الموت يغيب الصحافي المصري حسني إمام في لندنhttps://aawsat.com/home/article/1008371/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%AA-%D9%8A%D8%BA%D9%8A%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A-%D8%AD%D8%B3%D9%86%D9%8A-%D8%A5%D9%85%D8%A7%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D9%86%D8%AF%D9%86
غيب الموت أمس الصحافي المصري البريطاني حسني إمام، الذي يعتبر واحدا من أهم الصحافيين العرب المخضرمين في العاصمة البريطانية لندن. وفقدت بذلك وكالة الأنباء الكويتية (كونا) المدير والمستشار السابق لمكتبها في لندن. ونعى رئيس مجلس الإدارة والمدير العام الشيخ مبارك دعيج الإبراهيم الصباح، حسني إمام، وقال إن «رحيله يمثل خسارة كبيرة للصحافة الكويتية والعربية»، مؤكدا أنه من الأوائل الذين أسهموا في إرساء دعائم العمل في (كونا) منذ تأسيسها. وتوفي إمام صباح أمس في أحد مستشفيات شمال لندن، عن عمر يناهز الـ79 عاما، وعُرف الفقيد الراحل في الأوساط الصحافية البريطانية بصفته أحد رموزها البارزين الذين تستعين بهم كبريات المؤسسات الإعلامية العربية. ولد إمام في مصر وعمل فيها في وكالة الأنباء المصرية لينتقل بعدها للعمل مراسلاً في موسكو ودول البلقان، وكانت تربطه علاقات مميزة بالوزارات البريطانية، وكان مقربا أيضا من السلك الدبلوماسي، وكانت تربطه علاقة صداقة وطيدة بعميد السلك الدبلوماسي سفير الكويت خالد الدويسان. وأسهم الفقيد حسني أمام بحكم خبرته الطويلة في تدريب الكثير من زملائه العاملين في «كونا» وتأهيلهم للعمل الصحافي وتزويدهم بالمعرفة وأخلاقيات العمل الصحافي الملتزم. وأخذ على عاتقه عقب الغزو العراقي للكويت عام 1990 مع زملائه مسؤولية إعادة بث إرسال «كونا» من مكتبها في لندن لإيصال صوت الكويت إلى العالم ونشر أخبار الكويت والمقاومة الكويتية في الداخل والتحركات التي تبذلها القيادة السياسية في الخارج. وكان له دور بارز في تغطية الكثير من الأحداث العالمية المهمة؛ إذ حقق خبطات صحافية كثيرة وأجرى لقاءات وحوارات صحافية مع الكثير من القيادات السياسية الأوروبية والعربية والبريطانية؛ ونظرا لمكانته تم انتخابه نائبا لرئيس جمعية الصحافيين الأجانب في لندن، ثم رئيسا لها قبل أن يصبح رئيسا فخريا للجمعية حتى وفاته. وبدأ الفقيد حسني أمام عمله مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) مراسلا لها في لندن عام 1981، ثم مديرا لمكتبها من عام 1983 حتى عام 2007، ثم مستشارا في مكتب لندن حتى وفاته. حسني إمام تزوج مرتين، وله ابن طبيب مقيم في مصر من زوجته الأولى، وتزوج في المرة الثانية من سيدة إنجليزية تدعى جيني إمام، وكان يقيم معها في لندن. وعلمت «الشرق الأوسط» بأن إمام أوصى بدفنه في مسقط رأسه مصر، لكن لم تعرف بعد تفاصيل الجنازة.
مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنياhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5091665-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%83%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D9%81-%D8%A3%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9-%D9%88%D8%A3%D8%B8%D8%A7%D9%81%D8%B1-%D8%B0%D9%87%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B7%D9%84%D9%85%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%A7
مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا
مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية وعدد من المقابر تعود للعصر البطلمي، مزينة بنقوش وكتابات ملونة، بداخلها مجموعة من المومياوات والهياكل العظمية والتوابيت، وغيرها من اللقى الأثرية.
وتوصلت البعثة المشتركة بين مصر وإسبانيا من خلال جامعة برشلونة ومعهد الشرق الأدنى القديم، إلى هذا الكشف الأثري أثناء عمليات التنقيب بمنطقة البهنسا في محافظة المنيا (251 كيلومتراً جنوب القاهرة).
وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر الدكتور محمد إسماعيل خالد، أهمية هذا الكشف، واعتبره سابقة في الاكتشافات الأثرية، قائلاً: «للمرة الأولى يتم العثور بمنطقة البهنسا الأثرية على بقايا آدمية بداخلها 13 لساناً وأظافر آدمية ذهبية لمومياوات من العصر البطلمي، بالإضافة إلى عدد من النصوص والمناظر ذات الطابع المصري القديم، والتي يظهر بعضها لأول مرة في منطقة البهنسا؛ مما يُمثل إضافة كبيرة لتاريخ المنطقة، ويسلط الضوء على الممارسات الدينية السائدة في العصر البطلمي»، وفق بيان لوزارة السياحة والآثار.
