قرب فتح «ممر آمن» لعناصر «داعش» من القلمون إلى دير الزور

الجيش اللبناني يواصل عملياته في «جيوب» التنظيم شرق البلاد

TT

قرب فتح «ممر آمن» لعناصر «داعش» من القلمون إلى دير الزور

أكدت مصادر لبنانية وسورية مواكبة لمفاوضات «حزب الله» اللبناني مع عناصر تنظيم داعش عبر وسيط سوري سريّ، أن عشرات من عناصر التنظيم «يستعدون لمغادرة القلمون الغربي في الضفة السورية للحدود باتجاه دير الزور»، في وقت يواصل فيه الجيش اللبناني قصف تحركات «داعش» في آخر جيب في الحدود اللبنانية الشرقية مع سوريا.
وتضاربت المعلومات حول عدد مقاتلي «داعش» الذين سيتم ترحيلهم بموجب الصفقة. وقالت مصادر لبنانية عن المفاوضات «يجري مع مجموعة من التنظيم في الجانب السوري من الحدود يقدر عددها بخمسين مسلحاً من داعش»، لافتة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن المفاوض السوري الذي ينقل الشروط من قبل «حزب الله» والجيش السوري النظامي من جهة، ومسلحي «داعش» من جهة ثانية «اعتمد التجزئة بحيث يتم التفاوض مع مجموعات منفصلة». وقالت المصادر إن هذه المفاوضات غير المباشرة «بدأت الأسبوع الماضي وهي بصدد التبلور».
من جهته، قال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن إن المحادثات «تشمل 350 مسلحاً من داعش يتجهزون للانتقال إلى دير الزور وفق التسوية المتوقعة مع حزب الله والنظام السوري»، لافتاً إلى «أن هناك محادثات لفتح ممر آمن لعبور عناصر داعش إلى الشرق، من غير وجود المزيد من التفاصيل».
وكانت مصادر لبنانية أبلغت «الشرق الأوسط» أول من أمس أن هناك مفاوضات على الجانب السوري من الحدود، لا علاقة للجانب اللبناني الرسمي بها، لترحيل عناصر «داعش» من المنطقة الحدودية مع لبنان في جرود قارة إلى شرق سوريا. ولاحقاً، أعلن الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، مساء الخميس أن المفاوضات الرامية إلى التوصل لاتفاق هدنة مع «داعش» بدأت بالتوازي مع القتال لكن «الأرجحية هي للعمل العسكري ونحن ذاهبون في الجبهتين للحسم العسكري».
والمفاوضات في القلمون الغربي، تمثل جزءاً من جهود تفاوضية يرعاها النظام السوري مع «داعش» لإخلاء مقاتلي التنظيم باتجاه دير الزور، بحسب مدير مرصد «الفرات بوست» الحقوقي الناشط في دير الزور أحمد الرمضان لـ«الشرق الأوسط»، مؤكداً أن هذه المفاوضات «قائمة منذ وقت، وبالتوازي مع التفاوض الذي يرعاه النظام مع التنظيم لترحيل عناصره من البادية السورية باتجاه دير الزور التي باتت نقطة تجمع للتنظيم الذي يغادر المدن والبلدات العراقية والمدن السورية في البادية وأرياف حلب والرقة وحماة وحمص والسويداء ودمشق الشرقي إلى الدير».
وقال الرمضان، وهو باحث متابع لقضايا «داعش» في شرق سوريا: «في دير الزور يتردد الآن أن عناصر التنظيم سيرحلون من القلمون إلى دير الزور بعد أن يفتح لهم النظام ممراً آمناً»، مشدداً على أن استراتيجية التفاوض القائمة في البادية «تطبق الآن على وجود التنظيم في القلمون، وهو التفاوض على تأمين ممر آمن بشكل أساسي إلى المنطقة، وتبادل أسرى وجثث بين الطرفين».
وبينما يرعى النظام السوري تلك المفاوضات عبر إبرام اتفاقيات، يرفض الجيش اللبناني الذي يخوض المعارك ضد التنظيم في داخل الأراضي اللبناني الحدودية مع سوريا، أي مفاوضات مع التنظيم، مؤكداً الحسم العسكري ضد عناصره «لتطهير المنطقة من الإرهاب».
وواصل الجيش اللبناني استعداداته للهجوم على آخر جيب يتحصن فيه عناصر التنظيم في وادي مرطبيا الواقع بين جرود رأس بعلبك وجرود قارة السورية، حيث أفادت مصادر ميدانية بأن الجيش شق الطرقات ونقل بطاريات المدافع إلى المنطقة لتأمين تغطية نارية للهجوم، كما استخدم كانسات الألغام بتنظيف المنطقة من ألغام زرعها التنظيم في المنطقة التي سيطر عليها الجيش اللبناني في الأيام الأخيرة.
وبالموازاة، أظهرت مقاطع فيديو نشرها الجيش اللبناني لاستهداف تحصينات «داعش» وعرباته ومقاتليه في وادي مرطبيا عبر المدافع وسلاح الجو، وحقق إصابات مباشرة.
وعلى الضفة السورية للحدود، واصل «حزب الله» وقوات النظام السوري التقدم في منطقة سيطرة «داعش» بهدف تقليص مساحة انتشار عناصر التنظيم، ساعين للتقدم باتجاه مرتفع «حليمة قارة» في جرود قارة الحدودية مع لبنان، والسيطرة عليه، ما يوفر لهم أفضلية نارية حيث تصبح السيطرة النارية على مناطق وجود «داعش» في الوديان والتلال المنخفضة، أكثر توفراً.
وأفاد «الإعلام الحربي» التابع للحزب أمس، بأن الجيش النظامي وعناصر الحزب سيطروا على مرتفع ضليل الفاخورية، وادي الحمام، أطراف مرتفع ضهور الخشن من الجهة السورية، وسرج القواميع، وسهل وخربة مرطيسة وسهل الفاخورية غرب جرد البريج عند الحدود السورية اللبنانية في القلمون الغربي. كما سيطروا على قرنة تم المال بالمحور الجنوبي لجرود القلمون والتي تكمل الإشراف على معبر الشاحوط عند الحدود.
وكان نصر الله قال مساء أول من أمس: «في الجانب السوري تم استعادة نحو 270 كيلومترا (من قبل حزب الله والجيش السوري). والباقي ما يقارب نحو 40 كيلومترا مع داعش... ما تحقق على الجبهتين كبير جدا وبكل المقاييس».


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.