من المقرر عرض «بيضة الشتاء» الإمبراطورية التي كلّف القيصر الروسي نيقولا الثاني الصائغ بيتر كارل فابرجيه بصنعها بوصفها هدية «عيد الفصح» لوالدته، للبيع في مزاد يُقام الأسبوع المقبل، وسط توقّعات بأن تحقّق رقماً قياسياً للمرة الثالثة بسعر يُقدّر بأكثر من 26 مليون دولار حسب «رويترز».
وتُعدّ «بيضة الشتاء»، المنحوتة من حجر الكريستال الصخري والمزيّنة بصفائح من البلاتين المرصّع بالألماس ذي القطع الوردية على هيئة ندفات ثلج، واحدةً من أرقى ابتكارات فابرجيه للعائلة الإمبراطورية، وفقاً لدار «كريستيز».
وتستقر البيضة على قاعدة من الكريستال الصخري صُممت لتبدو كجليد يذوب، فيما نُقش داخلها تصميم ذو طابع جليدي. وقد صُممت لتُفتح كاشفةً عن مفاجأة تتمثّل في باقة زهور مصنوعة بدقّة متناهية.

وستُطرح البيضة للبيع في مزاد «بيضة الشتاء وأعمال مهمة لفابرجيه من مجموعة ملكية» في الثاني من ديسمبر (كانون الأول)، ضمن «أسبوع الأعمال الكلاسيكية» الذي تنظّمه دار «كريستيز». وقد أُدرجت البيضة «بسعر تقديري عند الطلب»، ويُتوقع أن «يتجاوز 20 مليون جنيه إسترليني» (26.45 مليون دولار).
وصرّحت رئيسة قسم «فابرجيه» والأعمال الفنية الروسية في «كريستيز»، مارغو أوغانيشان، لوكالة «رويترز»: «هذه واحدة من بيضات (عيد الفصح) الإمبراطورية التي صنعها فابرجيه لعائلة رومانوف، وبيضة الشتاء هي على الأرجح أجملها جميعاً. لقد طُلب صنعها عام 1913 هدية من نيقولا الثاني لوالدته ماريا فيودوروفنا. وهي مدهشة في تصميمها وحرفيتها والتقنية التي استخدمها فابرجيه، وكذلك في التاريخ الكامن وراءها».
وأنتجت دار مجوهرات «سانت بطرسبرغ» خمسين بيضة فقط للقيصرَين الروسيين ألكسندر الثالث ونيقولا الثاني، اللذين كانا يكلّفان بصنعها بوصفها هدايا «عيد الفصح» بين عامَي 1885 و1916. وتُعدّ سبع منها مفقودة، ولم يُشاهَد بعضها منذ ما قبل الثورة الروسية، أما الباقي فغالبيته موجود في مؤسسات أو متاحف، من موسكو إلى ولاية فرجينيا الأميركية، ولم يبقَ سوى سبع بيضات ضمن ملكية خاصة.
ومن بين هذه البيضات السبع، تقع بعض النماذج ضمن مجموعات تُعدّ «شبه مقدّسة»، حسب كيران ماكارثي، الخبير في أعمال «فابرجيه»، وأنّ ثلاثاً فقط لا تزال في «ملكية خاصة بالفعل»، ويمكن التفكير واقعياً في شرائها. وقال ماكارثي لقناة «سي إن إن»: «إنها نادرة إلى حدّ استثنائي... وتزداد ندرة مع مرور الوقت». ويشغل ماكارثي منصب المدير المشارك في شركة «وارتسكي» البريطانية المتخصّصة في المجوهرات القديمة وأعمال صانع المجوهرات الشهير بيتر كارل فابرجيه.
وكانت «كريستيز» قد باعت «بيضة الشتاء» سابقاً في جنيف عام 1994، ثم في نيويورك عام 2002، وفي المرتين حقّقت البيضة رقماً قياسياً لأعلى سعر يُدفع في مزاد لقطعة من أعمال «فابرجيه». وقد بِيعت في نيويورك مقابل 9.6 مليون دولار.
وفي عام 2007، بيعت «بيضة روتشيلد» من تصميم فابرجيه أيضاً مقابل 18.5 مليون دولار في مزاد آخر لدار «كريستيز».




