تلويح وزير حقوق الإنسان المغربي بالاستقالة يثير جدلاً

البعض ربطها بتداعيات احتجاجات الحسيمة

TT

تلويح وزير حقوق الإنسان المغربي بالاستقالة يثير جدلاً

ترك مصطفى الرميد، وزير الدولة المغربي المكلف حقوق الإنسان، خيار الاستقالة من منصبه واردا، رغم تأكيد دعمه لسعد الدين العثماني وحكومته.
وجاءت تصريحات الرميد ردا على تناقل خبر اعتزامه مغادرة الحكومة، التي يرأسها حزب العدالة والتنمية، ذي المرجعية الإسلامية الذي ينتمي إليه. وربط متتبعون بين تلويح الرميد بالاستقالة واحتجاجات الحسيمة، حيث سبق أن عبر عن غضبه من بعض الأحداث والوقائع، ومنها وفاة المتظاهر عماد العتابي، الذي أصيب بجروح بليغة في رأسه بعد مواجهات بين محتجين وقوات الأمن في الحسيمة في 20 يوليو (تموز) الماضي، كما سبق للرميد، الذي كان يشغل منصب وزير العدل والحريات في حكومة ابن كيران، أن أدان عبر تدوينات في «فيسبوك» تسريب شريط فيديو لناصر الزفزافي، متزعم الاحتجاجات المعتقل حاليا بالسجن المحلي عين السبع بالدار البيضاء، كشف فيه عن أجزاء من جسمه خلال خضوعه لفحص طبي بعد اعتقاله، واعتبره «إهانة مدانة لمواطن أعزل مهما كانت التهم الموجهة إليه».
ونقلت أمس صحيفة مغربية عن الرميد قوله، ردا على ما أشيع عن اعتزامه الاستقالة «أعبر عن دعمي الكامل للأخ سعد الدين العثماني ولحكومته كجميع الغيورين على استقرار بلادنا ونموها، أما الاستمرار في تقلد المسؤولية الحكومية من عدمها فذلك مجرد تفصيل». وأضاف الرميد لصحيفة «أخبار اليوم» أن «المهم هو أن يقوم المسؤول بواجبه ما دام مسؤولا، وإذا رأى أنه لا جدوى من الاستمرار في تحمل المسؤولية فجدير به المغادرة». وتابع الرميد «أنا اليوم وزير دولة، أتحمل مسؤوليتي بما يرضي ضميري، أما ما يمكن أن يقع غدا فعلمه عند الله تعالى».
من جانبه، قال عبد العلي حامي الدين، القيادي في حزب العدالة والتنمية في تدوينة أمس «إن خبر استقالة مصطفى الرميد من الحكومة في الظرف الراهن ليس دقيقا، وهو باق في الحكومة إلى حدود الساعة، ولا أحد يعلم ما سيكشفه المستقبل القريب إلا الله».
وتجاهل الموقع الإلكتروني الرسمي لحزب العدالة والتنمية أمس موضوع استقالة الرميد ولم يعلق عليه.
ويعد الرميد أحد أبرز القيادات في الحزب، وواكب مفاوضات تشكيل الحكومة بعد إعفاء ابن كيران وتعيين العثماني خلفا له، حيث كلفه ابن كيران بمساندة ودعم العثماني في مهمته الجديدة، أسوة بالدور الذي قام به القيادي الراحل عبد الله بها عندما كان ابن كيران رئيسا للحكومة.
بدوره، حذر عبد العزيز افتاتي، القيادي في العدالة والتنمية، الرميد من الوقوع في الفخ، وقال إن «الاستقالة ليست حلا: فـ(فالعدالة والتنمية) مسؤول عن جزء مما يجري حاليا، وينبغي عليه أن يتحمل مسؤوليته في تصحيح الوضع، وإعادة الانتقال الديمقراطي إلى سكته الصحيحة»، مشددا على أن «العدالة والتنمية» ما زال موحدا، وعلى قدر كبير من النزاهة وحاضر في المؤسسات، لهذا ينبغي على كل واحد من موقعه، ابن كيران كزعيم سياسي، والعثماني كرئيس حكومة، والرميد كرمز من الرموز الكبار للحزب، العمل على إعادة الأمور إلى نصابها، وعند ذلك يمكنهم أن يستريحوا».
وسبق للرميد أن لوح بالاستقالة أكثر من مرة في عهد حكومة ابن كيران، عندما كان يشغل منصب وزير العدل والحريات، وهو توجه سار عليه معظم وزراء «العدالة والتنمية» في الحكومة السابقة، ولا سيما في السنوات الأولى لتعينيهم، محدثين بذلك «تقليدا» لم يكن معهودا مع الوزراء المنتمين للأحزاب الأخرى. ولم يخرج عن هذه القاعدة ابن كيران نفسه، الذي ظل على مدى خمس سنوات يهدد بـ«إرجاع المفاتيح وجمع حقائبه»، وأنه غير حريص على الاستمرار في منصب رئاسة الحكومة إذا لم يتمكن من تنفيذ الإصلاحات التي جاء من أجلها. إلا أنه لم ينفذ تهديده إلى أن أعفي من منصبه بعدما كان يستعد ليكون رئيسا للحكومة لولاية ثانية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.