قضت محكمة بريطانية بسجن رجل لمدّة 13 شهراً بعد إدانته بسرقة مطبوعة فنّية نادرة للفنان الشهير بانكسي من إحدى صالات العرض في لندن، في محاولة لسداد دين قديم مرتبط بتجارة المخدرات.
وذكرت «الإندبندنت» أنّ الواقعة تعود إلى سبتمبر (أيلول) 2024، حين اقتحم لاري فريزر (49 عاماً) معرض «غروف غاليري» في منطقة فيتسروفيا وسط لندن، وسرق نسخة محدودة من سلسلة أعمال «فتاة مع البالون» التي كانت ضمن معرض يضم 13 عملاً لبانكسي، تُقدَّر قيمتها الإجمالية بنحو 1.5 مليون جنيه إسترليني.
وتمكنت فرقة «فلاينغ سكواد» التابعة لشرطة العاصمة البريطانية من استعادة العمل الفنّي بسرعة.
وأفادت محكمة «كينغستون كراون» بأنّ فريزر، الذي اعترف بتهمة السرقة، قد يكون مؤهَّلاً للإفراج الفوري نظراً إلى المدّة التي قضاها تحت المراقبة الإلكترونية. وقالت القاضية آن براون لدى النطق بالحكم، الجمعة: «هذه جريمة اقتحام وقحة وخطيرة».
وأظهرت كاميرات المراقبة المُتّهم وهو ينتظر خارج المعرض لنحو 10 دقائق ليلة 8 سبتمبر (أيلول)، قبل أن يحطّم الباب الزجاجي مراراً مستخدماً أداة ثقيلة، وفق ما أوضحه ممثل الادّعاء فيليب ستوت.
وأضاف ستوت أن فريزر توجَّه مباشرة إلى القطعة الفنّية فور دخوله المبنى نحو الساعة الحادية عشرة ليلاً، وهي مطبوعة موقَّعة ومُرقَّمة.

وبعد نقل العمل الفنّي إلى منطقة لندن دوكلاندز وإخفائه داخل أحد المباني، تمكنت الشرطة من استعادته في 12 سبتمبر بعد تلقّي معلومات من طرف ثالث. وقُدّرت قيمة المطبوعة، التي أُعيدت من دون أي تلف، بنحو 270 ألف جنيه إسترليني.
وبرّأت المحكمة رجلاً آخر يدعى جيمس لاف (54 عاماً) من تهمة المشاركة في السرقة، بعدما اتُّهم سابقاً بأنه كان سائق سيارة الهروب.
وأوضح الادّعاء أن فريزر قدَّم أساساً لدفاعه يشير إلى أنه كان مديناً بمبالغ مالية نتيجة «دين مخدرات قديم» لم يتمكن من سداده، وأنه ارتكب الجريمة «تحت قدر من الضغط والخوف»، مؤكداً أنه لم يكن يعلم الهدف أو قيمته إلا يوم تنفيذ الاقتحام.
غير أنّ القاضية براون أكدت أن الجريمة «خطيرة إلى حدّ لا يسمح بفرض عقوبة مع وقف التنفيذ».
وكشفت المحكمة أنّ للمتهم 18 إدانة سابقة، تعود آخرها إلى عام 2002 حين سُجن بتهمتَي السطو والتسبُّب في إصابات بطريقة غير قانونية، وأنه ظلَّ «بعيداً عن المشكلات» منذ خروجه من السجن عام 2008.
من جانبه، قال كبير المحقّقين في فرقة «فلاينغ سكواد» سكوت ماذر: «إن (فتاة مع البالون) لبانكسي عمل معروف عالمياً، وقد تحركنا فوراً ليس لضبط فريزر فحسب، بل أيضاً لإعادة القطعة إلى المعرض... سرعة استعادة الوضع الطبيعي خلال 4 أيام فقط تعكس الجهد الدؤوب للضباط».
بدوره، أعرب مدير «غروف غاليري» ليندر مهمتاغ (29 عاماً) عن امتنانه للشرطة، قائلاً: «انتابتني صدمة كبيرة، وإن كانت إيجابية جداً، عندما شاهدتُ العمل الفنّي بعد استعادته، من الصعب وصف الشعور، كأنّ حملاً ثقيلاً زال عن كاهلي. طريقة تعامل الشرطة مع الحادث منذ اللحظة الأولى كانت احترافية وهادئة ودقيقة، واستعادة العمل بعد سرقته أمر مذهل بالفعل».







