ليلى علوي لـ«الشرق الأوسط»: الفكرة «الطازجة» هي البطل الحقيقي لأي فيلم

​قالت إن المشاركة في لجان تحكيم المهرجانات مهمة صعبة

الفنانة المصرية ليلى علوي (حسابها على «فيسبوك»)
الفنانة المصرية ليلى علوي (حسابها على «فيسبوك»)
TT

ليلى علوي لـ«الشرق الأوسط»: الفكرة «الطازجة» هي البطل الحقيقي لأي فيلم

الفنانة المصرية ليلى علوي (حسابها على «فيسبوك»)
الفنانة المصرية ليلى علوي (حسابها على «فيسبوك»)

قالت الفنانة المصرية ليلى علوي إن رئاستها للجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة في «مهرجان الجونة السينمائي» بدورته الماضية، لم تكن مهمة سهلة، بل كانت تحدياً جديداً لها. وأكدت في حوار مع «الشرق الأوسط» أن التوافق بين أعضاء اللجنة حول الجوائز جاء بعد مناقشات عميقة واحترام متبادل للرأي الآخر، معبّرة عن سعادتها بالاحتفاء بالفنانة يسرا والمخرج الراحل يوسف شاهين، مشيرة إلى أن المعرض الذي استعرض مسيرة كلٍّ منهما كان أكثر من رائع.

وأضافت علوي أن رئاستها للجنة التحكيم كانت مسؤولية كبيرة ومهمة صعبة تتطلب تركيزاً وجهداً، لكنها في الوقت نفسه تجربة ممتعة وثريّة للغاية؛ إذ وضعتها في مواجهة سينمات من ثقافات مختلفة. وأوضحت أن التحدي الحقيقي لا يكمن في مشاهدة الأفلام فحسب، بل في رؤيتها بعين المشاهد المحايد، مع الاحتفاظ بعين الفنان الذي يقدّر الجهد المبذول في كل تفصيلة. واختتمت حديثها مؤكدة أنها تحب هذا النوع من التحديات الذي يجعلها ترى العالم من زوايا جديدة.

ليلى استطاعت قيادة لجنة التحكيم بتوافق كبير في مهرجان الجونة (حسابها على «فيسبوك»)

وتسجّل الفنانة ليلى علوي رؤيتها حول الأفلام المشاركة، والتي تراها بمثابة «نافذة على العالم»، قائلة: «لقد أصبحت الأفلام أكثر جرأة وصدقاً وإنسانية، ولم تعد تخشى تناول القضايا الحساسة أو المهمّشة، سواء كانت اجتماعية أو فردية أو تتعلق بالبحث عن الهوية، لتكون مرآة صادقة للواقع المعقّد الذي نعيشه».

وتلفت علوي إلى أن هناك توافقاً واضحاً بين أعضاء لجنة التحكيم رغم اختلاف خلفياتهم الفنية، مشيرة إلى أن هذا التوافق لم يتحقق إلا بعد مناقشات طويلة وعميقة سادها الاحترام المتبادل للرأي، ومضيفة: «كان هدفنا الأساسي أن نكافئ الفيلم الذي يستحق الجائزة بصدق وحيادية، وعندما وصلنا إلى القرار النهائي كنّا جميعاً على اقتناع تام به».

وتؤكد علوي أن أكثر ما لفت انتباهها هو الاستخدام الذكي والعميق للغة البصرية في أفلام اعتمدت على ميزانيات محدودة، لكن المخرجين استطاعوا بخيالهم وتوظيفهم الدقيق للصورة والصوت أن يقدموا أعمالاً فنية باهرة. وتقول: «هذا يؤكد أن الفكرة هي البطل الحقيقي، وأن الإبداع لا يرتبط بحجم الميزانية بقدر ما يرتبط بالشغف والصدق في الحكي». كما أشادت بمستوى الأداء التمثيلي العالي في كثير من الأفلام.

