«روجيه فيفييه» تحيي علاقة الحب الباريسية ـ العثمانية

كانت عودة حمى التأثير العثماني على الموضة الباريسية مسألة وقت فقط. فالشرق منبع سحر وإلهام للفنانين والمصممين على حد سواء. من بين المصابين بهذه الحمى هذا الموسم دار «روجيه فيفييه» التي قدمت مجموعة من الإكسسوارات المستوحاة من تطريزات وألوان السجاد الذي كانت تشتهر به المنطقة، وتحديدا الأناضول.
وليس خافياً أن فرنسا افتتنت بالفن العثماني منذ القرن السادس عشر، حيث ربطت علاقة صداقة وإعجاب بين ملك فرنسا فرنسوا الأول والسلطان سليمان القانوني. وظهرت تأثيرات هذا الإعجاب ليس على الموضة فحسب، بل أيضاً على الفن، من الرسم إلى الباليه.
من جهتهم، أقبل النبلاء على الأزياء العثمانية في حفلاتهم التنكرية نظراً لألوانها وتطريزاتها الغنية. في أوائل القرن الثامن عشر زادت هذه العلاقة توطدا حسب ما تسجله لوحات لفنانين فرنسيين كبار من تلك الفترة. دارت رحى التاريخ، وخفت حُمى هذه التأثيرات في أواخر القرن الماضي، لتعود هذا الموسم، وكانت دار «روجيه فيفييه» من بين من أصيبوا بها. فقد طرحت لهذا الموسم مجموعة من الإكسسوارات أطلقت عليها عنوان «أوتوومان» (OttoWoman) مزدانة بتطريزات مستوحاة من السجاد الحائطي العثماني من القرن التاسع عشر. نوع برعت فيه منطقة شرق الأناضول تحديدا وكان نبلاء فرنسا يقتنونه كسلعة فاخرة في القرن الرابع عشر لتزيين قصورهم.
«روجيه فيفيه» استعملت تقنيته التي تدخل فيها خيوط ذهبية أو متعددة الألوان حسب التصميم، علماً أن رحلتها إلى الشرق لم تقتصر على تركيا، وامتدت إلى أفغانستان. فالإكسسوارات المزينة بالفراء مثلا تستحضر، بتطريزاتها وألوانها، المعاطف الأفغانية العتيقة، التي لم ينس مصمم الدار برونو فريزوني أن يضخها بجرعة باريسية قوية حتى يجعلها مواكبة للعصر.