«البحر الأحمر» يُطلق برنامج «السوق»... منصة تتَّسع لـ160 جهة عرض من 45 دولة

ورشات وجلسات وحوارات تدعم المواهب الصاعدة في صناعة السينما

‎⁨المواهب والمنتجون وصنّاع الأفلام تحت سقف واحد (إدارة المهرجان)⁩
‎⁨المواهب والمنتجون وصنّاع الأفلام تحت سقف واحد (إدارة المهرجان)⁩
TT

«البحر الأحمر» يُطلق برنامج «السوق»... منصة تتَّسع لـ160 جهة عرض من 45 دولة

‎⁨المواهب والمنتجون وصنّاع الأفلام تحت سقف واحد (إدارة المهرجان)⁩
‎⁨المواهب والمنتجون وصنّاع الأفلام تحت سقف واحد (إدارة المهرجان)⁩

يترقَّب عشّاق الفنّ السابع انطلاق مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة الأسبوع المقبل، والذي أعلن تفاصيل برنامج «سوق البحر الأحمر»، إحدى أكبر المنصات السينمائية في العالم العربي، التي ستقام فعالياتها بين 6 و10 ديسمبر (كانون الأول). وتستقطب السوق هذا العام ما يزيد على 160 جهة عرض من أكثر من 45 دولة، مع تسجيل زيادة تُقدَّر بـ20 في المائة في عدد الأجنحة مقارنة بالدورة السابقة.

وتطرح السوق باقةً واسعةً من الأنشطة تجمع بين المواهب الصاعدة، وصنّاع الأفلام الناشئين، وروّاد الصناعة الإقليميين والدوليين، عبر سلسلة موسَّعة من الجلسات الحوارية، وورشات العمل، والدورات التدريبية المتخصِّصة، التي تُنظَّم بالتوازي مع «سوق مشاريع البحر الأحمر». كما تعود سلسلة الندوات ببرنامج محادثات رفيع المستوى يُقدِّم رؤى معمَّقة حول المشهد السينمائي العالمي.

وتُشارك في الجلسات الممتدّة على مدى أيام السوق نخبة من أبرز الشخصيات المؤثّرة وأصحاب الرؤى المستقبلية في مختلف قطاعات السينما؛ لمناقشة قضايا جوهرية تُسهم في صياغة محتوى الشاشة اليوم، منها تمكين الذكاء الاصطناعي، والإنتاج المشترك، وقطاع البثّ، وتنامي قاعدة الجمهور السعودي، وطبيعة المشروعات التي تحظى باهتمام الجهات الداعمة.

ويضم البرنامج مجموعة من المتحدّثين المرموقين، من بينهم: حمزة علي (ووترميلون بيكتشرز)، وأنمار القرشي (ڤوكس سينما)، وآش عطا الله (روَفْكت تليفجن)، وجيتن برويل (سي إن سي)، وجيانلوكا شاكرا (فرونت رو إنترتينمنت)، وأكونا كوك (صندوق «نكست ناريتف أفريقيا»)، وعلاء فادن (تلفاز11)، وديفيد دافولي (أنونيموس كونتنت)، وتميم فارس (ديزني+)، وستيوارت فورد (إيه جي سي ستوديوز)، وسولاي غرابية (الصندوق العربي للثقافة والفنون «آفاق»)، وعلي جعفر (مجموعة «إم بي سي»)، وروني جزّار (آي ماجيك جروب)، وعلاء كركوتي (ماد سوليوشنز ومركز السينما العربية)، وسونيا لاتوي (ميدياوان)، وفيكرام مالهوترا (أباندنتيا إنترتينمنت)، ونتاشا ماتوس – هيمينغواي (منصة «شاهد»)، وإيمان مزهر جبران (نتفلكس)، ووانغي مبا – أوزوكوو (أكونا جروب)، وستيف بليمسول (هيومين)، ونغين سلمسي (ميدان)، وزيد شاكر (فيلم العُلا)، ودايفيد تاغيوف (لايبراري بيكتشرز إنترناشونال).

