الأطفال والانتحاريات... سلاحا بوكو حرام لاستهداف الدول المجاورة

دراسة: اعتمادها على تجنيد «الأشبال» ارتفع أربعة أضعاف عن العام الماضي

TT

الأطفال والانتحاريات... سلاحا بوكو حرام لاستهداف الدول المجاورة

حذرت دراسة مصرية من لجوء حركة «بوكو حرام» النيجيرية المتطرفة إلى مضاعفة تجنيد مزيد من الأطفال (الأشبال) لتكثيف هجماتها الإرهابية سواء داخل نيجيريا أو الدول المجاورة خلال الفترة المقبلة، فضلا عن تواصل استغلال الانتحاريات لتفجير أنفسهن في الأسواق والمناطق المزدحمة.
تزامن ذلك مع إعلان منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن استخدام حركة «بوكو حرام» للأطفال كقنابل بشرية بشمال شرقي نيجيريا خلال العام الحالي شهد زيادة قدرها أربعة أضعاف مقارنة بعام 2016. وقال مراقبون إن «الحركة تسعى بين الحين والآخر لإيجاد موقع لها على خريطة الإرهاب في أفريقيا».
وتشهد نيجيريا زيادة في الهجمات أو محاولات شن هجمات تحمل بصمات حركة «بوكو حرام» في مناطق متعددة ومزدحمة مثل الأسواق ومخيمات اللاجئين منذ نهاية عام 2016.
وتصاعد نشاط «بوكو حرام» عقب مبايعتها لتنظيم داعش الإرهابي؛ حيث اتخذت الحركة من «داعش» وحشيته، لذلك حازت على لقب «الجماعة الأكثر دموية في العالم».
وفي مارس (آذار) 2015 بايعت «بوكو حرام» تنظيم داعش في بيان صوتي بُث عبر حساب الحركة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»؛ لكن الانقسام ضرب الحركة بسبب قرار «داعش» تغيير زعيمها أبو بكر شيكاو، وتنصيب أبو مصعب البرناوي خلفا له.
من جانبها، قالت الباحثة دعاء محمود المتخصصة في شؤون الحركات الإسلامية بمصر، إن معظم هجمات «بوكو حرام» تستهدف أماكن مكتظة بالسكان كالأسواق والمساجد وغيرها، وأسلوب الحركة في أغلب عملياتها يميل إلى استخدام الأحزمة الناسفة والتفجيرات الانتحارية مما يزيد من أعداد القتلى والجرحى. وأضافت أن الساحة الأفريقية شهدت مؤخرا حالة من التنافس بين التنظيمات المتطرفة وعلى رأسها «بوكو حرام»، وفي الوقت الذي تتراجع فيه قوة حركة «الشباب» تزداد يوما بعد يوم قوة «بوكو حرام»، وهذا ما دفع الحركة إلى القيام بعمليات كبيرة في محاولة لإثبات أن لديها القدرة على تحقيق إنجازات خارج حدود بلادها، تجعلها تنظيما «عابرا للحدود».



ما مصير الانتقال السياسي في بوركينا فاسو؟

قوات أمنية من بوركينا فاسو أثناء تدريبات (أ.ف.ب)
قوات أمنية من بوركينا فاسو أثناء تدريبات (أ.ف.ب)
TT

ما مصير الانتقال السياسي في بوركينا فاسو؟

قوات أمنية من بوركينا فاسو أثناء تدريبات (أ.ف.ب)
قوات أمنية من بوركينا فاسو أثناء تدريبات (أ.ف.ب)

حذرت حكومة بوركينا فاسو من «عدم إمكانية إجراء انتخابات» في ظل استمرار الهجمات الإرهابية وتمدد الاقتتال. ويرى خبراء أن «ربط السلطة العسكرية عملية الانتقال السياسي بالوضع الأمني المتدهور، يضع تلك العملية في دائرة الشكوك»، مؤكدين أن «الجماعات الإرهابية تستفيد من غياب دولة القانون والمؤسسات في ظل الحكومات الانقلابية».

وتقود بوركينا فاسو، التي شهدت انقلابين عسكريين عام 2022، سلطة انتقالية عسكرية بقيادة الكابتن إبراهيم تراوري منذ سبتمبر (أيلول) الماضي. ويتعين على الجيش إعادة السلطة للمدنيين في يوليو (تموز) 2024، بعد إجراء انتخابات رئاسية.

وبعد مقتل نحو 40 شخصاً هذا الأسبوع، أعلن رئيس الوزراء في بوركينا فاسو، أبولينير كيليم دي تامبيلا، (الثلاثاء)، أنه «لا يمكن إجراء انتخابات في غياب الأمن». وأضاف أمام الجمعية التشريعية الانتقالية «إذا كنتم تملكون عصا سحرية يمكنها أن توفر لنا الأمن في أسرع وقت ممكن، فسوف ننظم الانتخابات». وأضاف: «إذا نظمنا انتخابات حالياً بينما يتعذر الوصول إلى جزء من الأراضي، فسنقول إن مَن سيُنتخب انتُخب بشكل سيئ».

ويرى سيدي المختار ولد سيدي، المحلل الموريتاني المختص في الشؤون الأفريقية، أن تصريحات رئيس الوزراء الأخيرة تقول بوضوح إن «السلطة الانتقالية تربط مصير العملية السياسية برمتها بالوضع الأمني في البلاد، وكل المؤشرات تقول إنها غير قادرة على السيطرة الأمنية، ما يزيد الشكوك حول استعدادها الفعلي للاضطلاع بعملية الانتقال السياسي».

والهجومان الأخيران نفّذهما مسلّحون يُشتبه في أنّهم تابعون لجماعات متطرفة وقُتل خلالها أفراد من الجيش وأفراد مدنيون متعاونون معه، حسبما أفادت مصادر أمنية ومحلية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، (الثلاثاء). ومنذ أسابيع عدة، تتضاعف الهجمات العنيفة في أنحاء مختلفة من البلاد، وفي المجموع قُتل أكثر من 100 شخص في هجمات في مايو (أيار) الماضي.

يقول أحمد سلطان، الخبير المصري في قضايا الجماعات المتطرفة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «الهجمات المكثفة الأخيرة، تظهر عدم قدرة السلطات على مواجهة تنظيم (داعش) وجماعة (نصرة الإسلام والمسلمين) التابعة لـ(القاعدة)، وإن البلاد أصبحت برميل بارود متفجر، وساحة عمل نموذجية للجماعات المسلحة».

