«فرس نهر» من نحاس يصبح الأغلى في تاريخ المزاداتhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5218733-%D9%81%D8%B1%D8%B3-%D9%86%D9%87%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D9%86%D8%AD%D8%A7%D8%B3-%D9%8A%D8%B5%D8%A8%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%BA%D9%84%D9%89-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B2%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D8%AA
منافسة حادّة بين 7 مزايدين ترفع السعر إلى 31.4 مليون دولار
قطعة تحوّلت إلى أسطورة (سوذبيز)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
«فرس نهر» من نحاس يصبح الأغلى في تاريخ المزادات
قطعة تحوّلت إلى أسطورة (سوذبيز)
حطَّم عمل فنّي نادر صاغه المُصمّم الفرنسي الراحل فرنسوا كزافييه لالان، على شكل بارٍ مُجسّد في هيئة فرس نهر، الرقم القياسي في مزادات الديزاين، بعدما بيع مقابل 31.4 مليون دولار (شاملة الرسوم) في مزاد أقامته دار «سوذبيز» في نيويورك، الأربعاء. وقد تجاوز السعر 3 أضعاف التقدير الأعلى قبل البيع، ليُحطّم الرقم القياسي للأعمال المطروحة للفنان في السوق الثانوية، ويصبح أغلى قطعة تصميم تُباع في مزاد على الإطلاق.
ووفق «جريدة الفنّ»، فإنّ هذا العمل، مثل غيره من القطع الطريفة - العملية التي اشتهر بها لالان، سواء منفرداً أو بالتعاون مع زوجته وشريكته في التصميم كلود لالان، يُشكّل باراً مُتكاملاً بكل معنى الكلمة؛ إذ يفتح الشقّ الجانبي لفرس النهر ليكشف عن رفّ دوّار للزجاجات، ومساحات لتخزين الكؤوس، ودلو للثلج، وصينية لتقديم الأطعمة.
وكانت التقديرات الأولية تشير إلى أنّ القطعة ستُباع بين 7 و10 ملايين دولار، لكن منافسة استمرّت 26 دقيقة بين 7 مزايدين رفعت السعر تدريجياً حتى بلغ 31.4 مليون دولار. ولم يقتصر الإنجاز على تخطّي التقديرات بشكل كبير، وإنما تعدّى أيضاً الرقم القياسي السابق لأعمال لالان بأكثر من 10 ملايين دولار. وكان ذلك الرقم يعود لعمل «رينوسركتير الأول» (1964)، وهو وحيد قرن نحاسي يضم مكتباً وخزانة وباراً ومستودعاً للنبيذ، وقد بيع مقابل 18.3 مليون يورو في مزاد «كريستيز» بباريس عام 2023.
فرس نهر... ودهشة السوق (سوذبيز)
قطعة «هيبوبوتام بار»، المُنجزة عام 1976 على أنها عمل فريد من نوعه (بيس أونيك)، جاءت بتكليف من وريثة النفط الراحلة آن شلومبرغر، التي كانت من أوائل جامعي أعمال لالان وداعميه. ويُقال إنها كانت تقدّم لضيوفها رقائق الشيبس والصلصات من داخل بار فرس النهر هذا. وإذ شكّلت هيئة فرس النهر عنصراً دائماً في مسيرة لالان، الذي صمَّم أيضاً أحواض استحمام وكذلك صمم مرحاضاً «بيديه»، مستلهماً الحيوان ذاته، فإن القطعة المباعة تُعدّ المثال الوحيد لبارٍ مصنوع من النحاس.
وكانت شلومبرغر من أبرز جامعي الأعمال الفنّية في عصرها، وهي الشقيقة الكبرى لدومينيك دو مينيل، سيدة العائلة المعروفة في هيوستن، التي أسَّست «مؤسّسة مينيل» ووقفت خلف إنشاء «كنيسة روثكو». وقد بيعت في «سوذبيز» هذا العام قطع أخرى من مجموعتها، بينها عقد صمّمه الفنان سالفادور دالي.
تُعرض «بيضة الشتاء» الإمبراطورية التي كلّف القيصر الروسي نيقولا الثاني الصائغ فابرجيه بصنعها بوصفها هدية عيد الفصح لوالدته، للبيع في مزاد يُقام الأسبوع المقبل.
