«مرحبا دولة» يكتسح وسائل التواصل الاجتماعي بعد الشاشة

يُعدّ أول تجربة كوميدية تحمل هوية لبنانية واضحة

أبطال «مرحبا دولة» تحوّلوا إلى نجوم الشاشة (إنستغرام)
أبطال «مرحبا دولة» تحوّلوا إلى نجوم الشاشة (إنستغرام)
TT

«مرحبا دولة» يكتسح وسائل التواصل الاجتماعي بعد الشاشة

أبطال «مرحبا دولة» تحوّلوا إلى نجوم الشاشة (إنستغرام)
أبطال «مرحبا دولة» تحوّلوا إلى نجوم الشاشة (إنستغرام)

رغم انتهاء موسم عرض البرنامج التلفزيوني (ست كوم) «مرحبا دولة»، فإنه يشكّل اليوم ظاهرة على مواقع التواصل. موسمه التلفزيوني الأخير عبر شاشة «إل بي سي آي» انتهى عرضه منذ أشهر، ومع ذلك يحقّق بأثر رجعي نجاحات واسعة وصلت إلى بلدان عربية عدّة. فأنْ يجذب البرنامج محتواه المُشاهد المصري المعتاد على أعمال لعمالقة الكوميديا العربية، وكذلك المتابع الجزائري الذي بالكاد يفهم اللهجة اللبنانية، هو أمر أثار فضول كثيرين. فما سرّ هذا البرنامج الذي حضَّ جوي بيار الضاهر، مدير المحطّة المذكورة، على المغامرة بإدخاله إلى شبكة برامجها؟

تؤكد إدارة «إل بي سي آي» أنّ «مرحبا دولة» ليست مغامرة خاضتها المحطة، بل تُعبّر عن إيمانها بقدرات شبابية واعدة. فالفريق سبق أن أثبت نجاحه في المسرح، ودخوله برمجة «إل بي سي آي» ساعد على توسيع فئة متابعيها. ويضيف مصدر في الإدارة لـ«الشرق الأوسط»: «الهدف بالنسبة إلينا ليس النجاح أو إثارة الجدل، بل الإضاءة على مشكلات المواطن اليومية بمقاربة تُشبه واقعنا، ولو من باب الكوميديا والنقد».

حسين قاووق أحد أعمدة البرنامج الأساسيين مع ترف التقي (إنستغرام)

يتألّف فريق «مرحبا دولة» من مخرجه محمد دايخ، صاحب شخصية «عاطف» في العمل، يشاركه التمثيل صديقه حسين قاووق بدور «بدري»، وكذلك شقيقه حسين دايخ (زهير)، وشيرين الحاج (عبير)، ومحمد عبدو (فاروق)، ومهدي دايخ (بيضون)، وذو الفقار ياسين (مرزوق). ومؤخراً شاركت فيه ترف التقي بدور «ليلى»، فجدَّدت بإطلالتها إيقاع البرنامج، وشكَّلت ثنائية رومانسية مع محمد دايخ طبعت ذاكرة المُشاهد.

وإذا ما جلنا اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي، من «فيسبوك» و«تيك توك» و«إنستغرام»، فسنلاحظ اكتساح لقطات من «مرحبا دولة» هذه المنصات الإلكترونية بقوة. واللافت تبادلها من جنسيات عربية مختلفة، في مقدمتها المصريون، فهم يُخصّصون تعليقات مُصوَّرة يتحدَّثون فيها عن إعجابهم بالفريق، ومرّات كثيرة يطرحون الأسئلة حول الإمكانات والقدرات الهائلة التي يملكها الفريق لإضحاك متابعيه.

المحتوى الذي يُقدّمه فريق «مرحبا دولة» يتمتّع بعفوية كبيرة، حتى إنّ الناس تتخيّل أن جميع مَشاهد حلقاته ترتكز على الارتجال. كما أنّ جرأة الموضوعات التي يتناولها استطاعت قَلْب صفحة في الكوميديا اللبنانية لتدخل حقبة جديدة؛ فمنذ نحو 20 عاماً لم يشهد برنامج كوميدي هذا النجاح ولا الانتشار الواسع الذي وصل إلى المنطقة العربية بأكملها. حتى إن «مرحبا دولة» كسر الصورة الكوميدية العالقة في أذهان اللبنانيين منذ «أسأل شي»، و«لا يملّ»، و«ما في متلو»، فضخَّ الحداثة في تركيبة محتوى جريء وحقيقي.

