ساعة «آبل» الذكية... خليفةٌ لجهاز «آيبود» الموسيقي

مصممة بتقنيات «واي فاي» وتتواصل مع مقدمي الألحان والأغاني

ساعة «آبل» الذكية... خليفةٌ لجهاز «آيبود» الموسيقي
TT

ساعة «آبل» الذكية... خليفةٌ لجهاز «آيبود» الموسيقي

ساعة «آبل» الذكية... خليفةٌ لجهاز «آيبود» الموسيقي

حين كشفت شركة «آبل» النقاب عن الجيل السادس من «آيبود نانو» الصغير عام 2010، قال ستيف جوب رئيس الشركة الراحل، ممازحاً، إن بعض الأشخاص في «آبل» اقترحوا ارتداء الجهاز الجديد كساعة يد، حتى أن بعضهم قد حاول. وقد اختفى «آيبود» الاستثنائي هذا منذ وقت طويل، وتوقفت الشركة مؤخراً عن إنتاجه.
- ساعة «آبل»
ولكن روح «آيبود نانو» لا تزال حية، واتضح أن اقتراح عام 2010 لم يكن بعيداً جداً عن الواقع. إذ قد لا تنتج «آبل» جهاز آيبود كلاسيكيا بعد اليوم، ولكن مجموعة «آبل ووتش» الساعة الذكية لعام 2017 قد تكون البديل الذي يشبهه إلى حد كبير.
ولا يمكن القول بالطبع إن على جميع المشتاقين إلى «آيبود نانو» أو «آيبود» المسارعة إلى شراء ساعة «آبل»، لأنها أغلى بكثير من «آيبود»! ولكن لا شك في أن ساعة «آبل» تملأ الكثير من الفراغات التي تركها الـ«آيبود» خلفه، وبطريقة أكثر عصرية.
تماماً كما «آيبود نانو»، يمكن لـ«آبل ووتش» أن تشغل الموسيقى، ولكنها يجب أولاً أن تتواءم مع جهاز شريك. وهذا الجهاز الشريك الذي كان يستخدمه «آيبود نانو» هو «لابتوب ماك»، أما ساعة «آبل»، فشريكها هو هاتف «آيفون». إن حصل يوماً وشارك المستخدم لائحة أغاني أو اثنتين من هاتفه «آيفون» ووصله بساعته من «آبل»، لا بد أنه اكتشف أوجه الشبه الكثيرة بين الجهازين، ومن بينها الوقت الطويل الذي تتطلبه عملية التوأمة.
ولكن ساعة آبل تساند «آبل ميوزيك»، وهي ميزة لم تكلف الشركة نفسها عناء تحديثها في مجموعة «آيبود نانو» آنذاك. وقد مثلت أجهزة «آيبود» تلك عالماً كان الجميع فيه يملك الموسيقى التي يستمع إليها، ولكن اليوم سيطرت خدمات الاشتراك على جزء كبير من المشهد العام. فقد استطاع الجيل الأخير من «آيبود نانو» فقط أن يقدم المساندة لسماعات البلوتوث.
- اتصالات موسيقية
ولكن «آيبود نانو» لم يدعم تقنية «واي - فاي» مثلاً، إلا أن ساعة «آبل» دعمتها، واستخدمتها بشكل أوتوماتيكي للاتصال بلوائح «آبل» للموسيقى دون حتى أن تستشير شريكها «آيفون».
والأهم، هو أن ساعة «آبل» هي وسيط اتصال متكامل استطاع أن يملأ الفراغ في جيلين لم يكن فيهما «آيبود نانو» موجوداً. وفي العصر الحديث، حاولت أجهزة النانو أن تقلد جوانب وسيط في نظام التشغيل - آي.أو.أس، إلا أنها لم تستطع تشغيل الأجهزة العاملة بهذا النظام، وبدا الأمر واضحاً. أما «آبل واتش»، فهي تشغل نظام «واتش أو.أس» المتحدر من «آي.أو.أس». وتبدو منتجاً أفضل بسببه. أما ما نجح فيه «آيبود نانو» وفشلت فيه «آبل واتش»، هو أنه كان جهازاً مخصصاً للموسيقى. فساعة «آبل» وتماماً كما نظام الـ«آي.أو.أس»، تشغل تطبيقا خاصا بالموسيقى، ولكنها تركز بشكل أساسي على ميزات أخرى كالوقت، وإرسال التنبيهات، ومتابعة الأمور المرتبطة بالرشاقة.
ولكن المفاجئ فعلاً، هو فشل ساعة «آبل» في أمر نجح فيه «آيبود» منذ عام 2005، وهو التدوين الصوتي. إذ إن الساعة لا تقدم المساندة لخاصية التدوين الصوتي وتطبيقات الطرف الثالث المخصصة للتدوين الصوتي بسبب معاناتها من ضوابط ال أو.أس.
ويشير موقع «ماك وورلد» المتخصص بتقنيات «آبل» إلى أن الجميع يطرحون تساؤلا عما إذا كانت «آبل» ستفكر يوماً في إطلاق خط من ساعاتها مخصص للعمل كمشغل موسيقي؟ لعلّ الجواب سيكون لا، لأنه لو كان الطلب في السوق اليوم لا يزال كبيراً على الأجهزة المحصور عملها بتشغيل الموسيقى، لما توقفت الشركة عن إنتاج «آيبود نانو». ولكن ماذا عن تطوير ساعة «آبل» تتضمن ميزة تلعب دور «آيبود» أو جهاز من «نانو» الجيل السادس؟ في هذه الحالة، يجب أن تخفض الشركة سعر الساعة عن 269 دولارا، وهو السعر الحالي لمجموعة ساعة واتش سيريز 1، مما يجعل هذه الفكرة بعيدة المنال حتى هذا اليوم.
النقطة الأهم هي أنه وفي عالم مليء بأجهزة «آيفون» وساعة «آبل» و«إيربود»، هي أن «آيبود نانو» لم يعد مهماً على الإطلاق. فأثناء الرياضة مثلاً، يمكن للمستخدم أن يرتدي ساعته من «آبل» وأن يضع سماعات الأذن اللاسلكية ويستمع للموسيقى ويتابع تفاصيل رشاقته في الوقت نفسه أثناء ممارسة تمارين الجري. وحين تذهب في جولة على دراجة هوائية، فإنك تحمل هاتفي «آيفون»، في الحقيبة وتستخدم ساعة من «آبل» للاستماع للموسيقى عبر الاتصال بجهاز «إيربود».
هذا هو الحال في الوقت الحاضر ولكن ماذا عن المستقبل؟ أليس من المنطقي تخيل عالم يصبح فيه «آيبود» جهازا أكثر ذكاء، بمساحة تخزين أو اتصال أكبر، وينتهي به الأمر ليصبح جهاز آيبود الذي يحلم به الجميع؟ هل يستطيع الناس تخيل أنهم وفي غضون عشر سنوات، سيتمكنون من الذهاب للجري وهم يحملون سماعات فقط لأنهم قادرون على الوصول إلى أي أغنية أو مدونة صوتية في هذا العالم؟ وكان «آيبود» جهاز رائعاً وفتح الباب فعلاً نحو المستقبل. ولكن الوقت مضى اليوم، ولا يزال المستقبل يحمل الكثير من التطور ليقدمه لنا.