وتقدّم «سوق البحر الأحمر 2025» منصةً بارزةً لشركاء مختارين في القطاع السينمائي لاستضافة جلساتهم المتخصِّصة ضمن البرنامج، بما يتيح لهم عرض مبادراتهم ومناقشة قضاياهم والإضاءة على المستجدات الصناعية في بلدانهم أو مناطقهم. وقد تولَّى إعداد هذه الفعاليات كلٌّ من: الصندوق الثقافي، وأمازون استوديوز، ووكالة الثقافة الأفريقية، وجامعة الرياض للفنون، ووزارة الثقافة والسياحة التركية، وسينمات الهند، والقنصلية الباكستانية، وشركة «ميلانو تالنت فاكتوري».

ويشارك في هذه الجلسات متحدّثون متنوّعون، من بينهم: المخرج التشادي ومؤسِّس «لاس أتيلييه توما» آرون باداكي زغوبي، ونائب رئيس الرابطة الدولية لأفلام الرسوم المتحركة ورئيس قسم الرسوم المتحركة في «إيه يو دي» في مصر محمد غزالة، والمدير العام لشركة «سينما بيرول» الكاتب والمنتج بيرول غوفن، والمديرة التنفيذية الأولى للإنتاج في «السلسلة العالمية» ميغدي فيلاسكيز، والمدير التنفيذي للإنتاج في استوديوهات «أمازون إم جي إم» في لوس أنجليس توم بيستوهل، والرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الصندوق الثقافي باسل العلولا، والرئيسة التنفيذية والمؤسِّسة المُشاركة في «استوديوهات الجمل الأصفر» في جدة رشا الإمام.

كما يواصل برنامج «مواهب السوق» تعزيز حضور المواهب السينمائية الصاعدة في السعودية والعالم العربي، من خلال برنامج متكامل يجمع بين الورشات المتخصِّصة والإرشاد المهني والحوارات التفاعلية. ويشهد برنامج «الجواهر» هذا العام توسُّعاً ملحوظاً عبر 4 مسارات مترابطة، تعكس التزام المبادرة بتطوير القدرات الإبداعية والمهنية. فيُقدّم مسار «جواهر صنّاع الأفلام» برنامجاً خاصاً بالمُخرجين المشاركين بأعمال قصيرة، بينما يوفّر مسار «إتقان النقد السينمائي» منصةً لاستكشاف دور النقد في تشكيل المشهد الثقافي.

ويُركّز مسار «جواهر الفيلم القصير» على دعم صنّاع الأفلام الناشئين في مراحل التطوير (طرح المشروعات، وإنجاز الأفلام)، ويُعزّز البرنامج التعاون مع شركاء القطاع، مثل «ألف واد»، و«رايترز هاوس»، ومهرجان كليرمون فيران الدولي للأفلام القصيرة. أما مسار «المحترفين الصاعدين»، فيُقدّم برنامج إرشاد مهني بدعم عدد من الشركاء الرئيسيين، من بينهم «صنّاع كان».

ويُقدّم برنامج الندوات المفتوحة للمواهب سلسلةً من الجلسات التي تستكشف مختلف أبعاد صناعة الأفلام. ومن أبرزها: جلسة «رحلة الفيلم»، التي تدعو الجمهور إلى خوض تجربة حيّة تستعرض مسار الفيلم من الفكرة والتطوير والاختيار إلى التوزيع والإطلاق. كما تُقدّم المنتجة التنفيذية الكندية جينيفر تشين في جلسة «كيف تجعل فيلمك القصير يتألّق» رؤى عملية حول أفضل السبل لتمييز الفيلم القصير في أسواق التوزيع والمهرجانات. في حين تُثري المخرجة شيرين دعيبس البرنامج بجلسة «حبّ السينما»، تكشف فيها عن محطات رؤيتها الإبداعية ومصادر التأثير.