«مرحبا دولة» سرق انتباه المُشاهد العربي (إنستغرام)

لم يغضّ البرنامج النظر عن النعرات الطائفية، ولم يمتنع عن التحدّث عن الأديان وإشكالية تعاطي اللبنانيين بها، ولم توفّر انتقاداته الساخرة شخصيات سياسية وأمنية. فالفريق يُجسّد دور رجال شرطة عسكرية في فصيلة «رف الحمام» التابعة لقوى الأمن، تُواجه مشكلات أمنية واجتماعية، مثل ترويج المخدرات وغيرها، وتحاول إيجاد حلول لها بأسلوب بسيط ومضحك. أحياناً يتجاوز النصّ الخطوط الحمراء التي توهم المُشاهد بأنّ أحداً لن يتجاوزها، إذ يتجرّأ البرنامج، ويخوض موضوعات دقيقة كانت تُعدّ من المحرّمات، وهو ما طرح أسئلة كثيرة من مصريين وجزائريين ولبنانيين حول سبب تأخُّر عرض هذا النوع من الأعمال.

لكن منتج البرنامج في مواسمه الأولى، فراس حاطوم، يشرح لـ«الشرق الأوسط»: «برأيي، إنه التطور الطبيعي لهذا النوع من البرامج عبر محتوى واقعي بامتياز. فلماذا نتقبّل محتوى كوميدياً جريئاً مصرياً أو سورياً، ولا يُطبّق ذلك على اللبناني؟». ويستطرد: «لماذا حقّق هذا الـ(ست كوم) الانتشار الواسع عربياً؟ الجواب ببساطة هو أننا لم نُقدّم من قبل محتوى يُشبهنا. كان المحتوى شبه سطحي، ومن الصعب أن يعلق بأذهان الناس، وهو ما تخطّاه فريق (مرحبا دولة) وحقَّق المختلف».

بحنكة وذكاء، يَحْبك محمد دايخ نصوص حلقات «مرحبا دولة»، ويستخدم في معظم الأحيان الضحكة لإيصال رسائل مبطّنة وموجعة، فتلامس العمق الإنساني ببساطة، وتحضُّ المُشاهد على عدم تفويت أي من حلقات العمل، لشعوره بنهم شديد تجاه موضوعات تُخاطبه مباشرة. ويُعلّق حاطوم: «لطالما أُعجبتُ بمحمد دايخ وأسلوب تفكيره الفنّي، ولذلك فكّرت في برنامج تلفزيوني أُنتجه له. ولا شك أنّ الفضل الأكبر لترجمة فكرتي على الشاشة يعود إلى جوي الضاهر، مدير محطة (إل بي سي آي)؛ فبعدما شاهد الحلقة التجريبية للبرنامج، وافق بسرعة، ولم يترَّدد في عرضها كما هي لتفتتح الموسم الأول. فالبرنامج انطلق أولاً تحت عنوان (تعا قِلّو بيزعل)، ومن ثم جاءت مواسم (مرحبا دولة). واضطر دايخ إلى إنتاج الموسم الأخير بنفسه لعدم إيجادي الوقت الكافي لإكمال المشوار معه، وأطللتُ في إحدى الحلقات للتأكيد أن هذا الفراق جرى على وفاق».

مخرج العمل محمد دايخ مع الممثلة ترف التقي شكّلا ثنائية مُتناسقة (إنستغرام)

وإذا ما اطّلعنا على شخصيات «مرحبا دولة»، لوجدنا أنها نماذج تُمثّل فئات من المجتمع اللبناني بكلّ أطيافه. والأهم هو أنّ كلَّ ممثل في العمل يُشكّل بطولة بذاته، وجميعهم يتمتّعون بالعفوية والتلقائية في التمثيل. أما عبارة حسين قاووق التي يستهلّ بها كلّ إطلالة له في الحلقة «كيفك؟ كيف الصحة؟ كلّو تمام؟»، فتحوّلت إلى تحية يومية عند اللبنانيين، يحبّون افتتاح يومهم بها بكونها فأل خير وابتسامة.

