النمساويون يكتشفون بحيرتين جديدتين

البحث جارٍ عن اسمين لهما

TT

النمساويون يكتشفون بحيرتين جديدتين

تقول كلمات النشيد النمساوي الوطني، إنّ النمسا بلاد الجبال والبحيرات والرجال، وقبل سنوات فقط أجاز البرلمان بعد نقاش مستفيض مشروع قانون بإضافة وبلد «النساء»، وذلك بعد احتجاجات عارمة لناشطات يؤمن بالجندرة والمساواة كاملة.
فيما يختص بالبحيرات، تحتفل النمسا هذه الأيام بظهور بحيرتين جديدتين تماما تكونتا قبل أسبوعين فقط في إقليم سالزبورغ شمال غربي النمسا ببلدية كلينار معتمدية بونغاو.
ومعلوم أنّ إقليم سالزبورغ يضم 600 بحيرة أصبحت الآن 602 فيما يبلغ العدد الكامل للبحيرات بعموم النمسا 5 آلاف بحيرة تتنوّع بين صغيرة وكبيرة، وبين عميقة وضحلة، وباردة ودافئة, وتختلف ألوانها بين زرقاء وخضراء غامقة لثرائها بالمعادن، ومنها بحيرات مفتوحة وأخرى تحيط بها الجبال.
ظهرت البحيرتان الجديدتان، عقب عواصف قوية ضربت أجزاء من إقليم سالزبورغ، فجرفت مياه الجليد الذائب من قمم الجبال التي تتكون منها سلاسل الألب الشرقية وهي تعاني عاما بعد عام بسبب التغيير المناخي وارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة لمياه الأنهار الجليدية الذائبة الجارية.
من جانبه وفي تصريحات لوسائل الإعلام، أكّد عمدة المنطقة على أنّ البحيرتين رُبطتا بمجار مائية مختلفة وأنهار، وذلك حرصا على بقائهما وحتى تظل مياههما متحركة متجددة ونقية وعذبة، واصفا لونهما بالأزرق الفيروزي كما وُزّعت العديد من الصور الفوتوغرافية وعلى الشبكة العنكبوتية.
في سياق مواز، اقترح البعض لتسمية البحيرتين (جوزيف الأول وجوزيف الثاني)، وذلك تقديرا للمجهود الجبار الذي قام به عمدة المدينة جوزيف وقيادته، يدويا لحملة نظافة واسعة لإخلاء البحيرتين من الصخور الضخمة التي جرفتها المياه حرصا على ألّا تعيق الصخور والحجارة الضخمة السباحة وبالتالي تقلّل من حظهما وجاذبيتهما كبحيرات سياحية خاصة، وقد أُعلن عنهما كمواقع سياحية جذابة يمكن للسياح الاستمتاع بهما وبالمناظر من حولهما.
لم يحظ الاقتراح بإطلاق الاسم المعتمد على البحيرتين قبولاً واسعاً على الرغم من ما يحظى به العمدة من تقدير سيما أنّ حشوداً من أهل المنطقة قد شاركت بدورها ومن دون كلل في زحزحة ونقل الصخور، وعليه ما تزال الفرصة سانحة للمشاركة في تسمية البحيرتين وتقديم اقتراحات بأسماء جذابة شريطة أن تكون موسيقية خفيفة على السمع والنطق.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.