وبحكم كونها ممثلة، تقول ليلى علوي إنها تضع نفسها مكان كل ممثل على الشاشة بشكل تلقائي، فهي تتخيل الكواليس والتحديات التي واجهها الفنان ليصل إلى هذه الحالة؛ ما يجعلها تقدّر الأداء باعتباره رحلة ومغامرة عاشها الممثل مع الشخصية.

وتختم علوي حديثها بالإشارة إلى 3 عناصر أساسية تعتمدها في تقييم أي فيلم، وهي​: أن يكون الفيلم صادقاً ومؤثراً، وأن تكون القصة متماسكة ومبتكرة، وأن يمتلك المخرج رؤية خاصة توظّف جميع العناصر (الصوت، الصورة، الإضاءة) في خدمة الحكاية. وتضيف: «إذا اجتمعت هذه العناصر الثلاثة في فيلم واحد، فحتماً سيترك أثراً قوياً لا يُنسى».

مع أعضاء لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة بمهرجان الجونة (حسابها على «فيسبوك»)

​وحرصت الفنانة ليلى علوي على حضور الاحتفاء بصديقتها الفنانة يسرا، وبمئوية ميلاد المخرج الراحل يوسف شاهين. وعنهما تقول: «يسرا هي عِشرة العمر والأخت القريبة جداً من قلبي، وتذكرني بطعم البدايات والأيام الجميلة في السينما المصرية. تكريمها هو تكريم لفنانة حقيقية أثرت الفن العربي وأغنته بأعمالها. أما يوسف شاهين، فهو العبقري والأستاذ... رحمه الله، كان قيمة وقامة لا تُعوّضان. هو المتمرد والأب الروحي لجيل كامل من الفنانين، وأنا محظوظة لأنني عملت معه؛ فهو صاحب رؤية مصرية بامتداد عالمي».

​وترى أن الاحتفاء بهما في «مهرجان الجونة» عبر تنظيم معرض عن مسيرة كلٍّ منهما، كان أكثر من رائع ومُستحقاً، «وهي طريقة حضارية جداً لنُعلّم الأجيال الجديدة قيمة الفن وتأثيره».

أبهرتها تجارب سينمائية اتسمت بالجرأة والواقعية في «الجونة السينمائي» (حسابها على «فيسبوك»)

وشاركت الفنانة ليلى علوي في جلسة بعنوان «السينما ومذاق الحياة»، تحدّثت خلالها عن فيلم «خرج ولم يعد» (1984) للمخرج محمد خان، واصفة إياه بقولها: «هذا الفيلم قطعة من روحي، وهو مثال على بساطة الحكاية وعمق المعنى. يدور حول فكرة الهروب من تعقيدات المدينة إلى بساطة الحياة في الريف، والبحث عن الذات الحقيقية بعيداً عن التنافس اليومي».

وعن سبب غيابها عن دراما رمضان، أوضحت علوي أنها لم تستقر بعدُ على أي عمل درامي للموسم المقبل، قائلة: «لا أزال أقرأ أكثر من سيناريو، ولم أتخذ قراري الأخير بعد. أبحث عن سيناريو قوي يحقق طموحي الفني، ويقدّم شخصية مختلفة لم أقدّمها من قبل، تلمس الناس وتشبه قصصهم الحقيقية».


مقالات ذات صلة

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

يوميات الشرق النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

أصدر النجم ليوناردو دي كابريو تحذيراً للممثلين الشباب، موضحاً سبب رفضه عروضاً ضخمة في بداية مسيرته الفنية الحافلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق ‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

مثل عادة المهرجانات، اتّجهت الأنظار نحو السجادة الحمراء، فامتلأت «الريد كاربت» الواقعة في منطقة البلد التاريخية بطيف نادر من نجوم السينما العالمية...

