د. ياسر عبد العزيز
احتفل العالم أمس باليوم العالمي لحرية الصحافة، في تقليد استمر بلا انقطاع منذ عام 1993.
لم يكن أحد يتوقع هذا؛ فقد أتى أبريل (نيسان)، وها هو يلفظ أيامه الأخيرة، من دون «أكاذيبه»، حتى إن محرك البحث الشهير «غوغل»، امتنع عن ممارسة تقليده السنوي بإحياء «كذبة أبريل»، للمرة الأولى منذ نحو عقدين، وهددت السلطات المعنية في أكثر من دولة بفرض عقوبات رادعة في حال ممارسة هذا التقليد. غابت «كذبة أبريل» إذن، لكن ملايين الأكاذيب الأخرى ظلت تتفاعل في الفضاء الإعلامي والسيبراني، ضمن ما سماه الأمين العام للأمم المتحدة «الوباء المعلوماتي»؛ وهي أكاذيب وجد بعضها ملاحقة وإصراراً على معاقبة من يرتكبها. أُلغيت «كذبة أبريل»، أو غابت، بسبب هشاشة الأوضاع العالمية تحت وطأة الجائحة، وانتشرت الأكاذيب الأخرى مست
يعتقد مسؤولون إيرانيون أن ضحايا أحد الأخبار الزائفة (Fake News)، التي تتعلق بفيروس «كورونا» كانوا أكثر عدداً من هؤلاء الذين قتلتهم تداعيات الفيروس نفسه؛ وهو الأمر الذي دفع أحد مستشاري وزير الصحة للقول إن بلاده «تواجه وباء أخطر من (كورونا)... وهذا الوباء اسمه المعلومات الخاطئة». بالفعل حدث ذلك، فقد نقلت وكالات الأنباء العالمية عن مسؤولين إيرانيين أن نحو 480 مواطناً فقدوا حياتهم جراء نصيحة تم تداولها بكثافة عبر وسائط الإعلام المختلفة؛ وهي النصيحة التي دعت إلى تعاطي «الميثانول» (كحول الميثيل) باعتباره علاجاً من الإصابة بالفيروس، وتم ترويجها بكثافة، وصدقها قطاع من الجمهور.
في الأسبوع الماضي، نشر أندرو سولومون مقالاً في «نيويورك تايمز»، قال فيه إن كل شخص يعرفه تقريباً اندفع إلى درجة من درجات «الحزن أو الخوف أو اليأس»، بسبب ما يسببه فيروس «كورونا» من أضرار، قبل أن يبرهن على صحة ما ذهب إليه بالإشارة إلى نتائج استطلاع رأي نفّذته مؤسسة «كيسر فاميلي فاونديشن - Kaiser Family Foundation» أخيراً، وهو الاستطلاع الذي توصل إلى أن «ما يقرب من نصف المستطلعة آراؤهم يشعرون بأن صحتهم العقلية تضررت للسبب نفسه». ليس هذا بعيداً عما نشرته «واشنطن تايمز» قبل شهر أيضاً، حين نقلت عن خبراء متخصصين قولهم: «يجب أن يأخذ الجمهور الجائحة على محمل الجد، لكن من المهم أيضاً عدم المبالغة، فالمخا
يرى باحثون بارزون مثل هارولد لازويل، وولبور شرام، ولازرسفيلد، أن تأثير وسائل الإعلام في الأفراد والمجتمعات يعد «حقيقة من الحقائق الثابتة»، بل إنها «تؤثر في مجرى تطور البشر»، كما يؤكد هؤلاء الباحثون أن هناك علاقة سببية بين التعرض لوسائل الإعلام والسلوك البشري. ويتفق خبراء الإعلام الغربيون على أن التغطية الإعلامية للعمليات السياسية والاجتماعية المختلفة تلعب دوراً كبيراً في تشكيل اتجاهات الجمهور تجاه تلك العمليات، بشكل ربما يفوق تأثير بعض المؤثرات الأخرى. وفي هذا الصدد يؤكد الخبير الأميركي غراهام رامسدين، أن «الدراسات العلمية أثبتت أن التغطية الخبرية للعمليات الاجتماعية والسياسية المختلفة تؤثر في
في أجواء المتابعة اللاهثة لتفاعلات «كورونا» الخطيرة والسريعة في آن، لم يجد كثيرون الوقت اللازم لتدبر ما قد يحدثه هذا الفيروس من تغيرات جوهرية في الدول والمجتمعات وفي قطاعات العمل والأنشطة الإنسانية. ظهرت بعض الومضات التي رامت تقييماً إجمالياً ذا نزعة استشرافية في عدد من المجالات، ومع ذلك فإنها خفتت سريعاً، خصوصاً أنها، في معظمها، نحت منحى تعميمياً، واستندت إلى الانطباع، وافتقدت تأييد الأرقام، وبدت رهينة للمخاوف والغموض، ومائلة إلى التشاؤم.
يتفق قطاع كبير من علماء النفس على أن الإنسان «كائن اجتماعي»، وأن بناء علاقات اجتماعية آمنة ومجزية من احتياجاته الجوهرية، فالعزلة لا توافق أهدافه. ومع ذلك، فقد فُرضت العزلة على الإنسان كثيراً، لأسباب مختلفة، حتى إن البعض رأى أن يفرضها على نفسه؛ ومن بين هؤلاء ميشيل دي مونتين (1533 - 1592)، الذي يُوصف بأنه أحد أكثر الفرنسيين تأثيراً في عصر النهضة. لقد فرض هذا المفكر العزلة على نفسه في مطلع حياته، وبقي سنوات يبني معرفته، ويُخصب ثقافته، ويحتشد عقلياً ونفسياً، حتى بدأت كتاباته في الظهور في عام 1571، لتحقق اختراقاً، اُعتبر تمهيداً مهماً لولوج عصر النهضة.
بات المستخدم العادي للإنترنت يُمضي نحو 100 يوم في السنة على الشبكة؛ إذ يفيد أحدث تقرير عن الحالة الرقمية العالمية بأن هذا المستخدم يتنقل بين المواقع الإلكترونية المختلفة لمدة ست ساعات و43 دقيقة يومياً. يقول تقرير «ديجتال 2020»، الصادر عن مؤسسة «هوتسويت - Hootsuite» لإدارة منصات التواصل الاجتماعي، إن 60% من سكان العالم باتوا يستخدمون الإنترنت بشكل منتظم في يناير (كانون الثاني) 2020، بارتفاع 7% مقارنةً بالشهر نفسه من العام الماضي، في وقت تزايد فيه عدد مستخدمي «السوشيال ميديا» إلى 3.8 مليار مستخدم، بارتفاع نسبته 9.2%، وبسبب هذه الزيادة المطّردة، فإن التقرير يتوقع ارتفاع عدد مستخدمي وسائط التواصل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة
