مصممون عرب حولوا الحلم إلى واقع

أسماؤهم غزت الأسواق العالمية وخزانات نجمات هوليوود

TT

مصممون عرب حولوا الحلم إلى واقع

في حفل «غولدن غلوب 2015»، ارتدت جنيفر لوبيز زيّاً بلوني الأبيض والفضي حمل توقيع «زهير مراد»، وفي العام نفسه ارتدت فستاناً من «إيلي صعب» ذهبي اللون زادها تألُّقاً في حفل توزيع جوائز الأوسكار. افتتان جنيفر بالمصممين العرب لم يقف عند صعب ومراد وامتد إلى مصممين آخرين نذكر منهم اللبناني المقيم في الكويت شربل زوي، والسوري المقيم في دبي رامي العلي، والمصمم الكويتي يوسف الجسمي وغيرهم. وجنيفر، وإن لم تكن الوحيدة في هوليوود التي ترتدي تصاميم مبدعين من بيتنا، فإنها من النجمات اللواتي لا يخفين تقديرهن لقدراتهم على الإبداع وفهمهم لكل ما يزيد المرأة أنوثة وجمالاً.
اللافت في السنوات الأخيرة أنّ المصممين العرب أصبحوا الحاضر الغائب في المناسبات الكبيرة والمحافل العالمية، بما فيها عروض الأزياء العالمية. فكثير منهم أصبحوا وجوهاً مألوفة لا يكتمل الأسبوع الباريسي، تحديدا، من دونها. كما لا يمكننا أن ننسى أن ظهور نجمات عالميات بأي قطعة صاغتها أناملهم ومقصاتهم هي إشارة إلى أنهم وصلوا إلى العالمية وسجلوا حضورهم فيها. وطبعا الحديث عن كل هذا يأخذنا للحديث عن إيلي صعب، الذي يمكن القول إنه كان ممهّد هذا العبور.
فقد استطاع منذ العرض الأول الذي أقامه في «كازينو لبنان» عام 1982 أن يشد الانتباه إليه، ومنذ ذلك الحين هناك محطات مهمة في مسيرته شكلت اسمه وحفرته في محلات بديكورات بديعة وضخمة أو على قارورات زجاجية معبَّأة برائحة الورد والقرنفل والعود من دون أن ننسى فساتين تقطر بريقا. في العام 1996 بدأت علاقته مع النجمات ومناسبات السجّادة الحمراء. بعد ذلك بعام واحد، تلقّى المصمم الشاب دعوة من Camera Nazionale della Moda ليكون أول مصمم غير إيطالي يشارك في هذه المناسبة. كانت هذه الخطوة الأولى لتقديم عروضه في روما على مدى ثلاث سنوات متتالية. بعدها انتقل للعرض في عاصمة الموضة الإيطالية، ميلانو عرض صعب. وسرعان ما انتقلت تصاميمها من منصات ميلانو إلى القصور، بعد أن ظهرت الملكة رانيا العبد الله بفستان من توقيعه في عام 1999.
لكن رغم كل النجاح كانت باريس هي الحلم الذي راوده منذ البداية، لهذا كانت وجهته التالية، حيث عرض فيها لأول مرة تشكيلة خاصة بالأزياء الراقية «الهوت كوتير» خلال أسبوع الموضة في العام 2000 قبل أن يصبح عضواً مدعواً من قبل غرفة الموضة الباريسية، لاشومبر سانديكال للأزياء الراقية في عام 2002.
في العام ذاته، وفيما يمكن وصفه بضربة حظ لا تُقدَّر بثمن، ظهرت النجمة السمراء هالي بيري بفستان من تصميمه في عام 2002، وهي تتسلم جائزة الأوسكار كأحسن ممثلة في ذلك العام. ورغم شهرته والتقدير الذي كان يحظى به من قبل، فإن هذه المناسبة والصور التي تداولتها الصحف والمجلات جعلت اسمه ينتشر أكثر ويتساوى مع أكبر المصممين العالميين ويتفوق عليهم في كثير من الأحيان. في ذلك العام فاز هو الآخر بجائزة الأوسكار. وصفته في النجاح هي عدم تغييره من جلده أو أسلوبه، فقد بقي مخلصاً لأسلوب أنثوي رومانسي مطعم ببريق الخرز والترتر والكريستال، جذب له أنظار النجمات كلما أردن التميز.
زهير مراد اسم آخر يتردد بقوة على المستوى العالمي ويحظى بإعجاب المرأة عموما والنجمات خصوصا. هو ابن بعلبك الذي بدأ يرسم وهو في سن العاشرة. يقول: «لا أذكر يوماً مرّ في حياتي، والقلم ليس بين أصابعي». هواية الولد الصغير تحولت لاحقاً إلى احتراف، وكانت البداية الحقيقية لزهير مراد عام 1997، بعدما افتتح البوتيك الأول في بيروت حيث أرسى أقدامه. في عام 2001 توجه إلى باريس ليعرض فيها للمرّة الأولى تشكيلة من خط الـ«هوت كوتير». لفت سريعاً الأنظار وإعجاب نقاد الموضة العالميين. في عام 2005، توسع إلى الأزياء الجاهزة ليصبح اسما مألوفا ورسميا في برنامج الموضة الباريسي.
وبما أن الاعتراف الحقيقي لأي مصمم جديد يكون عندما تبدأ نجمات الدرجة الأولى الظهور بتصاميمه، فإنه نجح في استقطاب معجبات من هوليوود وأوروبا على حد سواء. فقد ظهرت عدة جميلات في مناسبات كبيرة بفساتينه التي تقطر تطريزاً. نذكر منهن إلى جانب جنيفر لوبيز، الممثلة الفرنسية جيسيكا تشستاين التي تألقت بتصميمه في الحفل الاختتامي لتوزيع جوائز الأوسكار، ولا يمكننا تجاهل فستان المغنية سيلين ديون الأخضر اللامع خلال حفل الغرامي، وفستان ليلي كولينز الزهري في «غولدن غلوب»، وفستان جيسكا ألبا الأسود القصير في حفل جوائز «بيل بورد».
المصمم جورج حبيقة عَلَمٌ آخر من أعلام الموضة العالمية، حيث وصل بأعماله التي تتميز بالأنوثة الرومانسية وبقدرته على تشكيل تصاميم هندسية إلى القلوب من أوسع الأبواب. الحرب التي شهدتها لبنان في ثمانينات القرن الماضي لم تُثنِه عن عزمه تحقيق أحلامه والسفر إلى باريس. فقد تدرّب في دار «شانيل» قبل أن يعود إلى بيروت ويفتتح بوتيكه الأول. في عام 2001 بدأ يعرض في باريس خلال أسبوع الـ«هوت كوتير». وشتان بين الأمس واليوم، فهو من الأسماء اللامعة التي تتسابق النجمات على ارتداء تصاميمه في المحافل الكبيرة. من هؤلاء النجمات نذكر إيفا لونغوريا، جوليان هوغ، آيشواريا راي، جنيفر لوبيز، سارة هايلاند وغيرهنّ.
المصمم جورج شقرا لا يقل إبداعا ونجاحا، إضافة إلى تاريخه الطويل في عالم التصميم، الذي يقارب الـ30 عاما. جمع شقرا حب الفن وعشق الرسم في تصاميمه. أهم ما يُميز فساتينه الطويلة أنها تحاكي اللوحات في جمالها وألوانها. بدأ مشواره في بيروت أيام الحرب اللبنانية. لإكمال دراسته سافر إلى كندا وبعد تخرجه أسس مشغلاً صغيراً ببيته، حيث بدأ برسم وخياطة الأزياء. في خريف عام 2002، وسّع جورج شقرا ورشة عمله إلى باريس لينضم إلى أسماء لبنانية أخرى استعملت العاصمة الفرنسية كنقطة انطلاق نحو العالمية. ومع مرور السنوات شعر بأن الوقت حان لكي يؤسس لخط أزياء جاهزة، وهو ما حصل في فبراير (شباط) من عام 2009. وللتفريق بينه هذا الخط والـ«هوت كوتير» ارتأى أن يعرضه خلال أسبوع نيويورك للموضة عوض باريس، وهو ما يمكن اعتباره خطوة ذكية من قبله، لأنه نجح في مخاطبة سوق جديدة وشرائح مختلفة من الزبونات. كانت ضربة الحظ بالنسبة له عندما ظهرت النجمة ميريل ستريب بتصميم منه في فيلمها الشهير «الشيطان يلبس برادا» The Devil Wears Prada ليثير اسمه فضول اسم عدد من نجمات هوليوود من مثيلات كايتي بيري، بلايك ليفلي، جنيفر لوبيز، صوفيا فيرغارا، كاري أندروود، الملكة لطيفة، وتيرا بانكس وغيرهنّ.
على العكس من الأسماء السابقة لا يزال شربل زوي أقل شهرة، ومع ذلك وصلت تصاميمه إلى العالمية بفضل نجمات عالميات نذكر منهن جنيفر لوبيز التي ارتدت تصاميمه في أكثر من مناسبة. في مهرجان «كان» السينمائي هذا العام كان له حضوره مع الفاشينيستا اللبنانية ليا مهنا، وفي حفل جوائز «Billboard» مع المغنية نيكي ميناج. وكان شربل قد عمل في دار إيلي صعب وجيفنشي قبل أن يطلق خطه الخاص ويفتتح محلاته الخاصة في عدة عواصم عالمية منها الكويت وباريس ولوس أنجليس.
مثل شربل زوي يعتبر محمد آشي من المصممين الذين بدأوا يرسخون خطواتهم بشكل واضح.
لم يكن من السهل على الشاب السعودي أن يجاهر بحبه لتصميم الأزياء في مجتمعه المحافظ ولم يكن طريقه محفوفاً بالورود. فرغم أن والدته كانت تشجعه ولم تمانع تخصصه، فإن والده اعترض بشدة. كان شغفه بالمهنة قوياً بدرجة منحته قوة للمقاومة والاستمرار. وبالفعل سنحت له فرصة لكي يتدرب في دار «جيفنشي» قبل أن يتوجه إلى بيروت لتأسيس معمل خاص فيها. هنا أيضاً واجهته بعض الصعوبات التي دفعته إلى أن يعود أدراجه إلى السعودية. وفي يوم من الأيام تلقى رسالة إلكترونية من رئيسة تحرير مجلّة «فوغ إيطاليا» الراحلة فرانكا سوزاني، غيّر حياته. فقد طلبت منه الحضور إلى ميلانو لكي يشارك مع مجموعة من المصممين الواعدين ضمن برنامج كانت تدعمه لمساعدة المبتدئين من المواهب. كانت فرصة لا تُعوض، وأثبت محمد تميّزه في هذه المسابقة، الأمر الذي حفزه للعودة إلى بيروت، والعمل بعزم أكبر. إذا كانت هالي بيري وجه خير على إيلي صعب فإن حفل زفاف جورج كلوني وأمل علم الدين كان محطة تاريخية في مشواره. فقد تكرر اسمه أكثر من مرة بعد اختياره لتصميم فساتين كل من والدة وأخت وابنة أخت أمل علم الدين.
بالنسبة للشابة عائشة رمضان فيمكنها أن تقول بفخر إنها جذبت جنيفر لوبيز وتشارليز ثيرون وتيري هاتشر وكارينا كابور وأريانا غراندي بأسلوبها العصري. وتعتبر رمضان، وهي لبنانية الأصل من المصممين الشباب الذين بدأت أسماؤهم تتردد بشدة في الآونة الأخيرة. دخلت عالم تصميم الأزياء بعد تخرجها في الجامعة الأميركية بدبي، وشاركت في عدة مسابقات وبرامج حصلت فيها على تمويلات خفيفة ساعدتها على الاستمرار والتوسع. في عام 2000 حصلت على جائزة «مصمم صاعد»، وفي عام 2009 اختارتها مجلة «أرابيان ويمن» من بين 30 امرأة ذات شخصيّة مؤثّرة في العالم العربي.