بيعت كاميرا من ماركة «لايكا» كانت للبابا فرنسيس، ضمن مزاد أُقيم في فيينا، السبت، مقابل 7.49 مليون دولار، على أن يعود ريع المزاد لجمعية البابا الراحل الخيرية.
في واقعة تبدو أقرب إلى حكايات الكنوز المنسيّة، عثر 3 أشقاء خلال تنظيف علّية منزل والدتهم الراحلة في كاليفورنيا، على نسخة أصلية من أوائل أعداد شخصية «سوبرمان».
المنصّات الرقمية والفنّ العربي... جمهور جديد أم امتحان الإبداع؟https://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5218759-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B5%D9%91%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%82%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86%D9%91-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D8%AC%D9%85%D9%87%D9%88%D8%B1-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D8%A3%D9%85-%D8%A7%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%9F
المنصّات الرقمية والفنّ العربي... جمهور جديد أم امتحان الإبداع؟
مساحة تُعيد صياغة علاقة الفنّ بجمهوره (شاترستوك)
لم تعُد المنصّات الرقمية مجرّد وسيط حديث لعرض الأعمال الفنية، بل تحوّلت إلى عنصر فاعل في صناعة المحتوى وفي إعادة تشكيل العلاقة بين الفنان والجمهور.
هذا التحوّل فتح نقاشاً واسعاً داخل الأوساط الفنّية عمّا إذا كانت هذه المنصّات قد غيَّرت جوهر الفنّ نفسه، أم أنها أعادت فقط ترتيب طرق الوصول إليه.
يسري نصر الله: السينما تجربة لا تُستنسخ
في قراءة أكثر تحفّظاً، يرى المخرج المصري يسري نصر الله أنّ تأثير المنصّات في السينما لا يزال محدوداً مقارنةً بالمسلسلات، لافتاً إلى أنّ الاتّساع الذي توحي به المنصّات غالباً ما يكون ظاهرياً.
ويشير إلى أنّ كثيراً من هذه المنصّات تعمل ضمن قوالب إنتاجية تحكمها حسابات المشاهدة والأرقام، ممّا قد يضيّق أحياناً من مساحة الخيال الإبداعي.
يسري نصر الله يرى أنّ السينما تجربة إنسانية لا تُستنسخ (البحر الأحمر)
ويؤكد أنّ تجربة السينما، بوصفها علاقةً فرديةً وحميميةً بين المتفرّج والعمل داخل قاعة العرض، تظلّ تجربة إنسانية خاصة، يعيشها المُشاهد وحده قبل أن يخرج بها إلى النقاش والحياة، على عكس المُشاهدة الفردية المعزولة عبر المنصّات.
ليلى علوي: تنافُس يرفع سقف الجودة
ترى الفنانة ليلى علوي أنّ صعود المنصّات الرقمية أسهم في تعزيز المنافسة داخل الصناعة الفنية، إذ باتت كلّ منصّة تسعى إلى تقديم الأفضل من أجل الحفاظ على جاذبيتها.
ليلى علوي تؤكّد أنّ المنافسة بين المنصّات رفعت سقف الجودة (البحر الأحمر)
وتؤكد أنّ هذا التنافُس انعكس بشكل مباشر على نوعية الأعمال المُختارة، وخلق بيئة إنتاج أكثر جدّية، دفعت نحو الارتقاء بالمحتوى بدل الاكتفاء بالوجود.
عباس النوري: التمييز بين المنصّات ومواقع التواصل
يتّخذ الفنان السوري عباس النوري موقفاً نقدياً واضحاً من وسائل التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أنها فقدت كثيراً من صدقيتها وتحوَّلت إلى مساحة يختلط فيها الحقيقي بالزائف. ويُشدّد على أنّ القيمة الفنّية لا يمكن تقييمها عبر الضجيج الرقمي أو التفاعل اللحظي.
