قال خبير سابق في جرائم الفن بمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) إن العصابة التي نفذت عملية سطو على متحف اللوفر يوم الأحد وسرقت بعضاً من أشهر جواهر التاج الفرنسي قد ينتهي بها الأمر إلى صهر المسروقات.
وأشار الخبير تيم كاربنتر أيضاً إلى أن فريق اللصوص الذي يقف وراء هذه العملية «الصادمة» كان يركز على «الكنوز ذات القيمة الثقافية والتاريخية الهائلة».
وقال لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية: «كانوا يعرفون تماماً ما يريدون، وأدركوا قيمة هذه القطع وأهميتها الثقافية. كما أدركوا أن هذا الأمر بالغ الأهمية للشعب الفرنسي».
وأشار كاربنتر إلى أن «الأمر المروع أيضاً هو أن السرقة وقعت نهاراً بينما كان المتحف مفتوحاً».

ووقعت السرقة بين الساعة 9:30 و9:40 صباحاً (7:30 و7:40 بتوقيت غرينتش)، بواسطة شاحنة مجهزة برافعة ركنت لجهة رصيف نهر السين. وقد صعد اللصوص بواسطة الرافعة إلى مستوى نافذة الطابق الأول وقاموا بتحطيمها بواسطة جهاز قص محمول. ودخلوا إلى قاعة أبولون التي تضم مجوهرات التاج الفرنسي وهشموا واجهتين تحظيان بحماية عالية كانت الحلى فيهما.
وأوضحت وزارة الثقافة الفرنسية أن اللصوص سرقوا ثماني حلي «لا تقدر بثمن على الصعيد التراثي»، مشيرة إلى أن قطعة تاسعة هي تاج الإمبراطورة أوجيني زوجة نابليون الثالث (الذي كان إمبراطوراً بين العامين 1852 و1870) أسقطها اللصوص خلال فرارهم.
أوضح كاربنتر: «يمكن صهرها أو تفكيكها. سيستخرجون أحجاراً من التيجان، ويقطعون الأحجار، ثم يسوّقونها كلٌ على حدة».
وعبر الخبير عن أمله في استعادة هذه القطع «قبل أن نفقدها للأبد».
ومن جهتها، قالت المدعية العامة في باريس، لور بيكو، إنه نظراً لأنه من شبه المستحيل بيع الحلي المسروقة كما هي، فقد يكون اللصوص قد تصرفوا «لصالح جهة معينة»، أو أرادوا سرقة أحجار كريمة «للقيام بعمليات غسل الأموال».
ويعتبر متحف اللوفر هو أكبر متحف في العالم، ويستقبل سنوياً نحو تسعة ملايين زائر، ويضم 35 ألف عمل فني على مساحة 73 ألف متر مربع.

ولقيت هذه العملية اهتماماً واسعاً عالمياً، وأثارت جدلاً سياسياً في فرنسا، وأعادت فتح النقاش حول أمن المتاحف التي تواجه «ضعفاً كبيراً»، بحسب ما قال وزير الداخلية لوران نونيز.
وقال نونيز إن عملية السرقة استمرت «سبع دقائق»، وإن منفذيها لصوص «متمرّسون» قد يكونون «أجانب» و«ربما» عرف عنهم ارتكابهم وقائع مشابهة.



