أصبح الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مرمى التندر، بعد مغادرة «حلم» حصوله على جائزة نوبل للسلام، التي تحدث عنها من قبل، ورشحه لها رؤساء دول، وأعربت الجهة المانحة عن تقديرها اهتمام الرئيس الأميركي بالجائزة.
واجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية «كوميكسات»، و«إيفيهات»، و«مقاطع فيديو»، ولقطات من أفلام عربية شهيرة ساخرة، بعد عدم حصوله على جائزة «نوبل» للسلام؛ إذ أعلنت لجنة نوبل النرويجية فوز زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو بالجائزة؛ تقديراً لجهودها في تعزيز الحقوق الديمقراطية.
وتصدر اسم ماريا كورينا ماتشادو «الترند»، بموقع «غوغل»، بينما تصدر اسم ترمب، «الترند»، بموقع «إكس»، بمصر، وسط حالة واسعة من السخرية واستعادة بعض تصريحات ولقطات من مؤتمرات وإطلالات سابقة لترمب، عقب إعلان فوز ماريا بالجائزة.

وبرغم شهرة ترمب وحضوره الدائم على «السوشيال ميديا» بمصر باسم «أبو حنان»، وهو اللقب الذي أطلقه عليه الإعلامي المصري عمرو أديب خلال فترة رئاسته الأولى، وفق تدوينة له على موقع «إكس»، واعتمده الكثير من المصريين فيما بعد، فإن «الكوميكس» و«الإيفيهات» التي سخرت منه هذه المرة كانت أشد حدة، وتنوعت بشكل لافت منذ إعلان الجائزة.
وركزت المنشورات «السوشيالية»، بشكل أكبر على ادعاءات ترمب بتحقيق السلام العالمي، وفيديوهاته التي تحدث خلالها عن إنجازاته في هذا الصدد، وصور أخرى وهو يحمل جائزة وهمية، وغيرها وهو يحاول الوصول إلى الجائزة، وأخرى تم تركيبها على رأس بعض الطيور والأسماك، وكذلك على شكل فاكهة، بجانب ظهوره مع ممثلين مصريين في لقطات فنية شهيرة تم تركيبها، من بينهم عادل إمام، وطلعت زكريا، وحسن البارودي، وغيرهم.

وكتبت حسابات عدة على موقع «فيسبوك»، من بينها حساب باسم محمد مهدي الذي علق على الحدث ساخراً: «ترمب يصاب بالجنون بعد منح جائزة نوبل للسلام إلى الفنزويلية ماريا رغم مطالبة ترمب بالجائزة عشرات المرات بحجة إيقافه لـ7 حروب».
وحساب آخر باسم ماجي بدر، التي نشرت مقطع فيديو ساخراً وكتبت: «الفريق المصري في المفاوضات وهو يحاول إقناع ترمب بجائزة غير نوبل».
وكتب حساب باسم طارق زهران مستعيناً بلقطة من أحد الأفلام المصرية بشكل ساخر: «رغم محاولاته لتقديم نفسه (صانع سلام)، لجنة نوبل تستبعد ترمب من الجائزة الأشهر في العالم، وتكشف أسباب القرار بأنه أشعل حروباً تجارية في العالم».
وكتب حساب آخر باسم طارق صبري «نوبل إيه اللي كنت عايز تاخدها... كل كشري يا أبو حنان»، وذلك على وقع جملة «يا حوستي السودا يا أنا يا أمه»، التي قالها الفنان الراحل محمود عبد العزيز في فيلم «جري الوحوش».

وتعليقاً على انتشار العديد من «الكوميكس» والصور ومقاطع الفيديو التي تناولت الحدث وتندرت به، أكد الكاتب والناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن أن «ترمب حالة إعلامية خاصة، فهو رجل كثير الكلام والتصريحات والإطلالات، ويتناول موضوعات كثيرة كان غيره أكثر تحفظاً من ناحيتها، فما يفكر به يقوله فوراً من دون حسابات».
وخلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، وصف عبد الرحمن، صاحب كتاب «فلسفة البلوك... ما فعلته بنا السوشيال ميديا»، ما يفعله ترمب خلال إطلالاته بأنه «ظاهرة جديدة على السياسة الدولية»، موضحاً أن «ما جرى من الناس أمر عادي في إطار الحدث، وذلك بعد خروج شخصية بهذه الأهمية ليطلب الحصول على جائزة هو وكل من حوله كان الأمر شغلهم الشاغل».
ولفت عبد الرحمن إلى أن تفاعل «السوشيال ميديا» مع الحدث طبيعي، خصوصاً أن اعتماد السخرية عبر صور ومقاطع فيديو وإيفيهات وتعليقات هي طريقة مؤثرة في التفاعل والمشاركات والتعبير بشكل عام.




