خليل فليحان
لم يعد سراً أن الدول الكبرى مهتمة جداً بالحراك الشعبي، الممتد منذ 17 من الشهر الماضي، كالولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، دبلوماسياً وإعلامياً وميدانياً. ولم يتوقف الاهتمام عند المجالات الثلاثة، بل ركزت بلسان وزراء خارجيتها على مطالبتها بالتعجيل في تأليف الحكومة، وفي الوقت نفسه دعوة المنتفضين إلى البقاء، مستنفرين، مع إعطاء الفرصة لتشكيل حكومة تكنوقراط. وأفاد سفير دولة غربية في بيروت «الشرق الأوسط»، بأن سفراء الدول الكبرى لدى لبنان يثمّنون أداء الآلاف المشاركين في الحراك لجهة انضباطهم، وهم في ساحات التعبير، سواء في بيروت أو طرابلس وصيدا وسواهما، باستثناء قلة تعمدت الفوضى، غير أنها لا تق
في اليوم الثالث عشر من الحراك الشعبي، تجاوب الرئيس سعد الحريري مع مطلب الحراك فقدم استقالته بتلاوة بيان مقتضب أعلن فيه قراره من دون أن يطلع رئيس الجمهورية عليه مسبقاً كما فعل مع الرئيس نبيه بري والوزير الأسبق وليد جنبلاط.
بعد بث كلمته على شاشات التلفزة بوقت قصير، فاجأ رئيس الجمهورية ميشال عون الصحافيين المعتمدين في القصر الرئاسي، بزيارة قام بها إلى غرفة الصحافة. حصلت الزيارة عند الساعة الثالثة إلا الثلث، من بعد ظهر أمس ولبضع دقائق؛ حيث توجه للصحافيين قائلاً: «أتيت لأتفقدكم ولتروني؛ لأن غيركم يسأل عني أين أنا؟ ها أنا ذا أمامكم». وبدا مرتاحاً في بزته الكحلية ونظرته الهادئة من خلف نظارته الطبية، واثقاً من الموقف الذي حدده، ومن الانتفاضة التي يحققها الشعب اللبناني «لأنه شعب حي» على حد تعبيره.
نصحت جامعة الدول العربية رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، بأنه «من المصلحة اعتماد الحوار مع ممثلين من (الحراك الشعبي)»، لأنه «السبيل الأفضل للتوصل إلى حل لهذه الأزمة الخطيرة». وأفاد مصدر دبلوماسي شارك في اجتماع ممثلي المجموعة الدولية لدعم لبنان سياسياً وأمنياً مع الرئيس الحريري في السراي، الثلاثاء الماضي، بأن ممثل الجامعة لدى لبنان، السفير عبد الرحمن الصلح، وهو الأمين العام المساعد للجامعة للشؤون القانونية، نقل لرئيس الحكومة موقف الجامعة، وملخصه أنه «لا يمكن الوقوف في وجه الإجماع المؤيد للانتفاضة الشعبية، التي حشدت بين ساحات بيروت والمناطق الآلاف، والذي بلغ نحو مليون ونصف المليون نسمة».
لم تجلِ سفارات الدول الغربية رعاياها من لبنان؛ لأن التقييم الأمني للمسؤولين الأمنيين منها، ووفقاً للملحقين العسكريين التابعين لها، أن الوضع الأمني لا يشكل خطراً على الدبلوماسيين العاملين، ولا على أفراد يعملون في شركات خاصة. واكتفت تلك السفارات، مثل السفارة الأميركية، بإعطاء إرشادات إلى هؤلاء، مثل عدم التجول في أماكن التجمعات الشعبية، والأماكن التي تشكل خطراً على حياتهم. وعلمت «الشرق الأوسط» أن مسؤولي الأمن في عدد من السفارات الغربية، لا سيما الكبرى، اعتبروا أن الحراك الذي عمَّ كل لبنان لا يشكِّل خطراً على أمن الدبلوماسيين أو رعايا تابعين لها؛ لأنه بعد نحو خمسة أيام لم يُستعمل أي سلاح ثقيل كما
تكثّفت الاتصالات لتهدئة التحرك الشعبي في شوارع بيروت وفي المناطق احتجاجاً على زيادة الرسوم والضرائب التي طالت الناس في عيشها اليومي.
لم يكن بإمكان الحكومة اللبنانية أن تبقى صامتة إزاء الهجوم التركي على شمال سوريا؛ لأن ذلك يعتبر خرقاً لسيادة الدولة السورية. وعلمت «الشرق الأوسط» أن التعليق على ذلك الهجوم أتى بعد تشاور بين الرؤساء الثلاثة.
توقع مصدر دبلوماسي أن يزور مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى السفير ديفيد شينكر بيروت خلال الأيام العشرة المقبلة لاستكمال مهمة سلفه السفير ديفيد ساترفيلد في تسهيل مهمة ترسيم الحدود الجنوبية عبر التوسط مع إسرائيل. وقال مصدر دبلوماسي لـ«الشرق الأوسط» إن مهمة الدبلوماسي الأميركي هذه المرة ستركز على المهمة المتخصصة المكلف بها من قبل وزير الخارجية مايك بومبيو؛ وهي استكمال الدور الذي كان لعبه سلفه ساترفيلد المتمثل في «تسهيل» التفاوض غير المباشر الذي كان بدأه سلفه وفقاً لآلية وضعها رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون ووافق عليها كل من رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة سعد الحريري. وتعد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة
