«آر إتش» عنوان يمزج بين الأكل والأثاث في حضن الريف الإنجليزي

ساعة ونصف من لندن تنقلك إلى أرقى قرى إنجلترا

«آر إتش» عنوان يمزج بين الأكل والأثاث في حضن الريف الإنجليزي
TT

«آر إتش» عنوان يمزج بين الأكل والأثاث في حضن الريف الإنجليزي

«آر إتش» عنوان يمزج بين الأكل والأثاث في حضن الريف الإنجليزي

سحر الريف الإنجليزي لا يقاوم، وذلك بشهادة كل من زار القرى الجميلة في إنجلترا. قد لا تكون بريطانيا شهيرة بمطبخها ولكنها غنية بالمطاعم العالمية فيها، والأمر لا يقتصر على العاصمة لندن، إنما يمتد إلى أبعد منها ليطول القرى والمناطق البعيدة.

التنقل في البلاد ليس صعباً، ومن الممكن الوصول إلى أي مكان بوسائل نقل عديدة، على رأسها القطار، تليه السيارة وحتى الطائرة والهليكوبتر.

زيارتنا اليوم تختلف بعض الشيء عن الزيارات المعتادة؛ لأنها تجمع بين التنقل بطريقة راقية والأكل في مطعم يقدم ألذ الأطباق، ومكان يبيع الأثاث الفاخر في منطقة تعدّ من أجمل وأرقى المناطق الواقعة في وسط جنوب غربي إنجلترا، وتعرف باسم «ذا كوتسوولدز» التي تضم أجمل 13 قرية في البلاد، وتعرف بجمال طبيعتها وبيوتها.

مشوارنا بدأ من لندن، واخترنا شركة «ويلي» التي تقدم خدمة سائق خاص من الدرجة الأولى من خلال تطبيقها، وتوجهنا إلى عنوان جديد في «آينهو بارك» Aynhoe Park في قرية بانبيري في الـ«كوتسوولدز» أو The Cotwolds، بعد نحو الساعة ونصف الساعة من الزمن، وعبر طرقات جميلة ومناظر طبيعية خلابة، وصلنا إلى «آر إتش» RH العلامة التجارية الأميركية الشهيرة المختصة بالأثاث المنزلي الفاخر التي افتتحت مشروعها الأول في إنجلترا، ليمزج الأكل وتصميم الديكور وشراء الأثاث معاً.

أنصح بزيارة هذا المكان الجميل في يوم غير ممطر؛ لأنه من الضروري التنزه والمشي حول المنزل الأثري الضخم الذي يحوي هذا المشروع المميز.

يقدم هذا البيت ثلاثة خيارات لتناول الطعام، (أورانجيري - Orangery)، و(لوجيا - Loggia)، والحديقة الشتوية (كونسيرفتري - Conservatory)، وصالون الشاي (Tea Salon) وركن العصائر (Juicery).

ألذ ما يمكن تذوقه في «آر إتش» البيتزا بالكمأة، تتناولها في جلسة خارجية تطل على الأراضي الشاسعة الخضراء الخاصة بالمنزل، وفي مطعم (أورانجيري - Orangery)، حالفنا الحظ في اليوم الذي زرناه فيه لتذوق الأطباق على قائمة الطعام الجديدة التي أطلقت في يوليو (تموز)، والتي تمثل إعادة التصور الأهم والأكثر شمولية لقائمة الطعام الخاصة بالعلامة التجارية منذ أكثر من عقد، بما في ذلك أطباق مميزة جديدة مثل البرانزينو المشوي بالكامل (سمك السي باس)، وسلطة الخضار المشوية والروبيان، وأفضل شطيرة للدجاج المقلي.

الجلسة في هذا المطعم جميلة جداً؛ لأنه يتميز بأسقف عالية ونوافذ كبيرة تطل على الأراضي الخاصة بالمشروع، إنارة جميلة تتدلى من السقف، ونوعية الزبائن تختلف، فترى البعض يأكل ويتصفح الكاتالوغات الخاصة بالأثاث (لأنهم جاءوا بهدف تصميم ديكور منازلهم وشراء الأثاث)، والبعض الآخر مثلنا جاء بهدف التمتع بالمناظر الجميلة وتذوق الأكل اللذيذ، والتنقل في ثنايا هذا البيت الذي يشبه القصور ويعرض قطع الأثاث الجميلة، فتشعر وكأنك في غرف وأجنحة فندقية (ولكن للأسف لا يمكن النزول فيها).

فخلال تنقلك من طابق إلى آخر، ومن غرفة إلى أخرى، ترى في بعض الأركان مصممي ديكور يعرضون على العملاء أفكارهم ويساعدونهم على تحقيق ملاذهم في بيوتهم.

«آر إتش» تحت قيادة الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة غاري فريدمان، تحظى بتقدير كبير في أميركا وكندا، وتشتهر بإحياء المباني التاريخية من خلال صالات العرض الغامرة. بعد أن نالت إعجاب المشاهير مثل غوينيث بالترو، وإيلين دي جينيريس، وكيندال جينر، شرعت RH مؤخراً في توسعها العالمي بافتتاح صالات عرض في المملكة المتحدة في هذا العقار الذي تبلغ مساحته 173 فداناً، وفي ألمانيا، وبلجيكا، ومدريد.