ويُعلّق حاطوم على عفوية الفريق: «هناك نص يكتبه محمد والجميع يلتزم به، لكنه يترك مساحة من الارتجال لكلّ ممثل، فتتلوَّن الحلقات بعفوية يُحبّذها المُشاهد وتولّد هذا التماهي بين الممثّلين وبينه».

يتناول «مرحبا دولة» مواقف يومية من حياة اللبنانيين، وقد تكون الحلقات التي يتحدّث فيها فريق العمل بالمصرية شكّلت الشرارة الأولى لمتابعته من مشاهدي «أم الدنيا»؛ ففي إحدى الحلقات، يستيقظ الفريق وهو يتحدَّث المصرية، ويبدأ بالبحث عن سبب ذلك، فكانت بمثابة لفتة ذكية من محمد دايخ، أخذ من خلالها برنامجه إلى الانتشار العربي.

ومن المواقف التي تتضمّنها حلقات «مرحبا دولة»، تلك التي تجمع بين الثنائي «ليلى» (ترف التقي) و«عاطف» (محمد دايخ). فهناك لغة بسيطة تعكس التواصل الحقيقي بين عاشقَيْن من دون أي «رتوش»، وكذلك المواقف التي تتناول مشكلات المواطنين مع أصحاب مولّدات الكهرباء، وتلك التي تحكي عن ترويج المخدرات عبر أبواب عالية، والمرأة التي ماتت واحتار أهل قريتها أين يدفنونها. تُشكّل جميعها مَشاهد كوميدية لا يمكن أن تمرّ عابرة على الشاشة، من دون أن تثير نوبات ضحك تلقائية عند متابعيها.

ويختم فراس حاطوم: «هناك أسلوب كوميدي جديد ابتكره محمد دايخ له بصمته الخاصة فيه، كما أنه استطاع أن يصنع من فريق (مرحبا دولة) ممثّلين مشهورين، رغم أنهم لم يمارسوا هذه المهنة على الشاشة من قبل. وأشجّع كلّ تجربة من هذا النوع كي تشقَّ طريقها. وما كان يحاول البعض زرعه في أذهاننا بأننا لا نستطيع مقاربة موضوعات معيّنة لأنها ستخلق استفزازاً بين اللبنانيين، تبيَّن أنه غير صحيح. كما أنّ ميزانية خجولة لا تُشكّل حاجزاً أمام شهرة برنامج ما».


مقالات ذات صلة

مدرّبو «ذا فويس»: الموسم السادس يحمل مواهب استثنائية

«ذا فويس 6» والمدرّبون ناصيف زيتون وأحمد سعد ورحمة رياض (إنستغرام)

مدرّبو «ذا فويس»: الموسم السادس يحمل مواهب استثنائية

كانت لـ«الشرق الأوسط» لقاءات مع المدرّبين الثلاثة خلال تسجيل إحدى حلقات الموسم السادس، فأبدوا رأيهم في التجربة التي يخوضونها...

فيفيان حداد (بيروت)
أوروبا شعار هيئة الإذاعة والتلفزيون الهولندية (متداولة)

هيئة الإذاعة والتلفزيون الهولندية توقف النشر على منصة «إكس» جرّاء «معلومات مضللة»

قالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الهولندية (إن أو إس)، الثلاثاء، إنها توقفت عن النشر على منصة «إكس» بسبب نشر المنصة معلومات مضللة.

