الأمم المتحدة ترسل بعثة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان ببنغلاديش

شرطي يصوّب سلاحه تجاه المتظاهرين خلال حظر تجوال في دكا ببنغلاديش 5 أغسطس 2024 (أ.ب)
شرطي يصوّب سلاحه تجاه المتظاهرين خلال حظر تجوال في دكا ببنغلاديش 5 أغسطس 2024 (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة ترسل بعثة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان ببنغلاديش

شرطي يصوّب سلاحه تجاه المتظاهرين خلال حظر تجوال في دكا ببنغلاديش 5 أغسطس 2024 (أ.ب)
شرطي يصوّب سلاحه تجاه المتظاهرين خلال حظر تجوال في دكا ببنغلاديش 5 أغسطس 2024 (أ.ب)

قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، الجمعة، إنها سترسل بعثة لتقصي الحقائق إلى بنغلاديش، بناءً على طلب من الحكومة المؤقتة، للتحقيق في انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان أثناء أعمال العنف التي أسفرت عن سقوط قتلى في الآونة الأخيرة في البلاد.

وتصاعدت احتجاجات مناهضة للحكومة الشهر الماضي، بدأت في شكل حركة يقودها الطلاب ضد نظام حصص الوظائف الحكومية، لتتحول إلى أشد أعمال العنف دموية في البلاد منذ استقلالها في 1971.

وأسفرت الاضطرابات عن مقتل أكثر من ألف شخص، ودفعت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة إلى الاستقالة والفرار إلى الهند في الخامس من أغسطس (آب)، واستمرت أعمال العنف بضعة أيام بعد فرارها.

وحلّت حكومة مؤقتة بقيادة الحائز على جائزة نوبل للسلام، محمد يونس، محل إدارة الشيخة حسينة، ما ساعد في تهدئة العنف، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.

وقالت رافينا شامداساني، المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، في بيان: «سترسل المفوضية فريقاً لتقصي الحقائق إلى بنغلاديش في الأسابيع المقبلة، بغرض رصد الانتهاكات والتجاوزات التي ارتكبت أثناء الاحتجاجات، وتحليل الأسباب الأصلية، وتقديم توصيات لدعم العدالة والمساءلة والإصلاحات طويلة الأجل».

ويأتي هذا القرار في أعقاب زيارة لفريق من الأمم المتحدة في الفترة من 22 إلى 29 أغسطس التقى فيها عدداً من المعنيين، ومن بينهم أعضاء في الحكومة المؤقتة.

ورحّب فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان بانضمام بنغلاديش في الآونة الأخيرة إلى الاتفاقية الدولية، لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري، وأشاد بإنشاء لجنة وطنية للتحقيق في حالات الاختفاء القسري، وهي قضية قائمة منذ فترة طويلة في بنغلاديش.

وقالت شامداساني: «نحن على استعداد لدعم اللجنة في عملها الذي يجب أن يجري بالتشاور عن كثب مع الضحايا وأسرهم».


مقالات ذات صلة

بمقاطع فيديو... أفغانيات يعترضن على قانون جديد عبر الغناء

آسيا امرأة أفغانية تمشي على إحدى الطرق في كابل (إ.ب.أ)

بمقاطع فيديو... أفغانيات يعترضن على قانون جديد عبر الغناء

شاركت عشرات النساء الأفغانيات في حركة احتجاج افتراضية ضد قانون جديد يحظر على النساء إسماع أصواتهن في الأماكن العامة، عبر تصوير أنفسهن وهن يغنّين.

«الشرق الأوسط» (كابل)
شمال افريقيا ترحيب حقوقي باستجابة السيسي لتوصيات الحوار الوطني (الرئاسة المصرية)

ترحيب باستجابة السيسي لتوصيات «الحوار الوطني» بشأن «الحبس الاحتياطي»

قُوبلت استجابة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتوصيات «الحوار الوطني» بشأن الحبس الاحتياطي بترحيب حقوقي وسياسي واسع في مصر.

عصام فضل (القاهرة )
آسيا صورة عامة للعاصمة كابول (أرشيفية - رويترز)

منع مقرر «الأمم المتحدة» الخاص لحقوق الإنسان من دخول أفغانستان

مُنع مقرر «الأمم المتحدة» الخاص حول وضع حقوق الإنسان في أفغانستان من دخول البلد المذكور.

«الشرق الأوسط» (كابول)
أوروبا المتطوعة الخيرية إيزابيل فوغان سبروس (وسائل إعلام بريطانية)

تغريم الشرطة البريطانية لقبضها على امرأة بسبب «الصلاة» خارج عيادة إجهاض

تلقت متطوعة خيرية مسيحية مبلغاً قدره 13 ألف جنيه إسترليني واعتذاراً من الشرطة البريطانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا اجتماع مجلس أمناء الحوار الوطني الأحد (الحوار الوطني - فيسبوك)

حقوقيون مصريون يطالبون بإفراج واسع عن النشطاء في السجون

طالب حقوقيون مصريون بإفراج واسع عن النشطاء في السجون، وذلك غداة رفع مجلس أمناء «الحوار الوطني» توصيات تتضمن تخفيف إجراءات «الحبس الاحتياطي».

