توفي الممثل الأميركي ماثيو بيري، الذي لعب دور تشاندلر بينغ، في مسلسل «الأصدقاء» (فريندز) الشهير، عن 54 عاماً.
وأكد خبر وفاته النقيب سكوت ويليامز، من قسم جرائم السرقة والقتل في شرطة لوس أنجليس. وأضاف أنه من غير المحتمل أن تُحدّد سبب الوفاة على وجه اليقين لبعض الوقت، لكن ليس ثمة ما يشير إلى وجود جريمة.
وكان بيري مشهوراً في صفوف جماهير التلفزيون الأميركي، بفضل مشاركته في أكثر من 200 حلقة على امتداد 10 مواسم من مسلسل «الأصدقاء» الذي عرضته شبكة «إن بي سي» وحقق نجاحاً كبيراً. وتتبع قصة المسلسل حياة مجموعة من المهنيين الشباب يعيشون في مانهاتن. وظهر بيري في المسلسل بجانب عدد من النجوم البارزين، مثل جينيفر أنيستون، وديفيد شويمر، وليزا كودرو.
عُرفت بيري، في شخصية تشاندلر بينغ، بذكائه الساخر، وقد استمر مسلسل «الأصدقاء» لعقود من الزمن بعد أن عُرض لأول مرة في عام 1994، واكتسب شعبية بين الجماهير الشابة في السنوات الأخيرة.
وعلى الرغم من شهرته في المسلسل فقد امتدت مسيرة بيري المهنية في التلفزيون لما يقرب من أربعة عقود، وكان أول ظهور له عام 1979، عندما كان صبياً صغيراً في إحدى حلقات البرنامج الشرطي «240 ـ روبرت»، تبعاً لما ذكره موقع «آي إم دي بي». وقد نال دور تشاندلر بينغ في عمر الـ24.
لعب بيري أدواراً في العديد من المسلسلات التلفزيونية المتنوعة خلال العقد الثاني من الألفية الجديدة، بينها «صن شاين»، مسلسل من إنتاج محطة «إيه بي سي» عام 2011، شارك في بطولته بين دونوفان، المدير العام لـ«مركز صن شاين»، وهو (ساحة رياضية وترفيهية في سان دييغو).
خلال المسلسل، لعب بيري دوري شخصية وحيدة كئيبة ومنغلقة على نفسها تبلغ من العمر 40 عاماً. كما لعب دور أوسكار ماديسون أمام الممثل توماس لينون، الذي أدّى دور فيليكس أنغر، في جميع المواسم الثلاثة من النسخة الجديدة لمسلسل «ذي أود كبل» (The Odd Couple)، الذي عرضته محطة «سي بي إس» من 2015 حتى 2017.
وفي تصريحات لصحيفة «نيويورك تايمز» خلال مقابلة أجريت مع بيري في عام 2002 قال: «كنت رجلاً يريد الشهرة. وفي داخلي كانت تعتمل رغبة جامحة، تمنيت الشهرة بشدة. كنت أريد الاهتمام، والدولارات، وأفضل مقعد في المطعم. ولم أفكر في عواقب ذلك».
جدير بالذكر أن بيري لديه تاريخ من الإدمان والمشكلات الصحية المرتبطة به. وبشهادته هو نفسه، فقد أجبره ذلك على قضاء أكثر عن نصف عمره في مراكز العلاج وإعادة التأهيل.
وفي مذكراته التي صدرت العام الماضي بعنوان «الأصدقاء والعشاق والشيء الكبير الرهيب»، وصف بيري عقوداً من شرب الخمر وتعاطي المخدرات.
توجه بيري لأول مرة إلى مركز إعادة التأهيل في عام 1997 بسبب ما وُصف في التقارير الإخبارية بأنه إدمان على مسكنات الألم. وفي عام 2000، احتُجز في المستشفى بسبب التهاب البنكرياس الذي يمكن أن يحدث جراء تعاطي الكحول والمخدرات.
وأدى إدمانه إلى سلسلة من المضاعفات في عام 2018، بما في ذلك الالتهاب الرئوي، وانفجار القولون، وظل فترة قصيرة على أجهزة دعم الحياة، وأسبوعين في غيبوبة، وتسعة أشهر مع كيس فغرة القولون (كيس قابل للإزالة يعلق على الفتحة الخارجية الموجودة على البطن لنهاية طرف فغر القولون)، وأكثر من 12 عملية جراحية في المعدة.
قبل عامين، ظهر بيري، وكان باعترافه الشخصي آنذاك، قد توقف حديثاً عن تناول الخمور، في لقاء متلفز لطاقم مسلسل «الأصدقاء»، حين أعاد نجومه زيارة بعض أشهر الأماكن المرتبطة بالمسلسل، مثل مقهى «سنترال بيرك» للمزاح والاستمتاع بالحنين إلى المسلسل.
ودفعت أخبار وفاة بيري المعجبين في جميع أنحاء العالم إلى نشر رسائل التعزية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال براندون لويس، كاتب من نيويورك، في منشور عبر موقع «إكس» (تويتر) سابقاً: «عاش ماثيو بيري حياة معقدة، لكن قدرته على جعل الناس يضحكون كانت موهبة رائعة لديه».
* خدمة «نيويورك تايمز»