مقالات ذات صلة

بدء تطبيق المرحلة الإلزامية الأولى لتوحيد منافذ الشحن في السعودية

الاقتصاد مقر هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية في الرياض (الموقع الإلكتروني)

بدء تطبيق المرحلة الإلزامية الأولى لتوحيد منافذ الشحن في السعودية

بدأ تطبيق المرحلة الإلزامية الأولى لتوحيد منافذ الشحن للهواتف المتنقلة والأجهزة الإلكترونية في السوق، لتكون من نوع «USB Type - C».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من اجتماع خلال منتدى حوكمة الإنترنت الذي عقد مؤخراً بالعاصمة الرياض (الشرق الأوسط)

تقرير دولي: منظومات ذكية ومجتمعات ممكّنة تشكل مستقبل الاقتصاد الرقمي

كشف تقرير دولي عن عدد من التحديات التي قد تواجه الاقتصاد الرقمي في العام المقبل 2025، والتي تتضمن الابتكار الأخلاقي، والوصول العادل إلى التكنولوجيا، والفجوة…

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا تتميز سمكة «موبولا راي» بهيكلها العظمي الغضروفي وأجنحتها الضخمة ما يسمح لها بالانزلاق بسهولة في الماء (أدوبي)

سمكة تلهم باحثين لتطوير نموذج مرشّح مياه صناعي!

طريقة تغذية سمكة «موبولا راي» تدفع باحثي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لتطوير أنظمة ترشيح فعالة.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تعمل استراتيجيات مثل الأمن متعدد الطبقات واستخبارات التهديدات المتقدمة على تعزيز دفاعات الشركات السعودية (شاترستوك)

السعودية تسجل 44 % انخفاضاً في الهجمات الإلكترونية حتى نوفمبر مقارنة بـ2023

تواجه السعودية التحديات السيبرانية باستراتيجيات متقدمة مع معالجة حماية البيانات وأمن السحابة وفجوات مواهب الأمن السيبراني.