أحمد إمبابي (القاهرة)

تعازٍ «من كل مكان» بعد مقتل «تيك توكر» بغارة إسرائيلية في غزة

الشاب الفلسطيني ميدو حليمي (حسابه على «إنستغرام»)
الشاب الفلسطيني ميدو حليمي (حسابه على «إنستغرام»)
TT

تعازٍ «من كل مكان» بعد مقتل «تيك توكر» بغارة إسرائيلية في غزة

الشاب الفلسطيني ميدو حليمي (حسابه على «إنستغرام»)
الشاب الفلسطيني ميدو حليمي (حسابه على «إنستغرام»)

جاء يوم آخر من الحرب على غزة، يوم مما كان يسميه الشاب الفلسطيني محمد (ميدو) حليمي على «تيك توك» و«إنستغرام»، بـ«حياة الخيمة».

توجّه حليمي، يوم الاثنين، كما كان يفعل غالباً في مقاطع الفيديو التي يوثق فيها الحياة اليومية في قطاع غزة، إلى مقهى الإنترنت المحلي، الذي هو عبارة عن خيمة، بها خدمة واي فاي، حيث يمكن للنازحين الفلسطينيين الاتصال بالعالم الخارجي، ليلتقي بصديقه طلال مراد.

قال مراد، البالغ من العمر 18 عاماً، إن ضوءاً سطع، وشعروا بحرارة شديدة، وتطاير التراب. ثم شعر مراد بألم في رقبته. كان حليمي ينزف من رأسه. اشتعلت النيران في سيارة على الطريق الساحلية أمامهم، فيما يبدو أنها كانت هدف قصف جوي إسرائيلي. استغرق وصول سيارة الإسعاف 10 دقائق للوصول. وبعد بضع ساعات، أعلن الأطباء وفاة حليمي.

وتابع مراد، الذي ما زال يتعافى من إصابته بشظية، الجمعة، إن حليمي «كان يمثل رسالة عن الأمل والقوة».

انهمرت التعازي في وفاة حليمي، الجمعة، من أصدقاء في أماكن بعيدة، مثل هاركر هايتس، في تكساس الأميركية، حيث قضى حلمي عام 2021 هناك في إطار مبادرة من وزارة الخارجية الأميركية لإرسال طلاب من جميع أنحاء العالم إلى المدارس الثانوية الأميركية.

وقالت هبة الصعيدي، مسؤولة التنسيق للخريجين في برنامج تبادل الشباب والدراسة (كينيدي - لوغار)، المدعوم من الحكومة الأميركية وصديقة حليمي: «كان ميدو روح المكان الذي نلتقي فيه، لطيفاً وذكياً وصاحب فكاهة، كلها أمور لا يمكن أن تُنسى. كان مقدراً له أن يكون ذا شأن، لكنه رحل مبكراً».

وكُتب على حسابه عبر «تيك توك» مئات الآلاف من المشاركات من متابعيه، يعبرون عن حزنهم، كما لو كانوا قد فقدوا صديقاً عزيزاً.

الشاب الفلسطيني ميدو حليمي (حسابه على «إنستغرام»)

وأضاف مراد: «كان عملنا معاً هو نسختنا من المقاومة التي أتمنى أن أستمر فيها». ويشير مراد إلى اشتراكه مع حليمي في «تجربة غزة»، وهو حساب «إنستغرام»، حيث أجابا عن أسئلة المتابعين من حول العالم الذين يحاولون فهم طبيعة الحياة في قطاع غزة المحاصر، الذي لا يمكن للصحافيين الأجانب الوصول إليه.

أنشأ حليمي حساباً على «تيك توك» بعد أن نزح مع والديه و4 إخوة وأخته إلى منطقة المواصي، في جنوب قطاع غزة. وقال أصدقاؤه إن عائلة حليمي نزحت إلى خان يونس، قبل أن تضطر للنزوح مرة أخرى هرباً من القصف الإسرائيلي.

قال حليمي، في أول مقطع فيديو من سلسلة مقاطع «حياة الخيمة» الكثيرة التي صوّرها من المخيم: «إذا كنت تتساءل كيف تكون الحياة في خيمة، تعال معي لأريك كيف أقضي يومي».

وتذكر «أسوشييتد برس» أن حليمي صوّر ما يفعله خلال يومه؛ ينتظر بفارغ الصبر في طوابير طويلة للحصول على ماء الشرب، يستحم باستخدام إبريق ودلو دون شامبو أو صابون، يجمع المكونات لصنع بابا غنوج.

شدّت هذه اللحظات مئات الآلاف من الناس حول العالم. خلال الأشهر القليلة الماضية من الحرب، أصبحت فيديوهات حليمي منتشرة، بعضها حصل على أكثر من مليوني مشاهدة على «تيك توك».

وحوّل حليمي المآسي التي مرّ بها مثل وفاة جدته، بسبب النقص الحاد في الأدوية والمعدات في غزة، أو التوتر بشأن القصف الإسرائيلي المدمر إلى سخرية.

في آخر فيديو له، نشره قبل ساعات قليلة من مقتله، سجّل نفسه وهو يكتب في دفتر، الصفحات مغطاة بلون أسود، في نفس مقهى الإنترنت حيث ستضرب الغارة لاحقاً، وقال بنفس النبرة، التي كان يستخدمها دائماً، جزء منها مازح، وجزء جاد: «بدأت تصميم مشروعي السري الجديد».