هذا العقار التاريخي الرائع، الذي صممه المهندس المعماري البريطاني السير جون سوان، كان في السابق مسكناً خاصاً، ولكنه الآن مفتوح للجمهور لأول مرة.

ويضم البيت أيضاً مكتبة كبيرة متخصصة بكتب العمارة والتصميم، تُحيي تراث السير جون سوان من خلال مجموعة مختارة من الكتب القديمة والمعاصرة والنادرة التي لم تعد تُطبع.

أفضل طريقة للوصول إلى «آر إتش» هي عن طريق السيارة، وإذا كنت تبحث عن شركة معتمدة ومضمونة، فيمكنك الاستعانة بتطبيق «ويلي» الذي يقدم خدمة (سائق خاص ليوم كامل)، فعلى سبيل المثال، عندما تحتاج إلى الذهاب إلى الريف، وبحاجة للاحتفاظ ببعض الأشياء مثل الأمتعة في السيارة، فهذه الخدمة ستكون مناسبة؛ لأن السائق سينتظرك إلى أن تنتهي من زيارتك إلى أي مكان.

وتقدم الشركة برنامج عضوية لعملائها المخلصين من دون أي تكاليف إضافية. يمكن الحصول على العضوية عن طريق تحقيق شروط التأهل.

العضوية تقتصر على من قاموا بأكثر من 15 رحلة خلال الأشهر الستة الماضية، أو تمت دعوتهم من قبل عضو آخر. يشار الى أن خدمة «ويلي» متوفرة في باريس ودبي.


مقالات ذات صلة

ألان دوكاس لـ«الشرق الأوسط»: السعودية على أهبة الاستعداد... وأنا حاضر

مذاقات الشيف الفرنسي ألان دوكاس (تصوير كيفن تشوبانيان) play-circle 00:15

ألان دوكاس لـ«الشرق الأوسط»: السعودية على أهبة الاستعداد... وأنا حاضر

في عالم الطهي الراقي، لا تكتمل قائمة الأسماء البارزة دون ذكر الشيف الفرنسي الأسطوري ألان دوكاس، الحائز 21 نجمة ميشلان، بما يفوق ما ناله أي شيف آخر في التاريخ.

جوسلين إيليا (باريس)
مذاقات الكعك التقليدي الذي يباع على كورنيش المنارة في بيروت (فيسبوك)

الفول واللوز والبازلاء الخضراء ..نكهة الذكريات

ما إنْ يصل فصل الربيع حتى تتفتّح معه براعم ذكريات أجيال من اللبنانيين. الأمر يتعلّق بخضراوات وفاكهة تكتظ بها الأسواق في موعدها هذا من كل سنة.

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات كشري إسكندراني بالبيض و العدس من شيف أميرة حسن (الشرق الأوسط)

كيف تزيد نسبة البروتين في طعامك؟

ليست اللحوم وحدها هي طريقك إلى زيادة البروتين في أطباقك؛ لقد انتهى هذا العصر، الآن يمكنك فعل ذلك بسهولة من دون أن تغير أسلوبك في الطهي

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات صب زبدة البندق المذابة مع الشوكولاتة فوق أنواع  الحلويات

نصائح الطهاة لتصنيع واستخدام زبدة المكسرات

ما بين إضافتها لطبق المعكرونة أو أنواع مختلفة من العصير، أصبحت لديك بدائل كثيرة لتصنيع زبدة المكسرات واستخدامها منزلياً

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات آيس كريم بكمأة فاخرة (تريبيون ميديا)

ما هي أغلى 9 حلويات في العالم؟

يعتبر الكثير من الناس الحلوى نوعاً من الترف والرفاهية - فهي فاخرة، وغنية بالسعرات الحرارية، والنكهات، وفي كثير من الأحيان تكون غنية بالشوكولاته.

شانون كارول (نيويورك)

طقوس الطعام عناصر أساسية في بناء الهوية الثقافية للشعوب

أكد المجتمعون أن الطعام هو أسمى أشكال التراث الثقافي غير المادي (الشرق الأوسط)
أكد المجتمعون أن الطعام هو أسمى أشكال التراث الثقافي غير المادي (الشرق الأوسط)
TT

طقوس الطعام عناصر أساسية في بناء الهوية الثقافية للشعوب

أكد المجتمعون أن الطعام هو أسمى أشكال التراث الثقافي غير المادي (الشرق الأوسط)
أكد المجتمعون أن الطعام هو أسمى أشكال التراث الثقافي غير المادي (الشرق الأوسط)

تشكل الطقوس والرموز والمعرفة المرتبطة بإنتاج الطعام عناصر أساسية في بناء الهوية الثقافية للشعوب، وتحافظ على التقاليد العريقة، وفقاً لما أكده مؤتمر سلط الضوء على الحمية المتوسطية والمطبخ الشرق أوسطي.

