ميسا قرعة تُواجه الغياب بأغنية تبحث عن الزمن الضائع

تُخبر «الشرق الأوسط» أنّ «متى بتعود» تُعالج ما يبقى في الذاكرة

الغياب يصبح موسيقى واللحظة بيتاً مؤقتاً (صور الفنانة)
الغياب يصبح موسيقى واللحظة بيتاً مؤقتاً (صور الفنانة)
TT

ميسا قرعة تُواجه الغياب بأغنية تبحث عن الزمن الضائع

الغياب يصبح موسيقى واللحظة بيتاً مؤقتاً (صور الفنانة)
الغياب يصبح موسيقى واللحظة بيتاً مؤقتاً (صور الفنانة)

تعود الفنانة اللبنانية - الأميركية، ميسا قرعة، في أغنيتها الجديدة «متى بتعود»، إلى المساحة الحميمية التي تختبرها في أعمالها. مساحة الذاكرة وما يتركه الزمن في الروح حين يمرُّ من فوقنا. الأغنية التي جاءت بتعاون موسيقي مع أنطوني، المُغنّي الرئيسي لفرقة «أدونيس»، تبدو كأنها بحث شخصي عن معنى الغياب والأشياء التي نعتقد أننا نتركها خلفنا ثم نكتشف أننا نحملها معنا أينما ذهبنا.

في حوارها مع «الشرق الأوسط»، تتحدَّث عن جذور الأغنية، وتلك المنطقة الحسّاسة بين الماضي والحاضر، وعن علاقتها بالموسيقى العابرة للثقافات، وعن التعاون مع المخرج إيلي فهد في فيديو كليب وُصف بأنه «قصيدة بصرية» عن الانتظار.

ميسا قرعة تمشي داخل صوتها نحو مكان كان يجب أن يعود (صور الفنانة)

تبدأ حديثها عن اللحظة الأولى التي استوقفتها عند قراءة كلمات الأغنية. تقول: «أول غياب خطر في بالي لم يكن شخصاً ولا مدينة. كان الوقت. فكرتُ كم من اللحظات نعبُر فوقها بسرعة، مع أنها اللحظات التي كان يجب أن نتوقّف عندها ونُقدّرها أكثر. الوقت هو الشيء الوحيد الذي لا يعود أبداً».

ورغم أنها ليست ممّن يعيشون على النوستالجيا أو يستسلمون للذكريات، فإنّ الأغنية حرَّكت شيئاً خفيفاً من الحنين في داخلها. تُضيف: «وجدتُني للمرة الأولى أسمح للحنين بأن يدخل قليلاً. تذكرتُ أوقاتاً جميلة مرَّت وتركت أثراً عميقاً».

تتوقَّف ميسا قرعة عند فكرة الصورة المطبوعة التي أصبحت اليوم تفصيلاً شبه منقرض في زمن الصور الرقمية: «كنّا نطبع صورنا ونمسكها بأيدينا. كانت ذكرى ملموسة. اليوم نُصوّر آلاف الصور، لكن فقدنا تلك العلاقة الحقيقية معها. الطباعة كانت تجعل اللحظة واقفة أمامنا كأنها جزء من ذاكرتنا الحيّة. ربما خسرنا شيئاً من القُرب مع ذكرياتنا».

الموسيقى التي تصنعها لا تنتمي إلى خانة واحدة، ولا ترغب الفنانة في ذلك. تقول: «يصعب عليَّ تصنيف هذه الأغنية. يمكن القول إنها تُشبه رحلتي، أنا المرأة والمُغنِّية. تربّيت في لبنان، ثم أقمتُ في أميركا لأكثر من 20 عاماً. من الطبيعي أن تعكس موسيقاي هذين العالمين».

إيلي فهد يترجم فكرة الانتظار كما أرادتها الأغنية (صور الفنانة)

في صوتها يحضر الحسّ العربي الواضح، وفي الإنتاج تظهر اللمسة الغربية المعاصرة. وتشير إلى أنّ الأغنية تحمل روحاً نوستالجية قريبة من «الريترو»، لكنها في الوقت نفسه «تملك صوتاً حديثاً، يمنحها طابع الإندي من دون أن تفقد روحها».