إيمان الخطاف (جدة)
يوميات الشرق شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)

ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

كشفت شرطة نيوزيلندا، التي أمضت 6 أيام في مراقبة كل حركة أمعاء لرجل متهم بابتلاع قلادة مستوحاة من أحد أفلام جيمس بوند من متجر مجوهرات أنها استعادتها

«الشرق الأوسط» (ولينغتون)
يوميات الشرق جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي تتوسط أعضاء لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام (إدارة المهرجان)

بشعار «في حب السينما»... انطلاق عالمي لمهرجان البحر الأحمر

تحت شعار «في حب السينما»، انطلقت فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة، وسط حضور كبير لنجوم وصنّاع السينما، يتقدمهم الأمير

إيمان الخطاف (جدة)
يوميات الشرق جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي تتوسط أعضاء لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام (إدارة المهرجان) play-circle 01:19

بشعار «في حب السينما»... انطلاق عالمي لمهرجان البحر الأحمر

تحت شعار «في حب السينما»، انطلقت فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة.

إيمان الخطاف (جدة)

مدينة أميركية تتجمّد... وحرارتها تهبط إلى ما دون المريخ!

المريخ أكثر دفئاً من الأرض ليوم واحد (ناسا)
المريخ أكثر دفئاً من الأرض ليوم واحد (ناسا)
TT

مدينة أميركية تتجمّد... وحرارتها تهبط إلى ما دون المريخ!

المريخ أكثر دفئاً من الأرض ليوم واحد (ناسا)
المريخ أكثر دفئاً من الأرض ليوم واحد (ناسا)

شهدت مدينة منيابوليس، كبرى مدن ولاية مينيسوتا الأميركية، انخفاضاً لافتاً في درجات الحرارة الشهر الماضي، حتى باتت، لبرهة، أبرد من كوكب المريخ نفسه.

وأوضح خبير الأرصاد الجوية في «أكيو ويذر»، برايان لادا، أن موجة صقيع ضربت المدينة في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، دفعت درجات الحرارة للانخفاض بمقدار 10 درجات تحت المعدل التاريخي. وسجَّلت المدينة درجات حرارة عظمى تراوحت بين 20 و30 درجة فهرنهايت، في أبرد فترة تمرُّ بها منذ فبراير (شباط) الماضي، لسكانها البالغ عددهم نحو 430 ألف نسمة.

وفي المقابل، وعلى بُعد نحو 225 مليون ميل، رصدت مركبة «كيوريوسيتي» التابعة لـ«ناسا» درجات حرارة نهارية بلغت نحو 30 درجة فهرنهايت على سطح الكوكب الأحمر، وفق «الإندبندنت». وفي حين هبطت درجات الحرارة ليلاً في منيابوليس إلى ما بين العشرينات والمراهقات (فهرنهايت)، فإنها سجَّلت على المريخ درجات حرارة قاربت 100 درجة تحت الصفر. وقال لادا إنّ ذلك «تذكير بأنه رغم تقارب درجات الحرارة النهارية أحياناً، فإنّ الكوكب الأحمر يظلّ عالماً مختلفاً تماماً».

ولكن، لماذا يكون المريخ بارداً إلى هذا الحد؟ الإجابة البديهية هي أنه في الفضاء، وهو كذلك أبعد عن الشمس من الأرض، فضلاً عن أنّ غلافه الجوّي الرقيق لا يحتفظ بالحرارة بكفاءة، وفق «ناسا».

فالأرض تدور على بُعد 93 مليون ميل من الشمس، في حين يقع المريخ على بُعد نحو 142 مليون ميل. كما أنّ غلافه الجوّي لا يُشكّل سوى نحو 1 في المائة من كثافة الغلاف الجوّي للأرض عند السطح، وفق «مرصد الأرض» التابع للوكالة. وهذا يعني أنّ درجة الحرارة على المريخ يمكن أن تنخفض إلى 225 درجة فهرنهايت تحت الصفر، وهي درجة قاتلة. فالبشر قد يتجمّدون حتى في درجات حرارة أعلى من 32 فهرنهايت، وهي درجة تجمُّد الماء. وأشار لادا إلى أنّ غياب بخار الماء في الغلاف الجوّي للمريخ يُسرّع فقدان الحرارة فور غروب الشمس.