نسيم رمضان (لندن)
خاص تتضمن الاتجاهات الرئيسة لعام 2025 الاستعداد الكمومي وممارسات الأمن السيبراني الخضراء والامتثال (شاترستوك)

خاص كيف يعيد الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية تشكيل الأمن السيبراني في 2025؟

«بالو ألتو نتوركس» تشرح لـ«الشرق الأوسط» تأثير المنصات الموحدة والذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية على مستقبل الأمن السيبراني.

نسيم رمضان (لندن)

«أبل» توافق على دفع 95 مليون دولار لتسوية دعوى انتهاك «سيري» للخصوصية

أحد الحاضرين يحمل هاتفين من نوع «آيفون 16» في فعالية لشركة «أبل» في كوبيرتينو بولاية كاليفورنيا الأميركية في 9 سبتمبر 2024 (رويترز)
أحد الحاضرين يحمل هاتفين من نوع «آيفون 16» في فعالية لشركة «أبل» في كوبيرتينو بولاية كاليفورنيا الأميركية في 9 سبتمبر 2024 (رويترز)
TT

«أبل» توافق على دفع 95 مليون دولار لتسوية دعوى انتهاك «سيري» للخصوصية

أحد الحاضرين يحمل هاتفين من نوع «آيفون 16» في فعالية لشركة «أبل» في كوبيرتينو بولاية كاليفورنيا الأميركية في 9 سبتمبر 2024 (رويترز)
أحد الحاضرين يحمل هاتفين من نوع «آيفون 16» في فعالية لشركة «أبل» في كوبيرتينو بولاية كاليفورنيا الأميركية في 9 سبتمبر 2024 (رويترز)

وافقت شركة «أبل» على دفع 95 مليون دولار نقداً لتسوية دعوى قضائية جماعية مقترحة تتهم خاصية «أبل» الصوتية «سيري» بانتهاك خصوصية المستخدمين.

وقدمت تسوية أولية مساء الثلاثاء في المحكمة الاتحادية في أوكلاند بولاية كاليفورنيا الأميركية، وتتطلب موافقة قاضي المحكمة الجزئية جيفري وايت، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

واشتكى أصحاب الأجهزة الجوالة من أن «أبل» تسجل اعتيادياً محادثاتهم الخاصة بعد تنشيطهم خاصية «سيري» بغير قصد، وتكشف هذه المحادثات لأطراف ثالثة مثل المعلنين.

وتتفاعل خاصية المساعدة الصوتية عادة حين يستخدم الأشخاص كلمات معينة تثير رد فعل مثل «مرحباً سيري».

وقال اثنان من المدعين إن ذكرهما لأحذية «إير جوردان» الرياضية ومطاعم «أوليف جاردن» أدى إلى ظهور إعلانات عن تلك المنتجات. وقال آخر إنه تلقى إعلانات عن علاج جراحي يقدمه مركز طبي بعد التحدث عنه مع طبيبه على انفراد.

وتغطي فترة الدعوى الجماعية بداية من 17 سبتمبر (أيلول) 2014 حتى 31 ديسمبر (كانون الأول) 2024. وبدأت حين أدرجت «سيري» ميزة «مرحباً سيري» التي يُعتقد أنها تؤدي إلى تسجيلات غير مصرح بها.

وقد يحصل أعضاء المجموعة الذين يُقدر عددهم بعشرات الملايين على ما يصل إلى 20 دولاراً لكل جهاز مزود بخاصية «سيري» مثل أجهزة «آيفون» و«أبل ووتش».

ونفت شركة «أبل» ارتكاب أي مخالفات حين وافقت على التسوية.

ولم تستجب الشركة التي مقرها كوبيرتينو بولاية كاليفورنيا ومحاموها بعدُ لطلبات التعليق اليوم (الخميس).

ولم يستجب محامو المدعين بعدُ لطلبات مماثلة، وقد يطلبون ما يصل إلى 28.5 مليون دولار كأتعاب، بالإضافة إلى 1.1 مليون دولار للنفقات من صندوق التسوية.

وتعادل قيمة التسوية البالغة 95 مليون دولار ما تحققه شركة «أبل» من أرباح خلال نحو تسع ساعات. وبلغ صافي دخلها 93.74 مليار دولار في أحدث سنة مالية.