عباس النوري يُميّز بين المنصّات الفنّية ووسائل التواصل الاجتماعي (غيتي)
في المقابل، يُميّز النوري بين هذه الوسائل والمنصّات المتخصّصة بعرض الأعمال، فالأخيرة شكّلت امتداداً طبيعياً للقنوات التلفزيونية التقليدية، ووسَّعت مساحة الحرّية والوصول أمام الفنانين في زمن تغيَّرت فيه عادات المُشاهدة جذرياً.
حكيم جمعة: الجمهور قبل المنصّة
بدوره، يُقلّل الفنان السعودي حكيم جمعة من فكرة ربط نجاح الفنان بوسيلة عرض محدّدة، مشيراً إلى أنّ الجمهور السعودي أثبت تعطّشه لمختلف أشكال الفنّ، سواء عبر السينما أو المنصّات. ويستشهد بالإقبال المستمرّ على صالات العرض بوصفه مؤشّراً على وعي المتلقّي.
ويرى جمعة أنّ الفنّ السعودي يمرّ بمرحلة تشكُّل تتطلَّب مرونة عالية من الفنان، الذي لم يعد قادراً على حصر نفسه في إطار واحد، بل بات مُطالباً بالتحرّك بين السينما والمنصّات للوصول إلى جمهوره بأكثر من لغة وأداة.
حكيم جمعة يُشدّد على أنّ الجمهور هو الأساس (البحر الأحمر)
سارة طيبة: حياة ثانية للفيلم
تنظر الفنانة سارة طيبة إلى المنصّات كونها المحطة الأهم في رحلة الفيلم السينمائي بعد المهرجانات وصالات العرض. وترى أنها تمنح العمل عمراً أطول، وتتيح له الوصول إلى جمهور عالمي بعيداً عن قيود الجغرافيا والتوقيت، ممّا يجعلها فضاءً مناسباً لاحتضان الأفلام وإعادة تقديمها.
خالد يسلم: جودة سينمائية على الشاشة الصغيرة
أما الفنان خالد يسلم، فيرى أنّ المنصّات فرضت تحوّلاً واضحاً في شكل الدراما، مع انتشار المسلسلات القصيرة ذات الجودة السينمائية العالية. ويؤكد أنّ الجمهور لم يعد يقبل بأعمال تقلّ مستوى عن الفيلم السينمائي، وهو ما رفع سقف التحدّي أمام الممثّل، لكنه في المقابل أتاح له مساحةً أعمق للتقمّص وبناء الشخصية.
قراءة مهنية: ماذا تقول الدراسات الدولية؟
في سياق هذا الجدل، تشير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) في دراسة صادرة عام 2023 إلى أنّ المنصّات الرقمية باتت جزءاً من منظومة «المنظّمات الثقافية»، إلى جانب المهرجانات ودور السينما والقنوات التقليدية، نظراً لدورها في توسيع الوصول إلى التعبير الثقافي وفتح أسواق جديدة أمام الأعمال الفنّية.
سارة طيبة تنظر إلى المنصّات بوصفها حياة ثانية للفيلم (البحر الأحمر)
وتؤكد الدراسة أنّ المنصّات لا ينبغي النظر إليها بوصفها بديلاً للسينما، بل قناة إضافية لإعادة توزيع الجمهور وتعزيز تنوّع المحتوى، مُحذّرةً في الوقت عينه من أنّ غياب السياسات الداعمة قد يُحوّلها إلى أدوات لتوحيد الذائقة بدل إثرائها.
الخلاصة: المنصّات لم تُلغِ السينما
بين تحفُّظ المخرجين وحماسة الفنانين، يتّضح أنّ المنصّات الرقمية لم تُلغِ السينما، لكنها أعادت ترتيب العلاقة بين الفنّ وجمهوره. وفي مشهد سريع التحوّل، لم يعد السؤال أي الشاشات ستنتصر، بقدر ما بات الرهان على جودة العمل نفسه وقدرته على البقاء، أيّاً كان وسيط عرضه.