وفي تصريحاته، جدد دي تامبيلا كذلك، رغبة الحكومة في زيادة المتطوعين المدنيين في الجيش، كما أكد «عدم إمكانية حصول مفاوضات» مع «جحافل الإرهابيين». وأطلقت السلطة العسكرية الحاكمة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حملة لتجنيد 50 ألف متطوع للقتال ضد «الجماعات الإرهابية»، ونجحت الحملة في «تجنيد 90 ألف مواطن».

والشهر الماضي، قالت السلطات إنها بدأت تحقيقاً في «مذبحة» وقعت بقرية الكرمة شمال البلاد، وأثارت الواقعة دعوات لإجراء مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تحقيقاً فيها. وقُتل نحو 136 شخصاً، بينهم نساء وأطفال في هذا الهجوم، الذي وقع في 20 أبريل (نيسان)، واتَّهم فيه مواطنون قوات الجيش والمتعاونين المدنيين معه بالمسؤولية عنه، لكنّ مسؤولين قالوا إن «مرتكبي المذبحة إرهابيون ارتدوا ملابس العسكريين».

وقال سلطان إن «الهجمات المنسقة والمتزامنة وحجم خسائر الجيش الكبير تعكس تقدماً في تكتيكات الجماعات، كما تعكس فوضى السلاح وتهديد الخلافات الإثنية والعرقية بانزلاق الوضع إلى ما هو أخطر عليها وعلى المنطقة».

ويعتقد سلطان بأن بوركينا فاسو تعتبر الآن نقطة تمركز وانطلاق للجماعات الإرهابية في منطقة الساحل كلها، مؤكداً أن «الجماعات الإرهابية تستفيد من الفوضى الأمنية والسياسية التي تخلفها الانقلابات والسلطات المؤقتة في ظل غياب تام لسلطة القانون والدستور».

بدوره يقول ولد سيدي لـ«الشرق الأوسط» إن «غياب الأمن في البلاد وعدم جدية وقدرة السلطة على تبني عملية انتقال سياسي واضح المعالم أمور ستصعب مهمة إحلال الاستقرار في منطقة الساحل التي تعاني، وقد تنتقل موجات العنف هذه إلى دول غرب أفريقيا التي كانت تنعم بالاستقرار مثل توغو وبنين وكوت ديفوار».

وخلّفت أعمال العنف منذ 7 أعوام أكثر من 10 آلاف قتيل من مدنيين وعسكريين، وفق منظمات غير حكومية، وأجبرت أكثر من مليوني شخص على النزوح.


هل تنشئ موسكو قاعدة عسكرية «دائمة» في أفريقيا الوسطى؟

جنود فرنسيون من البعثة اللوجيستية في مطار بانغي قبل مغادرة أفريقيا الوسطى (أ.ف.ب)
جنود فرنسيون من البعثة اللوجيستية في مطار بانغي قبل مغادرة أفريقيا الوسطى (أ.ف.ب)
TT

هل تنشئ موسكو قاعدة عسكرية «دائمة» في أفريقيا الوسطى؟

جنود فرنسيون من البعثة اللوجيستية في مطار بانغي قبل مغادرة أفريقيا الوسطى (أ.ف.ب)
جنود فرنسيون من البعثة اللوجيستية في مطار بانغي قبل مغادرة أفريقيا الوسطى (أ.ف.ب)

أعرب سفير جمهورية أفريقيا الوسطى لدى روسيا، ليون دودونو بوناغازا، الاثنين، عن «رغبة مواطني بلاده بوجود قاعدة عسكرية روسية في بلاده»، فيما رجح خبراء حدوث ذلك، ورأوه تطوراً نوعياً في سياق التنافس الاستراتيجي الدولي على دول القارة السمراء.

وقال السفير بوناغازا الاثنين خلال مقابلة صحافية: «نحن بحاجة إلى قاعدة عسكرية روسية يمكن أن يوجد فيها ما بين خمسة إلى عشرة آلاف جندي». وفي تصريحات نقلتها وكالة سبوتنيك الرسمية الروسية، الاثنين، أكد وزير الدفاع في جمهورية أفريقيا الوسطى، كلود رامو بيرو، أن «المفاوضات مع موسكو حول بناء قاعدة عسكرية في بلاده، جارية، ولم يتم تحديد موعد افتتاح القاعدة بعد».

ورأى العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن «الحديث عن قاعدة عسكرية في أفريقيا الوسطى، يعكس تطوراً نوعياً في العلاقات والتعاون العسكري بين البلدين»، وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن إنشاء القاعدة بقرار سيادي رسمي منسق مع السلطات الرسمية في روسيا أمر يتجاوز فكرة حضور روسيا هناك عبر مجموعة فاغنر. وتوقع أن «تستغل روسيا ذلك الإعلان وتلبي الدعوة في سياق مساعيها لزيادة نفوذها في القارة ومجابهة الضغوط الأميركية للحد منه».

وأشار إلى أنه «حال موافقة السلطات من الجانبين، سيكون ذلك متماشيا مع قواعد السيادة التي ينص عليها القانون الدولي».

وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، أعلنت هيئة الأركان العامة الفرنسية، خروج آخر جندي فرنسي من أفريقيا الوسطى. وكانت باريس أعلنت قبلها تعليق تعاونها العسكري مع البلاد بعد تعزيز التعاون العسكري بين بانغي وموسكو.

في المقابل، تدعي السلطات في بانغي، أن روسيا ساعدت بلادهم في استعادة 90 في المائة من أراضيها التي كانت بقبضة الجماعات المسلحة.

وكان تقرير لصحيفة «لوموند» الفرنسية صدر في فبراير (شباط) الماضي، قال إن واشنطن عرضت على بانغي تدريب جيشها وزيادة المساعدات الإنسانية لها، مقابل طرد عناصر مجموعة فاغنر العسكرية الروسية من البلاد. وأضاف التقرير أن رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، فوستين أرشانج تواديرا، تلقى مذكرة من الإدارة الأميركية في منتصف ديسمبر (كانون الأول) 2022، توضح له «الفوائد التي قد يجنيها من الانفصال عن (فاغنر) والعواقب التي يمكن أن يتكبدها ببقائه على تحالف معها».

وقررت واشنطن منذ يناير (كانون الثاني) الماضي تشديد عقوباتها المفروضة على مجموعة «فاغنر» الروسية، بعد أن صنفتها وزارة الخزانة الأميركية «منظمة إجرامية كبيرة عابرة للحدود». وقالت إن المجموعة منخرطة في أنشطة إجرامية خطيرة في أفريقيا الوسطى ومالي.