«الشرق الأوسط» (أمستردام)
يوميات الشرق بيونة (أرشيفية - أ.ف.ب)

غياب بيونة... الفنانة الجزائرية الشاملة

توفيت في الجزائر العاصمة، اليوم (الثلاثاء)، الممثلة القديرة بيونة عن عمر ناهز 73 عاماً، إثر معاناة مع المرض، وفق ما أعلن التلفزيون الحكومي.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
يوميات الشرق بسمة وهبة مقدمة برنامج «90 دقيقة» (صفحتها على «فيسبوك»)

منع بسمة وهبة وياسمين الخطيب من الظهور على الشاشة لمدة 3 أشهر

قرر «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» في مصر، الخميس، منع ظهور بسمة وهبة المذيعة بقناة «المحور»، وياسمين الخطيب المذيعة بقناة «الشمس»، إعلامياً، لمدة 3 أشهر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق صورة جماعية من برنامج «دولة التلاوة» (فيسبوك)

«دولة التلاوة» يخطف الأنظار ويعيد برامج المسابقات للواجهة في مصر

خطفت الحلقة الأولى من برنامج «دولة التلاوة»، والتي ضمت تلاوات قرآنية لعدد من المتنافسين على جوائز مليونية، وعرضت على منصات مصرية، الجمعة، الأنظار.

داليا ماهر (القاهرة)

بشعار «في حب السينما»... انطلاق عالمي لمهرجان البحر الأحمر

جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي تتوسط أعضاء لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام (إدارة المهرجان)
جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي تتوسط أعضاء لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام (إدارة المهرجان)
TT

بشعار «في حب السينما»... انطلاق عالمي لمهرجان البحر الأحمر

جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي تتوسط أعضاء لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام (إدارة المهرجان)
جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي تتوسط أعضاء لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام (إدارة المهرجان)

تحت شعار «في حب السينما»، انطلقت فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة، وسط حضور كبير لنجوم وصنّاع السينما، يتقدمهم الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة، وجمانا الراشد، رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، إلى جانب أسماء سعودية بارزة في مجالات الإخراج والتمثيل والإنتاج.

ويواصل المهرجان، الذي يمتد من 4 إلى 13 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، ترسيخ موقعه مركزاً لالتقاء المواهب وصناعة الشراكات في المنطقة. وشهدت سجادة المهرجان الحمراء حضوراً مكثفاً لشخصيات سينمائية من مختلف دول العالم. وجذبت الجلسات الحوارية الأولى جمهوراً واسعاً من المهتمين، بينها الجلسة التي استضافت النجمة الأميركية كوين لطيفة، وجلسة للممثلة الأميركية كريستن دانست، وجلسة لنجمة بوليوود إيشواريا راي. وافتُتح المهرجان بفيلم «العملاق»، للمخرج البريطاني - الهندي روان أثالي، في عرضه الأول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو فيلم يستعرض سيرة الملاكم البريطاني اليمني الأصل نسيم حميد بلقبه «ناز».

ويسعى المهرجان هذا العام إلى تقديم برنامج سينمائي متنوع يضم عروضاً عالمية مختارة، وأعمالاً من المنطقة تُعرض للمرة الأولى، إضافة إلى مسابقة رسمية تستقطب أفلاماً من القارات الخمس. كما يُقدّم سلسلة من الجلسات، والحوارات المفتوحة، وبرامج المواهب، التي تهدف إلى دعم الأصوات الجديدة وتعزيز الحضور العربي في المشهد السينمائي الدولي.


السعودية تحصد 6 جوائز في «التميز الحكومي العربي 2025»

جانب من حفل جائزة التميز الحكومي العربي 2025 (الشرق الأوسط)
جانب من حفل جائزة التميز الحكومي العربي 2025 (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تحصد 6 جوائز في «التميز الحكومي العربي 2025»

جانب من حفل جائزة التميز الحكومي العربي 2025 (الشرق الأوسط)
جانب من حفل جائزة التميز الحكومي العربي 2025 (الشرق الأوسط)

حقّقت السعودية إنجازاً جديداً في مسيرة التطوير والابتكار الحكومي، بحصدها 6 جوائز، ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025، في حفل أقيم بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة، بما يعكس التقدم المتسارع في كفاءة العمل الحكومي السعودي وتبنيه أعلى المعايير العالمية في الإدارة والخدمات.

وفازت السعودية في الدورة الحالية عن فئات «أفضل هيئة أو مؤسسة حكومية عربية»، و«أفضل مبادرة عربية لتطوير التعليم»، و«أفضل مبادرة عربية لتطوير القطاع الصحي»، و«أفضل تطبيق حكومي عربي ذكي»، إلى جانب فئتي «أفضل مدير عام لهيئة أو مؤسسة عربية».

