بيرن مفأجاة منتخب إنجلترا يضع المونديال نصب عينيه

دان بيرن مدافع نيوكاسل يونايتد (أ.ف.ب)
دان بيرن مدافع نيوكاسل يونايتد (أ.ف.ب)
TT

بيرن مفأجاة منتخب إنجلترا يضع المونديال نصب عينيه

دان بيرن مدافع نيوكاسل يونايتد (أ.ف.ب)
دان بيرن مدافع نيوكاسل يونايتد (أ.ف.ب)

يدرك دان بيرن مدافع نيوكاسل يونايتد أن مسيرته لم تسر «بوتيرة ثابتة»، ولكن في سن 32 عاماً بدأت الأمور تتغير فجأة إلى الأفضل بالنسبة للمدافع فارع الطول، الذي قد يحصل يوم الجمعة المقبل على فرصته الأولى للمشارَكة مع منتخب إنجلترا لكرة القدم.

وتلقى بيرن اتصالاً قبل 5 أيام من المدرب الجديد لمنتخب إنجلترا توماس توخيل، الذي أبلغه بأنه سيكون في تشكيلته لمواجهتَي ألبانيا ولاتفيا في «ويمبلي» ضمن تصفيات كأس العالم 2026.

وفي يوم الأحد الماضي مهَّدت رأسية بيرن الساحرة، التي كانت أول أهدافه هذا الموسم، الطريق أمام نيوكاسل للفوز بأول لقب محلي منذ 70 عاماً، بعد تغلبه 2 - 1 على ليفربول في نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية، مما جعله محط أنظار الجميع، الثلاثاء، في «سانت جورج بارك» مقر منتخب إنجلترا.

وقال بيرن للصحافيين: «مررت بأسابيع سيئة. عندما أصبحت الساعة السادسة من مساء الخميس، ولم أسمع شيئاً، قلت لزوجتي لا أعتقد أن شيئاً ما سيحدث، ثم تلقيت رسالةً نصيةً مفادها (هل ما زلت مستيقظاً؟)... قال توخيل إنه يتصل بكل مَن لم ينضم للتشكيلة، لذا لم أعتقد أنني سأنضم. لكنه قال إنه يحتاج فقط لإنهاء اليوم بشكل جيد، ويرغب في ضمي».

ويروي استدعاء بيرن قصة بها فيض من المشاعر للاعب تعلم تجاربه الحياتية القاسية.

وُلد بيرن في بلايث، على مقربة من نيوكاسل، وبدأ مسيرته الكروية مع بلايث سبارتانز قبل انتقاله إلى دارلينغتون.

وأمضى 5 سنوات في فولهام، أُعير خلالها إلى يوفيل تاون، وبرمنغهام سيتي، قبل المغادرة في عام 2016.

وبعد فترة قضاها في ويغان أثليتيك، جذب بمستواه المميز نادي برايتون، وبعدما أثبت نفسه مدافعاً في الدوري الإنجليزي الممتاز، أتى نادي نيوكاسل، الذي يحبه، في يناير (كانون الثاني) 2022، ودفع 13 مليون جنيه إسترليني (16.86 مليون دولار) ليأخذه إلى مسقط رأسه.

أسهم دور بيرن في فوز نيوكاسل بكأس الرابطة في ترسيخ مكانته في تاريخ النادي، ولكنه الآن يضع نصب عينيه هدفاً أعلى، وهو الوصول إلى نهائيات كأس العالم العام المقبل.

وقال بيرن للصحافيين: «لست مجرد مشجع، أرغب في اللعب وترك انطباع جيد قدر المستطاع، ثم محاولة الانضمام إلى المعسكر التدريبي المقبل. لكن من الواضح أن حلم كل طفل صغير هو المشارَكة في كأس العالم. لذا بحصولي على هذه الفرصة وإن نجحت في اغتنامها سيكون أمراً مميزاً، عندما تضيع عليك الفرصة في فترات التوقف الدولية الكثيرة، تبدأ في تقبل أن الوقت قد فات. لكن لحُسن الحظ منحني المدرب الجديد الفرصة».

وتناوب بيرن على أدوار دفاعية مختلفة طوال مسيرته، بما في ذلك مركز الظهير الأيسر، وقال إنه مستعد للعب في الجناح الأيمن لكي يشارك.

ولكنه ترك بصمته بوصفه مدافعاً قوياً، كما وصفه بعض زملائه الجدد في المنتخب الإنجليزي، الاثنين.

وقال بيرن: «أتذكر أنني تدخلت بقوة على غارود بوين عندما كان في وست هام، وذهبت على الفور للاعتذار»، مضيفاً أن مسيرته الطويلة جعلته أكثر مرونة.

وقال: «أعرف ما أُجيده، والرأي الوحيد الذي يهم بالنسبة لي هو رأي إيدي هاو (مدرب نيوكاسل) وباقي الجهاز الفني. شكًّك كثيرون في مسيرتي. أعتقد أن كثيراً من المشجعين الذين شاهدوني ألعب في دارلينغتون لن يقولوا إنني سأجلس هنا في مؤتمر صحافي مع منتخب إنجلترا».


