الدوحة ترد اليوم على عرض نقل حجاجها بطائرات الخطوط السعودية

التميمي لـ«الشرق الأوسط»: لم يصلنا شيء... وتوفير سكن مجاني للحجاج القطريين في المنطقة الشرقية

أحد المساكن المعدة لحجاج دولة قطر في المشاعر المقدسة في مكة المكرمة (تصوير: أحمد حشاد)
أحد المساكن المعدة لحجاج دولة قطر في المشاعر المقدسة في مكة المكرمة (تصوير: أحمد حشاد)
TT

الدوحة ترد اليوم على عرض نقل حجاجها بطائرات الخطوط السعودية

أحد المساكن المعدة لحجاج دولة قطر في المشاعر المقدسة في مكة المكرمة (تصوير: أحمد حشاد)
أحد المساكن المعدة لحجاج دولة قطر في المشاعر المقدسة في مكة المكرمة (تصوير: أحمد حشاد)

لا يزال الصمت هو سيد الموقف بالنسبة لقطر، تجاه العرض الذي تقدمت به الخطوط الجوية العربية السعودية والمتعلق بنقل الحجاج من مطار الدوحة إلى مطار جدة، في إطار تنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والتي جاءت بناء على وساطة الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني. وفي المقابل بلغ عدد الحجاج الذين عبروا منفذ سلوى البري، حتى أمس، 250 حاجاً قطرياً.
وعلى الرغم من مرور 48 ساعة منذ طلب الناقل الوطني السعودي من السلطات القطرية السماح لها بعبور أجوائها، فإنه حتى الأمس لم يصدر أي رد جوابي من قبل الدوحة.
وأبلغ «الشرق الأوسط» عبد الحكيم التميمي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني في السعودية، بأن خطوط بلاده لا تزال بانتظار رد من سلطات الدوحة على طلب السماح لها بالتحليق فوق الأجواء القطرية لنقل الحجاج من مطار الدوحة إلى مطار جدة.
وتوقع التميمي أن تتلقى الخطوط الجوية العربية السعودية، رداً اليوم من سلطات الطيران القطرية. وقال: «الناقل الوطني السعودي يتوقع أن يكون هناك رد اليوم بناء على المعلومات الواردة من قبلهم، والتي تفيد بأن المعاملة ستتم دراستها الأحد».
وفي حال صدرت موافقة السلطات القطرية لتحليق طائرات الخطوط الجوية العربية السعودية في أجوائها، فإنه سيتم نقل الحجاج القطريين على متن 7 طائرات تصل سعة الواحدة منها لـ368 راكباً، وهو ما يعني إمكانية الطائرات على أن تقل 2576 حاجا دفعة واحدة، وهو عدد أكبر من حصة الحجاج القطريين السنوية والتي تقدر بنحو 1600 حاج.
وكانت الهيئة العامة للطيران المدني في السعودية، قد شرعت بإنفاذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بتسهيل نقل الحجاج القطريين الراغبين في أداء فريضة الحج جواً من مطار الدوحة إلى مطار جدة، وذلك عبر طائرات الناقل الوطني «الخطوط الجوية العربية السعودية»، حيث تمت جدولة 7 رحلات بطائرات ضخمة لهذا الغرض.
وقبل نحو يومين، تقدمت الخطوط الجوية العربية السعودية لسلطات الدوحة بطلب الأذونات اللازمة للتحليق فوق الأجواء القطرية، وصولاً إلى مطار الدوحة من أجل نقل الحجاج القطريين الراغبين في بلوغ أراضي البلاد عن طريق الجو.
وأعلن مدير عام النقل الجوي بالهيئة العامة للطيران المدني المهندس محمد العتيبي في وقت سابق، أن الخطوط الجوية العربية السعودية خصصت 7 رحلات من طراز (بوينج 777 - 300)، وهي من الطائرات الحديثة جدا، وذلك لنقل الحجاج القطريين من الدوحة إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، وستكون الرحلات في الفترة من 22 إلى 25 أغسطس (آب)، فيما ستكون رحلات العودة يوم 5 سبتمبر (أيلول) بعد نهاية الحج.
ومنذ بدء مقاطعة الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب للدوحة، هجرت شركات الطيران الوطنية في كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر الأجواء القطرية، فيما حُظر على الخطوط القطرية والشركات المسجلة فيها من التحليق فوق أجواء تلك الدول، بينما تم فتح تسعة مسارات طوارئ في حدود أعالي البحار التي تشترك فيها الدوحة.
وبناء على وساطة قادها الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني من خلال لقائه بنائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان في جدة أول من أمس، صدرت توجيهات الملك سلمان بن عبد العزيز بالسماح لجميع المواطنين قطريي الجنسية الراغبين في أداء مناسك الحج من الدخول عبر منفذ سلوى الحدودي دون تصاريح إلكترونية، فيما اشتمل التوجيه على نقل جميع الحجاج القطريين الواصلين برا من مطار الملك فهد الدولي بالدمام ومطار الأحساء الدولي إلى مطار جدة، كما اشتملت التوجيهات بالموافقة على إرسال طائرات خاصة تابعة للخطوط السعودية إلى مطار الدوحة لإركاب جميع الحجاج القطريين على نفقته الخاصة، واستضافتهم بالكامل على نفقته الخاصة ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة.
إلى ذلك، كشف عثمان الغامدي مدير عام جمرك منفذ سلوى - المنفذ البري الحدودي الذي يربط السعودية بقطر - أمس أنه تم توفير سكن للحجاج القطريين الذين يعبرون المنفذ، تمهيداً لوصولهم إلى المشاعر المقدسة عبر مطار الملك عبد العزيز في جدة، مشيراً إلى أن نفقة رعاية الحجاج القطريين منذ وصولهم الأراضي السعودية، وحتى عودتهم بعد أداء مناسك الحج، على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حيث تتم كل إجراءات الحجاج القطريين بالتنسيق مع إمارة المنطقة الشرقية.
وذكر الغامدي في اتصال هاتفي أمس مع «الشرق الأوسط»، أنه منذ يوم الخميس الماضي وحتى أمس (السبت) يعمل منفذ سلوى بكامل طاقاته لتوفير الخدمات للحجاج القطريين.
وأضاف: «هناك تنسيق على مستوى عالٍ بين جميع الإدارات الحكومية المعنية بالمنفذ والعمل على تذليل أي صعوبات قد تواجههم»، مشدداً على أن الوضع العام في المنفذ الحدود البري «سلس»، وأن إجراءات إنهاء الحجاج القطريين تأتي في وقت قياسي، مبيناً أن فترة إنهاء الحجاج القطريين تأتي في معدل 20 دقيقة فقط.
وتطرق المسؤول بالجمارك السعودية إلى أن منفذ سلوى يعمل بكامل طاقاته لتوفير الخدمات للحجاج القطريين، لافتاً إلى أنه بحالة طلب الحجاج القطريين السكن فإن الحكومة السعودية وفرت لهم سكن على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في محافظة الأحساء والدمام، وذلك عبر التنسيق مع إمارة المنطقة الشرقية.
من جانب آخر، أوضح العقيد حسن الدوسري مدير جوازات منفذ سلوى لـ«الشرق الأوسط» أن عدد الحجاج القطريين تجاوزوا الـ250 حاجا قطريا حتى أمس، مشيراً إلى أن إجراءات دخول الحجاج القطريين تتم بكل سهولة، وأنه تتم مراعاة كبار السن وتقديم ما يطلبونه، لافتاً إلى أن لدى الجوازات السعودية طاقم كامل يعمل على مدار الـ24 ساعة لتقديم الخدمات المطلوبة، وأن كل الاستعدادات التي تتزامن مع فترة الحج مكتملة وأعداد الموظفين متواجدة.



في يومهم العالمي… السعودية تفتتح «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة» وتستعرض تجربتها

الدكتور عبد الله الربيعة استعرض جوانب من تجربة السعودية لأكثر من 3 عقود في فصل التوائم الملتصقة (مركز الملك سلمان)
الدكتور عبد الله الربيعة استعرض جوانب من تجربة السعودية لأكثر من 3 عقود في فصل التوائم الملتصقة (مركز الملك سلمان)
TT

في يومهم العالمي… السعودية تفتتح «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة» وتستعرض تجربتها

الدكتور عبد الله الربيعة استعرض جوانب من تجربة السعودية لأكثر من 3 عقود في فصل التوائم الملتصقة (مركز الملك سلمان)
الدكتور عبد الله الربيعة استعرض جوانب من تجربة السعودية لأكثر من 3 عقود في فصل التوائم الملتصقة (مركز الملك سلمان)

انطلقت في العاصمة السعودية الرياض، اليوم (الأحد)، أعمال «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»، بمناسبة مرور 30 عاماً على «البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة»، وسط حضور واسع من عدد من المسؤولين المعنيّين والأطباء والمهتمّين بالمجال.

وبرعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، افتتح الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض، الحفل، الذي يوافق اليوم الدولي للتوائم الملتصقة، مشيراً خلال كلمة ألقاها نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين، إلى أن عمليات التوائم الملتصقة تعدّ تحديات معقدة بما في ذلك ندرتها، حيث يقدّر معدل حدوثها بنحو 1 لكل 50 ألف ولادة، مما يتطلب تكريس الجهود العلمية والطبية لتجاوز تلك التحديات وتكثيف المساعي الإقليمية والدولية بما يكفل تذليل الصعاب في هذا المجال.

ولفت إلى أن بلاده أولت اهتماماً منذ أكثر من 3 عقود بحالات التوائم الملتصقة، إيماناً بأهمية تمكينهم بحقوقهم في التمتّع بأعلى مستوى من الصحة البدنية والعقلية، مضيفاً أن ذلك أنتج تقديم نموذج متميز في الرعاية الطبية جسّده البرنامج، وتمثّل في رعاية 143 حالة من 26 دولة وإجراء 61 عميلة فصل ناجحة، مما جعله واحداً من أكبر البرامج الطبية الإنسانية المتخصّصة على مستوى العالم.

