أعلن باحثون في جامعة أوساكا اليابانية عن تطوير تقنية مبتكرة تتيح الوصول إلى أورام الرئة الصغيرة الموجودة في أعماق الرئتين، والتي كان من المستحيل الوصول إليها باستخدام المناظير التقليدية.
وأوضح الباحثون أن التقنية الجديدة تحسّن دقة التشخيص المبكر، مما يزيد فرص التدخل العلاجي الناجح لسرطان الرئة، ونُشرت النتائج، الاثنين، بدورية «Thorax».
ويُعدّ سرطان الرئة من أكثر أنواع السرطان شيوعاً وخطورة عالمياً؛ إذ يتميز بنمو غير طبيعي للخلايا داخل أنسجة الرئة، مما يؤدي لتدهور وظيفتها وانتشار المرض إلى أجزاء أخرى من الجسم إذا لم يُكتشف مبكراً. وغالباً لا تظهر الأعراض في المراحل الأولى، مما يجعل التشخيص المبكر تحدياً كبيراً للأطباء.
ويعتمد تشخيص المرض عادة على الأشعة المقطعية، والفحوصات التنظيرية، وأخذ عينات من الأنسجة (خزعات) لتحديد نوع السرطان ومرحلة تقدّمه. ورغم أن الأشعة المقطعية حسّنت من اكتشاف الأورام الصغيرة، فإن الحصول على عينات دقيقة ظل صعباً بسبب ضيق الشعب الهوائية في مناطق الرئة الطرفية.
وحسب الدراسة، تُعرف التقنية المبتكرة باسم إدخال المنظار بمساعدة البالون (BDBD)، وقد طوّرها الباحثون لتسهيل الوصول إلى الأورام الصغيرة الواقعة في الأطراف البعيدة للرئتين، والتي كان الوصول إليها صعباً أو مستحيلاً بالمناظير التقليدية.
وتعتمد التقنية على استخدام بالون صغير لتوسيع المجاري الهوائية الرقيقة بلطف، مما يسمح للمنظار بالتقدّم نحو الأورام الخفية في المناطق الطرفية من الرئة. وأظهرت التجربة السريرية الأولى على البشر أن التقنية آمنة وفعّالة، وقد نجحت في الوصول إلى أورام يقل حجمها عن 20 ملم، مع تحسين دقة أخذ العينات التشخيصية بشكل ملحوظ.
ووفقاً للباحثين، يُعزّز هذا الابتكار إمكانيات التشخيص المبكر لسرطان الرئة، ويقلل الحاجة إلى التدخل الجراحي الكبير، ما يوفر للمريض علاجاً أكثر فاعلية. كما يمهد الطريق لعلاجات تنظيرية مستقبلية تستهدف الأورام مباشرة دون الحاجة إلى التدخلات الجراحية الكبرى، مما يقلل من مخاطر المضاعفات ويسرّع من عملية التعافي، مع الحفاظ على جودة التشخيص وفاعليته.
وأشار الفريق إلى أن هذه القدرة على التدخل المبكر تمثل فرصة مهمة لتحسين معدلات بقاء المرضى على قيد الحياة، كون التشخيص الدقيق المبكر يسمح بالتعامل مع الأورام قبل انتشارها.
كما نوه الباحثون بأن هذه النتائج تعكس أيضاً نجاح التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والقطاع الصناعي في اليابان، حيث أسهم هذا التكامل في تطوير تقنية طبية متقدمة تمثل حلاً عملياً لأحد أكثر تحديات تشخيص سرطان الرئة تعقيداً.