مفترس من عصر الديناصورات ترك البحر وحكم المياه العذبةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5218738-%D9%85%D9%81%D8%AA%D8%B1%D8%B3-%D9%85%D9%86-%D8%B9%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%B1%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1-%D9%88%D8%AD%D9%83%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A7%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B0%D8%A8%D8%A9
«الموزاصور» العملاق عاش واصطاد في الأنهر (جامعة أوبسالا)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
مفترس من عصر الديناصورات ترك البحر وحكم المياه العذبة
«الموزاصور» العملاق عاش واصطاد في الأنهر (جامعة أوبسالا)
تُشير دراسة علمية جديدة إلى أنّ أحد المفترسات البحرية العملاقة التي جابت المحيطات في عصر الديناصورات ربما كانت تصطاد أيضاً في الأنهر، وذلك وفقاً لاكتشاف سنّ متحجرة في ولاية نورث داكوتا الأميركية.
هذا الزاحف المنقرض الشبيه بالسحالي، المعروف باسم «موزاصور»، كان يبلغ طوله نحو 12 متراً، وربما شغل الدور البيئي نفسه الذي تشغله اليوم تماسيح المياه المالحة، وفق ما نقلت «الإندبندنت» عن باحثين من جامعة أوبسالا السويدية. وعلى مدى سنوات، عُدَّت هذه الكائنات المهيبة ذات الجماجم الضخمة والفكوك القوية من المفترسات البحرية حصراً، التي تقتصر بيئتها على المحيطات.
لكن السنّ المكتشفة، التي تعود إلى 66 مليون عام، في تكوين «هيل كريك» بولاية نورث داكوتا الأميركية، تحمل آثار تعرّضها لمياه الأنهر. ويقول العلماء إنّ هذا الاكتشاف «يضيف دليلاً إضافياً على أنّ الموزاصورات، التي صُنّفت تقليدياً على أنها زواحف بحريّة، كانت قادرة على العيش في بيئات المياه العذبة».
سنّ عمرها 66 مليون عام تُغيّر فهمنا لمفترس منقرض (جامعة أوبسالا)
وقد أطلق الباحثون على النوع المُكتَشف وصف «ملك ضفاف الأنهر»، وذلك في دراسة جديدة نُشرت في مجلة «بي إم سي زولوجي». وتشير التحاليل الكيميائية لسنّ الحيوان إلى أنه أمضى مدّة من حياته في المياه العذبة. ويُرجّح العلماء أنّ الموقع الذي عُثر فيه على السنّ كان في الماضي نهراً متصلاً ببحر داخلي قديم يُعرف باسم «الممر البحريّ الداخلي الغربي».
وتبيَّن أيضاً أنّ السنّ تعود إلى عضو في مجموعة «بروغناثودونتيني» من الموزاصورات، وذلك بناءً على أنماط مُتشابهة في نسيج سطح السنّ مع أنواع أخرى معروفة ضمن المجموعة نفسها. وكشفت التحاليل وجود نسب معيّنة من الأكسجين والسترونتيوم ارتبطت تاريخياً ببيئات المياه العذبة، ما قد يشير إلى أنّ الحيوان كان يفترس كائنات مياه عذبة وقادراً على العيش والصيد بعيداً عن البحر.
أحفورة واحدة تكشف عن أنّ «الموزاصور» لم يكن بحرياً فقط (جامعة أوبسالا)
كما أظهرت السنّ أنه لم يُنقل من مكان بعيد، ممّا يُعزّز فرضية أن الموزاصور عاش في منطقة «هيل كريك» ومات فيها. ولم يسبق العثور في المنطقة على أسنان موزاصورات تعود إلى المدّة الزمنية نفسها.
وتشير دراسات لأسنان موزاصورات أقدم، ولحيوانات أخرى من مناطق الممر البحريّ الداخلي الغربي، إلى بيئة مياه عذبة أكثر منها مياه مالحة، مما يُلمح إلى أنّ مستويات الملح في تلك المنطقة كانت في تراجع مستمر. ويعتقد العلماء أنّ الموزاصورات في هذه المنطقة ربما تكيَّفت تدريجياً مع بيئة المياه العذبة، ودخلت شيئاً فشيئاً إلى القنوات النهرية لـ«هيل كريك».