تصف ميسا قرعة تعاونها مع أنطوني بأنه جاء «بطريقة طبيعية جداً». وتقول: «أعرفه منذ سنوات، وكنّا دائماً مُعجبَيْن بأعمال بعضنا بعضاً. غنّينا معاً سابقاً، لكن هذا التعاون، كتابةً ولحناً، وُلد بطريقة عفوية».

وترى أنّ الأساس كان إنسانياً وليس موسيقياً فقط: «بُنيَ تعاوننا على فَهْم بعضنا شخصَين قبل أن نكون موسيقيَّين. أنطوني يعرف صوتي وأسلوبي والرؤية التي كانت في ذهني للأغنية. منذ البداية كنا متفقَيْن على الاتجاه الذي سيذهب إليه العمل. طريقة الشغل كانت منفتحة جداً. تبادلنا الملاحظات، جرَّبنا أكثر من نسخة، وعملنا خطوة بخطوة حتى وصلنا إلى الصوت الذي أردناه. وكان حاضراً شخصياً خلال تسجيل الأغنية، مما أعطى انسجاماً أكبر».

تحرص ميسا قرعة على التعاون المُتكرّر مع المخرج إيلي فهد، الذي أخرج لها 3 فيديو كليبات حتى الآن. وتقول: «الكيمياء بيننا قوية، وهناك ثقة وراحة في العمل معه. أمام كاميرته، أشعر بأنني أستطيع أن أكون نفسي من دون تصنُّع».

وعن أكثر لحظة تُمثّل روح الأغنية، يستوقفها مشهدٌ تطلّ فيه من نافذة السيارة: «كانت لحظة مُحرَّرة شعرتُ بأنني أُسلّم نفسي لها. مشهدٌ صادق أعاد إليّ شيئاً من ذاتي. بطريقة ما، يُشبه هذا كيف نُعقّد حياتنا بلا داعٍ، وكيف نأخذ كلّ شيء بجدّية أكثر من اللازم، بدل أن نسمح لأنفسنا بأن نسير مع اللحظة».

رغم أنّ الأغنية تبدو محاكاة للحبّ، فإنّ ميسا قرعة ترى فيها طبقة أعمق: «فيها هوية وذاكرة، وذلك الخيط الرفيع بين الماضي وما يبقى عالقاً فينا. الكلام واللحن يحكيان عن الغياب والبحث، من دون اقتصار ذلك على شخص فقط. الغياب والبحث يشملان اللحظة أو جزءاً من الذات».

من السيارة يبدو الطريق امتداداً لداخلها (صور الفنانة)

تستشهد بجُمل من النصّ: «عندما أغنّي (أصحى وأشعر قلبي صحرا) أو (بركي مضيّعني إنت كمان)، أتجاوز الحديث عن غياب أحد إلى مُسايرة النفس بين ما مضى وما يُنتظر أن يعود».

وترى أنّ الجسور بين الثقافات تظهر في الموسيقى ذاتها: «روح عربية داخل توزيع حديث يجعل الأغنية تصل حتى لمَن لا يفهمون اللغة. القصة شخصية، لكنّ الإحساس عالمي».

تُنهي ميسا قرعة بالقول إنّ الأغنية صارت بالنسبة إليها مساحة تجمع بين ما فقدناه وما نبحث عنه وما نحمله معنا مهما ابتعدنا: «هي مساحة صغيرة تلتقي فيها الذاكرة مع الأمل، والوداع مع العناق، والذات التي نعرفها مع التي نُحاول استعادتها».


مقالات ذات صلة

«الست» يفجر زخماً واسعاً بمصر حول حياة أم كلثوم

يوميات الشرق منى زكي وكريم عبد العزيز وعدد من صناع الفيلم في كواليس التصوير - حساب مراد على «فيسبوك»

«الست» يفجر زخماً واسعاً بمصر حول حياة أم كلثوم

فجر فيلم «الست» زخما واسعاً في مصر حول كواليس حياة أم كلثوم، بمراحلها المختلفة وعلاقاتها الشخصية بمن حولها من عائلتها وزملائها، بالإضافة إلى قصص حبها.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق نسمة محجوب مع منى زكي (حساب نسمة محجوب على فيسبوك)

نسمة محجوب: تجربتي في «الست» التحدي الأصعب بمشواري

أعربت المطربة المصرية نسمة محجوب عن فخرها بمشاركتها في فيلم «الست» بالأداء الصوتي للأغنيات، والذي اعتبرته أصعب تحدٍّ خلال مشوارها الفني.