مقالات ذات صلة

10 لاعبين مرشحون للانتقال إلى الدوري الإنجليزي من الدوريات الأوروبية الكبرى

رياضة عالمية فيكتور غيوكيريس (يمين) وسعادته البالغة بتتويج سبورتنغ لشبونة بلقب الدوري البرتغالي (أ.ب)

10 لاعبين مرشحون للانتقال إلى الدوري الإنجليزي من الدوريات الأوروبية الكبرى

يبدو أن ريال مدريد سيبيع رودريغو... حيث يسعى النادي لإعادة بناء الفريق والاستفادة من بيع النجم البرازيلي بمقابل مادي كبير

رياضة عالمية سندرلاند يستعد لمواجهة ساخنة مع شيفيلد يونايتد (رويترز)

«البريميرليغ»: سندرلاند وشيفيلد يتسابقان على أغلى صعود في كرة القدم

تفصل سندرلاند مباراة واحدة فقط عن إنهاء غيابه عن «البريميرليغ» الذي دام ثماني سنوات، لكنه سيحتاج إلى تحدي التوقعات عندما يواجه شيفيلد يونايتد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عربية محمد صلاح خلال تسلم جائزة «الأفضل» بالدوري الإنجليزي في حفل أقيم بلندن (حساب نادي ليفربول)

«تفاعل سوشيالي» واسع مع تتويج صلاح بجائزة «الأفضل» في الدوري الإنجليزي

حظي تتويج اللاعب الدولي المصري محمد صلاح، بجائزة أفضل لاعب في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، بتفاعل «سوشيالي» واسع.

محمد عجم (القاهرة )
رياضة سعودية يوري تيليمانس لاعب خط وسط أستون فيلا (د.ب.أ)

تيليمانس نجم أستون فيلا على رادار أندية سعودية

بات من المؤكد أن يوري تيليمانس لاعب خط وسط أستون فيلا محط اهتمام كبير من أندية الدوري السعودي للمحترفين.

مهند علي (الرياض)
رياضة سعودية المدير الفني لنادي بورنموث الإنجليزي الإسباني أندوني إرايولا (أ.ب)

إرايولا مدرب بورنموث مطلوب في «الدوري السعودي»

تلقّى المدير الفني لنادي بورنموث الإنجليزي، الإسباني أندوني إرايولا، عروضاً مالية ضخمة من أندية في «دوري المحترفين السعودي».

مهند علي (الرياض)

بين الواقع والتجريد... بيروت كما تراها ليلى داغر

التشكيلية ليلى داغر أمام مجموعتها «لاند سكايب» (الشرق الأوسط)
التشكيلية ليلى داغر أمام مجموعتها «لاند سكايب» (الشرق الأوسط)
TT

بين الواقع والتجريد... بيروت كما تراها ليلى داغر

التشكيلية ليلى داغر أمام مجموعتها «لاند سكايب» (الشرق الأوسط)
التشكيلية ليلى داغر أمام مجموعتها «لاند سكايب» (الشرق الأوسط)

بتقنيات متنوعة ورؤية مُتجدِّدة، نسجت الفنانة التشكيلية ليلى داغر لوحات معرضها «حوار غير متوقَّع». استعانت بخيالها وخبرتها المتراكمة لتعيد بناء بيروت وبيئتها. ولطالما شكّلت العاصمة مصدر إلهامها، ومنطلقاً لأعمالها الفنية.

بألوان دافئة وباردة، وباستخدام الورق والخيطان، صاغت داغر أحاديث صامتة بين لوحاتها في غاليري «آرت أون 56» في الجميزة. ولم تخطّط لهذا المشروع مسبقاً، لذا جاء عنوان المعرض انعكاساً لطبيعته التلقائية.

بألوان دافئة وأخرى باردة رسمت لوحاتها (الشرق الأوسط)

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» توضح ليلى داغر: «كنت أتساءل دائماً كيف سأستخدم أكياس الورق المكدّسة في مشغلي؟ لونها «Ocre» (لون ترابي مشتق من أكسيد الحديد) ألهمني، إذ يشبه دفء منطقتنا، فبدأت تنفيذ الفكرة تلقائياً».

اعتمدت داغر تقنيات من بينها «الكولاج»، و«الميكسد ميديا»، و«الأكريليك»، ما أضفى على أعمالها تنوعاً بصرياً لافتاً. وتنوَّعت المشاهد بين المدنية والطبيعية لتشكِّل معاً نواة المعرض. وجمعت بين الورق والكرتون والتطريز بالخيط، وانطلقت من صور فوتوغرافية التقطتها لبيروت، أعادت تركيبها بأسلوب تجريدي مع الوقت، فتكوّنت سلسلة «بيروت المدينة». في هذه الأعمال، تحضر عناصر العاصمة بتفاصيل مفككة مرتبطة بخيوط مطرَّزة، ما يخلق ترابطاً بصرياً بين الأجزاء.