وأوضح كارلو بالدوتشي السفير الإيطالي لدى السعودية أن «الإرث الغذائي المتوسطي يعلّمنا أن الرفاه الحقيقي يكمن في الانسجام بين الإنسان والطعام والطبيعة، وهي رسالة نفخر بمشاركتها مع أصدقائنا في السعودية».

السفير الإيطالي كارلو بالدوتشي يتحدث خلال المؤتمر (الشرق الأوسط)

وشدَّد بالدوتشي على هامش مؤتمر رفيع المستوى حول التغذية عُقد في جامعة الفيصل بالرياض تحت عنوان: «الثقافة والتقاليد من أجل الصحة: رحلة بين الحمية المتوسطية والمطبخ الشرق أوسطي»، على أن «تعزيز الأنظمة الغذائية التقليدية يعني الحفاظ على التنوع البيولوجي، ودعم الاقتصاد المحلي، وتشجيع أساليب حياة صحية».

ووفقاً للسفير الإيطالي، فإن ذلك هو «ما عبّر عنه العلماء المشاركون في المؤتمر الذين شددوا على أهمية التغذية في تشكيل هوية الشعوب، من خلال تأثيرها على الصحة والاقتصاد والبيئة والثقافة».

من جانبه، أكد المهندس ماجد المهنا، رئيس أبحاث هيئة فنون الطهي في الرياض، أهمية التقاليد في بناء نظام غذائي صحي، وأشار إلى أن الطعام أسمى أشكال التراث الثقافي غير المادي.

واتفق الخبراء على أن العلاقة بين الغذاء والصحة لا تتحدد فقط بالمغذيات الكبرى والفيتامينات والمعادن، بل تلعب الثقافة وعلم النفس دوراً مهماً أيضاً.

يعتقد الخبراء أن التقدم في مجال التغذية لا يأتي من محو الفروقات، بل من احتضانها كجزء من الحل (الشرق الأوسط)

وقال البروفسور ريك ماتيس، عالم التغذية في جامعة بوردو بولاية إنديانا: «أفضل نصيحة غذائية هي التوازن والاعتدال والتنوع»، مضيفاً أن «ذلك يمكن أن يتخذ أشكالاً مختلفة حسب نمط الحياة والثقافة والتفضيلات الغذائية للفرد».

فيما رفض الخبراء في حديثهم خلال المؤتمر نهج «مقاس واحد يناسب الجميع»، الذي تتبعه بعض المؤسسات الصحية الدولية، مؤكدين أن لكل مجتمع تقاليده الغذائية الخاصة، ومن الخطأ فرض نمط غذائي معين على المستهلكين بعيداً عن ثقافتهم.

إلى ذلك، شدد نائب وزير المؤسسات الإيطالي، فالنتينو فالنتيني، على أهمية الأنظمة الغذائية التقليدية بوصفها نماذج صحية ومستدامة، قائلاً: «لقد تطورت هذه الأنظمة عبر قرون من الانتقاء الطبيعي الذي يوازن بعناية بين احتياجات المستهلكين والمنتجين والبيئة»، مضيفاً أن «الاعتماد على الموارد المحلية يقلل تلقائياً من الحاجة للنقل، ويسهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي».

وأشار فالنتيني إلى القيمة متعددة الأبعاد للحمية المتوسطية، موضحاً أن أهميتها تتجاوز الفوائد الغذائية، وتابع: «تمثل الحمية المتوسطية نموذجاً غذائياً وثقافياً متكاملاً؛ حيث يعزز الطعم المميز والفوائد الصحية الروابط الاجتماعية ويحافظ على التقاليد العريقة»، مشيراً إلى أن «الطقوس والرموز والمعرفة المرتبطة بإنتاج الطعام - من الزراعة والصيد إلى التحضير والتناول الجماعي - تشكل عناصر أساسية في بناء الهوية الثقافية».

أكد المجتمعون أن الطعام هو أسمى أشكال التراث الثقافي غير المادي (الشرق الأوسط)

وفي السياق ذاته، قال البروفسور لورينزو دونيني، أستاذ التغذية في كلية الطب بجامعة لا سابينزا، بروما: «النهج الإيجابي تجاه الطعام والتغذية أكثر فاعلية من السياسات التقييدية التي تحاول منع استهلاك بعض الأطعمة أو العناصر»، مؤكداً أن «الملصقات التغذوية التوجيهية أو الضرائب على الأغذية ليست مفيدة في تعزيز نظام غذائي صحي أو الوقاية من الأمراض غير المعدية».

واختتمت الجلسة الدكتورة روبرتا ري، مديرة مؤسسة كامبريدج لعلوم الأغذية، التي أدارت المؤتمر، قائلة: «يجب أن تبقى العلوم هي الأساس في استراتيجيات الصحة العامة»، مضيفة: «لكن لا يمكن للعلم أن يقف بمفرده. التقاليد المحلية والعادات الثقافية والتفضيلات الفردية ليست عوائق للصحة، بل هي عناصر أساسية فيها».

ودعت إلى مواصلة التعاون بين العلماء وصنّاع القرار والمجتمع، مشددة على أن «التقدم الحقيقي في مجال التغذية لا يأتي من محو الفروقات، بل من احتضانها كجزء من الحل».