وأوضح أستاذ الآثار بجامعة القاهرة ومدير حفائر البعثة المشتركة الدكتور حسان إبراهيم عامر، أنه تم العثور على جعران القلب موجود في مكانه داخل المومياء، في إحدى المقابر المكتشفة، بالإضافة إلى العثور على 29 تميمة لـ«عمود جد»، وجعارين وتمائم لمعبودات مثل «حورس» و«جحوتي» و«إيزيس». في حين ذكر رئيس البعثة من الجانب الإسباني الدكتور أستر بونس ميلادو، أنه خلال أعمال الحفائر عثرت البعثة على بئر للدفن من الحجر المستطيل، تؤدي إلى مقبرة من العصر البطلمي تحتوي على صالة رئيسة تؤدي إلى ثلاث حجرات بداخلها عشرات المومياوات متراصّة جنباً إلى جنب؛ مما يشير إلى أن هذه الحجرات كانت قد استُخدمت كمقبرة جماعية.
وأضاف رئيس البعثة أنه «إلى جانب هذه البئر تم العثور على بئر أخرى للدفن تؤدي إلى ثلاث حجرات، ووجدوا جدران إحدى هذه الحجرات مزينة برسوم وكتابات ملونة، تمثل صاحب المقبرة الذي يُدعى (ون نفر) وأفراد أسرته أمام المعبودات (أنوبيس) و(أوزوريس) و(آتوم) و(حورس) و(جحوتي)».
إلى جانب ذلك، تم تزيين السقف برسم للمعبودة «نوت» (ربة السماء)، باللون الأبيض على خلفية زرقاء تحيط بها النجوم والمراكب المقدسة التي تحمل بعض المعبودات مثل «خبري» و«رع» و«آتوم»، حسب البيان.
وكان اللافت للانتباه، وفق ما ذكرته البعثة، هو «وجود طبقة رقيقة من الذهب شديدة اللمعان على وجه المومياء التي يقوم بتحنيطها (أنوبيس)، وكذلك على وجه (أوزوريس) و(إيزيس) و(نفتيس) أمام وخلف المتوفى». وأوضحت أن «هذه المناظر والنصوص تمثل صاحب المقبرة وأفراد أسرته في حضرة معبودات مختلفة، وهي تظهر لأول مرة في منطقة البهنسا».
وقال الخبير الأثري المصري الدكتور خالد سعد إن «محتويات المقبرة توضح مدى أهمية الشخص ومستواه الوظيفي أو المادي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر وجدت الكثير من الدفنات المماثلة من العصرين اليوناني والروماني، وكانت الدفنة سليمة؛ لم يتم نبشها أو العبث بها».
ويوضح الخبير الأثري أن «الفكر الديني في ذلك الوقت كان يقول بوضع ألسنة ذهبية في فم المومياوات حتى يستطيع المتوفى أن يتكلم كلاماً صادقاً أمام مجمع الآلهة».
أما بالنسبة لتلابيس الأصابع (الأظافر الذهبية)، فهذا تقليد كان ينتهجه معظم ملوك الدولة الحديثة، وتم اكتشافها من قبل في مقبرة «توت عنخ آمون»، وكانت مومياؤه بها تلابيس في أصابع اليد والقدم، وفي البهنسا تدل التلابيس والألسنة الذهبية على ثراء المتوفى.
وتعدّ قرية البهنسا (شمال المنيا) من المناطق الأثرية الثرية التي تضم آثاراً تعود للعصور المختلفة من المصري القديم إلى اليوناني والروماني والقبطي والإسلامي، وقد عثرت فيها البعثة نفسها في يناير (كانون الثاني) الماضي على عدد كبير من القطع الأثرية والمومياوات، من بينها 23 مومياء محنطة خارج التوابيت، و4 توابيت ذات شكل آدمي.
وفسّر الخبير الأثري العثور على مجموعة من الأواني الكانوبية في المقابر بأنها «تحفظ أحشاء المتوفى، وهي أربعة أوانٍ تمثل أربعة من أولاد (حورس) يرفعون أطراف الكون الأربعة، وفقاً لعقيدة الأشمونيين، ويتمثلون في ابن آوى والقرد والإنسان والصقر، ويوضع في هذه الأواني المعدة والأمعاء والقلب والكبد، وكانت على درجة عالية من الحفظ، نظراً للخبرة التي اكتسبها المحنّطون في السنوات السابقة».
وأشار إلى أن «اللقى الأثرية الأخرى الموجودة بالكشف الأثري مثل الأواني الفخارية والمناظر من الجداريات... تشير إلى أركان طقوسية مرتبطة بالعالم الآخر عند المصري القديم مثل الحساب ووزن القلب أمام ريشة (ماعت)؛ مما يشير إلى استمرارية الديانة المصرية بكافة أركانها خلال العصر اليوناني والروماني، بما يؤكد أن الحضارة المصرية استطاعت تمصير العصر اليوناني والروماني».
بدورها، أشارت عميدة كلية الآثار بجامعة أسوان سابقاً الدكتورة أماني كرورة، إلى أهمية منطقة البهنسا، واعتبرت أن الكشف الجديد يرسخ لأهمية هذه المنطقة التي كانت مكاناً لعبادة «الإله ست» في العصور المصرية القديمة، وفق قولها، وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المنطقة كانت تضم العديد من المعابد والمنشآت العامة، فهناك برديات تشير إلى وجود عمال مكلفين بحراسة المنشآت العامة بها؛ مما يشير إلى أهميتها».