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» يقول العباس الوردي، أستاذ العلاقات الدولية المغربي والمدير العام للمجلة الأفريقية للسياسات العامة، إن «روسيا لديها الإمكانات المادية والبشرية لإنشاء مثل تلك القاعدة، لا سيما في ظل رؤيتها لأفريقيا شريكا وحليفا مهما في العالم الجديد متعدد الأقطاب».

ورأى أن تصريحات مسؤولي بانغي تعكس عدم استقبال محاولات أميركا والغرب من النظام في بانغي بـ«إشارات إيجابية». ولفت الوردي إلى أنه لو «أنشئت تلك القاعدة فلن تكون الأخيرة، ومن الممكن تكرار السيناريو في دول حليفة لموسكو مثل مالي وبوركينا فاسو».

وهاجم رئيس أفريقيا الوسطى، فاوستين أركانج تواديرا، في الآونة الأخيرة الدول الغربية، متهماً إياها بـ«الإبقاء على حالة عدم الاستقرار السياسي في بلاده من أجل نهب ثروات البلاد ومنع تنميتها». كما انتقد «الحصار غير العادل وغير الشرعي المفروض على تجارة الماس وعلى الأسلحة المخصصة للقوات المسلحة في بلاده»، إضافة إلى «حملاتِ التضليل والشيطنة التي تشنّها بعض وسائل الإعلام الأجنبية من أجل ثني المستثمرين». على حد تعبيره.


مجلس الأمن الدولي يمدّد حظر الأسلحة على جنوب السودان

جانب من جلسة سابقة لمجلس الأمن الدولي (رويترز)
جانب من جلسة سابقة لمجلس الأمن الدولي (رويترز)
TT

مجلس الأمن الدولي يمدّد حظر الأسلحة على جنوب السودان

جانب من جلسة سابقة لمجلس الأمن الدولي (رويترز)
جانب من جلسة سابقة لمجلس الأمن الدولي (رويترز)

مدّد مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، لمدة عام حظر الأسلحة والعقوبات الفردية المفروضة منذ العام 2018 على دولة جنوب السودان التي مزّقتها أعمال العنف والبؤس.

ويُعرب القرار، الذي صاغته الولايات المتحدة وتمّ تبنّيه بأغلبية 10 أصوات وامتناع 5 دول عن التصويت، عن قلق من «استمرار تصعيد العنف وإطالة أمد الأزمة السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية في جزء كبير من البلاد».

كما يدعو الأطراف إلى «تجنّب الانزلاق مرّة أخرى في صراع عام».

ويمدّد الحظر على الأسلحة لمدّة عام، أي حتى 31 مايو (أيار) 2024.

غير أنّ النص يقدّم تخفيفاً يسمح بنقل معدّات عسكرية غير فتاكة تهدف إلى تنفيذ اتفاقية السلام للعام 2018، والتي سُمح بها منذ عام، ليكون ذلك ممكناً من دون إشعار مسبق.

وتغيّب 5 أعضاء في مجلس الأمن عن التصويت، وهي الصين وروسيا وغانا والغابون وموزمبيق.

وعدت الدول الإفريقية الثلاث بشكل خاص، أنّ هذه العقوبات جاءت بنتائج عكسية ولا تعكس التقدّم الذي أحرزته جنوب السودان.

وقال سفير جنوب السودان أكوي بونا مالوال: «اسمحوا لي أن أكرّر اعتراض بلادي على القرار المعتمد، والذي وُضع بنيات سيئة».

وأضاف أنّ «هذا يأتي بنتائج عكسية وله تأثير إنساني سلبي على المواطنين الذين يدّعي مؤيدو (القرار) أنّهم يريدون حمايتهم»، مستنكراً «التدخّل المخزي في الشؤون الداخلية» لبلاده.

وكانت لجنة الخبراء التي شكّلها مجلس الأمن قد أفادت في تقريرها الأخير الصادر في أبريل (نيسان) الماضي، عن استيراد آليات عسكرية عدتها «انتهاكاً للحظر».

وشهد هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 12 مليون شخص، منذ العام 2013 إلى العام 2018، حرباً أهلية دموية بين مؤيدي القائدين العدوين سلفا كير ورياك مشار، أودت بحياة 380 ألف شخص.

ورغم اتفاق السلام الموقّع في العام 2018، لا يزال العنف مستمراً، وتمّ إحصاء 2.3 مليون نازح داخلياً في أبريل، وفقاً لأرقام مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا).


المعارضة في جنوب أفريقيا تضغط على الحكومة لاعتقال بوتين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)
TT

المعارضة في جنوب أفريقيا تضغط على الحكومة لاعتقال بوتين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)

اتّخذ حزب المعارضة الرئيسي في جنوب أفريقيا، (الثلاثاء)، إجراءات قانونية لإجبار الحكومة على اعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حال قرر حضور قمة «دول بريكس» المخطط عقْدها في البلد الأفريقي.

وتواجه جنوب أفريقيا معضلة دبلوماسية منذ إصدار المحكمة الجنائية الدولية في مارس (آذار)، مذكرة توقيف بحق بوتين.

ومن المقرر أن تستضيف الدولة الواقعة في جنوب القارة الأفريقية في أغسطس (آب)، قمة «دول بريكس»، التي تضم البرازيل والصين والهند وروسيا.

وجنوب أفريقيا، دولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية، وسيكون متوقعاً منها تنفيذ مذكرة التوقيف إذا ما دخل بوتين أراضيها.

وأعلن حزب التحالف الديمقراطي المعارض، إطلاق دعوى قضائية لضمان قيام الحكومة باحتجاز بوتين، وتسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية «حال وطئت قدماه جنوب أفريقيا».

وقالت وزيرة العدل في حكومة الظل المعارضة غلينيس بريتينباتش، إن «هذا الإجراء القضائي الاستباقي يهدف لضمان وفاء جنوب أفريقيا بالتزاماتها».

ولم تعلن الحكومة، حتى الآن، كيف ستتعامل مع هذه المسألة.

وأكدت بريتينباتش أن الحزب يسعى إلى الحصول على «أمر إعلاني»، لتجنب تكرار ما حدث عام 2015 عندما فشلت بريتوريا في اعتقال الرئيس السوداني السابق عمر البشير، الذي كان مطلوباً للجنائية الدولية.

من ناحيته، رفض المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الثلاثاء، القول إن كان بوتين سيتوجه لحضور القمة في جنوب أفريقيا.

وأكد: «سيتم تمثيل روسيا على النحو الواجب»، مضيفاً أن «موسكو تتوقع من شركائها في بريكس ألا يسترشدوا بقرارات غير مشروعة»، مثل مذكرة الاعتقال.