وأكدت كلمة خادم الحرمين الشريفين أن «البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة» هو الوحيد المتخصص عالمياً في فصل التوائم الملتصقة، وانطلاقاً من تجربة السعودية الناجحة في عمليات فصل التوائم الملتصقة ودورها، وإيماناً منها بأهمية الاهتمام بهذه الفئة، بادرت المملكة بتقديم مشروع القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتماد يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، يوماً دولّياً للتوائم الملتصقة، لتعزيز الوعي بحالات التوائم الملتصقة على جميع المستويات.

ودشّن الأمير فيصل بن بندر الموقع الإلكتروني لـ«البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة»، كما رعى عدداً من الاتفاقيات التي وقعها «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» مع عدد من الجهات ذات العلاقة لدعم وتمكين أعمالها الإنسانية.

وشهد افتتاح المؤتمر تكريم عدد من الأطباء والشخصيات التي أسهمت في مسيرة عمليات فصل التوائم الملتصقة منذ عقود.

من جانبه، هنّأ تيدروس أدهانوم مدير عام منظمة الصحة العالمية، السعودية على قيادتها في تنظيم هذا المؤتمر المهم بمناسبة اليوم العالمي للتوائم الملتصقة، مؤكّداً أن المؤتمر يوفِّر فرصة لطرح «رؤى حاسمة من الابتكارات الجراحية إلى الاستراتيجيات طويلة المدى»، مما يشكل مبادرات نادرة في المجال، مشدّداً على دعم المنظمة الكامل للسعودية في هذا الإطار.

وأشاد أدهانوم بالدور الرائد للبرنامج السعودي للتوائم الملتصقة، عادّاً أن ما يقدمه البرنامج يمثِّل تقدّماً مذهلاً في العلوم الطبية، ويظهر التزاماً بكرامة وحياة الأطفال المتأثرين وأسرهم، موجّهاً شكراً خاصاً للدكتور عبد الله الربيعة على الدور الذي يلعبه محلّياً وعالمياً في هذا النوع من الجراحات النادرة.

وكشف أدهانوم أن 8 ملايين من الأطفال يعانون من تشوّهات عند ولادتهم، و40 ألفاً يموتون خلال أول شهر من ولادتهم، وتستمر التحدّيات طوال فترة حياة أولئك الأفراد، مثمّناً دور السعودية في مجال التوائم الملتصقة وسجلّها في دعم العائلات وإنشاء منصّات لتوسيع نطاق تسجيل التوائم، مما يساعد الدول ذات المداخيل المتوسطة والقليلة في مواجهة هذه الحالات النادرة.

وأكد الدكتور عبد الله الربيعة المشرف العام على «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، أن هذا التجمع يأتي احتفالاً بمناسبة مرور 3 عقود على بدء البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة، منوّهاً بتوجيه القيادة السعودية بحضور التوائم الذين تم فصلهم في السعودية، «ليكونوا سفراء على تصدّر السعودية بقيادة الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان للعالم في هذا المجال الإنساني والطبي الدقيق».

وأضاف الربيعة أن البرنامج منذ بدايته عام 1990، رعى 143 حالة من 26 دولة، وجرى فصل 61 توأماً بنجاح، مع بقاء 7 حالات بانتظار قرار الفصل، وسلّط الضوء على أن البرنامج يعكس التوجه الاستثماري لبلاده في تطوير الكوادر الطبية والتعليم المتخصص، مع الاعتماد على التقنيات الحديثة، ونوّه بالدعم المستمر للقيادة السعودية التي أسهمت في تحقيق إنجازات عالمية غير مسبوقة، مشيراً إلى أن كل الطلبات التي رفعت لمقام القيادة لإحضار الحالات من خارج السعودية قوبلت بالموافقة على الدوام إلى جانب الدعم بما في ذلك الدعم المالي.

وشدّد الربيعة على أن البرنامج سيواصل العطاء والتقدم في هذا المجال، مؤكداً الرسالة الإنسانية التي يحملها البرنامج بغض النظر عن اللون أو الدين أو العرق.

وكانت جلسات المؤتمر انطلقت اليوم (الأحد)، وتستمر حتى غد (الاثنين)، وأشار الدكتور عبد الله الربيعة خلال جلسة حوارية، إلى أن السعودية وضعت نظاماً صحيًّا رقميّاً عبر التقنية بهدف العناية بالتوائم الملتصقة، لافتاً إلى هناك أخلاقيات متعلقة بالتوائم الملتصقة وعمليات فصلهم، وشدّد على أنها لا بد أن تشمل عوائلهم.

وعن صعوبة الوصول إلى الحالات التي تحتاج للتدخل الجراحي في مناطق النزاع، كشف الربيعة عن رقم قياسي تمثّل في تنفيذ 40 عملية جراحية في يوم واحد للاجئين في مناطق بسوريا وتركيا عبر «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية».

ووفقاً للمسؤولين، سيتبادل المشاركون من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك بعض التوائم الملتصقة الذين تم فصلهم في إطار البرنامج تجاربهم، لتعزيز التفاهم حول التحديات والفرص القائمة في هذا المجال، وتعزيز جبهة موحدة لمعالجة الصعوبات.