يستضيف مهرجان «سماع الدولي للإنشاد والموسيقى الروحية» فرقاً من 11 دولة خلال دورته الـ18 المقرر إقامتها خلال الفترة من 27 إلى 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي في مسرح السامر بالجيزة وفي بيت السناري بالسيدة زينب (وسط القاهرة).
وأعلن المخرج المصري الدكتور انتصار عبد الفتاح، مؤسس ورئيس المهرجان أن دورة هذا العام سوف تقام حفلاتها في موقعين لهما مكانة كبيرة في روحه، فيما تسعى إدارة المهرجان لإقامة احتفالية تشارك فيها جميع فرق المهرجان يحتضنها المتحف المصري الكبير يكون عنوانها «رسالة سلام».
وبحسب عبد الفتاح فإن «الاحتفالية ستكون بمثابة إضافة كبيرة للفعاليات التي ستقام على مدى 5 أيام في الفترة من 27 حتى 30 نوفمبر الحالي، حيث يحتضن مسرح السامر حفل الافتتاح، وعدداً من الليالي للفرق المشاركة، التي جاءت من إندونيسيا والسودان والسنغال والجزائر وباكستان والأردن وجنوب السودان وإسبانيا وروسيا، إضافة بالطبع لمصر التي كان لها حضورها الكبير في دورات المهرجان السابقة».
وأضاف عبد الفتاح لـ«الشرق الأوسط»: «الاحتفالية التي أسعى لإقامتها في المتحف المصري الكبير حلم بالنسبة لي وفكرة أتمنى تحقيقها، وننتظر الموافقة عليها، وأرى أن تقديم رسالة سلام من خلال المتحف المصري الكبير للعالم كله، منتج ثقافي مصري صميم، وسيكون لها وقع كبير على الشعوب المختلفة في أفريقيا وأوروبا وآسيا وأميركا وباقي القارات».
وأوضح أن «تقديم احتفالية مهرجان سماع والفرق المشاركة في فعاليات هذه الدورة من قلب المتحف الكبير حال الموافقة عليها سيكون باللغة العربية، والفرنسية والإنجليزية والألمانية، كما نفكر في تقديم بعض فقراتها باللغة المصرية القديمة».
وعدّ عبد الفتاح تكثيف ليالي مهرجان في مسرح السامر مصدر سعادة كبيرة له، وأضاف: «أنا شخصياً تربيت بين جدرانه، وله منزلة كبيرة عندي، كما أن مكانته ودوره في الفن والثقافة المصرية بارزان منذ إنشائه قبل 55 عاماً».

ويطمح عبد الفتاح إلى أن تتواصل رسالة السلام التي يقدمها مهرجان سماع في الخارج، وأضاف: «قدمنا حفلات في أكبر الكنائس في ألمانيا وفرنسا وإنجلترا والصين، كانت الأناشيد والترانيم تدعو إلى المحبة والتسامح وهي بمثابة رسالة سلام من مصر إلى العالم».
ويكرم المهرجان في دورته الحالية شخصيات ومؤسسات لها حضورها الإنساني في مصر والسنغال واليونان والبرازيل، ويأتي التكريم حسب ما قال عبد الفتاح «تقديراً لدورهم في خدمة الإنشاد والموسيقى الروحية والعمل المجتمعي. وهم فراي جيلسون، ويوسو ندور، وإليني كاريندرو، وكنيسة القديس سمعان الخراز، ومؤسسة الحصري، وعلا زكي».
وتعريفاً بالمكرمين، أوضح أن «جيلسون كاهن ومغن كاثوليكي برازيلي، يقود حركة سوم دو مونتي المعروفة بـ (صوت الجبل) وهدفها نشر الرسائل الدينية من خلال الموسيقى، وهو من أشهر الشخصيات الدينية فى البرازيل، أما يوسو ندور فهو موسيقي سنغالي، ينتمي والده للطريقة الأمريدية وأمه للطريقة التيجانية، وهما من أكثر الطرق الصوفية انتشاراً فى السنغال».
ومن بين المكرمين المؤلفة الموسيقية اليونانية «إليني كاريندرو»، وحضورها كبير بموسيقاها التصويرية التي تقدمها للأفلام السينمائية. وفق مؤسس المهرجان.
ويشير عبد الفتاح إلى أن «الدورة الحالية سوف تشهد تكريم كنيسة القديس سمعان الخراز، بالقاهرة، وتعد من أهم وأعرق الآثار المصرية القديمة حيث تمثل تحفة معمارية نادرة لا مثيل لها، إضافة لمؤسسة الحصري التي تستهدف خدمة (أهل القران الكريم)».
ويتابع: «بالإضافة إلى الراحلة علا زكى (رائدة أعمال ـ مؤسسة مستشفى لعلاج السرطان) التي لم يتوقف صراعها مع المرض بعد مماتها بل كان إحياء وإعطاء لحياة أخرى باستكمال فكرتها في إنشاء مستشفى 57357 لعلاج مرضى السرطان».
ويكرم مهرجان سماع كل عام عدداً من الشخصيات والمؤسسات دعماً وتقديراً لدورهم الإنساني وأعمالهم الخيرية، ولعل «دور الفنانة ياسمين الخيام المسؤولة عن مؤسسة الحصري ونشاطها خير مثال على ذلك، فهي ومعها كنيسة سمعان الخراز بمنطقة المقطم لا تتوقفان عن أعمال الخير طوال شهور السنة، لذا كان استحقاقهما للتكريم والتقدير»، وفق قول انتصار عبد الفتاح مؤسس المهرجان.