ويأتي تحرُّك حزب التحالف الديمقراطي، في الوقت الذي منحت فيه الحكومة حصانة دبلوماسية للمسؤولين الذين يحضرون اجتماعات وزراء خارجية «مجموعة بريكس» هذا الأسبوع ورؤساء الدول المشاركين في القمة المقررة في أغسطس المقبل.

ورأى البعض هذه الخطوة بأنها تمهيدية لتوفير غطاء قانوني لزيارة بوتين، وهو ما نفته بريتوريا.

وأكدت وزارة خارجية جنوب أفريقيا في بيان أن «هذه الحصانات لا تلغي أي مذكرة قد تكون أصدرتها أي محكمة دولية بحق أي شخص سيحضر المؤتمر».

وبحسب البيان، فإن إصدار الحصانات أمر «اعتيادي» لاستضافة المؤتمرات الدولية.

ورفضت جنوب أفريقيا إدانة موسكو منذ بدء الحرب في أوكرانيا، مشددة على اتخاذ موقف حيادي لتكون قادرة على «أداء دور في حل النزاعات».

وأصدرت الجنائية الدولية في مارس مذكرة توقيف بحق بوتين بتهمة «ارتكاب جريمة حرب على خلفية ترحيل أطفال أوكرانيين».


بعد دعوة بوتين... جنوب أفريقيا تمنح الحصانة للمشاركين في قمة «بريكس»

جنوب أفريقيا وجهت دعوة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمشاركة في قمة «بريكس» (رويترز)
جنوب أفريقيا وجهت دعوة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمشاركة في قمة «بريكس» (رويترز)
TT

بعد دعوة بوتين... جنوب أفريقيا تمنح الحصانة للمشاركين في قمة «بريكس»

جنوب أفريقيا وجهت دعوة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمشاركة في قمة «بريكس» (رويترز)
جنوب أفريقيا وجهت دعوة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمشاركة في قمة «بريكس» (رويترز)

أعلنت جنوب أفريقيا أنها ستمنح الحصانة الدبلوماسية لمسؤولي تجمع «بريكس» الذين سيشاركون في اجتماعين مقررين بالبلاد خلال الأشهر المقبلة، حسبما أفادت وكالة «بلومبيرغ» للأنباء اليوم الثلاثاء، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

ويضم تجمع «بريكس» البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. وتشمل الحصانة اجتماعا لوزراء خارجية التجمع، في مدينة كيب تاون خلال الفترة من 1 إلى 2 يونيو (حزيران)، حسبما أفادت جريدة حكومية أمس الاثنين.

ونقلت «بلومبيرغ» عن إدارة العلاقات الدولية والتعاون قولها في البيان الرسمي إن الحصانة ستشمل كذلك قمة رؤساء «بريكس» المقررة في الفترة 24-22 أغسطس (آب) المقبل.

ووجهت جنوب أفريقيا دعوة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمشاركة في القمة.

يشار إلى أن بوتين مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهم تتعلق بالحرب الروسية على أوكرانيا، وكعضو في المحكمة، ستكون جنوب أفريقيا ملزمة بتوقيفه حال حضوره إلى البلاد.


بايدن يلوّح بمعاقبة أوغندا بسبب «المثليين»

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
TT

بايدن يلوّح بمعاقبة أوغندا بسبب «المثليين»

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)

لمَّح الرئيس الأميركي جو بايدن، الاثنين، إلى معاقبة أوغندا بعد إقرارها قانوناً جديداً مناهضاً لـ«المثليين».

واعتبر بايدن أن القانون الجديد يشكل انتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان، ملوّحاً بقطع المساعدات والاستثمارات عن البلد الواقع في شرق أفريقيا.

ودعا إلى الإلغاء الفوري للتدابير المشددة الجديدة التي تعتبر من بين أمور أخرى أن «الانخراط في أفعال مثلية جنسياً» في أوغندا يشكل جريمة يعاقب عليها بالحبس مدى الحياة.

وجاء في بيان للرئيس الأميركي أن «إصدار قانون مكافحة المثلية في أوغندا يشكل انتهاكاً مأساوياً لحقوق الإنسان العالمية»، كما أدانت جهات عدة إصدار الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني القانون.

وأشار بايدن إلى أنه «يجب ألا يعيش أحد في خوف دائم على حياته، وألا يتعرّض أحد للعنف والتمييز. إنه خطأ».

وأوضح الرئيس الأميركي الديمقراطي أنه طلب من مجلس الأمن القومي الأميركي أن يُجري تقييماً لتداعيات القانون على «كل أوجه الالتزام الأميركي تجاه أوغندا»، بما في ذلك خدمات الإغاثة لمرض نقص المناعة «الإيدز»، وغيرها من المساعدات والاستثمارات.

ولفت إلى أن الإدارة الأميركية ستدرس أيضاً فرْض عقوبات على أوغندا، ومنْع ضالعين في انتهاكات لحقوق الإنسان أو فساد في البلد الأفريقي من دخول الأراضي الأميركية.


روسيا والغرب... حرب دبلوماسية على أراضي مالي

رجل يحمل صورة الرئيس الروسي خلال مظاهرة بشوارع باماكو عاصمة مالي في فبراير الماضي (أ.ف.ب)
رجل يحمل صورة الرئيس الروسي خلال مظاهرة بشوارع باماكو عاصمة مالي في فبراير الماضي (أ.ف.ب)
TT

روسيا والغرب... حرب دبلوماسية على أراضي مالي

رجل يحمل صورة الرئيس الروسي خلال مظاهرة بشوارع باماكو عاصمة مالي في فبراير الماضي (أ.ف.ب)
رجل يحمل صورة الرئيس الروسي خلال مظاهرة بشوارع باماكو عاصمة مالي في فبراير الماضي (أ.ف.ب)

يمكنُ وصف ما يجري في دولة مالي، بأنه «حرب دبلوماسية» تتخذ من الإعلام ساحة لها، بين روسيا التي يزداد نفوذها في هذا البلد الأفريقي، ودول غربية تقودها الولايات المتحدة الأميركية، منذ أن كفَّ الفرنسيون عن تصدر المشهد في منطقة الساحل، ومنذ أن أصبحت مالي أقرب إلى المعسكر الروسي.

وصلت هذه «الحرب» أوجها خلال مايو (أيار)، على شكل بيانات صحافية تبادلت فيها سفارات كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا الاتهامات مع سفارة روسيا، حول «انتهاكات حقوقية» قالت الأمم المتحدة إن جيش مالي تورط فيها العام الماضي (2022)، خلال عملية عسكرية شاركت فيها قوات من «فاغنر» المدعومة من روسيا.