* عز الدين علايا... من أقوى الأسماء وأكثرها تأثيراً
قيل في مرّة: «لا ندري مَن كان محظوظاً أكثر، أهو عز الدين علايا الذي عرف العالمية في باريس، أم باريس التي استقبلت عز الدين». فالمصمم التونسي الآتي من بلاد المغرب العربي، عشق التصميم منذ الطفولة، فدرسه وعمل به في بلاده قبل أن يسافر إلى باريس في عام 1957 وعمره لا يتعدى الثمانية عشرة. تدرّب الشاب الموهوب في أهم بيوت الموضة العالمية، حيث أمضى خمس سنوات في دار «ديور»، قبل أن يلتحق بكل من «لاروش» و«تيري موغلر». في السبعينات استقل وافتتح مشغله الخاص، وبدأ يُبدع أزياء جاهزة تحمل بصمات غير مألوفة أثارت له الانتباه ولا تزال لحد الآن رغم شُح أعماله مقارنة بأقرانه.
منذ أن أطلق مجموعته الأولى في بداية الثمانينات بدأت الجوائز تنهال عليه، وفي عام 1984 تمّ اختياره «أفضل مصمم من وزارة الثقافة الفرنسية». كان لصحافة الموضة الفرنسية فضلها على عز الدين، لأنها دعمته بقوّة وحفزته على التوسع في أسواق أخرى مثل نيويورك وبيفرلي هيلز، الأمر الذي فتح له أبواب هوليوود. الآن ليست هناك نجمة لا تحلم بارتداء تصميم من إبداعه ولائحة من ظهرت بفساتينه لا تُحصى، من مادونا وجانيت جاكسون إلى ناعومي كامبل وشاكيرا وغيرهنّ.