كما تضمنت الجوائز، التي حققتها السعودية، جائزة «أفضل موظفة حكومية عربية»، حيث فازت بدور خوجة، مدير وحدة الإثبات والتطبيق في إدارة الذكاء الاصطناعي بوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، تقديراً لدورها في توظيف التقنيات الحديثة في تحسين كفاءة الخدمات الحكومية.

نماذج حكومية

وشمل الحفل تكريم 26 فائزاً من النماذج الحكومية المتميزة، قدّموا مشاريع ومبادرات وُصفت بالملهمة في تطوير الخدمات وتحسين جودة حياة المواطن العربي. واستحدثت الجائزة في هذه الدورة فئة جديدة بعنوان «أفضل مبادرة عربية لتصفير البيروقراطية» ضمن الفئات المؤسسية، في ترجمة للتوجه المتزايد نحو تبسيط الإجراءات الحكومية واعتماد حلول رقمية مرنة وسريعة.

أكّد محمد القرقاوي، رئيس مجلس أمناء الجائزة، أن «جائزة التميز الحكومي العربي» تهدف إلى تطوير الخدمات، وتكريم الشخصيات، وإلهام الحكومات، وإبراز التجارب الناجحة في العالم العربي، مشدداً على أن «الغاية الأولى والأخيرة هي خدمة الناس وتحسين حياتهم».

وأوضح أن الحكومات القادرة على قيادة العقد المقبل هي تلك التي تتبنى عقلية القطاع الخاص في المرونة وسرعة الاستجابة للمتغيرات والتركيز على المتعاملين، والنظر إلى التحديات بوصفها فرصاً للنمو والتطور، معتبراً أن المرونة والاستباقية «مسيرة دائمة في التميز الحكومي، وليستا إصلاحات جزئية».

وأشار القرقاوي إلى أن استحداث فئة «أفضل مبادرة عربية لتصفير البيروقراطية»، ما ينسجم مع هدف خلق خدمات حكومية بسيطة ومرنة وخالية من التعقيدات، كاشفاً عن قفزة كبيرة في حجم المشاركة بهذه الدورة، حيث ارتفع عدد المشاركات إلى نحو 14.9 ألف مشاركة عربية، مقابل نحو 5 آلاف في الدورة الأولى، وقفزت طلبات الترشح من 1500 طلب إلى أكثر من 6.6 ألف طلب في الدورة الحالية، في مؤشر على تنامي الوعي العربي بأهمية التميز الحكومي، وتعزيز الإصرار على مواصلة «رحلة التميز» على مستوى المنطقة.

الفائزون في صورة تذكارية جماعية (الشرق الأوسط)

منبر للاحتفاء

من جانبه، أكّد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الجائزة أصبحت «منبراً للاحتفاء بالعطاء والإبداع والابتكار في العمل الحكومي»، موضحاً أنها لا تقتصر على لحظة تكريم، بل تمثل «رسالة ونداءً» لكل المستويات الحكومية بأن المبادرة إلى تغيير الواقع وتطويره أمر ممكن وواجب في آن واحد. وشدّد على أن روح المبادرة وجرأة تغيير الواقع إلى الأفضل «هي الروح المطلوبة في العمل الحكومي»، وأن الالتزام الأول لأي مسؤول عربي هو البحث عن سبل تحسين أداء المؤسسة التي يقودها، بما ينعكس على رفاه المواطن وجودة حياته.

26 فائزاً

وعلى مستوى النتائج الإجمالية، توزعت قائمة الفائزين بين عدد من الدول العربية؛ إذ بلغ عدد المكرمين 26 فائزاً، بينهم 6 من السعودية، فيما حصدت الأردن 4 جوائز، من بينها وزارة الصناعة والتجارة والتموين، ودائرة الجمارك الأردنية، ومشروع «شباب قادر على التكيف مع التغيرات ومُمكَّن اجتماعياً واقتصادياً»، إلى جانب تتويج الدكتور يوسف الشواربة، أمين عمّان، بجائزة «أفضل مدير بلدية في المدن العربية».