السفارة الأميركية في باماكو نشرت يوم 12 مايو، بياناً مشتركاً لسفراء الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا للتعليق على «الاستنتاجات» التي توصل إليها التقرير الصادر عن الأمم المتحدة حول «الأحداث التراجيدية» التي وقعت في قرية مورا، وسط دولة مالي، العام الماضي، وأضافت: «نعبر عن تعازينا الصادقة لعائلات وذوي 500 شخص قتلوا خلال هذا العمل الحقير».

وعبرت السفارات الغربية عن «قلقها» حيال ما قالت إنه «استنتاجات توصل إليها التقرير، بخصوص انخراط عناصر من القوات المسلحة المالية ومجموعة (فاغنر)، المدعومة من روسيا، في هذه الجرائم المثبتة، خصوصاً فيما يتعلق بجرائم جنسية وأعمال تعذيب وتصفيات جماعية».

وفيما قالت السفارات الغربية إنها «تقدر جهود الحكومة الانتقالية المالية في الحرب على الإرهاب، وانخراطها في حماية مصالح شعبها»، إلا أنها في الوقت ذاته دعت هذه الحكومة إلى أن «تأخذ بعين الاعتبار جميع التوصيات التي تضمنها تقرير الأمم المتحدة، خصوصاً إجراء تحقيق مستقل وحيادي وفعال، شامل وشفاف، من أجل حماية أرواح السكان وحرياتهم»، كما دعتها إلى أن «تنشر فوراً استنتاجاتها، ومساءلة المسؤولين عن هذه التصرفات المروعة والعنيفة».

لكن السفارة الروسية في باماكو، أصدرت من جانبها بياناً للرد على السفارات الغربية، شبهت فيه «اتهامات» الغرب لدولة مالي، بتلك التي سبق أن وقعت في العراق، وقالت إن السفارات الغربية «ليس بحوزتها نتيجة التحقيق الرسمي الذي تقوم به باماكو، ومع ذلك يتحدثون دون توقف عن انخراط جنود ماليين وبعض العسكريين الروس في جرائم مثبتة في مورا».

وقالت السفارة الروسية في بيانها: «انطلاقاً من تصريحات السفراء الناطقين بالإنجليزية، نلاحظ رغبة مجنونة في التقليل من شأن المساعدة الأخوية التي تقدمها روسيا للشعب المالي، والقائمة على مبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام السيادة الوطنية».

بل إن السفارة الروسية ذهبت إلى اتهام الدول الغربية بالعمل على «استعمار جديد» تحت شعار «نشر قيم العدالة والديمقراطية عبر الحروب الدموية»، مشيرة إلى أن «ضحايا الحرب الأميركية على الإرهاب بعد 11 سبتمبر (أيلول) 2001، وصل إلى أكثر من 4.6 مليون نسمة في العالم أجمع».

وفي سياق الدفاع غير المباشر عن «فاغنر»، قالت السفارة الروسية: «في أيامنا هذه يشارك المرتزقة الأميركيون والبريطانيون والكنديون بشكل نشط في الحرب التي أشعلها الغرب ضد روسيا في دونباس»، واعتبرت أن «تصريحات المدافعين الغربيين عن الديمقراطية، نموذج واضح ودليل على ممارسة الضغط والتدخل من دون أي مناسبة في الشؤون الداخلية للدول المستقلة وذات السيادة».

وفيما يحتدم الشحن الإعلامي بين روسيا والغرب، بسبب أنشطة «فاغنر» في دولة مالي، يبدو واضحاً أن الحكومة الانتقالية لهذا البلد الأفريقي الفقير والهش، قد اتخذت موقفاً أقرب إلى روسيا، ذلك ما كشف عنه وزير خارجية مالي عبد الله ديوب خلال لقاء الأسبوع الماضي، مع أعضاء السلك الدبلوماسي في باماكو، متحدثاً معهم حول الخطوط العريضة لدبلوماسية بلاده.

ديوب في حديثه أمام ممثلي السلك الدبلوماسي، حمل مسؤولية انعدام الأمن في الساحل لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وقال إن كل المشاكل التي تعاني منها مالي ومنطقة الساحل سببها «العملية العسكرية التي قام بها حلف شمال الأطلسي، من جانب واحد، في ليبيا عام 2011، لأنها أدت إلى انتشار الأسلحة والإرهاب في المنطقة».

ودافع وزير الخارجية المالي عن شراكة بلاده مع روسيا، وقال إنها مكنت جيشهم من «تحقيق كثير من النجاحات في ميدان العمليات»، رافضاً ما ورد في تقرير الأمم المتحدة حول انتهاكات لحقوق الإنسان تورط فيها جيش بلاده بالتعاون مع «فاغنر»، وقال إنها «حملة معادية» تقوم بها بعض الدول والمنظمات الدولية ضد مالي.

وقال: «التقرير ليس سوى ملف سياسي يهدف إلى معاقبة مالي على خياراتها السياسية، وإفساد الصعود القوي لقواتنا المسلحة وقوات أمننا، والتشويش على ديناميكية العودة إلى الوضع الدستوري في مالي».

ورغم رفض مالي للتقرير الأممي، فإن الولايات المتحدة قررت فرض عقوبات على اثنين من ضباط الجيش المالي، تتهمهما بالضلوع في المجزرة التي يقول التقرير إنها أودت بحياة 500 مدني على الأقل، وبالتالي فرضت الولايات المتحدة قيوداً على منح تأشيرات دخول إلى الكولونيل مصطفى سانغاري، قائد فوج المغاوير المظليين في جيش مالي، والميجور لاسين توغولا، قائد كتيبة من القوات الخاصة المالية، كما أعلنت الخزانة الأميركية إجراءات عقابية بحق إيفان ماسلوف، الذي وصفته بأنه رئيس «فاغنر» في مالي.

لكن المتحدث باسم الحكومة المالية الكولونيل عبد الله مايغا، عبر عن استغراب بلاده للعقوبات الأميركية، وأشار إلى أن وزارة الخارجية في مالي «استدعت» السفيرة الأميركية راشنا كورهونين، يوم 25 مايو لتحذيرها من «الخطورة البالغة للاتهامات الكاذبة بحق جمهورية مالي».

