يحقق مهرجان «بيروت للأفلام القصيرة» (Beirutshorts) عاماً بعد عام، ودورة تلو الأخرى تطوراً لافتاً. فبعدما كان يتلقى نحو 1000 شريط قصير للمشاركة فيه، تجاوز هذا العدد اليوم الـ3000 فيلم من هذه الفئة، فتوسعت آفاقه وزادت خياراته مما رفع من مستوى عروضه عربياً وعالمياً.
والمعروف أن هذا المهرجان هو الرابع عربياً بعد «قرطاج السينمائي» و«القاهرة السينمائي» و«الإسكندرية السينمائي» المؤهّل لجائزة الأوسكار.
ويشير سام لحود مدير المهرجان ومنظّمه، إلى أن هذا التصنيف يعدّ أعلى اعتماد عالمي للمهرجانات السينمائية. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «ننتظر هذا العام وبالتحديد شهر يناير (كانون الثاني) المقبل نتيجة ترشح 3 أفلام لبنانية قصيرة إلى هذه الجائزة. وفي الدورة الحالية سنختار ضمن مسابقة (الأفلام المحترفة) 3 أفلام أخرى لتدخل السباق العام المقبل».
وتمر هذه الأفلام بمراحل ثلاث للوصول إلى الأوسكار. تبدأ بالتأهل ومن ثم الانضمام إلى القائمة المختصرة المعدّة للترشح وصولاً إلى الجائزة.
في الدورة الـ19 للمهرجان، وتقام من 3 نوفمبر (تشرين الثاني) لغاية 7 منه، سيتم عرض 85 فيلماً قصيراً من لبنان والعالم. يشارك فيها متخرجون جدد وطلاب إخراج جامعيين لبنانيين. ويوضح لحود في سياق حديثه: «لقد اخترنا هذه الأفلام ضمن مواصفات عالية وبينها 13 فيلماً، كمشروع تخرّج، و15 لطلاب في سنتيهم الثانية والثالثة. وتتضمن المسابقة الرسمية للمهرجان 41 فيلماً لبنانياً ودولياً. كما أن هناك 8 أفلام من لبنان والعالم تشارك في مسابقة المهرجان (الأرض والسلام والعدالة)».
وتتنوع الأفلام القصيرة المشاركة في «بيروت الدولي للأفلام القصيرة» ما بين خيالية ووثائقية واجتماعية وتجريبية ومتحركة وغيرها. نذكر بينها الأفلام اللبنانية «في مكان ما ولكن ليس هنا» و«هذا التنافر» و«لست خائفاً فقط حزيناً».
ومن البلدان المشاركة في المهرجان هنغاريا وإسبانيا وأميركا وكرواتيا والمملكة السعودية والنمسا والبرازيل وغيرها.
وعن جديد هذه الدورة يوضح سام لحود لـ«الشرق الأوسط»: «نجتهد دائماً لتزويد دورات المهرجان بالحداثة والتطور. فلجنتنا التحكيمية هذه السنة يشارك فيها مديرو برامج مسابقات رسمية في مهرجانات عالمية. ويحل ضيوفاً على المهرجان مديرون من (برلين السينمائي) و(لوكارنو) و(كليرمون فيران). إضافةً إلى عدد من صناع سينما لبنانيين ككارولين لبكي، وممثلين بينهم رودريغ سليمان وإلسا زغيب».
ولأول مرة يقيم «بيروت للأفلام القصيرة» تعاوناً مع مؤسسة «متروبوليس» السينمائية. فتستضيف جميع عروض المهرجان. ويعلّق لحود: «إنها المرة الأولى التي تجتمع مؤسستان سينمائيتان في شراكة واحدة. فمنظِّما هذا المهرجان (مجتمع بيروت السينمائي) مع (متروبوليس) يؤلّفان جهتين رائدتين في المهرجانات السينمائية في لبنان. ونتمنى أن تتوسع هذه الشراكات مع مهرجانات أخرى من هذا النوع. ونحن على تواصل دائم مع بعض منها وبينها (طرابلس السينمائي) و(كابريوليه). ولكن جمع جهتين رائدتين كما حصل بيننا وبين (متروبوليس) لا بد أن يزود هذا القطاع بالقوة».
ومن المفاجآت التي يعدّها المهرجان هذه السنة هو تقديم جوائز مالية تصل إلى نحو 3500 دولار. كما أن الفيلم الذي يحوز جائزة الجمهور يحصل صاحبه على بطاقة سفر إلى فرنسا للمشاركة في مهرجان «كليرمون فيران». ويستطرد لحود: «هذه السنة نحمل أفلاماً لبنانية إلى المهرجان الفرنسي المذكور. ويجري بين 30 يناير و8 فبراير (شباط). واختيارنا هذه السنة شخصيات من مهرجانات عالمية، إنما هو للوقوف على مستوى أفلامنا اللبنانية عن قرب. فعندما يشاهدون فيلماً ضمن بيئتنا فلا بد أن يتماهوا مع موضوعه بشكل أفضل. فالأفلام اللبنانية باتت اليوم تشارك في معظم المهرجانات العالمية. وهو أمر نفتخر به ونرغب في أن ينمو هذا القطاع».
وبالنسبة إلى مستوى الأفلام المشاركة في المهرجان يوضح سام لحود: «إنها بغالبيتها أفلام شبابية تنبض بموضوعات متنوعة وأفكار جريئة، وتتناول العدالة والحروب وقصصاً اجتماعية. وهي شرائط قصيرة تنطوي على تقنيات عالية توازي تلك المتبعة عالمياً. كما أننا أقمنا تعاوناً مع (برلين السينمائي) بحيث نعرض حلقتين عن مجريات مهرجان العام الفائت مع عرض 12 فيلماً شاركت فيه. وسيحضر مدير برنامج (أجيال) فانسان فورستر، من «مهرجان برلين» هذه العروض».