بتقنيات مختلفة نفَّذت معرضها «حوار غير متوقّع» (الشرق الأوسط)

التجدد في أسلوب ليلى داغر يحضر بوضوح، وتترجمه من خلال مشهديتين مختلفتين، تقدِّم فيهما عصارة خبراتها وتجاربها النوعية. ومن خلالها، تخرج عن المألوف، فتلوِّنه بجوقة أدوات، فينشد بتقنياته العديدة ترانيم مدينة تطفو على ماضيها وحاضرها.

من عناوين لوحاتها تلمس رؤيتها لعاصمة تتجدَّد باستمرار، ومن تاريخها ورموزها تتعرَّف إليها. وكما في «قصص بيروت» و«نسيج حضاري»، كذلك تستشفّ التَّجدد في «المحيط والأفق»، فتستوقفك تفاصيل بيوت بيروت الهادئة حيناً، والمتشابكة سطوحها بتمديدات المولدات الكهربائية حيناً آخر.

أما مجموعة المناظر الطبيعية، فتأخذك إلى تلال رملية وأخرى خضراء، وكذلك إلى حدائق ضيقة، وفسحة مزروعة بزهور طرَّزتها بالإبرة والخيط. «استخدمتُ الخيط في لوحات الطبيعة ليعكس الروحية نفسها الموجودة في مجموعة المدينة، فحضر هذا الحوار غير المتوقّع بين المشهديين. وشعرت كأن اللوحات تتقرَّب من بعضها بعضاً، فتبدو الصغيرة منها مصطفّة بانضباط أمام تلك الكبيرة، تماماً كتركيبة مدينة تقوم على مشاهد مجزّأة».

أما فيما يخصّ الألوان، فبحثت ليلى داغر عن كل ما يتلاءَم مع الأكسيد منها. «لون الكرتون كان أساسياً، حتى بطيّاته النافرة، وركنتُ مرات إلى تلوينه، وفي أخرى إلى تركه على طبيعته، في محاولة لتوليد التناغم بين اللوحات».

استوحت من بيروت فكرة المعرض فطرّزتها بالخيط والألوان (الشرق الأوسط)

تتألف لوحات الفنانة التشكيلية من مجموعة صور فوتوغرافية تُعيد تركيبتها بخيالها. وإضافة إلى ذلك، تقولبها في طقوس تتبعها عادة في دوام العمل. «إنها تتراءى لي كشريط طويل ومجزَّأ، أختَرِع له تغييرات في رأسي. ولا بدّ للموسيقى أن ترافقني في أثناء الرسم، لتسرق مني الملل، أعمل لساعات طويلة. إنها وليدة تراكمات لمشاهد أُخزّنها، وهي في الحقيقة لا تُشبه واقعها. فاللاوعي عندي هو الذي يحرّكني، ومن ثم أرسمه على الورق لولادة جديدة».

وعن نقلة «حوار غير متوقّع» النوعية، تؤكد: «انطلقت من آخر لوحة في مجموعتي السابقة، وقرَّرت المضي في اتجاه جديد، لأمنح الزائر تجربة مختلفة، لا تكراراً لما عرضته من قبل».

في السابق، كانت تعتمد على شخصيات ومربَّعات ملوّنة، لكنها تخلّت عنها هذه المرة، انسجاماً مع شخصيتها المرنة ورغبتها الدائمة في التجديد. تقول: «أشعر وكأنني أسير بسرعة هائلة، ولا أحد يستطيع إيقافي. بعد آخر معرض قدّمته قبل 3 سنوات، كان همّي الرئيسي في هذا المعرض أن أقدِّم شيئاً مختلفاً، وأن أدعو الناس لمشاهدة جديدٍ. الزمن يمضي، ونحن نتغيّر، وهذا التغيّر ينسحب على أفكارنا أيضاً. وحتى الظروف التي مررت بها لعِبت دوراً في هذا التحوُّل».

«حوار غير متوقّع» في غاليري «آرت أون 56» في الجميزة (الشرق الأوسط)

على أحد جدران صالات الغاليري في الجميزة، تصطفُّ لوحات منمنمة من مجموعة داغر الخاصة بالمناظر الطبيعية. تشكِّل كل واحدة منها فكرة مستقلة خطَّتها تحت تأثير الريشة، قبل أن تجمعها تحت عنوان واحد: «لاند سكيب». تبدو هذه الأعمال كفسيفساء نابضة بالألوان والتطريز، مزجت فيها داعر تقنيتي اللصق و«الأكريليك»، وأضافت إليها زخرفات مُتقنة تُضفي عليها طابع الحدائق المعلّقة. تبرز فيها بيوت القرميد التراثية، وأشجار الصنوبر، وشاطئ البحر، وزهور الربيع البرّية، وكأنها مشاهد تنبض بالحياة.

وتختم ليلى داغر: «التقنيات المتعدِّدة الأبعاد التي استخدمتها أوجدت حواراً بصرياً بين الخيال والواقع».