مصطفى ياسين (القاهرة)
يوميات الشرق شيرين عبد الوهاب - حسابها على «إنستغرام»

شيرين تهدد بمقاضاة مُروجي إشاعات «إفلاسها»

عاد اسم الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب للواجهة مجدداً، بعد إشاعات شخصية عدة طاردتها خلال الساعات الماضية.

داليا ماهر (القاهرة)
أوروبا فرقة تمثل آيسلندا تؤدي أغنية خلال النهائي الكبير لمسابقة الأغنية الأوروبية 2025 في بازل (رويترز)

آيسلندا تقاطع «يوروفيجن» 2026 احتجاجاً على مشاركة إسرائيل

أعلنت هيئة البث العامة في آيسلندا «آر يو في»، اليوم الأربعاء، عدم مشاركة البلاد في مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن)، العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (ريكيافيك )
يوميات الشرق محمد عبده يقدّم اختيارات لم يسمعها الجمهور منذ سنوات (روتانا)

محمد عبده يفتح خزائن الذاكرة على مسرح الرياض

امتدَّت الأمسية نحو 4 ساعات، استمرَّ خلالها الفنان في نثر إبداعاته وسط استمتاع الحضور...

«الشرق الأوسط» (الرياض)

لصحة نفسية أفضل... 5 عادات يجب أن تحملها معك لعام 2026

الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)
الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)
TT

لصحة نفسية أفضل... 5 عادات يجب أن تحملها معك لعام 2026

الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)
الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)

يقترب عام 2025 من النهاية، ويستعد العديد من الأشخاص لدخول العام الجديد بعادات جيدة ومتينة، على صعيد الصحة العامة والصحة النفسية أيضاً.

ومن أبرز العادات المرتبطة بالصحة النفسية التي ينصح الخبراء باتباعها عام 2026:

الاهتمام بالنوم

النوم الجيد هو أساس الصحة النفسية الجيدة. قد يؤثر الحرمان من النوم على المزاج والذاكرة والانتباه. في عام 2026، اجعل النوم أولوية وليس ترفاً. استهدف الحصول على 7-8 ساعات من النوم ليلاً. نم واستيقظ في نفس الوقت حتى في عطلات نهاية الأسبوع. قلل من الوقت الذي تقضيه أمام الشاشة قبل النوم بساعة على الأقل، وخفف إضاءة غرفة نومك.

تقليل وقت استخدام الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي

قد يتراكم التوتر والقلق في ذهنك دون وعي، ويصبح الشك في الذات ملازماً لك مع التصفح المستمر. ورغم أن الحياة الرقمية أمر لا مفر منه، فإن التدريب على وضع حدود لاستخدام الشاشات هو السبيل الوحيد لتحقيق السكينة النفسية. حاول الابتعاد عن الشاشات لمدة ساعة أو ساعتين على الأقل خلال اليوم. من الأفضل عدم تفقد هاتفك فور استيقاظك أو قبل نومك مباشرة. ألغِ متابعة الصفحات التي تثير توترك أو تولد لديك أفكاراً خاطئة، وتجنب المحتوى الذي يجعلك تشعر بالخوف أو الترهيب. كما أن تقليل وقت استخدام الشاشات يُسهم في صفاء ذهنك.

التحدث عن مشاعرك دون الشعور بالذنب

كبت المشاعر مدمر للصحة النفسية على المدى البعيد. بحلول عام 2026، ينبغي أن يصبح من المعتاد مناقشة مشاعرك، سواء مع صديق مقرب أو شخص مختص. التعبير عن المشاعر لا يعني الضعف، بل يساعد على تخفيف التوتر وإتاحة الفرصة للآخرين للوجود معك. عندما تشعر بثقل المشاعر، بادر بالتحدث مبكراً بدلاً من الانتظار حتى تتفاقم الأمور.

تحريك جسمك يومياً

ترتبط التمارين الرياضية ارتباطاً وثيقاً بالصحة النفسية. فهي تُحفز إفراز مواد كيميائية في الدماغ تُحسّن المزاج، ما يُساعد على تخفيف التوتر والقلق. ولا تتطلب التمارين الرياضية جهداً كبيراً، فممارسة اليوغا في المنزل أو الرقص وتمارين التمدد الخفيفة مع المشي يومياً كافية. اختر الأنشطة التي تُحبها، لأنها ستُصبح جزءاً من العناية الذاتية، لا مجرد خطوة روتينية.

اللطف مع الذات

كثير من الناس هم أشدّ منتقدي أنفسهم. الشعور بالنقد الذاتي المستمر قد يؤدي إلى تدهور الصحة النفسية والثقة بالنفس. كن رحيماً بنفسك، وأنت تستقبل عام 2026. تقبّل فكرة أنه لا بأس بأخذ فترات راحة والعمل متى شئت. استمتع بالانتصارات الصغيرة، ولا تقارن مسيرتك بمسيرة الآخرين.


«نوابغ العرب» تمنح المصري نبيل صيدح جائزة الطب لعام 2025

الدكتور المصري نبيل صيدح
الدكتور المصري نبيل صيدح
TT

«نوابغ العرب» تمنح المصري نبيل صيدح جائزة الطب لعام 2025

الدكتور المصري نبيل صيدح
الدكتور المصري نبيل صيدح

منحت جائزة «نوابغ العرب 2025» الدكتور المصري نبيل صيدح جائزة فئة الطب، تقديراً لإسهاماته العلمية التي أسهمت في تطوير فهم صحة القلب وآليات تنظيم الكوليسترول، وما ترتب عليها من أدوية تُستخدم اليوم على نطاق واسع لتقليل مخاطر أمراض القلب.

وهنّأ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الدكتور صيدح على فوزه، مؤكداً أن رسالة المنطقة في تطوير العلوم الطبية «مستمرة مع العقول العربية الفذة» الساعية إلى الابتكار من أجل الإنسان. وقال في منشور على منصة «إكس» إن الفائز، مدير وحدة أبحاث الغدد الصماء العصبية الحيوية في معهد مونتريال للأبحاث السريرية، قدّم إسهامات رائدة في فهم كيفية تعامل الجسم مع الدهون وتنظيم مستويات الكوليسترول، مشيراً إلى أنه نشر أكثر من 820 بحثاً علمياً، واستُشهد بأبحاثه أكثر من 71 ألف مرة.

وأضاف الشيخ محمد بن راشد: «الطب رسالة إنسانية، ومنطقتنا كان لها فضل كبير، على مدى قرون، في تطوير علومه وممارساته وأدواته وأبحاثه»، لافتاً إلى أن جائزة «نوابغ العرب» تعيد «البوصلة إلى مسارها الصحيح» عبر الاحتفاء بما يقدمه الإنسان العربي وإبراز نماذجه قدوة للأجيال.

الدكتور المصري نبيل صيدح

وتُعد من أبرز محطات المسيرة العلمية للدكتور صيدح مساهمته في اكتشاف إنزيم «بي سي إس كيه 9» (PCSK9)، الذي يلعب دوراً محورياً في التحكم بمستويات الكوليسترول في الدم؛ إذ بيّن هذا الاكتشاف أن زيادة نشاط الإنزيم قد تقود إلى ارتفاعات خطرة في الكوليسترول، ما شكّل نقطة تحول أسهمت في تطوير جيل جديد من العلاجات المعروفة باسم «مثبطات بي سي إس كيه 9»، التي تُستخدم على نطاق واسع لخفض الكوليسترول وتقليل مخاطر أمراض القلب.

وإلى جانب أبحاثه في صحة القلب، قدّم صيدح إسهامات علمية في فهم أمراض الكبد الدهني واضطرابات السمنة وانتشار السرطان، إضافة إلى تفسير كيفية دخول بعض الفيروسات إلى الخلايا البشرية، بما فتح مسارات جديدة أمام تطوير علاجات مبتكرة في أكثر من مجال طبي.

وفي السياق ذاته، أجرى محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء ورئيس اللجنة العليا لمبادرة «نوابغ العرب»، اتصالاً مرئياً بالدكتور صيدح أبلغه خلاله بفوزه، مشيداً بأبحاثه المتقدمة التي فتحت آفاقاً لتوظيف أحدث التقنيات والبيانات في ابتكار أدوية جديدة وعلاجات تخصصية ترتقي بمستويات الرعاية الصحية.

ويجسد مشروع «نوابغ العرب» مبادرة استراتيجية عربية أطلقها الشيخ محمد بن راشد لتكريم العقول العربية المتميزة في 6 فئات تشمل: الطب، والهندسة والتكنولوجيا، والعلوم الطبيعية، والعمارة والتصميم، والاقتصاد، والأدب والفنون، بهدف استئناف مساهمة المنطقة العربية في مسار الحضارة الإنسانية.