ويتيح فريق البرنامج، عبر فعالية «شبكة السوق»، فرصةً يوميةً للحاضرين للتواصل المباشر مع خبراء القطاع في اجتماعات قصيرة مدّتها 15 دقيقة، تُعزّز فرص تبادل الخبرات وبناء العلاقات.

علاوة على ذلك، تُقدّم السوق فرصاً يومية للتواصل المهني بالتعاون مع هيئات وشركاء دوليين، من بينهم مهرجان شنغهاي السينمائي الدولي، واستوديوهات سييرا، ووكالة الثقافة الأفريقية، وجامعة جنوب كاليفورنيا. كما تمنح عضوية «انتساب السوق» و«انتساب السوق الحصرية» فرصةً واسعةً لمتابعة عروض مُختارة من برنامج الأفلام الطويلة في المهرجان.

وستُقام «سوق المشاريع»، المُعلن عنها سابقاً، بالتزامن مع فعاليات السوق، مُقدّمةً 40 مشروعاً سينمائياً وتلفزيونياً في مراحل التطوير والإنتاج وما بعد الإنتاج، تُضيء على المواهب والقصص المميّزة من أفريقيا وآسيا والعالم العربي.


مقالات ذات صلة

ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

يوميات الشرق شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)

ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

كشفت شرطة نيوزيلندا، التي أمضت 6 أيام في مراقبة كل حركة أمعاء لرجل متهم بابتلاع قلادة مستوحاة من أحد أفلام جيمس بوند من متجر مجوهرات أنها استعادتها

«الشرق الأوسط» (ولينغتون)
يوميات الشرق جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي تتوسط أعضاء لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام (إدارة المهرجان)

بشعار «في حب السينما»... انطلاق عالمي لمهرجان البحر الأحمر

تحت شعار «في حب السينما»، انطلقت فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة، وسط حضور كبير لنجوم وصنّاع السينما، يتقدمهم الأمير

إيمان الخطاف (جدة)
يوميات الشرق جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي تتوسط أعضاء لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام (إدارة المهرجان) play-circle 01:19

بشعار «في حب السينما»... انطلاق عالمي لمهرجان البحر الأحمر

تحت شعار «في حب السينما»، انطلقت فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة.

إيمان الخطاف (جدة)
سينما «البحر الأحمر» يكشف عن أفلام سعودية جديدة

«البحر الأحمر» يكشف عن أفلام سعودية جديدة

افتتح مهرجان «البحر الأحمر» دورته الخامسة، يوم الخميس، بفيلم بريطاني الإنتاج عنوانه «عملاق» (Giant)، ويستمر حتى 13 من الشهر الحالي.

محمد رُضا (جدة)
سينما «نيموندايو» (أنايا برودكشنز)

شاشة الناقد: عن الزمن والطبيعة في فيلمين أحدهما أنيميشن

تُحيك المخرجة البرازيلية تانيا أنايا فيلمها الأنيميشن بعيداً عن معظم التجارب في هذا النوع من الأفلام. هو ليس عن حيوانات ناطقة ولا بطولات بشرية خارقة.

محمد رُضا (جدّة)

ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
TT

ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)

كشفت شرطة نيوزيلندا، التي أمضت 6 أيام في مراقبة كل حركة أمعاء لرجل متهم بابتلاع قلادة مستوحاة من أحد أفلام جيمس بوند من متجر مجوهرات، اليوم (الجمعة)، أنها استعادت القلادة المزعومة.

وقال متحدث باسم الشرطة إن القلادة البالغة قيمتها 33 ألف دولار نيوزيلندي ( 19 ألف دولار أميركي)، تم استردادها من الجهاز الهضمي للرجل مساء الخميس، بطرق طبيعية، ولم تكن هناك حاجة لتدخل طبي.

يشار إلى أن الرجل، البالغ من العمر 32 عاماً، والذي لم يكشف عن هويته، محتجز لدى الشرطة منذ أن زعم أنه ابتلع قلادة الأخطبوط المرصعة بالجواهر في متجر بارتريدج للمجوهرات بمدينة أوكلاند في 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، وتم القبض عليه داخل المتجر بعد دقائق من السرقة المزعومة.

