وصول 1.7 مليون حاج إلى السعودية بزيادة نصف مليون عن العام الماضي

أعلنت سلطات الحج السعودي أمس، أن عدد الحجاج القادمين من الخارج لأداء الفريضة هذا العام، وصل حتى نهاية أول من أمس (الأحد) إلى أكثر من 1.7 مليون حاج، منهم 1340 حاجاً من قطر.
وبينت المديرية العامة للجوازات، أن عدد الحجاج القادمين جواً بلغ أكثر من 1.6 مليون حاج، فيما وصل حجاج البر إلى نحو 88 ألف حاج، بينما وصل عدد الحجاج القادمين من البحر إلى أكثر من 14 ألف حاج.
بينما تفقد الأمير عبد الله بن بندر نائب أمير منطقة مكة المكرمة، أمس، نقطة فرز الشميسي، واطلع على الإجراءات الأمنية المطبقة وآليات ضبط المخالفين لأنظمة الحج ومنعهم من الدخول، كما تفقد مركز الإيواء، واستمع إلى شرح عن آلية تبصيم المخالفين والإجراءات المتخذة بحقهم، وآلية فرز الحافلات، وتفقد مرافق المركز التي تضم عدة قطاعات أمنية تعمل في مبانٍ مكونة من 480 غرفة، تتسع لأكثر من 10 آلاف شخص.
ووقف نائب أمير المنطقة ميدانياً على نقطة فرز مركز الشميسي المؤدي إلى مكة المكرمة من الناحية الغربية، واستمع إلى شرح عن أعمال المركز، حيث تم تخصيص 7 مسارات لتنظيم وفرز المركبات، وتعد أكبر نقطة فرز تعمل على مدار 24 ساعة وتنفذها 3 ورديات مجهّزة بدوريات ولوحات إرشادية للسلامة وضباط وأفراد بمشاركة عدد من القطاعات مثل الدفاع المدني وهيئة الإحصاء، والهلال الأحمر.
وفي مكة المكرمة، كشف العقيد باسم بدري مدير شرطة العاصمة المقدسة، عن تأمين كل الخطوط الرابطة بين مكة المكرمة والمشاعر المقدسة التي تمت تهيئتها لاستقبال حافلات الحجاج المتجهة للمشاعر. وأوضح البدري أنه تم تعطيل حركة كل الحافلات الناقلة للمسجد الحرام وتجهيزها في أماكنها المخصصة بالتنسيق مع جميع شركات النقل، تمهيداً لانتقال حركتها إلى المشاعر المقدسة، بالإضافة إلى منع دخول المركبات الصغيرة إلى مكة خلاف غير المصرح لها استناداً على الخطة المرورية المنفذة.
ومن جانب آخر، توجه 500 حاج فلسطيني من الضفة الغربية إلى العاصمة عمان مساء أمس إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي كان قد أصدر أمراً باستضافة ألف حاج من ذوي الشهداء وأسرهم في فلسطين لأداء المناسك هذا العام، وذلك للعام التاسع على التوالي، ليصل عدد من استضافهم برنامج خادم الحرمين الشريفين من ذوي الشهداء الفلسطينيين إلى 13 ألف حاج.
واستعداًداً لاستقبال حجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة، نفذت قوات الدفاع المدني بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، فرضية لمواجهة احتمالات تدافع حجاج على الرصيف الشمالي بمحطة القطار رقم 2 بمشعر مزدلفة نتيجة تعطل البوابات الإلكترونية واستمرار التفويج، وذلك للوقوف على الجاهزية لتنفيذ تدابير الدفاع المدني في حالات الطوارئ خلال موسم حج هذا العام، حيث نجحت الفرضية التي نفذتها فرق الدفاع المدني باحترافية، بينما أوضح العقيد علي السعوي قائد مشعر مزدلفة أنه خلال وجود الدفاع المدني، يتم رصد جميع المخاطر المحتملة منذ وقت مبكر، ورسم خطة عمل محكمة من قبل فريق العمل القائمين بالسلامة وركن الحماية المدنية، مشيراً إلى أن الخطة تضمنت حصر كل المخاطر والعمل مبكراً على درء جزء من المخاطر بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة وبقية المخاطر عمل لها ترتيبات وخطط مستقلة.
صحياً، أكدت وزارة الصحة أنه لم تسجل - حتى يوم أمس - أي حالات وبائية أو أمراض محجرية بين الحجاج والوضع الصحي مطمئن، وأشارت الوزارة إلى أنها تُركز في أولوياتها على النواحي الوقائية للحجاج، وتتابع المستجدات والمتغيرات التي تطرأ على الوضع الصحي عالميّاً، بالتعاون والتنسيق مع منظمة الصحة العالمية والهيئات الصحية الدولية، مثل مراكز مراقبة الأمراض الدولية، كما اتخذت كثيراً من الإجراءات الاحترازية، ومنها إصدار الاشتراطات الصحية الواجب توافرها في القادمين إلى موسم الحج. إلى ذلك كشف اللواء سليمان اليحيى، المدير العام للجوازات السعودية، عن ضبط 64 حالة تزوير خلال الأيام الماضية، تضمنت تزوير تأشيرات الحج الصادرة من ممثليات السعودية في الخارج، إضافة إلى انتحال شخصية بقدوم شخص بجواز لا يخصه أو بتغيير الاسم في الجواز.