الرياض تشهد عناق النجوم ببريق الترتر واللؤلؤ

سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)
سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)
TT

الرياض تشهد عناق النجوم ببريق الترتر واللؤلؤ

سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)
سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)

بعد عام تقريباً من التحضيرات، حلت ليلة 13 نوفمبر (تشرين الثاني). ليلة وعد إيلي صعب أن تكون استثنائية ووفى بالوعد. كانت ليلة التقى فيها الإبداع بكل وفنونه، وتنافس فيها بريق النجوم من أمثال مونيكا بيلوتشي، وسيلين ديون، وجينفر لوبيز، وهالي بيري ويسرا، وغيرهن مع لمعان الترتر والخرز واللؤلؤ. 300 قطعة مطرزة أو مرصعة بالأحجار، يبدو أن المصمم تعمد اختيارها ليرسل رسالة إلى عالم الموضة أن ما بدأه منذ 45 عاماً وكان صادماً لهم، أصبح مدرسة ومنهجاً يقلدونه لينالوا رضا النساء في الشرق الأوسط.

من عرض إيلي صعب في الرياض (رويترز)

لقاء الموضة بالموسيقى

كان من المتوقع أن تكون ليلة خاصة بالموضة، فهذه أولاً وأخيراً ليلة خاصة بإيلي صعب، لكنها تعدت ذلك بكثير، أبهجت الأرواح وغذَّت الحواس وأشبعت الفضول، حيث تخللتها عروض فنية ووصلات موسيقية راقصة لسيلين ديون، وجينفر لوبيز، ونانسي عجرم، وعمرو دياب وكاميلا كابيلو. غنت لوبيز ورقصت وكأنها شابة في العشرينات، ثم نانسي عجرم وعمرو دياب، واختتمت سيلين ديون الفعالية بثلاث أغنيات من أشهر أغانيها وهي تتفاعل مع الحضور بحماس. لم تقف وعكتها الصحية التي لا تزال آثارها ظاهرة عليها مبرراً لعدم المشاركة في الاحتفال بمصمم تُكنّ له كل الحب والاحترام. فإيلي صعب صديق قبل أن يكون مصمم أزياء تتعامل معه، كما قالت. يؤكد إيلي الأمر في لقاء جانبي، قائلاً: «إنها علاقة عمرها 25 عاماً».

وهذا ما جعل الحفل أشبه بأغنية حب.

هالي بيري وهي تلبس فستان الأوسكار الأيقوني نفسه الذي ارتدته عام 2002 (خاص)

هالي بيري التي ظهرت في أول العرض بالفستان الأيقوني الذي ظهرت به في عام 2002 وهي تتسلم جائزة الأوسكار بوصفها أول ممثلة سمراء، دمعت عيناها قبل العرض، وهي تعترف بأن هذه أول مرة لها في الرياض وأول مرة تقابل فيها المصمم، رغم أنها تتعامل معه منذ عقود. وأضافت أنه لم يكن من الممكن ألا تحضر المناسبة؛ نظراً للعلاقة التي تربطهما ببعض ولو عن بُعد.

يؤكد إيلي عمق هذه العلاقة الإنسانية قائلاً: «علاقتي بهالي بيري لم تبدأ في عام 2002، بل في عام 1994، حين كانت ممثلة صاعدة لا يعرفها المصممون». وأضاف ضاحكاً: «لا أنكر أن ظهورها بذلك الفستان شكَّل نقلة مهمة في مسيرتي. ويمكنني القول إنه كان فستاناً جلب الحظ لنا نحن الاثنين. فيما يخصني، فإن ظهورها به وسَّع قاعدة جمهوري لتشمل الإنسان العادي؛ إذ إنها أدخلتني ثقافة الشارع بعد أن كنت معروفاً بين النخبة أكثر». غني عن القول أن كل النجمات المشاركات من سيلين وجينفر لوبيز إلى نانسي عجرم من زبوناته المخلصات. 80 في المائة من الأزياء التي كانت تظهر بها سيلين ديون مثلاً في حفلات لاس فيغاس من تصميمه.

عرض مطرَّز بالحب والترتر

بدأ عرض الأزياء بدخول هالي بيري وهي تلبس فستان الأوسكار الأيقوني نفسه. لم يتغير تأثيره. لا يزال أنيقاً ومبتكراً وكأنه من الموسم الحالي. تلته مجموعة تقدر بـ300 قطعة، أكثر من 70 في المائة منها جديدة لخريف وشتاء 2025 ونسبة أخرى من الأرشيف، لكنها كلها كانت تلمع تطريزاً وترصيعاً إما بالترتر والخرز أو اللؤلؤ. فالتطريز لغة أتقنها جيداً وباعها للعالم. استهجنها المصممون في البداية، وهو ما كان يمكن أن يُحبط أي مصمم صاعد يحلم بأن يحفر لنفسه مكانة بين الكبار، إلا أنه ظل صامداً ومتحدياً. هذا التحدي كان واضحاً في اختياراته لليلته «1001 موسم من إيلي صعب» أيضاً بالنظر إلى كمية البريق فيها.

ساهمت في تنسيق العرض كارين روتفيلد، رئيسة تحرير مجلة «فوغ» النسخة الفرنسية سابقاً، والمعروفة بنظرتها الفنية الجريئة. كان واضحاً أنها تُقدّر أهمية ما كان مطلوباً منها. فهذه احتفالية يجب أن تعكس نجاحات مسيرة عمرها 45 عاماً لمصمم وضع صناعة الموضة العربية على الخريطة العالمية. اختير لها عنوان «1001 موسم من إيلي صعب» لتستعرض قوة المصمم الإبداعية والسردية. قال إنه استوحى تفاصيلها من عالم ألف ليلة وليلة. لكن حرص أن تكون اندماجاً بين التراث العربي والابتكار العصري. فكل تصميم كانت له قصة أو يسجل لمرحلة كان لها أثر على مسيرته، وبالتالي فإن تقسيم العرض إلى مجموعات متنوعة لم يكن لمجرد إعطاء كل نجمة مساحة للغناء والأداء. كل واحدة منهم عبَّرت عن امرأة تصورها إيلي في مرحلة من المراحل.

جينفر لوبيز أضفت الشباب والحيوية على العرض (خاص)

جينفر لوبيز التي ظهرت بمجموعة من أزيائه وهي ترقص وتقفز وكأنها شابة في العشرينات، كانت تمثل اهتمامه بمنح المرأة حرية الحركة، بينما كانت نانسي عجرم بفستانها الكلاسيكي المرصع بالكامل، تعبّر عن جذور المصمم اللبناني وفهمه لذوق المرأة العربية ككل، ورغبتها في أزياء مبهرة.

أما المغنية كاميلا كابيلو فجسدت شابة في مقتبل العمر ونجح في استقطابها بتقديمه أزياء مطعَّمة ببعض الجرأة تعكس ذوق بنات جيلها من دون أن تخرج عن النص الذي كتبه لوالدتها. كانت سيلين ديون، مسك الختام، وجسَّدت الأيقونة التي تمثل جانبه الإبداعي وتلك الأزياء التي لا تعترف بزمان أو مكان.

حب للرياض

بعد انتهاء العرض، وركض الضيوف إلى الكواليس لتقديم التحية والتبريكات، تتوقع أن يبدو منهكاً، لكنه كان عكس ذلك تماماً. يوزع الابتسامات على الجميع، يكرر لكل من يسأله أن أكثر ما أسعده، إلى جانب ما شعر به من حب الحضور والنجوم له، أنه أثبت للعالم «أن المنطقة العربية قادرة على التميز والإبداع، وأن ما تم تقديمه كان في المستوى الذي نحلم به جميعاً ونستحقه».

وأضاف: «أنا ممتن لهذه الفرصة التي أتاحت لي أن أبرهن للعالم أن منطقتنا خصبة ومعطاءة، وفي الوقت ذاته أن أعبّر عن حبي للرياض. فأنا لم أنس أبداً فضل زبونات السعودية عليّ عندما كنت مصمماً مبتدئاً لا يعرفني أحد. كان إمكانهن التعامل مع أي مصمم عالمي، لكن ثقتهن في كانت دافعاً قوياً لاستمراري».

سيلين ديون أداء مبهر وأناقة متألقة (خاص)

أسأله إن كان يخطر بباله وهو في البدايات، في عام 1982، أن يصبح هو نفسه أيقونة وقدوة، أو يحلم بأنه سيدخل كتب الموضة بوصفه أول مصمم من المنطقة يضع صناعة الموضة العربية على خريطة الموضة العالمية؟ لا يجيب بالكلام، لكن نظرة السعادة التي كانت تزغرد في عيونه كانت أبلغ من أي جواب، وعندما أقول له إنه مصمم محظوظ بالنظر إلى حب الناس له، يضحك ويقول من دون تردد نعم أشعر فعلاً أني محظوظ.