وكانت المسروقات عبارة عن قلادة على شكل بيضة فابرجيه محدودة الإصدار ومستوحاة من فيلم جيمس بوند لعام 1983 «أوكتوبوسي». ويدور جزء أساسي من حبكة الفيلم حول عملية تهريب مجوهرات تتضمن بيضة فابرجيه مزيفة.

وأظهرت صورة أقل بريقاً قدمتها شرطة نيوزيلندا يوم الجمعة، يداً مرتدية قفازاً وهي تحمل القلادة المستعادة، التي كانت لا تزال متصلة بسلسلة ذهبية طويلة مع بطاقة سعر سليمة. وقال متحدث إن القلادة والرجل سيبقيان في حوزة الشرطة.

ومن المقرر أن يمثل الرجل أمام محكمة مقاطعة أوكلاند في 8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وقد مثل أمام المحكمة لأول مرة في 29 نوفمبر.

ومنذ ذلك الحين، تمركز الضباط على مدار الساعة مع الرجل لانتظار ظهور الدليل.


إزالة غامضة لـ«جدار الأمل» من وسط بيروت... ذاكرة المدينة مُهدَّدة بالمحو!

كان الجدار يقول إنّ العبور ممكن حتى في أصعب الأزمنة (صور هادي سي)
كان الجدار يقول إنّ العبور ممكن حتى في أصعب الأزمنة (صور هادي سي)
TT

إزالة غامضة لـ«جدار الأمل» من وسط بيروت... ذاكرة المدينة مُهدَّدة بالمحو!

كان الجدار يقول إنّ العبور ممكن حتى في أصعب الأزمنة (صور هادي سي)
كان الجدار يقول إنّ العبور ممكن حتى في أصعب الأزمنة (صور هادي سي)

اختفت من وسط بيروت منحوتة «جدار الأمل» للفنان هادي سي، أحد أبرز أعمال الفضاء العام التي وُلدت من انتفاضة 17 أكتوبر (تشرين الأول). العمل الذي استقرّ منذ عام 2019 أمام فندق «لوغراي»، وتحوَّل إلى علامة بصرية على التحوّلات السياسية والاجتماعية، أُزيل من دون إعلان رسمي أو توضيح. هذا الغياب الفجائي لعمل يزن أكثر من 11 طناً يفتح الباب أمام أسئلة تتجاوز الشقّ اللوجستي لتطول معنى اختفاء رمز من رموز المدينة وواقع حماية الأعمال الفنّية في فضاء بيروت العام. وبين محاولات تتبُّع مصيره، التي يقودها مؤسِّس مجموعة «دلول للفنون» باسل دلول، يبقى الحدث، بما يحيطه من غموض، مُشرَّعاً على استفهام جوهري: بأيّ معنى يمكن لعمل بهذا الوزن المادي والرمزي أن يُزال من عمق العاصمة من دون تفسير، ولمصلحة أيّ سردية يُترك هذا الفراغ في المكان؟

من هنا عَبَر الأمل (صور هادي سي)

ليست «جدار الأمل» منحوتة جيء بها لتزيين وسط بيروت. فمنذ ولادتها خلال انتفاضة 17 أكتوبر، تحوَّلت إلى نقطة التقاء بين الذاكرة الجماعية والفضاء العام، وعلامة على رغبة اللبنانيين في استعادة مدينتهم ومخيّلتهم السياسية. بدت كأنها تجسيد لما كان يتشكّل في الساحات. للحركة، وللاهتزاز، وللممرّ البصري نحو مستقبل أراده اللبنانيون أقل التباساً. ومع السنوات، باتت المنحوتة شاهدة على الانفجار الكبير في المرفأ وما تبعه من تغيّرات في المزاج العام، وعلى التحوّلات التي أصابت الوسط التجاري نفسه. لذلك، فإنّ إزالتها اليوم تطرح مسألة حماية الأعمال الفنّية، وتُحيي النقاش حول القدرة على الاحتفاظ بالرموز التي صنعتها لحظة شعبية نادرة، وما إذا كانت المدينة تواصل فقدان معالمها التي حملت معنى، واحداً تلو الآخر.

