عمر الراجي
على اختلاف المراحل والحقب، ظلَّ المغرب فضاءً مفتوحاً للأفكار التي تنبض بصوت هامس في قلب الواقع العربي، ليس الأمر وليد اليوم، فقد حافظ المغرب دائماً على دوره الحيوي في حركة التاريخ في منطقتنا، ولعل مكانته الثقافية والفكرية تعززت أكثر من خلال تعدد المشارب التي نهل منها تراثه الإنساني، فالمغرب بلد الفلسفة المتسائلة ومنارة النقد، وهو اليوم جزء من هذا المجال الجغرافي العربي الكبير بإمكانياته المتاحة وبنقائص الواقع المعيش. وفي المغرب اليوم تعيشُ الثقافة واقعاً لا يختلف عن أمثاله في بلدان أخرى شقيقة، قريبة وبعيدة؛ مواسم من البرود الثقافي راكمت معها الساحة فراغاً شاسعاً لم تكسر سطوته إلا أصوات هنا وهن
صدرت أخيراً الترجمة العربية لدليل «مناهضة خطاب الكراهية على الإنترنت من خلال التربية على حقوق الإنسان (روابط)».
صدر أخيراً عن المركز الثقافي ببيروت كتاب «السودان على طريق المصالحة»، في نسخته العربية، للدبلوماسي الموريتاني محمد الحسن ولد لبّات، وهو وزير خارجية سابق في بلده. الكتاب جاء كشهادة حيّة من الكاتب عن تجربة المصالحة التي خاضها الفرقاء السياسيون في السودان إبّان الأحداث الدامية التي أعقبت ثورة إسقاط نظام عمر حسن البشير. وكان صاحب الكتاب هو الوسيط الرئيسي فيها منذ البداية وحتى تحقيق اتفاق المصالحة الذي تمخض عنه في الأخير تشكيلُ مجلس انتقالي للسيادة في البلاد.
شأنه شأن البلدان العربية الأخرى، يشهد المغرب نقاشاً متنامياً حول تغيّر البنيات الثقافية المشكلة لوعيه الجَمْعي، في ضوء التحولات التي يشهدها المجتمع اقتصادياً وسياسياً. ويحتدّ هذا النقاش أكثر، حين تحضر الثقافة كعنصر محدد لبنية التفكير السائد، أو كمؤشر لاختلاف العقليات واطّراد درجات الوعي الاجتماعي والإدراك الثقافي مع تعاقب الأجيال، فضلاً عن عوامل التنشئة ودور المؤسسات في صنع السلوك الاجتماعي وفق معادلة التأثير والتأثر.
صدر أخيراً عن وزارة الثقافة والشباب والرياضة المغربية العدد 40 لمجلة «الثقافة المغربية»، في نسخة إلكترونية، تماشياً مع ظروف الجائحة الكونية. الملف الرئيسي للمجلة في عددها الجديد كان عبارة عن مبحث في «المسرح المغربي... أفق التجريب وحدود الفرجة»، وقد أُرفق العدد بكتاب إضافي تحت عنوان «ليون الأفريقي...
صدرت أخيراً الطبعة الثانية لرواية «الأروقة السوداء» للأديب المغربي محمد النعمة بيروك، وهي من منشورات «دار راشد» للنشر والتوزيع بدولة الإمارات العربية المتحدة، وكانت الرواية قد دخلت اللائحة الطويلة لـ«جائزة راشد بن حمد الشرقي» في دورتها الأولى. «تيمات» كثيرة تناولها النص بعضُها واقعي صريح والبعض الآخر غرائبي بنكهة علمية، لكن الطريف في الرواية هو تناولها لموضوع الحَجْر الصحي كنمط اجتماعي دائم تعيش فيه الشخصية الرئيسية حياتها اليومية باستمرار، وتبرز من خلاله تمثّلاتها الخاصة عن المعاناة والصبر وصولاً إلى حالة الرفض الشجاع، وهي حالة انتقالية تحرض سرائر الذات المسجونة على مغادرة هذا الحَجْر نحو سما
ربما لم يسبق للعالم أن انغلق على نفسه كما يحدث اليوم، أعداد هائلة من البشر ترزح تحت نير سجن كبير بألوان مختلفة وبغرف كثيرة، الكل يغلق الباب على نفسه خوفاً من رسائل الموت، الموقعة باسم قاتل مجهول غير مرئي وغير مفهوم حتى الآن، الجميع يضرب عن خطى الطرقات التزاماً بما تمليه ظروف الجائحة الكونية. يتوحش العالم بالوباء، فنعود نحن إلى البيت...
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة
