بعد النجاح الكبير الذي حققه فيلم «هيبتا: المحاضرة الأخيرة» عام 2016، تعود الحكاية من جديد عبر فصل مستقل بعنوان «هيبتا: المناظرة الأخيرة»، الذي يُعرض في دور السينما المصرية ابتداءً من 8 أكتوبر (تشرين الأول)، وفي باقي الدول العربية ابتداءً من 9 أكتوبر.
الفيلم الجديد يتشارك في بطولته: منة شلبي، ومحمد ممدوح، وكريم قاسم، وكريم فهمي، ومايان السيد، وجيهان الشماشرجي، بالإضافة إلى ظهور خاص للفنان هشام ماجد، وكتبه محمد صادق، ويخرجه هادي الباجوري، واحتفل صنّاعه بقرب عرضه في مؤتمر صحافي، الجمعة، بإحدى دور العرض في القاهرة.
تبدأ قصة الفيلم مع «سارة»، التي تجسدها منة شلبي، وهي شخصية عملية ترى الحب بعين المنطق أكثر من القلب. تقدم خلال مناظرة حيّة تطبيقاً مبتكراً صممته لربط الأشخاص وتبسيط تعقيدات الحب من خلال إزالة المشاعر الصعبة التي تعترض العلاقات. وبينما تكشف عن تفاصيل مشروعها، تتشابك روايتها مع أربع قصص حب عميقة، كل منها تكشف جوانب مختلفة من التجربة الإنسانية.

من بين الشخصيات الرئيسية يظهر «أسامة»، الذي يلعب دوره محمد ممدوح؛ رجل طيب القلب وصادق، لم يفقد إيمانه بالحب رغم إخفاقاته المتكررة. إلى جانبه «آدم»، الذي يؤديه كريم فهمي؛ فنان حساس وهادئ يرى في الحب مصدر إلهام دائم. أما «مي»، التي تجسدها سلمى أبو ضيف، فهي شابة تبحث عن الاستقرار وتطمح لتأسيس أسرة مستقرة، في حين يعكس «عمار»، الذي يؤديه كريم قاسم، صراعاً داخلياً لطبيب نفسي ناجح يسعى إلى السيطرة أكثر من الانصياع لمشاعره.
ومن شخصيات الفيلم أيضاً «فريدة»، التي تجسدها مايان السيد، الطالبة التي لم تضع الحب في أولوياتها، لتجد نفسها فجأة أمام تجربة تغير نظرتها للحياة. وهناك «مصطفى»، حسن مالك، الشاب الاجتماعي المندفع الذي يعيش اللحظة بلا حسابات طويلة؛ ما يجعله مثيراً للفضول ومليئاً بالمفاجآت.
وقال المنتج محمد أسامة إن «فكرة تقديم جزء ثانٍ من فيلم (هيبتا) لم تكن مطروحة في البداية»، موضحاً خلال المؤتمر الصحافي أن «الحماس الجماهيري الكبير للعمل الأول كان هو الدافع الأساسي للتفكير في الاستمرار»، وقال إن النقاشات التي جمعته بالكاتب محمد صادق والمخرج هادي الباجوري منذ عام 2019 أسفرت عن تطوير المشروع بصورة مغايرة لما قُدم سابقاً.
وأكد أن الفكرة خضعت لعدة تغييرات حتى وصلت إلى صيغتها الحالية، موضحاً، رداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك بالفعل أفكاراً لجزء ثالث، إلا أن الأولوية حالياً هي لقياس ردود فعل الجمهور على الجزء الثاني قبل اتخاذ أي قرار جديد».
وحول اعتذار الفنان ماجد الكدواني عن عدم الاشتراك في الجزء الثاني، أكد أسامة أن «جميع الأدوار الموجودة في الأحداث ليس لها علاقة بالجزء الأول».
وقال المؤلف محمد صادق إنه سعى في كتابة الجزء الجديد إلى مواكبة التطور الذي يشهده المجتمع في لغته وتفكيره، مبيناً أن «التغير المستمر في شكل العلاقات الإنسانية يجعل من الصعب الوصول إلى تعريف ثابت للحب أو الارتباط، ولذلك اعتمد النص على تصوير هذا التغير المتواصل بطريقة تعكس الواقع الاجتماعي الراهن».
وأشار المخرج هادي الباجوري إلى أن الفارق الزمني بين الجزء الأول والثاني أثّر في طريقة المعالجة البصرية والسردية، موضحاً أن «النضج» الذي اكتسبه خلال هذه السنوات انعكس على اختياراته الإخراجية ورؤيته للحياة.

وأضاف أنه كان حريصاً على التواصل مع الممثلين قبل التصوير، والجلوس معهم لمعرفة رؤيتهم للشخصيات، فضلاً عن النقاشات المطولة التي خاضها في فترة التحضيرات، مؤكداً أنه قدم التجربة لاقتناعه الشديد بها في الصورة التي سيشاهدها الجمهور على الشاشة.
وقالت مايان السيد إنها شاهدت الجزء الأول مرتين في السينما، وكانت تتمنى المشاركة فيه رغم علمها بأن هذا الأمر غير ممكن لانتهاء الفيلم وعدم وجود إعلان عن جزء جديد، مشيرة إلى أنها اجتازت اختبار الأداء مع المخرج هادي الباجوري قبل انضمامها رسمياً إلى فريق العمل بعدما علمت ببدء تحضيراته للمشروع وبحثه عن فنانين للمشاركة في الفيلم.
واعتبر كريم قاسم أن التحدي الأساسي في دوره كان في كيفية جعل الجمهور يتقبله كممثل لكي يتمكن من كره الشخصية التي يقدمها، مبيناً أنها «شخصية سامة داخل الأحداث»، لافتاً إلى أن «الجزء الثاني يعد بمثابة رد درامي على الجزء الأول، وهو ما يمنحه خصوصية باعتباره اتجاهاً غير مألوف في السينما العربية»، على حد تعبيره.