وأعلن مايغا أن حكومة بلاده «مستاءة من هذه الإجراءات التي تؤثر سلباً على التعاون الثنائي»، وأضاف أن بلاده «تطلب من الحكومة الأميركية وقف حملة التضليل» ضد مالي، وذلك في إشارة ضمنية إلى اتهامات أميركية بأن مجموعة «فاغنر» تسعى لاستخدام مالي وسيطاً لنقل أسلحة إلى مقاتليها في أوكرانيا.

وجاءت هذه الاتهامات على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، الأسبوع الماضي، حين قال إن الولايات المتحدة تدق ناقوس الخطر من أن «فاغنر» تعمل على توفير المعدات العسكرية سراً لمقاتليها في أوكرانيا، عن طريق طرف ثالث، مشيراً إلى أن هذا الطرف الثالث قد يكون «دولة مالي».


نيجيريا تبدأ عهداً رئاسياً جديداً وسط تحديات أمنية واقتصادية

بولا أحمد تينوبو يؤدي اليمين الدستورية في أبوجا الاثنين (أ.ف.ب)
بولا أحمد تينوبو يؤدي اليمين الدستورية في أبوجا الاثنين (أ.ف.ب)
TT

نيجيريا تبدأ عهداً رئاسياً جديداً وسط تحديات أمنية واقتصادية

بولا أحمد تينوبو يؤدي اليمين الدستورية في أبوجا الاثنين (أ.ف.ب)
بولا أحمد تينوبو يؤدي اليمين الدستورية في أبوجا الاثنين (أ.ف.ب)

بدأت نيجيريا، التي تُوصف بـ«عملاق أفريقيا»؛ نظراً لكثافة سكانها وضخامة اقتصادها، عهداً رئاسياً جديداً، الاثنين، بتولي الرئيس المنتخب بولا أحمد تينوبو، رئاسة البلاد رسمياً، خلفاً لمحمد بخاري المنتهية ولايته. وأدّى تينوبو اليمين الدستورية بحضور عدد من رؤساء الدول الأفريقية، بينهم الرئيس الغاني نانا أكوفو-ادو، والجنوب أفريقي وسيريل رامافوزا، والكاميروني بول بيا، ليصبح الرئيس الجديد لنيجيريا، التي تشهد ركوداً اقتصادياً وانعدام أمن شديدين.

وقال خلال حفل تنصيبه في العاصمة الفيدرالية أبوجا: «بصفتي رئيساً لجمهورية نيجيريا الاتحادية، سأقوم بواجباتي ووظائفي بصدق، وبكلّ إمكاناتي، بأمانة ووفقاً للدستور».

وفاز تينوبو (71 عاماً)، مرشح حزب «مؤتمر جميع التقدميين» الحاكم في نيجيريا، بالانتخابات التي جرت نهاية فبراير (شباط) الماضي، بعدما حصل على 8.8 مليون صوت متقدماً على منافسيه الرئيسيين عتيق أبو بكر، مرشح حزب «الشعب الديمقراطي» الذي حصل على 6.9 مليون صوت، وبيتر أوبي، مرشح حزب «العمال» الذي حصد 6.1 مليون صوت.

وجرت مراسم تنصيب تينوبو، وفقاً للبروتوكول المعتاد، على الرغم من مطالبة بعض أحزاب المعارضة بتأجيلها و«تشكيل حكومة مؤقتة»، لحين البت في الطعون المشككة في النتائج، والتي قد تستمر عدة أشهر للفصل فيها. وكان 4 مرشحين خاسرين قدموا طعوناً قانونية في 21 مارس (آذار) الماضي ضد فوز تينوبو، زاعمين وجود «تزوير وتلاعب في عمليات الفرز».

ووفق وسائل الإعلام النيجيرية يستغرق القضاء نحو ثمانية أشهر للبت في عريضة الانتخابات الرئاسية، في حين يجب الاستماع إلى الالتماس في غضون 180 يوماً من يوم تقديمه. ويواجه تينوبو الملقّب بـ«صانع الملوك» أو «الأب الروحي» بسبب نفوذه السياسي الهائل، تحديات أمنية واقتصادية واسعة، في ظل أعمال عنف متفاقمة، وتردي الأوضاع المعيشية في السنوات الأخيرة.

وفي خطاب ترشحه، وعد الرئيس الجديد بالاستجابة إلى المطالبات التي تنادي بتحسين الظروف الأمنية والاقتصادية، قائلاً: «أتفهم آلامكم وتوقكم إلى الحكم الرشيد واقتصاد فعال وأمة آمنة تحميكم وتحمي مستقبلكم»، مشيراً إلى أن نيجيريا صارت بالنسبة للكثيرين من الشباب «مكاناً للتحديات المستمرة التي تحدّ من قدرتهم على رؤية مستقبل مشرق». وتعاني نيجيريا من تباطؤ في النمو الاقتصادي؛ إذ تم خفض قيمة العملة الوطنية بشكل كبير وسط تقلب سعر الصرف، ومعدلات التضخم والبطالة المرتفعة والمتصاعدة،

وأدت تلك الإجراءات إلى ارتفاع كبير في تكلفة المعيشة. وبحسب البنك الدولي، فإنّ أكثر من 80 مليون نيجيري من أصل 215 مليوناً يعيشون تحت خطّ الفقر. وقدّرت الأمم المتحدة أنّ أكثر من ربع هؤلاء سيواجهون مخاطر عالية لانعدام الأمن الغذائي هذه السنة.

ويتجاوز عدد سكان نيجيريا حالياً 216 مليون نسمة، ويتوقع أن تصبح في 2050 ثالث أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، ويمثل الشباب أكثر من 42 في المائة من إجمالي السكان.

وقال حكيم نجم الدين، المحلل السياسي النيجيري، إن نيجيريا تتأرجح منذ فترة طويلة على حافة اكتساب وصف «الدولة الفاشلة»؛ إذ تعاني من ندرة في وقود السيارات والغاز، ما أدى إلى غلائهما وارتفاع أسعارهما بنسبة غير معقولة، على الرغم من أنها دولة منتجة للنفط والغاز، كما تشهد انقطاعاً كبيراً في الكهرباء في جميع أجزاء البلاد؛ لأسباب عائدة للوقود والغاز أيضاً.

وأضاف نجم الدين لـ«الشرق الأوسط»، أنه مع استمرار تأزم الوضع الأمني، فإن صعوبات كبيرة تواجه الرئيس الجديد، الذي أكد امتلاكه «حلولاً عملية» للقضايا الوطنية، مع تصاعد وتيرة أعمال العنف في السنوات الأخيرة، خاصة عمليات الخطف التي ينفذها «عصابات» في شمال شرقي البلاد ووسطها، أو متشددون في شمال الشرق، أو انفصاليون في جنوب الشرق.

