطوير المنطقة الشرقية، وشركة «أسفار»، بحضور خالد البكر الرئيس التنفيذي لبرنامج جودة الحياة في السعودية، وهدفت الاتفاقية إلى تعزيز الاستثمار السياحي في مدينة الخبر، ودعم أهداف برنامج جودة الحياة في السعودية، وتضمّنت الاتفاقية إلى جانب تعزيز الوجهات السياحية والترفيهية في المنطقة الشرقية، وتحديداً مدينة الخُبر، تطوير موقع «الكورنيش الجنوبي» ليصبح وجهة سياحية متكاملة ورائدة في القطاع السياحي للمواطنين، المقيمين والزوار على حد سواء.