وقال اللواء اليحيى في مؤتمر صحافي في جدة أمس: «أحياناً بعض المقيمين ممن كانوا في المملكة ورحلوا بسابقة يعودون بأسماء أخرى، ويتوقعون أننا لن نتمكن من كشف ذلك، لكن لدينا الإمكانات المتطورة لمعرفة هوية الشخص عبر البصمة بالتنسيق مع مركز المعلومات الوطني الذي يملك قدرات هائلة». وأضاف أن عقوبات التزوير التي تثبت مائة في المائة وحتى القدوم دون جواز، تشمل إعادة الشخص إلى بلده لعدم وجود مبرر لفعله. وتابع: «هناك أشخاص عليهم سوابق ولكن أتوا بأسمائهم الحقيقية ومن الممكن دخولهم، ويكون دخولهم موثقاً لدى الجهة أيضاً في حالة اشتباه، ولكن نأخذ التوجيه في بعض الحالات من وزير الداخلية وهي نادرة»، معتبراً أن وجود 64 حالة تزوير يعد قليلاً مقارنة بإجمالي عدد الحجاج القادمين للبلاد.
وأعلن اللواء اليحيى انتهاء المرحلة الأولى من خطة المديرية العامة للجوازات، مشيراً إلى أن عدد الحجاج القادمين حتى ظهر أمس بلغ 1753391 حاجاً، بزيادة قاربت نصف مليون، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، منهم 1631979 حاجاً عبر المنافذ الجوية و88585 حاجاً عبر المنافذ البرية، و14827 حاجاً عبر المنافذ البحرية.
وأوضح أن إعلان عدد الحجاج عبر المنافذ ليس نهاية القدوم، كون القيادة السعودية أعطت مرونة في هذا المجال، حيث لا يوجد وقت محدد لقدوم آخر حاج، متوقعاً أن يتواصل توافد الحجيج اليوم وغداً، مبيناً أن السعودية ترحب بجميع من يأتي إليها بتأشيرة نظامية.
وأشار مدير عام الجوازات إلى أن عدد ناقلي الحجاج من دون تصاريح عبر مداخل مكة المكرمة بلغ 34 مخالفاً، وأن إجمالي المنقولين 143 شخصاً، مبيناً أن العقوبات تشمل التوقيف 154 يوماً والتشهير ومبالغ مالية، وأحياناً تطالب اللجنة المشكلة بمصادرة السيارة الناقلة. وذكر أن عقوبة التشهير طبقت في حق 22 شخصاً من 34، مع المطالبة بإصدار حكم قضائي، ومصادرة 5 سيارات لهم، مبيناً أن إجمالي الغرامات التي فرضت بلغت 1.7 مليون ريال.
ولفت إلى أن الجوازات أعدت لجاناً إدارية موسمية تتمركز في مداخل مكة المكرمة عند مركز الشميسي، والتنعيم، والبهيتة، والكر، وتعمل على مدار الساعة لتطبيق العقوبات الفورية بحق المخالفين لتعليمات الحج وفق الأنظمة المعمول بها والمقررة بحقهم.
وأوضح اللواء اليحيى أن المديرية العامة للجوازات وبإشراف ومتابعة مباشرة من الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا جهزت خلال خطة مرحلة القدوم جميع الكوادر البشرية المؤهلة والأجهزة التقنية المتطورة لضمان سرعة ودقة إنهاء إجراءات القدوم لكل حاج في وقت قياسي.
ونوّه بأن هدف المديرية العامة للجوازات هو استقبال الحاج وإسعاده، ولذلك جرى تشكيل فريق ترحيبي يتحدث 9 لغات بصحبتهم أجهزة تحمل أكثر من لغة أيضاً للتواصل مع الحجاج بلغتهم والترحيب بهم واطلاعهم على التفاصيل كافة في حال واجهت الحاج مشكلة بسيطة، حيث يتم شرحها له لإخراجه من دائرة القلق الذي من الممكن أن يشعر به.
وتطرق إلى أن الجوازات عملت على تفعيل دور العنصر النسائي في هذا الموسم للتعامل مع الحاجات، مشيراً إلى توجه لزيادة العنصر النسائي بعد نجاحهن في القيام بأعمالهن وملاحظة الأعداد الكبيرة من النساء اللاتي يصلن لأداء مناسك الحج.
وأشار مدير عام الجوازات إلى التطور التقني الذي باتت عليه إدارة العمل من حيث مراقبة ومتابعة أداء العاملين على راحة الحجيج بكاميرات منتشرة في جميع أنحاء المملكة، خلاف السابق الذي يتطلب عليه التوجه للمواقع والتأكد من سير العمل.
وبيّن اللواء اليحيى أن عدد تصاريح الحج الممنوحة للمواطنين يبلغ 123415، فيما بلغ عدد التصاريح الممنوحة للمقيمين 109 آلاف تأشيرة، أي بزيادة نحو 16 ألف تأشيرة للمواطنين و15 ألف تأشيرة للمقيمين عن الموسم الماضي، مبيناً أن إجمالي تصاريح التنقل الممنوحة للمقيمين العاملين في المشاعر 73488 تصريحاً.
وأكد اللواء اليحيى أن تجربة مرحلة إنهاء إجراءات دخول الحجاج بالخارج قبل وصولهم للمملكة توافقاً مع برنامج رؤية المملكة 2030 خاضعة لتقييم من لجنة البرنامج التي سترفع مرئياتها لتوجيه بشأنها، مبيناً أنهم أخضعوا عينات من الرحلات الماليزية للتجربة ووجدوا أن وصولهم إلى المملكة سلس ومريح للجميع، موضحاً أن إجمالي من استفادوا من هذه الخدمة بلغ 1692 حاجاً.
وشدد مدير عام الجوازات في السعودية على أن بلاده ترحب بجميع الحجاج دون استثناء، حيث تسعى للعمل على توفير جميع سبل الراحة لهم ولا تميز بين حاج وآخر.