وأشارت بيانات تينوبو الانتخابية إلى أن إدارته ستواصل مساعدة المزارعين الكادحين من خلال سياسة زراعية مستنيرة تعزّز الإنتاجية، وتضمن دخلاً لائقاً، كما سيتم تحديث وتوسيع البنية التحتية العامة لفتح الطريق أمام نموّ بقية الجوانب الاقتصادية والمدن والقرى النائية، إلى جانب تسخير القطاعات الناشئة مثل الاقتصاد الرقمي والترفيه والثقافة والسياحة وغيرها لبناء نيجيريا المستقبل، بالإضافة إلى وضع سياسة جريئة وحازمة لخلق بنية قوية للأمن القومي قادرة على التكيف ومواجهة الإرهاب والجرائم الأخرى، مثل الخطف وجميع أشكال التطرف.

وتتضمن خطة تينوبو استخدام كتائب مكافحة الإرهاب مع القوات الخاصة لملاحقة الخاطفين والجماعات المتطرفة. ويشهد شمال نيجيريا ووسطها باستمرار هجمات تشنّها جماعات إجرامية يُطلِق السكّان على أفرادها اسم «قطّاع الطرق». ويشنّ هؤلاء المسلّحون هجماتهم أحياناً ضمن مجموعة من مئات الأفراد، على قرى ينهبون سكّانها، ويقتلون بعضهم، ويخطفون البعض الآخر لإطلاقهم لاحقاً مقابل فدية مالية. وبحسب منظمة «أكليد» غير الحكومية، فإن «قطّاع الطرق» قتلوا أكثر من 2600 مدني في عام 2021، بزيادة قدرها 250 في المائة عن العدد الذي سُجّل في عام 2020. وهي حصيلة تفوق إلى حد كبير عدد ضحايا تنظيمي «داعش» و«بوكو حرام» في نيجيريا.

في المقابل، دافع الرئيس النيجيري السابق محمد بخاري (80 عاماً) عن سجله في الاقتصاد ونتائج انتخابات رئاسية متنازع عليها، قائلاً إنه «يترك إرثاً من الأصوات النزيهة وذات الصدقية». وقال بخاري، في خطاب وداعه قبل يوم من تسليم مهمته، إن «التصويت في فبراير ساعد في ترسيخ الديمقراطية»، مؤكداً أنه «يشعر بالرضا لولادة نيجيريا من جديد من خلال اتخاذ الخطوات الحاسمة الأولية، وأنا مقتنع بأن الإدارة القادمة ستسرع وتيرة هذا العمل لرؤية نيجيريا تحقق مصيرها لتكون أمة عظيمة».


لافروف يحذّر الغرب وينتقد تجاهل مبادرات السلام

جانب من محادثات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس البرلمان الكيني موزس (موسى) واتانغولا في نيروبي الاثنين (وزارة الخارجية الروسية - أ.ب)
جانب من محادثات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس البرلمان الكيني موزس (موسى) واتانغولا في نيروبي الاثنين (وزارة الخارجية الروسية - أ.ب)
TT

لافروف يحذّر الغرب وينتقد تجاهل مبادرات السلام

جانب من محادثات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس البرلمان الكيني موزس (موسى) واتانغولا في نيروبي الاثنين (وزارة الخارجية الروسية - أ.ب)
جانب من محادثات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس البرلمان الكيني موزس (موسى) واتانغولا في نيروبي الاثنين (وزارة الخارجية الروسية - أ.ب)

وجّه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رسائل عدة خلال جولة أفريقية جديدة، بدأها الاثنين من كينيا، وتهدف إلى تعزيز الاتصالات مع القارة السمراء وحشد التأييد لمواقف روسيا خلال اجتماعات تمهيدية لقمة مجموعة «بريكس» في جنوب أفريقيا.

وهاجم لافروف، في مؤتمر صحافي في العاصمة الكينية نيروبي، الدول الغربية بسبب نيتها الشروع بتدريب طيارين أوكرانيين على استخدام مقاتلات «إف-16»، وأكد أن لدى روسيا الوسائل اللازمة للرد على ذلك. وأضاف: «بالنسبة للدنمارك وهولندا وعزمهما على أن تكونا في طليعة أولئك الذين يدربون الطيارين الأوكرانيين على الطائرات الغربية، أولاً وقبل كل شيء، هما تسعيان لإرضاء رغبة المهيمن (الولايات المتحدة). هاتان الدولتان تتبعان بنشاط خط واشنطن في الشؤون الأوروبية».

مقاتلة من طراز «إف-16» ضمن سلاح الجو الدنماركي (أ.ف.ب)

وزاد الوزير الروسي: «ليس لديّ شك في أن قواتنا المسلحة لديها القدرة اللازمة على الرد على هذا التطور».

وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أعلن، نهاية الأسبوع الماضي، أن الدنمارك وهولندا تقودان تحالفاً أوروبياً من أجل تدريب قوات كييف على قيادة مقاتلات «إف-16».

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أعلن عن تدريب دول أوروبية (الدنمارك وهولندا) طيارين أوكرانيين على استخدام مقاتلات «إف-16» (إ.ب.أ)

من جهة أخرى، أكد لافروف التزام بلاده بمسار تعزيز العلاقات مع القارة الأفريقية، وقال إن الأطراف تعمل بنشاط للانتقال إلى استخدام العملات الوطنية في مبادلاتها التجارية.

وفي الملف السياسي، ردّ الوزير لافروف، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره الكيني ألفريد موتوا، على سؤال بشأن المبادرة الأفريقية لإحلال السلام بين روسيا وأوكرانيا بالقول إن «هناك أطرافاً غربية لن تقبل إلا بما يسمى صيغة زيلينسكي للسلام».

وفي إشارة إلى عدم حماسة البلدان الغربية للتعامل مع الجهود الأفريقية، قال الوزير الروسي إن «صيغة زيلينسكي للسلام (الأفكار التي طرحها الرئيس الأوكراني حول شروط التسوية) هي التي يريدها الجميع وتنادي بها مجموعة السبع وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي ويطالبون الآخرين بالالتزام بها». وأضاف لافروف: «اسمحوا لي أن أذكركم بأن هذه الصيغة تعني انسحاب روسيا وقواتها من جميع الأراضي، بما فيها شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس والأراضي التي انضمت أخيراً إلى السيادة الروسية مثل (منطقتي) زابوروجيا وخيرسون، وكذلك اعتزام الغرب عقد محاكمة بشأن روسيا وقيادتها ودفع تعويضات من حسابات روسيا، وفقط بعد كل هذا ستوافق أوكرانيا بلطف على توقيع نوع من معاهدة السلام».

