أكثر من 78 عملاً فنياً... قام مبدعون مصريون شباب من محافظات مختلفة بتنفيذها من المخلفات، محاولين في أعمالهم الفنية استعادة روح التراث، واللوحات التي تعود لعصور قديمة، من بينها قطع من الخزف، والخوص، وطاولات، ومقاعد مصممة من إطارات السيارات القديمة بعد تغليفها بالخيوط والخيش، إلى جانب أعمال من الألمنيوم المثقوب، والزجاج، ومنها المرايا ووحدات الإضاءة.
وفي إطار احتفالات وزارة الثقافة المصرية باليوم العالمي للتراث الثقافي غير المادي، شهدت قاعة آدم حنين بالهناجر معرضاً فنياً نظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة، نتاج الورش الخاصة بمبادرة «دوّر تتطور» التي نفذتها الهيئة في عدد من محافظات الجمهورية، من بينها: الأقصر، الإسكندرية، البحيرة، أسوان، كفر الشيخ، الفيوم، مطروح، البحر الأحمر، الإسماعيلية، شمال سيناء، وجنوب سيناء، لتدوير المخلفات وتحويلها لأعمال فنية.
المعرض الذي يستمر حتى 21 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، افتتحه الفنان أحمد الشافعي، رئيس الإدارة المركزية للشؤون الفنية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، والذي أكد أن «المعرض يأتي في إطار توجه الهيئة العامة لقصور الثقافة نحو دعم الإبداع المرتبط بالهوية المصرية، وإتاحة مساحة حقيقية للفنانين والحرفيين للتعبير عن أفكارهم بأساليب معاصرة مستمدة من التراث».

وأضاف في بيان نشرته وزارة الثقافة على صفحتها بـ«فيسبوك» أن «ما يميز هذه التجربة قدرتها على تحويل الخامات البسيطة والمهملة إلى أعمال فنية راقية تحمل روح الابتكار، وتحافظ في الوقت نفسه على جوهر التراث، وبما يعبر عن خصوصية كل محافظة، وتميزها».
وقالت الفنانة فيفيان البتانوني، مدير الإدارة العامة للفنون التشكيلية بهيئة قصور الثقافة، إن «فكرة المشروع تقوم على تطوير المهارات الإبداعية للفنانين والحرفيين من خلال استغلال الخامات البيئية، وإعادة تدويرها لإنتاج أعمال فنية تجمع بين الطابعين التراثي والمعاصر في آنٍ واحد»، وأشارت إلى أن المشروع يستهدف إعداد «الفنان الحرفي» القادر على تجاوز حدود الحرفة التقليدية، وتحويلها إلى منتج يحمل بصمته الخاصة، ويؤسس علامة تجارية مميزة له.
ولفتت إلى أن المشروع يسعى إلى تقديم منتجات جديدة تنافس بقوة في السوق، مؤكدة أن الإبداع والتميز في التصميم هما سر النجاح والاستمرارية، خاصة في ظل التحديات التي تواجه الحرفيين.

وقالت فيفيان لـ«الشرق الأوسط»: «نعقد دورات تدريبية للشباب من 18 إلى 40 سنة حتى يتمكنوا من إنشاء مشروعات صغيرة، ونركز على اختيار مشاركين لديهم لمسة فنية، أو يريدون تأسيس براند، نرى الخامات البيئية التي يمكن تدويرها في حوزتهم، لنساعدهم على تسويق أنفسهم ببصمة خاصة ليستطيعوا أن ينافسوا في السوق».
ويضم المعرض مجموعة من الأعمال الإبداعية التي جسدت فكرة تحويل المخلفات إلى منتجات منزلية فنية، منها أنتريه مبتكر من مواد معاد تدويرها وتشكيلها ودهانها بطريقة جمالية، إلى جانب قطع أثاث متنوعة منها طاولات، وكراسي، ومكتبة، تم تصميمها من ورق معاد تدويره.
وتضيف مدير الإدارة العامة للفنون التشكيلية: «نحاول أن نجعل المشاركين يقدمون نماذج مختلفة لها أصول في الثقافة المصرية القديمة، أو القبطية، أو الإسلامية، حتى يتمكنوا من الوصول لحجم وشكل المنتج الذي يحمل روح التراث، ويطورونه بوصفه حرفة بيئية، ويقومون بتسويق فكرته، وليس مجرد منتج، وقد تم العمل مع شباب في 11 محافظة، وكان التركيز كله على صناعة الأثاث من المخلفات».

وقدم المشاركون نموذجاً لغرفة نوم متكاملة من الخوص، تضمنت سريراً وكرسياً وطاولة وسجادة فنية بتصميم فني يعكس روح الحرفية، بالإضافة إلى غرفة سفرة من قشر الخشب.
وحضر افتتاح المعرض الدكتورة حنان موسى، رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث بالهيئة، والدكتور بدوي مبروك، مدير عام الإدارة العامة لثقافة القرية، والدكتور محمد غالب، أستاذ ورئيس قسم البرنامج الخاص بكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان.


