يعزز العرض المسرحي المصري «الملك لير» حضوره عربياً بعد اختياره لافتتاح الدورة الـ26 من مهرجان أيام قرطاج المسرحية في تونس، المقرر إقامته خلال الفترة من 22 إلى 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.
وحقق عرض «الملك لير» نجاحاً لافتاً خلال عرضه في أكثر من موسم، وهو عن المسرحية الشهيرة من تأليف ويليام شكسبير، بترجمة فاطمة موسى، وقام بإخراجه للمسرح القومي شادي سرور، من بطولة يحيى الفخراني وطارق الدسوقي وحسن يوسف وأحمد عثمان، وتامر الكاشف وأمل عبد الله وإيمان رجائي ولقاء علي وبسمة دويدار وطارق شرف ومحمد العزايزي وعادل خلف ومحمد حسن.
وعبّر المخرج هشام عطوة، رئيس قطاع المسرح، عن سعادته واعتزازه بمشاركة عرض «الملك لير» في افتتاح مهرجان قرطاج المسرحية بتونس، مشيراً إلى «أهمية هذا الحدث الفني العربي».
وأوضح عطوة بحسب بيان لوزارة الثقافة المصرية أن «عرض (الملك لير) رائعة الكاتب الإنجليزي وليم شكسبير، حقق نجاحاً جماهيرياً ونقدياً كبيراً خلال أيام عرضه، حيث شهد إقبالاً واسعاً من الجمهور ونال إشادات عديدة من النقاد لما قدّمه فريق العمل من أداء متميز ورؤية إخراجية جديدة ومعاصرة ومتقنة». ولفت إلى أن هذا النجاح عزز مكانة العرض بوصفه أحد أبرز الأعمال المسرحية المقدَّمة هذا الموسم، ما أهّله للترشح في افتتاح مهرجان «أيام قرطاج المسرحية».

وتدور قصة المسرحية حول الملك لير الذي قرر توزيع أملاكه على بناته الثلاث، لكنه حرم ابنته الصغرى من نعمه لأنها رفضت أن تنافقه، وفي أثناء قيامه بتوزيع ممتلكاته كان يشترط الإقامة مع كل واحدة من بناته فترة معينة، غير أن ابنتيه الكبيرتين تقرران الاستيلاء على كل شيء وتطردان والدهما.
ووصف الناقد الفني المصري، أحمد سعد الدين، اختيار عرض «الملك لير» لافتتاح مهرجان أيام قرطاج المسرحية بأنه «اختيار رائع ومستحق»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «على الرغم من أن العرض قديم ويحيى الفخراني قدمه أكثر من مرة، لكن وجود يحيى الفخراني على خشبة المسرح هذا في حد ذاته حدث، فلو نظرنا في مصر أو الوطن العربي على المسرح حالياً لن نجد النجوم الكبار الذين كانوا موجودين من قبل، ويذهب الناس إليهم لأسمائهم اللامعة، والفخراني هو الوحيد الذي يحقق هذه المعادلة».

وقد قدمت «الملك لير» على خشبة المسرح ثلاثة مواسم، من بطولة الفخراني في عام 2001 ثم قدم عام 2019 بفِرَق عمل مختلفة، كما أعيد تقديم العرض في يوليو (تموز) الماضي، وكان الفخراني قد قال في مؤتمر صحافي رداً على تقدمه في السن وقدرته على تجسيد الشخصية، إنه أصبح في سن مقاربة لسن شخصية «الملك لير»، فكلاهما تجاوز الثمانين، لافتاً إلى أنه في كل مرة يقدم فيها الشخصية يُعيد اكتشاف أمور جديدة فيها.
ولفت الناقد الفني إلى أن «معالجة (الملك لير) صيغت بشكل جيد عن النص الشكسبيري ولكن برؤية عصرية، ووجود المسرحية بوجود النجم يحيى الفخراني وفريق العمل المتميز يجعلها في صدارة المهرجانات، وسنرى أن العرض في افتتاح المهرجان سيكون كامل العدد لأن يحيى الفخراني فنان محبوب في أنحاء الوطن العربي».
وفي وقت سابق، أشار أيمن الشيوي، مدير المسرح القومي، إلى أن المسرحية جاءتها عروض من 3 دول عربية لتقديمها هناك، مؤكداً أن العرض رُصدت له ميزانية تُعدّ الكبرى في تاريخ المسرح القومي.