لكن ذلك لا يعني غياب الطقس على الكوكب الأحمر. ففي بعض الجوانب، يتشابه طقس المريخ مع طقس الأرض، إذ يشهد كلاهما فصولاً ورياحاً قوية وسحباً وعواصف كهربائية. وتتكوَّن سحب المريخ على الأرجح من بلورات جليد الماء، لكنها لا تدرّ مطراً بسبب البرودة القاسية. وقال علماء «ناسا»: «إنّ الهطول على الأرجح يتّخذ شكل الصقيع. فسطح المريخ يكون عادة أبرد من الهواء، خصوصاً في الليالي الباردة الصافية، مما يجعل الهواء الملامس للسطح يبرد وتتجمَّد الرطوبة عليه». وقد رصدت مركبة «فايكينغ 2» هذا الصقيع على السطح في بعض الصباحات خلال سبعينات القرن الماضي.

وتُواصل مركبة «كيوريوسيتي» تتبُّع الطقس المريخي منذ وصولها إلى فوهة غيل عام 2012، وهي تقع في نصف الكرة الجنوبي قرب خطّ الاستواء. وفي الأول من ديسمبر (كانون الأول)، سجَّلت المركبة درجة حرارة عظمى بلغت 25 درجة فهرنهايت، بينما هبطت الصغرى إلى 96 درجة تحت الصفر.


أصغر تمثال في التاريخ... فنان بريطاني يصنع عملاً بحجم خلية دم

الخيال أكبر دائماً من المقاييس (ديفيد أ. ليندون)
الخيال أكبر دائماً من المقاييس (ديفيد أ. ليندون)
TT

أصغر تمثال في التاريخ... فنان بريطاني يصنع عملاً بحجم خلية دم

الخيال أكبر دائماً من المقاييس (ديفيد أ. ليندون)
الخيال أكبر دائماً من المقاييس (ديفيد أ. ليندون)

قال فنان متخصّص في الأعمال الميكروسكوبية إنه حطَّم رقمه القياسي العالمي السابق بعد ابتكار أصغر تمثال مصنوع يدوياً في التاريخ.

ووفق «بي سي سي»، أوضح ديفيد أ. ليندون، من مدينة بورنموث في مقاطعة دورست البريطانية، أنّ عمله الأخير الذي أطلق عليه «الوجه الأصفر المبتسم» هو «غير مرئي للعين البشرية»، إذ لا تتجاوز أبعاده 11.037 ميكرون طولاً و12.330 ميكرون عرضاً.

وأشار ليندون إلى أنّ عمله الفنّي «يعيش» فوق طابع بريد من الدرجة الأولى، على نقطة دقيقة جداً موضوعة فوق صورة عين الملكة الراحلة.

ونجح العمل في تحطيم الرقم القياسي السابق للفنان نفسه لأصغر تمثال مصنوع يدوياً، وهو «قطعة الليغو».

ويُعرَف ليندون، الحاصل على 12 رقماً في «موسوعة غينيس»، بأعماله الفنّية شديدة الصغر، من بينها 3 نسخ ميكروسكوبية من لوحات فان غوخ الشهيرة، نفَّذها داخل آلية ساعة، وبيعت مقابل 90 ألف جنيه إسترليني. أما «قطعة الليغو الحمراء» فبلغت أبعادها 0.02517 ملم طولاً و0.02184 ملم عرضاً.

في مساحة بحجم ذرّة يصنع الفنان عالماً كاملاً (ديفيد أ. ليندون)

وقال الفنان: «قطعة الوجه الأصفر المبتسم تُعادل نصف حجم (قطعة الليغو الحمراء)، التي كانت بدورها أصغر بـ4 مرات من الرقم القياسي السابق». وأوضح أنّ حجم العمل الجديد يُعادل حجم خلية دم بشرية، أو جراثيم العفن، أو البكتيريا، أو بودرة التلك، أو قطرة ضباب.