في هذا الركن... مرَّ العابرون من ضيقهم إلى فسحة الضوء (صور هادي سي)

ويأتي اختفاء «جدار الأمل» ليعيد الضوء على مسار التشكيلي الفرنسي - اللبناني - السنغالي هادي سي، الذي حملت أعماله دائماً حواراً بين الذاكرة الفردية والفضاء المشترك. هاجس العبور والحركة وإعادة تركيب المدينة من شظاياها، شكّلت أساسات عالمه. لذلك، حين وضع عمله في قلب بيروت عام 2019، لم يكن يضيف قطعة إلى المشهد بقدر ما كان يُعيد صياغة علاقة الناس بالمدينة. سي ينتمي إلى جيل يرى أنّ الفنّ في الفضاء العام مساحة نقاش واحتكاك، ولهذا يصعب عليه أن يقرأ ما جرى على أنه حادثة تقنية، وإنما حدث يُصيب صميم الفكرة التي يقوم عليها مشروعه.

يروي باسل دلول ما جرى: «حين أُعيد افتتاح (لوغراي) في وسط بيروت، فضّل القائمون عليه إزالة المنحوتة». يُقدّم تفسيراً أولياً للخطوة، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «قبل 2019، كانت المنحوتة تستمدّ الكهرباء اللازمة لإضاءتها من الفندق وبموافقته. ثم تعاقبت الأحداث الصعبة فأرغمته على الإغلاق. ومع إعادة افتتاحه مؤخراً، طلب من محافظ بيروت نقل المنحوتة إلى مكان آخر». يصف دلول اللحظة قائلاً إنّ العملية تمّت «بشكل غامض بعد نزول الليل، إذ جِيء برافعة لإزالة العمل بلا إذن من أحد». أما اليوم، فـ«المنحوتة موجودة في ثكنة مُغلقة بمنطقة الكارنتينا».

كأنّ المدينة فقدت أحد أنفاسها (صور هادي سي)

دلول الذي يتابع مسارات فنانين، من بينهم هادي سي، لا يتردَّد في الإجابة بـ«نعم» حين نسأله إن كان يرى الحادثة «محاولة محو للذاكرة». يخشى أن تصبح الأعمال الفنّية في بيروت مهدَّدة كلّما حملت رمزية جماعية أو امتداداً لذاكرة سياسية لا ترغب المدينة في مواجهتها. يرفض أن يتحوَّل الفضاء العام إلى مساحة بلا سردية، ويُحزنه، كما يقول، صدور هذا الارتكاب عن فندق «يُطلق على نفسه أوتيل الفنّ»، حيث تتوزَّع اللوحات في أروقته ويتميَّز تصميمه الداخلي بحسّ فنّي واضح. ومع ذلك، يُبدي شيئاً من التفاؤل الحَذِر حيال مصير المنحوتة: «نُحاول التوصّل إلى اتفاق لإيجاد مكان لائق بها، ونأمل إعادتها إلى موقعها».

أما هادي سي، فلا يُخفي صدمته لحظة تلقّي الخبر: «شعرتُ كأنّ ولداً من أولادي خُطف منّي». نسأله: هل يبقى العمل الفنّي امتداداً لجسد الفنان، أم يبدأ حياته الحقيقية حين يخرج إلى العلن؟ فيُجيب: «بعرضه، يصبح للجميع. أردته رسالة ضدّ الانغلاق وكلّ ما يُفرّق. في المنحوتة صرخة تقول إنّ الجدار لا يحمينا، وإن شَقَّه هو قدرُنا نحو العبور».

