انقلابيو اليمن يستبقون «تجمع السبعين» باستحضار «الحروب الست»

محمد عبد السلام يتهم صالح بأن «وقوفه ضد الشراكة خيار وقرار»

تشديد أمني في صنعاء وسط توتر يسبق «تجمع السبعين» وتجمعات الحوثيين الخميس المقبل (أ.ف.ب)
تشديد أمني في صنعاء وسط توتر يسبق «تجمع السبعين» وتجمعات الحوثيين الخميس المقبل (أ.ف.ب)
TT

انقلابيو اليمن يستبقون «تجمع السبعين» باستحضار «الحروب الست»

تشديد أمني في صنعاء وسط توتر يسبق «تجمع السبعين» وتجمعات الحوثيين الخميس المقبل (أ.ف.ب)
تشديد أمني في صنعاء وسط توتر يسبق «تجمع السبعين» وتجمعات الحوثيين الخميس المقبل (أ.ف.ب)

استحضر الحوثيون مجددا مسألة الحروب الست التي خاضوها مع الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، واتهموه بـ«التلكؤ»، بعد خطابه أول من أمس، الذي كان في الأساس يرمي إلى الرد على زعيمهم عبد الملك الحوثي.
وتتصاعد حدة الخلاف الداخلي بين انقلابيي اليمن مع اقتراب موعد لـ«تجمع السبعين»، ضربه حزب صالح (المؤتمر الشعبي العام) الخميس المقبل، الذي لم يرضي الحوثيين الذين دعوا إلى تجمعات استعراض وتجنيد في اليوم نفسه. وشهدت صنعاء معركة «تمزيق صور» لزعيمي الانقلاب، إذ تداولت مواقع إخبارية يمنية صورا للوحات الفريقين في شوارع العاصمة اليمنية.
مصادر مطلعة كشفت لـ«الشرق الأوسط» عن حدوث اشتباك مسلح بين عناصر حوثية وجنود من الحرس الجمهوري الموالين لصالح عقب تمزيق صور صالح وصور الإعلانات عن الاحتفالية في ميدان السبعين. وقالت المصادر إن ميلشيات الحوثي استحدثت عددا من نقاط التفتيش في مداخل المدينة ومداخل الأحياء السكنية وسط الاستنفار الأمني الكبير مع استقدام تعزيزات عسكرية لها وتعزيز نقاطها الأمنية. وأضافت أن صالح دفع بتعزيزات عسكرية من منتسبي القوات الخاصة والحرس الجمهوري المواليين له إلى ميدان السبعين لتأمين وحماية المتظاهرين الذين بدأوا بالتوافد إلى العاصمة. ووصف الحوثيون ما أورده الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح خلال خطابه أول من أمس بـ«المغالطات»، وذلك لدى نقلهم كلمة للمتحدث باسمهم محمد عبد السلام، الذي اتهم صالح بأنهم لم يروا منه شيئا بالنسبة لتجنيد المقاتلين.
وشن المتحدث الحوثي هجوما على صالح، الذي كشف في خطابه عن المجلس التنفيذي للحوثيين، الذي قال محللون إن عبد الكريم الحوثي (عم عبد الملك الحوثي) يرأسه.
وردا على انتقاد صالح «الملازم الحوثية»، اتهم المتحدث، صالح بالقول: «وقوفك ضد الشراكة خيار وقرار، وليس نتاج إشكالية قانونية أو دستورية»، بعد أن سخر صالح من الأوراق التي يتداولها الحوثيون على غرار الطريقة الإيرانية مدعيا أنه يحتكم بقانون ودستور.
ولم يغب عن المعركة الكلامية بين الانقلابيين ملف الفساد، فبعد سؤال صالح عن الموارد وتأخر الرواتب، رد الحوثي المتحدث بالقول: إن «الوزارات الإيرادية بأكملها من حصص حزب المؤتمر»، واكتفى بالقول: إن المطالبة بمعرفة أين تُصرف مردودة عليه، ونؤكد على ضرورة تقديم كشف عام ليطلع الشعب على حجم الموارد.
إلى ذلك، قال الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي: «بإمكان إرادة اليمنيين أن تحقق الاتفاق السياسي، بناء دولة المستقبل لا يجب أن يستثني أحدا وعماده الاتفاق والحوار ولا يمكن أن يؤسس على الانقلاب». وذلك في تغريدات على حسابه الرسمي في «تويتر»، وأضاف قرقاش بالقول: «يبقى المسار السياسي أساس الحلّ في الأزمة اليمنية، اتفاق يجمع اليمنيين ويمنع التدخل الإيراني ويعالج مسائل الإرهاب ومستقبل الجنوب وطبيعة الحكم»، متابعا أن «خطاب صالح الأخير ظاهره خلاف مع الشريك الحوثي حول السلطة في مناطق الانقلاب، ويبقى أنه قد يمثل فرصة لكسر الجمود السياسي الذي كرسه تعنت الحوثي». العاهل البحريني: دعمنا للشرعية



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.