نيجيريا: مسلحون يختطفون أكثر من 200 طالب في أكبر عملية منذ 2021

«العفو الدولية» تدعو إلى إنقاذ الأطفال فضلاً عن محاسبة الجناة

امرأة تبكي وهي تطالب الحكومة بمساعدة وإنقاذ أطفال المدارس الذين اختطفهم مسلحون في شيكون بنيجيريا الخميس (أ.ف.ب)
امرأة تبكي وهي تطالب الحكومة بمساعدة وإنقاذ أطفال المدارس الذين اختطفهم مسلحون في شيكون بنيجيريا الخميس (أ.ف.ب)
TT

نيجيريا: مسلحون يختطفون أكثر من 200 طالب في أكبر عملية منذ 2021

امرأة تبكي وهي تطالب الحكومة بمساعدة وإنقاذ أطفال المدارس الذين اختطفهم مسلحون في شيكون بنيجيريا الخميس (أ.ف.ب)
امرأة تبكي وهي تطالب الحكومة بمساعدة وإنقاذ أطفال المدارس الذين اختطفهم مسلحون في شيكون بنيجيريا الخميس (أ.ف.ب)

في حلقة جديدة من سلسلة الانفلات الأمني التي تشهدها نيجيريا، خطف مسلحون نحو 227 طالباً، شمال البلاد، وفق ما أفاد به معلمهم ومسؤول محلي. وهي أكبر عملية خطف منذ 2021، عندما خطف مسلحون أكثر من 150 طالباً عادوا بعد ذلك لعائلاتهم بعد أشهر، إثر دفع فدية. ومنذ سنة 2009، تكافح القوات النيجيرية لمحاربة التنظيمات المسلحة التي تخوض تمرداً في شمال شرقي البلد الذي يضم أكبر عدد من السكان في أفريقيا.

وقال معلم وآباء أطفال مفقودين الخميس إن مسلحين في نيجيريا خطفوا أكثر من 200 طالب في بلدة كوريجا بشمال البلاد يوم الخميس، في أكبر عملية خطف جماعي من مدرسة منذ عام 2021. ولم تردّ الشرطة في ولاية كادونا على طلبات للتعليق على عملية الخطف.

وقال المعلم صانع عبد الله: «عدد المختطفين من القسم الثانوي بحسب الإحصاءات التي جمعناها مع الأهالي 187 مختطفاً، بينما يبلغ عدد المختطفين من القسم الابتدائي 40 حتى الآن».

وذكر إدريس مايالورا العضو بمجلس كوريجا أنه توجه إلى المدرسة، وقال إن المسلحين اقتادوا في البداية 100 تلميذ من المرحلة الابتدائية، لكنهم أطلقوا سراحهم لاحقاً، بينما فر آخرون.

وأرجع الأهالي والسكان حادث الاختطاف إلى انعدام الأمن في المنطقة.

ودعت «منظمة العفو الدولية» السلطات النيجيرية إلى إنقاذ الطلاب، مع الحفاظ على سلامتهم، فضلاً عن محاسبة الجناة.

وعمليات الخطف من أجل الحصول على فدية على أيدي مسلحين أمر متكرر في شمال نيجيريا، مما يؤدى إلى تعطيل الحياة اليومية، ومنع آلاف الأطفال من الذهاب للمدارس.

تجمع لاقارب المخطوفين في تشيكون بنيجيريا، بعد أن هاجم مسلحون مدرسة في المنطقة الشمالية الغربية لنيجيريا " (أ.ب)

وكانت آخر عملية اختطاف كبيرة تم الإبلاغ عنها لأطفال المدارس في كادونا، في يوليو (تموز)، من عام 2021، عندما اختطف مسلحون أكثر من 150 طالباً. وعاد الطلاب لعائلاتهم بعد أشهر بعدما دفعوا فدية.

وعمليات الخطف من أجل الحصول على فدية على أيدي مسلحين أمر متكرر في شمال نيجيريا، مما يؤدى إلى تعطيل الحياة اليومية ومنع آلاف الأطفال من الذهاب للمدارس.