ومن أعماله الأخرى مجسَّمات مجهرية لحيوانات دقيقة يصنعها داخل ثقب الإبرة، بدءاً من الحوت الأزرق وصولاً إلى فراشة الطاووس الرقيقة. وأضاف مازحاً: «ربما أكون قد فقدتُ عقلي تماماً».

ويجري تثبيت الطابع الذي يحمل «الوجه الأصفر المبتسم» على برج زجاجي داخل صندوق زجاجي مُحكَم الإغلاق. وأعرب ليندون عن امتنانه للدكتورة سارة إليوت وجاك روز من جامعة بورنموث على قياس العمل الجديد، واعتماده على هيئة رقم قياسي عالمي.


ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
TT

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)

أصدر النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو تحذيراً للممثلين الشباب، موضحاً سبب رفضه عروضاً ضخمة في بداية مسيرته الفنية الحافلة.

وأكد دي كابريو، البالغ من العمر 51 عاماً، أن الإفراط في الظهور قد يضر بالممثل الطموح الذي يتطلع إلى النجاح في هوليوود، وفقاً لشبكة «فوكس نيوز».

وقال نجم فيلم «تايتانيك»: «أكثر ما يمكنني قوله هو إنه إذا كنت تحب هذه المهنة، إذا كنت تحب التمثيل، فعليك أن تدرك أنها أشبه بماراثون، وليست سباقاً قصيراً».

وأضاف: «هذا لا يعني أن هذه كلها خيارات مصيرية. لا تجرّبوا شيئاً تجارياً. لا تفعلوا هذا مبكراً جداً.. يتعلق الأمر بفكرة النظر إلى مسيرتكم المهنية بعد 20، 30، 40، 50 عاماً من الآن، ووضع هذه العناصر معاً لضمان استمراريتها».

وتابع: «ربما يكون الإفراط في التعرض مضراً... أعتقد، إن لم يكن هناك أي شيء، أنني كنتُ أملك حدساً مبكراً بشأن الإفراط في التعرض. صحيحٌ أن ذلك كان زمناً مختلفاً. كان زمناً شاهدتُ فيه ممثلين اختفوا عن الأنظار، ولم نكن نعرف الكثير عنهم. أما الآن، فقد اختلف الأمر كثيراً مع وسائل التواصل الاجتماعي. لكنني لم أتمكن من معرفة الكثير عنهم إلا ما رأيته على الشاشة».

أشار دي كابريو إلى أن الزمن تغير بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، لكن مشاهدة ممثلين آخرين يبنون ببطء أعمالاً قوية أثّرت على قراراته المهنية.

وشرح: «رأيتهم يبنون أعمالاً رائعة مع مرور الوقت. لم أُغمر بفيضٍ هائل من أفلامهم في عام أو عامين. هذا لا يعني أنه لا يجب عليك قبول العمل عندما يُعرض عليك، ولكن الفكرة هي توزيعه، أو ربما مجرد اختيار الأفلام التي تضم شخصيات ثانوية رائعة ومثيرة للاهتمام وتترك بصمتك في هذا المجال».

اشتهر دي كابريو برفضه دوراً في فيلم «هوكس بوكس»، وهو أعلى أجر كان سيحصل عليه آنذاك. وبدلاً من ذلك، قبل دور «ما الذي يزعج جيلبرت جريب»، الذي نال عنه أول ترشيح لجائزة الأوسكار. وصرح الممثل أن نقطة التحول في مسيرته كانت فيلم «تايتانيك»، الذي مكّنه من اختيار أفلامه بنفسه.

وأوضح: «كنت محظوظاً جداً في البداية. وكما ذكرتُ مع فيلم (تايتانيك)، كانت تلك نقطة التحول الحقيقية، عندما أتيحت لي فرصة اختيار أفلامي بنفسي. ولكن حتى ذلك الحين، كنتُ أشارك في العديد من الأفلام المستقلة. كنتُ أختار الشخصية التي أجدها الأكثر إثارة للاهتمام، والتي أستمتع بها».