«البحر الأحمر»... ليلة تتويج تؤكد مكانته جسراً عالمياً للسينما
المخرجة السعودية شهد أمين تتسلَّم جائزة فيلم «هجرة» (المهرجان)
بعد أيام سينمائية حافلة احتضنت خلالها جدة عروضاً أولى وأصواتاً من 4 قارات، جاء ختام الدورة الخامسة لمهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» في ليلة تتويج عكست اتّساع تأثيره العالمي، وأبرزت الحضور المتنامي للسينما السعودية، وسط مشاركة لافتة لعدد من أبرز نجوم العالم، من بينهم جوني ديب، وسلمان خان، ويسرا، ونادين لبكي، والسير أنتوني هوبكنز، في مشهد رسَّخ مكانة المهرجان جسراً يربط بين السينما العربية ونظيرتها العالمية.
رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بالإنجاز (المهرجان)
وتحدَّثت رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي»، جمانا الراشد، خلال الحفل، قائلة: «على مدار الأيام العشرة الماضية، حملتنا شاشات المهرجان عبر القارات وإلى عوالم جديدة. عشنا معاً تجربة نادرة، لكن تأثيرها عميق. غرباء يجلسون جنباً إلى جنب، منجذبين إلى الفيلم نفسه، القصة نفسها، الشخصيات نفسها. هذه قوة السينما، وستظلّ إحدى أهم الطرق لفهمنا بعضنا البعض».
واستعرضت الراشد أبرز أرقام الدورة الخامسة، التي شملت عرض 111 فيلماً من مختلف أنحاء العالم، بينها أكثر من 40 عرضاً أول عالمياً أو إقليمياً، و290 عرضاً سينمائياً، و30 ألف تذكرة. كما استقبل المهرجان هذا العام وفوداً دولية من 97 دولة، إضافة إلى أكثر من 40 ألف مشارك من صنّاع السينما. وعلّقت على هذه الأرقام: «هي ليست مجرّد إحصاءات، بل تعبير عن مجتمع سينمائي يتّسع عاماً بعد عام. مخرجون يجدون شركاء، ومشروعات تجد مَن يؤمن بها، وجمهور يفتح قلبه لوجهات نظر جديدة».
تكريم الأسطورة أنتوني هوبكنز (المهرجان)
تكريمات بحضور عالمي
بعد الكلمة، بدأت مراسم التكريم التي احتفى فيها المهرجان بأربعة أسماء تركت بصمتها على السينما العالمية. فكانت البداية مع الممثلة والمخرجة السعودية عهد كامل، صاحبة التجربة التي مزجت بين الحضور المحلّي والطموح الدولي. تلاها تكريم الممثل والمخرج البريطاني إدريس إلبا، الذي قدَّم حضوراً لافتاً ضمن فعاليات المهرجان. كما امتدَّ الاحتفاء إلى المخرج الأميركي دارن آرونوفسكي، أحد أبرز الأصوات السينمائية التي أسهمت في دفع حدود التجريب البصري والسردي. أما أكثر اللحظات إجلالاً فكانت تكريم السير أنتوني هوبكنز، الذي اعتلى المنصة بحضور هادئ وامتنان واضح، في مشهد عبَّر عن احترام متبادل بين المهرجان وأحد أيقونات التمثيل في العالم.
المخرج الأميركي دارن آرونوفسكي وزوجته على السجادة الحمراء (المهرجان)
جوائز الجمهور
وانتقل الحفل بعد ذلك إلى إعلان الجوائز، ففاز فيلم «هجرة» للمخرجة السعودية شهد أمين بجائزة فيلم العلا لأفضل فيلم سعودي بتصويت الجمهور، قبل أن يضيف إلى رصيده جائزة لجنة التحكيم لاحقاً، في تأكيد جديد على حضور التجربة السعودية في المنافسة. كما فاز فيلم «كولونيا» للمخرج المصري محمد صيام بجائزة الجمهور لأفضل فيلم دولي، في حين نال فيلم «في آي: في الحركة» للمخرجة الفرنسية جولييت بينوش جائزة الشرق لأفضل وثائقي.