وفُقِد أثر 47 امرأة على الأقل، بعدما نفذ متطرفون عملية خطف واسعة النطاق في شمال شرقي نيجيريا، حسبما قال قادة ميليشيات لمكافحة المتطرفين لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الثلاثاء. ووجه قادة الميليشيات أصابع الاتهام لتنظيم «داعش - ولاية غرب أفريقيا» في الهجوم الذي وقع في ولاية بورنو التي تشكل بؤرة تمرد للمتشددين وأودى بأكثر من 400 ألف شخص، وتسبب بنزوح مليونين منذ 2009. وقال شيهو مادا من إحدى تلك الميليشيات، إن نساء من مخيمات للنازحين في نغالا قرب الحدود مع الكاميرون، كن يجمعن الحطب عندما «اعتقلهن متمردو تنظم داعش - ولاية غرب أفريقيا».

وأضاف مادا الذي ساعد في إجراء تعداد للمختطفات: «تمكنت بعضهن من الهرب والعودة». وأوضح: «47 امرأة ممن ذهبن لجمع الحطب لا يُعرف مكان وجودهن. خطفهن المتطرفون». وأكد عثمان حمزة المسؤول في ميليشيا أخرى لمكافحة المتطرفين عدد النسوة قائلاً: «47 امرأة لم يعدن بعدما هاجمهن المتمردون».

من جهته، قال المسؤول المحلي في نغالا علي بوكار إنه تلقى تقارير تفيد بعدد أكبر من المختطفين. والخطف منتشر بشكل واسع في أنحاء نيجيريا التي تواجه أيضاً عصابات إجرامية مسلحة في شمال غربي البلاد، وتشهد أعمال عنف طائفية في الولايات الوسطى. الشهر الماضي، خُطفت 35 امرأة على الأقل لدى عودتهن من حفلة زفاف في ولاية كاتسينا بشمال غربي نيجيريا.

تولى الرئيس بولا أحمد تينوبو السلطة، العام الماضي، بعد وعود بالتصدي لانعدام الأمن في نيجيريا. لكن منتقديه يقولون إن أعمال العنف خرجت عن السيطرة.


مقالات ذات صلة

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

أفريقيا أنصار مرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي يحضرون مسيرة حاشدة في أثناء فرز نتائج الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

مباحثات جرت، الجمعة، بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل»

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

مجلة «القافلة» السعودية: تراجع «القراءة العميقة» في العصر الرقمي

مجلة «القافلة» السعودية: تراجع «القراءة العميقة» في العصر الرقمي
TT

مجلة «القافلة» السعودية: تراجع «القراءة العميقة» في العصر الرقمي

مجلة «القافلة» السعودية: تراجع «القراءة العميقة» في العصر الرقمي

في عددها الجديد، نشرت مجلة «القافلة» الثقافية، التي تصدرها شركة «أرامكو السعودية»، مجموعة من الموضوعات الثقافية والعلمية، تناولت مفهوم الثقافة بالتساؤل عن معناها ومغزاها في ظل متغيرات عصر العولمة، وعرّجت على الدور الذي تضطلع به وزارة الثقافة السعودية في تفعيل المعاني الإيجابية التي تتصل بهذا المفهوم، منها إبراز الهويَّة والتواصل مع الآخر.

كما أثارت المجلة في العدد الجديد لشهري نوفمبر (تشرين الثاني)، وديسمبر (كانون الأول) 2024 (العدد 707)، نقاشاً يرصد آفاق تطور النقل العام في الحواضر الكُبرى، في ضوء الاستعدادات التي تعيشها العاصمة السعودية لاستقبال مشروع «الملك عبد العزيز للنقل العام في الرياض».

وفي زاوية «بداية كلام» استطلعت المجلة موضوع «القراءة العميقة» وتراجعها في العصر الرقمي، باستضافة عدد من المشاركين ضمن النسخة التاسعة من مسابقة «اقرأ» السنوية، التي اختتمها مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء» في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وفي السياق نفسه، تطرّق عبد الله الحواس في زاوية «قول في مقال» إلى الحديث عن هذه «المسابقة الكشافة»، التي تستمد حضورها من أهمية القراءة وأثرها في حياتنا.

في باب «أدب وفنون»، قدَّم قيس عبد اللطيف قراءة حول عدد من أفلام السينما السعودية لمخرجين شباب من المنطقة الشرقية من المملكة، مسلطاً الضوء على ما تتناوله من هموم الحياة اليومية؛ إذ يأتي ذلك بالتزامن مع الموسم الخامس لـ«الشرقية تُبدع»، مبادرة الشراكة المجتمعية التي تحتفي بـ«الإبداع من عمق الشرقية».

وفي «رأي ثقافي»، أوضح أستاذ السرديات وعضو جائزة «القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً»، د. حسن النعمي، دور الجائزة في صناعة مشهد مختلف، بينما حلَّ الشاعر عبد الله العنزي، والخطّاط حسن آل رضوان في ضيافة زاويتي «شعر» و«فرشاة وإزميل»، وتناول أحمد عبد اللطيف عالم «ما بعد الرواية» في الأدب الإسباني، بينما استذكر عبد السلام بنعبد العالي الدور الأكاديمي البارز للروائي والفيلسوف المغربي محمد عزيز الحبابي. أما علي فايع فكتب عن «المبدع الميّت في قبضة الأحياء»، متسائلاً بصوت مسموع عن مصير النتاج الأدبي بعد أن يرحل صاحبه عن عالم الضوء.

في باب «علوم وتكنولوجيا»، تناولت د. يمنى كفوري «تقنيات التحرير الجيني العلاجية»، وما تعِد به من إمكانية إحداث ثورة في رعاية المرضى، رغم ما تنطوي عليه أيضاً من تحديات أخلاقية وتنظيمية. وعن عالم الذرَّة، كتب د. محمد هويدي مستكشفاً تقنيات «مسرِّعات الجسيمات»، التي تستكمل بالفيزياء استكشاف ما بدأته الفلسفة.

كما تناول مازن عبد العزيز «أفكاراً خارجة عن المألوف يجمح إليها خيال الأوساط العلمية»، منها مشروع حجب الشمس الذي يسعى إلى إيجاد حل يعالج ظاهرة الاحتباس الحراري. أما غسّان مراد فعقد مقارنة بين ظاهرة انتقال الأفكار عبر «الميمات» الرقمية، وطريقة انتقال الصفات الوراثية عبر الجينات.

في باب «آفاق»، كتب عبد الرحمن الصايل عن دور المواسم الرياضية الكُبرى في الدفع باتجاه إعادة هندسة المدن وتطويرها، متأملاً الدروس المستفادة من ضوء تجارب عالمية في هذا المضمار. ويأخذنا مصلح جميل عبر «عين وعدسة» في جولة تستطلع معالم مدينة موسكو بين موسمي الشتاء والصيف. ويعود محمد الصالح وفريق «القافلة» إلى «الطبيعة»، لتسليط الضوء على أهمية الخدمات البيئية التي يقدِّمها إليها التنوع الحيوي. كما تناقش هند السليمان «المقاهي»، في ظل ما تأخذه من زخم ثقافي يحوِّلها إلى مساحات نابضة بالحياة في المملكة.

ومع اقتراب الموعد المرتقب لافتتاح قطار الأنفاق لمدينة الرياض ضمن مشروع «الملك عبد العزيز للنقل العام»، ناقشت «قضية العدد» موضوع النقل العام، إذ تناول د. عبد العزيز بن أحمد حنش وفريق التحرير الضرورات العصرية التي جعلت من النقل العام حاجة ملحة لا غنى عنها في الحواضر الكبرى والمدن العصرية؛ فيما فصَّل بيتر هاريغان الحديث عن شبكة النقل العام الجديدة في الرياض وارتباطها بمفهوم «التطوير الحضري الموجّه بالنقل».

وتناول «ملف العدد» موضوعاً عن «المركب»، وفيه تستطلع مهى قمر الدين ما يتسع له المجال من أوجه هذا الإبداع الإنساني الذي استمر أكثر من ستة آلاف سنة في تطوير وسائل ركوب البحر. وتتوقف بشكل خاص أمام المراكب الشراعية في الخليج العربي التي ميَّزت هذه المنطقة من العالم، وتحوَّلت إلى رمز من رموزها وإرثها الحضاري.