ونالت البحرين 3 جوائز عبر مشروع «الخدمات الإسكانية الإلكترونية التكاملية» بوزارة الإسكان والتخطيط العمراني، والبرنامج الوطني لتدريب وتأهيل المعلمين الجدد، إضافة إلى مبادرة «التدريب الزراعي» ضمن فئة التكريم الخاص.

وحصدت عُمان 3 جوائز، تمثلت في فوز سلطان الحبسي، وزير المالية، بجائزة «أفضل وزير عربي»، وتكريم عبد الرحمن البوسعيدي، مدير مشروع الإدارة الذكية في وزارة العمل، بجائزة «أفضل موظف حكومي عربي»، إلى جانب مبادرة «قدرات» بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية في شناص كإحدى أبرز مبادرات تمكين الشباب.

فيما ذهبت جائزتان لدولة الكويت عبر الهيئة العامة لمكافحة الفساد «نزاهة» عن مبادرتها لتطوير العمل الحكومي، وتطبيق «سهل» الحكومي.

وسجّلت مصر حضوراً لافتاً بـ5 جوائز ومبادرات، من أبرزها منظومة البنية المعلوماتية للتطعيمات بوزارة الصحة والسكان، ومشروع تنمية جنوب الوادي بتوشكى، ومبادرة تطوير «حي الأسمرات»، إلى جانب تكريم لمياء مصطفى من شركة مياه الشرب بالإسكندرية عن فئة «أفضل موظفة حكومية عربية».

كما شملت قائمة الفائزين منظومة «الحياة المدرسية» في تونس، ومبادرة «الخدمات الصحية الحكومية» من وزارة الصحة في فلسطين، ومبادرة «العودة إلى التعليم» من وزارة التربية في العراق، بما يعكس طيفاً واسعاً من المشاريع التنموية في التعليم والصحة والبنية التحتية وتمكين الشباب على امتداد العالم العربي.


بشعار «في حب السينما»... انطلاق عالمي لمهرجان البحر الأحمر

TT

بشعار «في حب السينما»... انطلاق عالمي لمهرجان البحر الأحمر

جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي تتوسط أعضاء لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام (إدارة المهرجان)
جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي تتوسط أعضاء لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام (إدارة المهرجان)

تحت شعار «في حب السينما»، انطلقت فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة، وسط حضور كبير لنجوم وصنّاع السينما من مختلف أنحاء العالم، تقدمهم الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي، وجمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، إلى جانب أسماء سعودية بارزة في مجالات الإخراج والتمثيل والإنتاج.

ويواصل المهرجان، الذي يمتد من 4 إلى 13 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، ترسيخ موقعه كمركز لالتقاء المواهب وصناعة الشراكات في المنطقة.

وشهدت سجادة المهرجان الحمراء حضوراً مكثفاً لشخصيات سينمائية من مختلف دول العالم، كما شاركت وجوه لامعة في عروض وجلسات حوارية خلال النهار، وجذبت الجلسات الأولى جمهوراً واسعاً من المهتمين، من بينها الجلسة التي استضافت النجمة الأميركية كوين لطيفة، وجلسة للممثلة الأميركية كريستن دانست، وجلسة لنجمة بوليوود إيشواريا راي.

وافتتح المهرجان دورته الخامسة بفيلم «العملاق»، للمخرج البريطاني - الهندي روان أثالي، في عرضه الأول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو فيلم يستعرض سيرة الملاكم البريطاني اليمني الأصل نسيم حامد بلقبه «ناز».

ويسعى المهرجان هذا العام إلى تقديم برنامج سينمائي متنوع يضم عروضاً عالمية مختارة، وأعمالاً من المنطقة تُعرض للمرة الأولى، إضافة إلى مسابقة رسمية تستقطب أفلاماً من القارات الخمس.

كما يقدّم المهرجان سلسلة من الجلسات، والحوارات المفتوحة، وبرامج المواهب، التي تهدف إلى دعم الأصوات الجديدة وتعزيز الحضور العربي في المشهد السينمائي الدولي.