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس البرلمان الكيني موزس (موسى) واتانغولا في نيروبي الاثنين (وزارة الخارجية الروسية - أ.ف.ب)

وذكر لافروف أن الرئيس الأوكراني «كان يدعو كل الذين يناصرون روسيا منذ سنوات إلى الانتقال إليها، وحالياً يهدد بالقضاء على كل شيء روسي (...) هذا تماماً ما يلتزم به الغرب عبر اتفاقه مع صيغة زيلينسكي الوحشية وهم مستعدون لدعم الإبادة الجماعية».

وفي وقت سابق، أعلن رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا أن روسيا وأوكرانيا اتفقتا على قبول مهمة القادة الأفارقة بشأن مبادرة السلام.

وجاء حديث لافروف في مستهل جولته الأفريقية الرابعة خلال عام، ما عكس تنشيط التحركات الروسية نحو القارة الأفريقية التي التزمت غالبية بلدانها الحياد حيال الصراع في أوكرانيا.

وذكرت وسائل إعلام روسية أن لافروف سينتقل، بعد إجراء محادثات مع الرئيس الكيني ويليام روتو ومسؤولين بارزين آخرين بينهم نظيره الكيني، إلى جنوب أفريقيا لحضور اجتماع تمهيدي لقمة مجموعة «بريكس» (تضم 5 دول كبرى؛ هي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) التي ينتظر أن تنعقد في أغسطس (آب) المقبل.

واللافت أن لافروف بدأ جولته الأفريقية الجديدة بعد مرور أيام فقط على إنهاء وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا جولة مماثلة في أفريقيا، دعا خلالها بلدان القارة إلى إنهاء حيادها بشأن الحرب الروسية في أوكرانيا.

يذكر أن زيارة لافروف إلى كينيا هي الأولى له إلى هذا البلد منذ نحو 13 عاماً. وزار وزير الخارجية الروسي مصر وإثيوبيا وأوغندا وجمهورية الكونغو في يوليو (تموز) الماضي.

وقبل ذلك، زار لافروف، في مطلع العام، جنوب أفريقيا وأنغولا وإريتريا، كما زار في فبراير (شباط) مالي وموريتانيا والسودان.

وبين الأهداف الرئيسية لجولات لافروف المتكررة، فضلاً عن ضمان التزام بلدان المنطقة الحياد، وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي التجاري معها، التحضير للقمة الروسية - الأفريقية الثانية التي تنعقد في يوليو المقبل في عاصمة الشمال الروسي سان بطرسبورغ، وينتظر أن يعقد على هامشها المنتدى الاقتصادي الروسي - الأفريقي.


مقتل جنديين و55 «إرهابياً» في عملية مشتركة بالنيجر

جنود من جيش النيجر يركبون شاحنة صغيرة أثناء مرافقتهم لنيجريين متجهين شمالاً نحو ليبيا أثناء مغادرتهم أغاديز في 29 أكتوبر 2019 (رويترز)
جنود من جيش النيجر يركبون شاحنة صغيرة أثناء مرافقتهم لنيجريين متجهين شمالاً نحو ليبيا أثناء مغادرتهم أغاديز في 29 أكتوبر 2019 (رويترز)
TT

مقتل جنديين و55 «إرهابياً» في عملية مشتركة بالنيجر

جنود من جيش النيجر يركبون شاحنة صغيرة أثناء مرافقتهم لنيجريين متجهين شمالاً نحو ليبيا أثناء مغادرتهم أغاديز في 29 أكتوبر 2019 (رويترز)
جنود من جيش النيجر يركبون شاحنة صغيرة أثناء مرافقتهم لنيجريين متجهين شمالاً نحو ليبيا أثناء مغادرتهم أغاديز في 29 أكتوبر 2019 (رويترز)

قُتل جنديان و55 «إرهابياً»، بينهم مسؤولون عسكريون بارزون في تنظيم «داعش» بغرب أفريقيا (إيسواب)، خلال عملية مشتركة نفذها جيشا النيجر ونيجيريا بين 6 و28 مايو (أيار)، على ما أعلن جيش النيجر، الاثنين.

والهدف الرئيسي من هذه العملية «تحييد الإرهابيين» الذين كانوا بمعقلهم في أريج، شمال شرقي نيجيريا، على الحدود مع النيجر، بحسب نشرة العمليات العسكرية في منطقة ديفا (جنوب شرقي النيجر) التي اطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية، الاثنين.

وذكرت النشرة أنه من بين 55 «إرهابياً تم تحييدهم»، يوجد «كثير من كبار المسؤولين العسكريين» و«كثير من الزعماء الدينيين».

وأوضحت النشرة أن هذه العملية «البرية والجوية» كانت بهدف «مواصلة الضغط» على التنظيم و«قطع» طرق إمداد «الجماعات الإرهابية المسلحة».

وبالإضافة إلى مقتل الجنديين اللذين لم تُحدَّد هويتاهما، أصيب 3 آخرون و«تضررت» عربة عسكرية.

وتم تدمير 13 مركبة ودراجة نارية و5 «سيارات مفخخة» تعود للمهاجمين.

وفي حوض بحيرة تشاد الذي يمتد بين نيجيريا والنيجر والكاميرون وتشاد مساحة شاسعة من المياه والمستنقعات، أقامت «بوكو حرام» و«إيسواب» مخابئ في جزرها الكثيرة.

وأنشأت النيجر ونيجيريا وتشاد والكاميرون في يوليو (تموز) 2015، القوة المختلطة متعددة الجنسيات وعديدها 8 آلاف و500 عنصر لمحاربة الجماعات الجهادية المسلحة.

ومنتصف مايو (أيار)، أعلن جيش النيجر أنه اعتقل منذ مارس (آذار)، 1397 عضواً مفترضاً في جماعة «بوكو حرام» وأفراد عائلاتهم الفارين من المعارك «الدامية» مع «داعش في غرب أفريقيا» (إيسواب) بنيجيريا المجاورة.

ويعيش هؤلاء عادة في غابة سامبيسا شمال شرقي نيجيريا ويقصدون الجزر النيجيرية في بحيرة تشاد للفرار من القتال مع خصومهم في «إيسواب».

وقال مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية، إن منطقة ديفا مسرح هجمات «بوكو حرام» و«إيسواب» منذ عام 2015، شهدت هدوءاً منذ بداية العام.