كان الجدار مفتوحاً على الناس قبل أن تُغلق عليه ليلة بيروت (صور هادي سي)

ما آلَمَه أكثر هو غياب أيّ إشعار مُسبَق. فـ«منحوتة ضخمة تُزال بهذه الطريقة» جعلته يشعر بأنّ «الفنان في لبنان غير مُحتَرم ومُهدَّد». يؤكد أنّ «الفعل مقصود»، لكنه يمتنع عن تحديد أيّ جهة «لغياب الأدلّة».

يؤمن سي بأنّ الفنّ أقرب الطرق إلى الإنسان، والذاكرة، وإنْ مُحيَت من المكان، لا تُنتزع من أصحابها. كثيرون تواصلوا معه تعاطفاً، وقالوا إنهم لم يتعاملوا مع المنحوتة على أنها عمل للمُشاهدة فقط، وإنما مرّوا في داخلها كأنهم يخرجون من «رحم أُم نحو ولادة أخرى». لذلك يأمل أن تجد مكاناً يسمح بقراءتها من جديد على مستوى المعنى والأمل: «إنها تشبه بيروت. شاهدة على المآسي والنهوض، ولم تَسْلم من المصير المشترك».

من جهتها، تُشدّد مديرة المبيعات والتسويق في «لوغراي»، دارين مدوّر، على أنّ الفندق «مساحة لاحتضان الفنّ واستضافة المعارض ومواكبة الحركة الثقافية البيروتية». وتنفي لـ«الشرق الأوسط» أيّ علاقة للفندق بقرار إزالة المنحوتة: «الرصيف الذي وُضعت عليه لا يعود عقارياً لنا، ولا نملك سُلطة بتّ مصيرها. بُلِّغنا، كما الجميع، بتغيير موقعها، لا أكثر ولا أقل».


بشعار «في حب السينما»... انطلاق عالمي لمهرجان البحر الأحمر

جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي تتوسط أعضاء لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام (إدارة المهرجان)
جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي تتوسط أعضاء لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام (إدارة المهرجان)
TT

بشعار «في حب السينما»... انطلاق عالمي لمهرجان البحر الأحمر

جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي تتوسط أعضاء لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام (إدارة المهرجان)
جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي تتوسط أعضاء لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام (إدارة المهرجان)

تحت شعار «في حب السينما»، انطلقت فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة، وسط حضور كبير لنجوم وصنّاع السينما، يتقدمهم الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة، وجمانا الراشد، رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، إلى جانب أسماء سعودية بارزة في مجالات الإخراج والتمثيل والإنتاج.

ويواصل المهرجان، الذي يمتد من 4 إلى 13 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، ترسيخ موقعه مركزاً لالتقاء المواهب وصناعة الشراكات في المنطقة. وشهدت سجادة المهرجان الحمراء حضوراً مكثفاً لشخصيات سينمائية من مختلف دول العالم. وجذبت الجلسات الحوارية الأولى جمهوراً واسعاً من المهتمين، بينها الجلسة التي استضافت النجمة الأميركية كوين لطيفة، وجلسة للممثلة الأميركية كريستن دانست، وجلسة لنجمة بوليوود إيشواريا راي. وافتُتح المهرجان بفيلم «العملاق»، للمخرج البريطاني - الهندي روان أثالي، في عرضه الأول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو فيلم يستعرض سيرة الملاكم البريطاني اليمني الأصل نسيم حميد بلقبه «ناز».

ويسعى المهرجان هذا العام إلى تقديم برنامج سينمائي متنوع يضم عروضاً عالمية مختارة، وأعمالاً من المنطقة تُعرض للمرة الأولى، إضافة إلى مسابقة رسمية تستقطب أفلاماً من القارات الخمس. كما يُقدّم سلسلة من الجلسات، والحوارات المفتوحة، وبرامج المواهب، التي تهدف إلى دعم الأصوات الجديدة وتعزيز الحضور العربي في المشهد السينمائي الدولي.