تألُّق السينما القصيرة
وفي مسابقة الأفلام القصيرة، منحت لجنة التحكيم تنويهاً خاصاً لفيلم «جيم 1983» للمخرج جورج أبومحيّا، في حين فاز فيلم «الأراضي الفارغة» للمخرج كريم الدين الألفي بجائزة اليسر الفضية. أما «اليسر الذهبية» فذهبت إلى الفيلم الفلسطيني «مهدد بالانقراض» للمخرج سعيد زاغا، في عمل قدَّم مقاربة حساسة للتوتر الإنساني وسط واقع معقّد. وفي فئة الإنجاز السينمائي، برز الفيلم الصيني «أصوات الليل» للمخرج زانغ زونغشين، بوصفه تجربة بصرية تستند إلى حسّ سردي مبتكر.
الممثل اللبناني جورج خبّاز يفوز بجائزة أفضل ممثل (المهرجان)
جوائز التمثيل
على مستوى الأداء التمثيلي، فازت الممثلة الكورية سيو سو بين بجائزة اليسر لأفضل ممثلة عن دورها في فيلم «عالم الحب»، وهو أداء قائم على التعبير الداخلي والقدرة على حمل المعنى بأقل الحركات. أما جائزة أفضل ممثل فكانت من نصيب اللبناني جورج خبّاز عن دوره في فيلم «يونان»، وهو دور كشف عن قدرة عالية على المزج بين الحساسية الإنسانية والعمق الدرامي. كما فاز الكاتب اللبناني سيريل عريس بجائزة أفضل سيناريو عن فيلمه «نجوم الأمل والألم»، في حين حصد المخرج أمير فخر الدين جائزة اليسر لأفضل مخرج عن فيلم «يونان».
وفي فئة الأفلام الطويلة، ذهبت جائزة اليسر الفضية للمخرجة شيرين دعيبس عن فيلمها «اللي باقي منك»، في حين اختُتم الحفل بإعلان الفائز الأبرز، وهو فيلم «أرض ضائعة» للمخرج أكيو فوجيموتو، الذي نال «اليسر الذهبية» لأفضل فيلم طويل، في تتويج لخطة إخراجية قدَّمت سرداً إنسانياً مكثفاً ببصمة بصرية واضحة.
النجم جوني ديب يُحيّي الجمهور على السجادة الحمراء (المهرجان)
دورة تفتح آفاقاً جديدة
تميَّزت الدورة الخامسة بارتفاع مستوى الاختيارات الفنّية، واتّساع رقعة المشاركة الدولية، وازدياد حضور السينما السعودية في قلب المشهد، فبدا أن المهرجان يُرسّخ اتجاهاً واضحاً نحو تعزيز الأصوات التي تحمل رؤى إنسانية واسعة، مع الحفاظ على مساحة متنامية للأعمال السعودية التي تطمح إلى منافسة عالمية.
وقد برز هذا العام تحوّل في تركيبة الأفلام المختارة؛ إذ حضرت بقوة موضوعات الهوية، والهجرة، والعلاقة بين الفرد والجماعة، ومفهوم الذاكرة بوصفه مُحرّكاً للسرد. وبدا من خيارات لجنة التحكيم أنّ الأعمال التي تجمع بين الرؤية الفنّية الواضحة والبُعد الإنساني العميق كانت الأقدر على لفت الانتباه. ومن بين الأعمال الفائزة، ترك «أرض ضائعة» أثراً بسبب لغته السينمائية الهادئة التي تحوّل التفاصيل الصغيرة إلى مَشاهد ذات طاقة وجدانية عالية، في حين شكّل فوز «هجرة» تأكيداً لمرور السينما السعودية بمرحلة نضج تقني وفنّي يضاف إلى رصيد تجاربها المتصاعدة.
ومع انتهاء الدورة، كان واضحاً أنّ المهرجان لم يعد حدثاً احتفالياً فحسب، بل منصة تُصنَع فيها ملامح مرحلة جديدة من الحضور السينمائي السعودي والعربي. فقد تداخلت الأصوات المتنوّعة، وتجاورت التجارب العالمية مع المحلّية، واتّسعت دائرة السينما لمَن يريد أن يروي قصته، أو يسمع قصة أخرى. ومع مغادرة الحضور القاعة، بقي الإحساس بأنّ الدورة الخامسة دشَّنت مرحلة أكثر نضجاً، تجعل من «البحر الأحمر» مهرجاناً قادراً على حَمْل السينما المحلّية إلى العالم، والعالم إلى جدة.