أهالي مكة يستقبلون أسر شهداء ومصابي الجيش المصري بالورود وماء زمزم

وصل مصابون في الجيش والشرطة المصريين، وآخرون من أسر شهداء الشرطة والجيش المصري، إلى مكة المكرمة عصر أمس، ليحلوا ضيوفاً على برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي أمر باستضافة 1000 من أسر شهداء الجيش والشرطة المصرية لأداء فريضة الحج.
بعض الضيوف كان يتوكأ على عكاز، والبعض الآخر يتنقل بكراسي متحركة، وتعرض بعضهم لإصابات خطرة أثناء مواجهة إرهابيين.
شهداء الجيش والشرطة، أضحى أهاليهم وذووهم ضيوف خادم الحرمين الشريفين في بادرة تكريم وصفها ذوو الشهداء بأنها جلت حزنهم، وخففت مصابهم، وأخرجتهم من حالة الحزن التي رافقتهم لأكثر من ثلاث سنوات.
بترحاب بالغ في أحد أجمل الفنادق في حي بطحاء قريش بمكة المكرمة، كانت المحطة الأولى للحجاج المصريين الذين وجدوا ترحيباً كبيراً من المسؤولين عن برنامج خادم الحرمين الشريفين، بالورود وماء زمزم وفرق إنشادية كانت في انتظارهم في بهو الفندق وممراته.
وقال الأمين العام لبرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين عبد الله المدلج لـ«الشرق الأوسط»، إن استضافة الحجاج المصريين البالغ عددهم 1000 حاج مصري من الجيش والشرطة هو انعكاس للمكرمة الملكية لخادم الحرمين ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حيث اكتملت التجهيزات في مقر إقامتهم وفي المخيمات المعدة لهم في المشاعر المقدسة. وأكد المدلج حرص وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد على تهيئة جميع الخدمات وتوفير أجواء روحانية ومفعمة بالطمأنينة للحجاج، تعينهم على أداء مناسكهم وعباداتهم بكل يُسر وسهولة.
وأعرب الضيوف عن سعادتهم بالوصول إلى مكة المكرمة، حيث المسجد الحرام والكعبة المشرفة مهوى أفئدة المسلمين في بقاع الأرض قاطبة، رافعين جزيل الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين على مكرمته باستضافتهم لأداء فريضة الحج، مشيدين بالخدمات المقدمة لهم، التي تعكس كرم قادة وأهل هذه البلاد.
وعبّر الضيوف عن شكرهم لمسؤولي برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين على الجهود الكبيرة التي يبذلونها، والتي لاحظوها منذ وصولهم إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة حيث أنهيت إجراءات وصولهم سريعاً، وعندما وصلوا إلى الفندق وجدوا استقبالاً حافلاً، إذ كان كل شيء مرتباً، وأكدوا أن ما وجدوه ليس بغريب على بلاد الحرمين الشريفين التي عرف عن قادتها منذ تأسيسها خدمة الحرمين.
الحاج المصري، أحمد السيد متولي، من سيناء قال لـ«الشرق الأوسط»، «أصبت جراء عمليات تفجير في شهر سبتمبر (أيلول) 2015 قريباً من المساعيد أثناء إطلاق إرهابيين من داعش النار على الجيش المصري، وبتر جزء من قدمي اليمنى، كما أصيب 9 آخرون وتوفي 5 آخرون». وأضاف أنه تلقى نبأ مكرمة خادم الحرمين الشريفين وهو في أشد الشوق لزيارة بيت الله الحرام، فجاء الخبر بلسماً على قلبه.
أما الحاج ممدوح عبد العزيز، فذكر أنه ولده محمد أصيب إثر عمليات إرهابية نفذها تنظيم داعش في شمال سيناء عام 2016، إذ تعرضت المدرعة التي كان يركبها لتفجير، ما أدى إلى بتر قدميه. وشكر خادم الحرمين الشريفين والحكومة السعودية على الموقف الإنساني باستضافة ذوي شهداء الجيش والشرطة المصريين، سائلاً الله أن يجزيهم خير الجزاء.
وأشار الحاج محمد السيد الحسن، إلى أنه أصيب في يناير (كانون الثاني) الماضي، حينما تعرض إلى إطلاق نار من جماعات إرهابية بمحافظة وادي الجنين عندما تصدى الأمن المصري لهم. وقال: «لم تسعني الفرحة حين جرى إبلاغنا بمكرمة خادم الحرمين للحج قبل 15 يوماً، إذ إنها فرصة لا تعوض، ونشكر الملك سلمان بن عبد العزيز على إتاحة هذه الفرصة أمامنا لأداء فريضة الحج».
فيما أكد الحاج مصطفى محمد، الذي أصيب في قدميه نتيجة إصابته بقذيفة آر بي جي في رفح شمال سيناء، أن الخدمات التي قدّمت للحجاج المصريين منذ تحركهم من مطار القاهرة حتى الوصول إلى المشاعر المقدسة، كانت متميزة وجرى إتمام الإجراءات بكل يسر وسهولة، لافتاً إلى أن هذه المكرمة الملكية دليل جديد على أخوة الشعبين المصري والسعودي.