طارق الأمير يرحل بعد بصمات مميزة رغم قلة الظهور

طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)
طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)
TT

طارق الأمير يرحل بعد بصمات مميزة رغم قلة الظهور

طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)
طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)

غيّب الموت الفنان المصري، طارق الأمير، الأربعاء، بعد مشوار فني قدم خلاله العديد من الأدوار اللافتة، ورغم ظهوره القليل فإن الفنان الراحل استطاع ترك بصمة مميزة في عالم الفن من خلال أعماله، وفق نقاد ومتابعين.

وفور إعلان خبر رحيل طارق الأمير، تصدر اسمه «الترند» على موقعي «إكس»، و«غوغل»، الأربعاء، في مصر، وتداول البعض على مواقع «سوشيالية»، لقطات فنية من أعماله، كما ربطوا بين توقيت رحيله، ودراما رحيل الفنانة نيفين مندور التي توفيت قبل أيام، خصوصاً أنهما شاركا معاً في بطولة فيلم «اللي بالي بالك»، قبل 22 عاماً، وحقق الفيلم نجاحاً كبيراً حينها.

وقبل أيام، تعرّض طارق الأمير لأزمة صحية مفاجئة، مكث على أثرها في أحد المستشفيات لتلقي العلاج اللازم، ولم تنجح محاولات الأطباء في علاجه.

وشيعت جنازة الفنان الراحل من أحد مساجد القاهرة، ظهر الأربعاء، وسط حضور فني وأسري بارز، لمساندة شقيقته الفنانة لمياء الأمير، كما حضر نجل خاله الفنان أحمد سعيد عبد الغني، والأخير نعاه عبر حسابه على موقع «فيسبوك»، وكتب: «توفي إلى رحمة الله ابن عمتي الغالي الفنان طارق الأمير»، كما نعى الأمير عدد آخر من الفنانين بحساباتهم على مواقع التواصل، من بينهم، روجينا، ونهال عنبر، ويوسف إسماعيل، بجانب نعي نقابة «المهن التمثيلية»، بمصر.

الفنان الراحل طارق الأمير (حساب الفنان أحمد سعيد عبد الغني على موقع فيسبوك)

وعن موهبة الفنان الراحل طارق الأمير، يقول الناقد الفني المصري، محمد عبد الرحمن، إن «الفنان الراحل من الألغاز التي رحلت عن عالمنا بلا إجابة»، لافتاً إلى أنه «من الفنانين المبدعين الذين تركوا بصمة مميزة في الكتابة والتمثيل في وقت قليل جداً».

وأضاف عبد الرحمن في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن مشاركة طارق الأمير في فيلمين من أكثر الأفلام تحقيقاً للمشاهدة، وهما «اللي بالي بالك»، و«عسل إسود»، كان من حسن حظه، رغم مرور أكثر من 20 عاماً على إنتاجهما.

محمد سعد وطارق الأمير في لقطة من فيلم «اللي بالي بالك» (يوتيوب)

وأكد عبد الرحمن أن «طارق الأمير لم يحصل على مساحته بشكل جيد، وغالباً ما يكون الأمر مرتبطاً بعدم رغبته أو قدرته على تسويق نفسه، أو انتمائه لجيل معين، وعندما تراجع هذا الجيل تراجع هو الآخر بالتبعية، ولكن في المجمل، ورغم أعماله القليلة في الكتابة والتمثيل، فإنه كان صاحب موهبة حقيقية».

في السياق، بدأ طارق الأمير مسيرته التمثيلية في تسعينات القرن الماضي، وشارك خلالها في عدد من الأعمال الفنية، وقدم أدواراً مميزة من بينها شخصية «الضابط هاني»، في فيلم «اللي بالي بالك»، مع الفنان محمد سعد، وكذلك شخصية «عبد المنصف»، في فيلم «عسل إسود»، حيث شكل مع الفنان أحمد حلمي «ديو» كوميدي لافت، بجانب مشاركته في أفلام «عوكل»، و«كتكوت»، و«صنع في مصر»، وبعيداً عن التمثيل، كتب طارق الأمير السيناريو لعدد من الأفلام السينمائية، مثل «مطب صناعي»، و«كتكوت»، و«الحب كدة»، وغيرها.